قصة بروملي جيبرتس
لم تكن الغرفة التي كان جون شورلي يُحرِّر فيها صحيفة ذا ويكلي سبونج مفروشةً بأثاث فخم، لكنها كانت مريحة. وكانت تزين حوائطَها بعضُ اللوحات التي كان أغلبها باللونَين الأبيض والأسود، التي رسمَها فنانون اضطرَّهم حظُّهم العَثِرُ إلى الرسم لصحيفة ذا سبونج لقاء مقابلٍ بَخْس. وتناثرت في أرجاء الغرفة مجلاتٌ وصحفٌ كثيرة، معظمها أمريكية؛ إذ كان شورلي من المدرسة التحريرية التي تُعلِّم المنتسبين إليها التوفيرَ بالسرقة من المنشورات الأجنبية بدلًا من إنفاق الأموال على الإسهامات الأصلية. كل ما عليك فِعلُه هو سرقة القصة، واستبدال لندن بنيويورك، ومانشستر أو ليفربول ببوسطن أو فيلاديلفيا، وبهذا ينتهي الأمر.
كان شورلي يؤمنُ بنظريةٍ مفادها أن العامة حَمْقى لا يُجيدون التمييز. وزعم أن الكثير من قصص النجاح العظيمة في مجال الصِّحافة في لندن تُثبت ذلك، ومع ذلك فقد كانت صحيفة ذا سبونج كثيرًا ما تشتري القصصَ من الكُتاب البارزين، وتفتخر بذلك بشدة.
تناثرت المخطوطاتُ على طاولة شورلي، لكن اهتمام المحرِّر العظيم لم يكن مُنصبًّا عليها. بل جلس في كرسيه الخشبي ذي الذراعين يُحدِّق في نار المدفأة وهو مقطب الجبين. لم يكن حال صحيفة ذا سبونج على ما يُرام، وكان يخشى أن يُضطرَّ إلى اللجوء إلى بعض الخطط الترويجية التي كثيرًا ما ساعدَت الأعمالَ الأدبية الأصلية في أماكنَ أخرى، أو عرضِ تأمين قيمتُه ألف جنيه، على نحوٍ يبدو للقارئ المداوم سخاءً كبيرًا، وفي الوقت ذاتِه يستحيل دفعُه إذا وقعَت كارثة بالفعل.
وبينما هو منغمس في تأملاته، دخل عليه أحد الموظفين وقال: «السيد بروملي جيبرتس يريد لقاءك.»
قال المحرر، وقد اشتدَّ عبوسه وتقطيبُ جبينه: «قل له إني مشغول الآن … أخبره بأنني منشغل.»
غير أن هذه الرسالة لم تَشغَل بال الموظف قط؛ إذ لم يكَد يسمعها حتى دخل جيبرتس يَرفُل في معطف طويل فضفاض تحتكُّ أهدابه بكعبي حذائه.
قال جيبرتس مشيرًا إلى الفتى الذي وقف فاغرًا فاه مستنكرًا هذا التطفُّل: «لا عليك.» ثم واصل جيبرتس كلامه: «لقد سمعتُ ما قاله السيد شورلي. إنه منشغل. لا تدَع أحدًا يدخل علينا. واخرج أنت.»
انصرف الفتى وأغلق الباب وراءه. وأدار جيبرتس المفتاح في قفل الباب، ثم جلس.
وقال: «الآن يمكننا الحديثُ بلا إزعاج يا شورلي. أعتقد أنك تنزعج كثيرًا من كل صنوف الحمقى الذين يدخلون عليك ويُقاطعونك.»
قال المحرر باقتضاب: «هذا صحيح.»
قال جيبرتس: «إذن اسمع نصيحتي، وأغلِق الباب. وتواصَل مع المكتب الخارجي بأنبوبِ حديث. أرى أنك مهموم، وقد جئتُ لإسعادك. لقد جئت إليك بقصة يا فتى.»
زمجر شورلي.
