تغيُّر المناخ العالمي بين العلم والسياسة: دليل للمناقشة
«إن تغيرات المناخ التي برزت في هذا القرن أكثر بكثيرٍ من تلك التي حدثت في القرن العشرين، ومن المحتمل أن تكون تأثيراتها الإنسانية أكبر بما يتناسب مع زيادتها. إضافةً إلى ذلك، لا يؤثر المناخ بشكل مباشر فقط على البشر: يؤثر أيضًا على العمليات البيئية والإيكولوجية الأخرى، وتشمل الكثير مما قد لا يُعرف على الفور ارتباطه بالمناخ.»
كانت مشكلة التغيُّر المناخي تلوح في الأفق منذ سنواتٍ طويلة، ولكنها لم تلقَ اهتمامًا كبيرًا، إلا أنها بدأَت تُطرح للمناقشة الجديَّة خلال المؤتمرات على المستويَين الدولي والإقليمي في الآونة الأخيرة؛ كونها أصبحت أكثر المشكلات خطورةً عالميًّا وأكثرها صعوبةً في المعالجة. وقد تضافرت جهود الباحثين لدراسة أبعادها وأسبابها، وسعى كلٌّ من جانِبه لوضع حلولٍ سريعة لدَرء التأثيرات الخطيرة التي ستنجم عنها، وقُدِّم العديد من الأبحاث والدراسات المهمة في هذا الشأن، وهذه الدراسة إحداها، وهي تناقش تفصيليًّا مشكلة تغيُّر المناخ، وتأثيراتها المحتملة على مُختلِف مناحي الحياة، ولكن من زاويتَي العلم والسياسة، كما تستعرض دور المناظرات السياسية والعلمية، ومدى مساهمتهما في التصدِّي لهذه المشكلة ومخاطرها، وطرح بعض المفاهيم المتعلقة بها، وذلك بأسلوبٍ علميٍّ سلسٍ وبسيط؛ حتى يتسنَّى للقارئ غير المتخصِّص الإلمام بشتَّى جوانب هذه المشكلة، وفَهْم الجهود التي تُبذَل للحد من تفاقُمها.