السير حذاء شطوط فنيزويلا
فنرجع إلى قولنا، فمن هناك سافرنا ووصلنا إلى ميناء يسمى كومانا Cumana، من حكم إسبانية، فمن هذا الميناء يقدرون أن يمشوا في البر
إلى كل بلاد البيروه، لكن المانع هو خوفهم من الجنود الجلالية،١ ومن الجبال العالية والأنهر والأحراش والوحوش الضارية؛ فلأجل ذلك يسافرون
في البحر. فرسينا في ذلك الميناء واكتفينا من الفواكه والهدايا التي أهداها لنا حاكم
البلد. ومن بعد يومين سافرنا من تلك الأسكلة وجزنا على جزيرة تسمى كوراصون Curaçao، وهي من حكم الأولنديفر «الهولنديين». ثم إن
حاكم هذه الجزيرة أيضًا أرسل لنا شختورًا ملآنًا فواكه، وبوزه لأجل المشروب، وضرب لنا
من القلعة سبعة مدافع، ونحن أيضًا ردينا عليهم السلام بسبعة مدافع. ومن هناك سرنا وجزنا
على جزيرة تسمى ترتوكا Tortuga، وهذه الجزيرة غير
مسكونة؛ لأن فيها زلاحف كبيرة أزيد من ذراعين طولًا وعرضًا، والمراكب تروح وتتصيد من
هذه الزلاحف وتملِّحها لأجل زوادة،٢ وفي هذه الجزيرة وجدنا مركبًا صغيرًا فرنساويًّا، وكان في ذلك الزمان حرب
بين إسبانية وفرنسة، ونحن كنا سبعة عشر غليونًا. ولما رأى الفرنساوية أننا أحطنا بهم
هربوا للبر في الجزيرة، وتركوا المركب فارغًا. فأخذت مراكبنا المركب، فرأيناهُ موسوقًا
زلاحف مملحة. وأما الناس الذين هربوا وخلوا المركب كان لهم مركب آخر في جانب آخر من
الجزيرة نحو تسعة أميال، فراحوا واجتمعوا بذلك المركب، فمن بعد شهرين حصنوا لهم مركبًا
بعدة من الرجال والآلات الحربية لينتقموا من أعدائهم.
١
الجلالية لعلَّها كلمة Guérillas ومعناها
العصائب التي تقاتل قتالًا غير قانوني.
٢
سميت هكذا لوفرة الزلاحف التي كانت تغطي أرضها عندما بلغها المكتشفون سنة
١٥٠٣.