وقال: «عزيزي جيبرتس، لدينا الآن …»
قاطعه جيبرتس: «أعلم، أعلم الأمر كلَّه. لديكم ما يكفي من مادةٍ لتشغيل الصحيفة خمسةَ عشَر عامًا قادمة. وإذا كان ما جئتُك به قصة كوميدية، فستقول لي إنكم لا تنشرون إلا الأمور الجدِّية. وإذا كانت قصة مأساوية، فستقول لي إنكم بحاجةٍ إلى بعض الدعابة. أما الحقيقة الأكيدة فهي أنكم يُعوِزُكم المال، ولا يُمكنك دفعُ السعر الذي أطلبه. صحيفة ذا سبونج تنهار، والجميع يعرف ذلك. لم لا يُمكنك قولُ الحقيقة يا شورلي على الأقل لي؟ إذا تدربتَ ساعةً كل يوم، وتعلمت بعض الدروس — مني أنا على سبيل المثال — فستتمكَّن من التلفظ بالكثير من الجمل الصادقة المتتابعة في غضون شهرٍ واحد.»
ضحك المحرر في مرارة.
وقال: «أنت تُجيد المجاملة.»
رد جيبرتس: «غير صحيح. جرِّب مرةً أخرى يا شورلي. قل إنني أبلهُ وقح.»
قال المحرر: «حسنًا، أنت كذلك.»
قال جيبرتس: «أرأيتَ كم كان ذلك سهلًا؟! التدريب سرُّ النجاح. أما فيما يتعلق بهذه القصة، فهل …»
قال المحرر: «كلا. بما أنك لستَ مُعلنًا، فأنا لا أخشى أن أعترف لك بأنَّ الصحيفة تنهار. النتيجة واحدة مهما كانت الأسباب. ليس لدينا المالُ كما تقول، فما الفائدة إذن من الحديث؟»
قرَّب جيبرتس كرسيَّه من المحرر ووضع يده على إحدى ركبتيه. وقال بجدِّية:
«هذا وقتُ الحديث يا شورلي. فقد كاد الأوان يفوت. إنك ستُودي بصحيفة ذا سبونج إلى الانهيار. خطؤك الكبير هو محاولة امتطاءِ حِصانَين منطلقَين في اتجاهين مختلفين. وهذا غيرُ ممكن يا فتى. اتخِذْ قرارك واختَر إما أن تكون لصًّا أو رجلًا شريفًا. هذه هي الخطوة الأولى.»
قال المحرر: «ماذا تعني؟»
رد جيبرتس: «أنت تعلم ما أعني. إما أن تجعل قِوامَ صحيفتك كلَّه من الموادِّ المسروقة، أو أن تجعله كله من موادَّ أصلية.»
قال المحرر: «لدينا الكثير من المواد الأصلية في صحيفة ذا سبونج.»
قال جيبرتس: «نعم، وهذا ما أعترض عليه. إما أن تكون موادُّك كلُّها أصلية أو كلها مسروقة. إما أن تكون سمَكةً أو طائرًا. كل أسبوع يجد مائةُ شخص على الأقل في صحيفة ذا سبونج مقالًا مسروقًا قرَءوه في مصدرٍ آخرَ من قبل. فيظنون أن كل محتوى الصحيفة مسروق فتَخسَرهم كقُرَّاء. وليست هذه طريقةً مربحة في إدارة العمل؛ لذا أريد أن أبيع لك قصة أصلية واحدة ستُصبح أهمَّ قصة تُكتَب في إنجلترا هذا العام.»
قال شورلي بضجر: «أوه، كل القصص التي تُرسَل إليَّ تكون كذلك.» ثم أردف: «كلٌّ منها يُعدُّ أهمَّ قصة من وجهة نظر كاتبها.»
قال جيبرتس غاضبًا: «اسمع يا شورلي، يجب ألا تتحدث إليَّ بهذه اللهجة. أنا لستُ كاتبًا مغمورًا، وأنت تعلم ذلك جيدًا. وأنا لا أحتاج إلى الترويجِ لبضاعتي.»
قال المحرر: «لماذا جئتَ تُلقي عليَّ هذه المحاضرة إذن؟»
قال جيبرتس: «لمصلحتك أنت يا شورلي»، وهدأت أعصابه بنفس سرعة ثورتها. كان رجلًا لا يمكن التنبؤ بما في جَعْبتِه. ثم كرَّر: «لمصلحتك أنت، وإذا لم تقبل هذه القصة، فسيقبلها غيرُك. وستكون سببًا في ابتسام الحظِّ للصحيفة التي تحصل عليها. والآن، اقرأها وسأنتظر أنا. ها هي ذي مكتوبة على الآلة الكاتبة بحجمِ خطٍّ مُريح لعينَيك المباركتين.»
أخذ شورلي المخطوطةَ وأوقد مصباح الغاز؛ إذ كان الظلام قد بدأ يَحُل. وجلس جيبرتس لبعض الوقت، ثم طَفِق يذرع الغرفة على نحوٍ أبدى شورلي استياءَه منه. لم يكتفِ بذلك فأخذ قضيبَ المِدفأة وزاد نارَ المدفأة اشتعالًا مُحدِثًا بعضَ الضجيج. وصاح أخيرًا: «بالله عليك، اجلس يا جيبرتس واهدأ!»
أمسك جيبرتس قضيبَ المدفأة كسلاحٍ وحدَّق في المحرر.
وقال في حدَّة: «لن أجلس، وسأُحدِثُ القدرَ الذي يحلو لي من الضجيج.» وبينما كان واقفًا في تحدٍّ، رأى شورلي في عينيه أماراتِ الجنون.
قال شورلي، وهو يواصل قراءة القصة: «أوه، حسنًا، إذن.»
وقف جيبرتس ممسكًا بقضيب المدفأة من منتصفه للحظة، ثم ألقى به على رفِّ المدفأة محدثًا قرقعةً عالية، ثم جلس، وعلَّق نظره بنار المدفأة بلا حَراك حتى قلَب شورلي الصفحة الأخيرة.
قطع جيبرتس سكونه قائلًا: «حسنًا، ما رأيك؟»
قال المحرر دون اهتمام: «قصة جيدة يا جيبرتس، كلُّ قصصك جيدة.»
هبَّ جيبرتس واقفًا وأطلق لعنة.
وقال في هياج: «هل تعني أنك لا ترى في هذه القصة أيَّ شيء مختلفٍ عما سبق أن كتبتُه أنا أو غيري؟ سحقًا يا شورلي، أنت لا يمكنك تمييزُ القصة الجيدة ولو وجدتَها أمامك في شارع الصِّحافة فليت ستريت! ألا ترى أن الكاتب بذل فيها كلَّ ما في وُسعه؟»
مد شورلي ساقيه ودس يديه في جيبي بنطاله.
وقال: «ربما يكون وصفُك لطريقة كتابتها صحيحًا، على الرغم من أني أعتقد أنك قلتَ منذ لحظة إنها كُتِبت على الآلة الكاتبة.»
قال جيبرتس، عائدًا إلى الوجوم من جديد: «دعك من المزاح يا شورلي.» وواصَل: «أنت لا تعجبك القصة إذن؟ لم ترَ فيها شيئًا استثنائيًّا، لا غرضًا ولا قوةً ولا عاطفةً ولا حياةً ولا موتًا … لا شيء؟»
قال المحرر: «فيها ما يكفي من الموت في نهايتها. ما أعترض عليه هو كثرةُ الدمِ والعنف فيها. لا يمكن أن تحدث مأساةٌ كهذه. لا يمكن لرجل أن يقصد بيتًا ريفيًّا ويذبح كلَّ مَن فيه. هذا سخف.»
هب جيبرتس واقفًا وبدأ يذرع الغرفةَ في حماس. وفجأةً توقَّف أمام صديقه، وجعله معطفُه الطويل يبدو أطولَ قامةً مما هو عليه بالفعل.
وقال: «هل سبق أن قصَصتُ عليك مأساةَ حياتي؟ وكيف أن الممتلكات التي كان من الممكن أن تحميَني من الفاقة قد …»
قال المحرر: «لقد أخبرتَني بذلك بالطبع يا جيبرتس. اجلس. لقد أخبرتَ الجميع بذلك. وأخبرتني أنا عدة مرات.»
قال جيبرتس: «وكيف أن قريبي احتال عليَّ وسلبني …»
قال المحرر: «بالطبع. سلبك أرضك والمرأةَ التي كنتَ تُحبها.»
قال جيبرتس: «أوه! يبدو أنني أخبرتُك، أليس كذلك؟» وبدا عليه الحرَجُ من معرفة المحرر بهذه الظروف. جلس وأسند رأسه إلى يدَيه. وساد صمتٌ طويل بين الاثنين، قطعه جيبرتس في النهاية بقوله:
«إذن أنت لم تعجبك هذه القصة؟»
قال المحرر: «أوه، لم أقل ذلك. يمكنني أن أرى أنها قصةُ حياتك الحقيقية وقد أُضيفَت إليها نهايةٌ خيالية دامية.»
قال جيبرتس: «أوه، لقد لاحظتَ ذلك، أليس كذلك؟»
قال المحرر: «بلى. كم تريد ثمنًا لها؟»
قال جيبرتس: «خمسين جنيهًا.»
قال المحرر: «كم؟»
رد جيبرتس: «قلت لك خمسين جنيهًا. هل أصابك الصمم؟ وأريد المالَ الآن.»
قال المحرر: «يا لبراءة قلبك، يُمكنني شراء قصةٍ أطولَ من أبرزِ الكتَّاب الأحياء نظير أقلَّ من خمسين جنيهًا. لقد جُننتَ يا جيبرتس.»
نظر إليه جيبرتس فجأةً في تعجُّب، كما لو لم تكن هذه الفكرةُ قد خطرَت له في السابق. بدا مستغرقًا في الفكرة تمامًا. فقد تُفسِّر هذه الفكرة الكثيرَ من الأمور التي لطالما حيَّرَته وحيرت أصدقاءه. فكَّر في الأمر لحظاتٍ قليلة ثم هز رأسه في النهاية.
وقال متنهدًا: «كلا يا شورلي.» ثم أردف: «يعلم الرب أني لم أُجَن، رغم أني مررتُ بما يكفي لإصابتي بالجنون. يبدو أني لم أحظَ بنصيبٍ من الحظ يُناهز ما حصل عليه آخَرون. ليست لديَّ نزعةٌ للجنون. لكن دَعْنا نَعُد إلى القصة. أنت تعتقد أن خمسين جنيهًا أكثرُ مما تستحق. إنها ستجعل الحظَّ يبتسم للصحيفة التي ستنشرها. دعني أرَ. كنتُ أتذكر منذ قليل لكن الفكرة غابت عن ذاكرتي الآن. ماذا كان وجهُ اعتراضك وما رأيتَه غيرَ طبيعي؟»
قال المحرر: «المأساة. هناك قتلٌ بالجملة في النهاية لدرجةٍ مبالَغٍ فيها.»
قال جيبرتس: «آه! تذكرت الآن! تذكرت الآن!»
بدأ جيبرتس يذرع الغرفةَ بنشاط مجددًا ويضرب كفًّا بكف. وظهر الحماس الشديد على وجهه.
وقال: «نعم، تذكرت الآن. المأساة. أن يكون هناك كلُّ هذا القتل، رجل واحد يقتل كلَّ مَن في المنزل الريفي، تخيل إن حدث ذلك فعلًا. ألن يُثير ذلك ضجةً في إنجلترا كلها؟»
رد المحرر: «بالطبع.»
قال جيبرتس: «إنه بالتأكيد سيفعل ذلك. والآن أنصِت إليَّ. سأرتكب أنا هذه الجريمة المزعومة. بعد أسبوعٍ من نشرك القصة، سأذهب إلى ذلك المنزل الريفي، تشانور تشيس. إنه منزلي — هذا إن كان في إنجلترا عدلٌ وحق — وسأقتل كلَّ مَن فيه. وسأترك خطابًا أقول فيه إن القصة المنشورة في صحيفة ذا سبونج هي القصة الحقيقية لما وراءَ المأساة. وفي غضونِ أسبوع ستكون صحيفتُك مثارًا للحديث أكثرَ من أي صحيفة في إنجلترا، أو حتى في العالم. سيُحقق مستوى تداوُلِها طفرةً مفاجئة لم تُحقِّقها أيُّ صحيفة أسبوعية أخرى على وجه الأرض. اسمع يا شورلي، هذه القصة قيمتها خمسون ألفَ جنيه وليس خمسين جنيهًا فقط، وإن لم تشترِها على الفور فسيشتريها غيرك. والآن ما رأيك؟»
قال المحرر: «رأيي أنك تمزح، وإلا فقد جُن جنونك تمامًا، كما قلتُ لتوي.»
قال جيبرتس: «وإذا اعترفتُ بجنوني، فهل ستشتري القصة؟»
قال المحرر: «كلا، ولكني سأمنعك من ارتكاب الجريمة.»
قال جيبرتس: «كيف؟»
رد المحرر: «بتسليمك للشرطة. بالإبلاغ عنك.»
قال جيبرتس: «لا يمكنك فعلُ ذلك. حتى تُرتكَب تلك الجريمة، لن يُصدِّق أحدٌ أنها يمكن أن تُرتكَب. وليس لديك شهود على محادثتنا هذه، وسأنكر كلَّ ما تقول. لا فضل لقولك على قولي الآن. كل ما ستفعل هو تفويتُ فرصتك في ابتسام الحظ لك، والفرصة تطرق بابَ كلِّ رجل. عندما دخلتُ عليك كنتَ تُفكر في كيفية إعادة صحيفة ذا سبونج إلى نجاحها السابق. بدا ذلك جليًّا في حديثك وهيئتك. والآن ما رأيك؟»
قال المحرر: «سأعطيك خمسةً وعشرين جنيهًا مقابل قصتك كما هي، رغم أن هذا سعرٌ مرتفع، وليس عليك ارتكابُ الجريمة.»
قال جيبرتس: «اتفقنا! هذا هو المبلغ الذي أردتُه، لكني كنت أعلم أني لو طلبتُه لعرَضتَ بدلًا منه اثنَي عشرَ جنيهًا وعشرة شلنات. هل ستنشرها خلال هذا الشهر؟»
قال المحرر: «نعم.»
قال جيبرتس: «رائع جدًّا. اكتب الشيك. ولا تُسطره. فليس لديَّ حسابٌ مصرفي.»
عندما تسلَّم جيبرتس الشيك وضعه في جيب معطفه الطويل واستدار على الفور وفتح الباب. وقال للمحرر: «إلى اللقاء.»
وقبل أن يختفيَ لاحظ شورلي طول معطفه واحتكاكَ أهدابه بكعبَي حذائه. والمرةَ التالية التي رأى فيها ذلك الروائيَّ كانت في ظروفٍ لا تَنْمحي من الذاكرة أبدًا.
كانت ذا سبونج صحيفةً من ستَّ عشرةَ صفحةً لها غِلافٌ أزرق، وفي أسبوعِ ظهور قصة جيبرتس فيها احتلت القصةُ الصفحاتِ السبع الأولى منها. وعندما تصفحها شورلي في الصحيفة فاق إعجابُه بها وهي منشورة إعجابَه بها عندما كانت مخطوطة. فالقصة تبدو أكثرَ إقناعًا دائمًا وهي مطبوعة.
صادف شورلي في النادي عدة رجال يتحدثون عن إعجابهم بالقصة، فبدأ هو الآخر يقتنعُ أخيرًا بأنها قصة جيدة. تحمَّس لها جونسون بشدة، وكان كلُّ مَن في النادي يعتبرون رأي جونسون سديدًا.
قال جونسون، متعمدًا التأكيد على استخدام الضمير الشخصي «أنت»: «كيف حصلتَ أنت عليها؟»
ردَّ المحرر بامتعاض: «ألا تعتقد أني أميز القصةَ الجيدة عندما أراها؟»
قال جونسون بتهكُّم: «هذا ليس الاعتقادَ الشائع عنك في النادي، ولكن كل أعضاء النادي أرسَلوا إليك إسهاماتهم، وربما كان ذلك سببَ تكوينهم لهذا الاعتقاد. بالمناسبة، هل رأيتَ جيبرتس مؤخرًا؟»
قال المحرر: «كلا، لماذا تسأل؟»
قال جونسون: «في الواقع، أنا أستغرب تصرفاته في الآونة الأخيرة. وإذا سألتَني عنه فسأجيبك بأني لا أظنُّ عقلَه متزنًا تمامًا. هناك شيء يشغل باله.»
تدخَّل عضو جديد بالقول ببعض التردد: «لقد أخبرني به … لكني لا أعتقد أنَّ من حقي الإفصاحَ عنه، على الرغم من أنه لم يُسِرَّ إليَّ بالأمر … قال لي إنه الوريث الشرعي للممتلكات الموجودة في …»
قال المجتمِعون في وقت واحد: «أوه، يعرف جميعُنا هذه القصة!»
قال واحدٌ من أقدم الأعضاء: «أعتقد أن المشكلة في الويسكي الذي يُقدمه النادي.» ثم أردف: «رأيي أنه الأسوأ من نوعه في لندن.»
تدخَّل جونسون: «لم تَرِدْ أيُّ شكاوى شفهية. اكتب إلى اللجنة عن هذا الأمر.» ثم أضاف: «إذا كان في النادي صديقٌ لجيبرتس — وأشكُّ في ذلك — فصديقه ذلك ينبغي أن يعتنيَ به. أعتقد أنه سينتحر.»
أقلق هذا الحديثُ شورلي وهو يمشي عائدًا إلى مكتبه. وجلس يكتب رسالةً يطلب فيها من جيبرتس زيارته. وبينما كان يكتب دخل عليه مكيب، مدير الشئون التِّجارية لصحيفة ذا سبونج.
وقال: «ما خَطْب الصحيفة هذا الأسبوع؟»
رد المحرر: «خَطْب؟ أنا لا أفهمك.»
«لقد أرسلتُ طلبًا إلى المطبعة لطباعة عشَرةِ آلاف نسخة إضافية، ثم طلب مكتب سميث الكميةَ كلَّها. كانت العشرة آلاف نسخة الإضافيةُ ستُوجَّه إلى وكلاء صحفيِّين مختلفين في أرجاء البلاد أرسلوا طلباتٍ متكرِّرة، فطلبتُ من المطبعة الآن طباعة خمسة وعشرين ألف نسخة إضافية على الأقل، وأن تبقى ألواحُ الطباعة في المطبعة. لم أقرأ صحيفة ذا سبونج بنفسي قط، وخطر لي أن أزورَك لأسألك عما أدى لهذا الإقبال الشديد. فهذه الزيادة في الطلب غيرُ طبيعية.»
قال شورلي: «فلتقرَأ الصحيفة بنفسك لتعرف.»
رد مكيب: «لولا كثرةُ موادِّك المعتادة فيها لقرأتُها.»
وفي اليوم التالي أبلغ مكيب عن زيادة محيِّرة في الطلبات. ووصل استبشارُه بتحقيق نجاحٍ راوغَهم لمدَّة طويلة إلى درجةٍ أغضبَت شورلي؛ فقد كان شورلي يرى أن الفضل يعود له وحده في ذلك. لم يكن قد تلقى ردًّا على الرسالة التي أرسلها إلى جيبرتس، فقصد الناديَ يأمُلُ لقاءه. وهناك وجد جونسون فسأله عما إذا كان جيبرتس قد جاء.
فرد جونسون: «لم يأتِ إلى هنا اليوم، لكني رأيتُه أمسِ، أتعلم ماذا كان يفعل؟ كان في متجر أسلحةٍ نارية في شارع ستراند يشتري طلقاتٍ لمسدسه القبيح الشكل ذي السبع طلقات. فسألته ماذا سيفعل بالمسدس في لندن، فرد باقتضاب قائلًا إن ذلك ليس من شأني، وهو ما رأيتُه تلخيصًا دقيقًا للموقف، فانصرفت دون أن أضيف أيَّ تعليق. إذا أردت أيَّ قصص أخرى بقلم جيبرتس، فعليك أن تعتنيَ به.»
انبعثَ في نفس شورلي القلقُ على جيبرتس فجأة. كان قد بدأ بالفعل يُفكر في أن ذلك الروائي كان يُخطِّط للإقدام على تصرُّف جامح قد يطول أشخاصًا آخَرين على نحوٍ مؤسف. ولم يُرِد شورلي أن يكون شريكًا في ذلك العمل سواءٌ قبل أن يحدث أو بعده. هُرِع إلى المكتب، فوجد فيه ردًّا متأخرًا من جيبرتس على رسالته. ففتح الرسالة متعجلًا، وما إن قرأها حتى فقَد تمامًا ما تبقى من سيطرةٍ قليلة على نفسه.
عزيزي شورلي
أعلم لماذا تريد لقائي، لكن هناك الكثير من الأمور التي عليَّ فِعلُها؛ لذا لا تُمكنني زيارتك. ومع ذلك، لا تخشَ شيئًا، سألتزم بما اتفقنا عليه دون أيِّ ضغط منك. لم يمر على نشر القصة إلا أيام قليلة، ولم أعِدْك بتنفيذ المأساة قبل انقضاء الأسبوع. سأتوجَّه إلى تشانور تشيس عصر اليوم. وستحصل على نصيبك من الاتفاق، بل أكثرَ منه.
شحب وجه شورلي بعض الشيء عندما فرَغ من قراءة هذه الرسالة. وارتدى معطفه بسرعة، وأسرع إلى الشارع. واستدعى عربةَ أجرة، وقال للسائق:
«خذني إلى «كيندرز إن» بأقصى سرعة. رقم ١٥.»
وما إن وصل حتى أسرعَ يصعد الدرَج درجتين في كلِّ خطوة، وطرَق باب جيبرتس. ومنح جيبرتس نفسه ترفَ استئجارِ رجلٍ للعمل في منزله، وكان ذلك الرجل مَن فتح الباب بعد أن طرقه شورلي بإصرار.
قال شورلي: «أين جيبرتس؟»
رد الرجل: «خرج لتوِّه يا سيدي.»
قال شورلي: «إلى أين؟»
رد الرجل: «إلى محطة يوستن على ما أظن يا سيدي، لقد استقلَّ عربة أجرة. وسيقضي أسبوعًا في الريف يا سيدي، ولم يطلب مني توجيهَ ما يَرِدُه من خطابات إليه؛ لذا لا أعرفُ عُنوانه.»
قال المحرر: «هل لديك دليلٌ للقطارات؟»
قال الرجل: «نعم سيدي، تفضَّل بالدخول. كان السيد جيبرتس يتفقد مواعيد القطارات فيه قبل انصرافه.»
وجد شورلي الدليلَ مفتوحًا على حرف التاء، وأجال نظره أسفل العمود حتى وصل إلى كلمة تشانور، فوجد أن قطارًا سينطلق إلى هذه الوجهة خلال عشرين دقيقة. فانطلق يهبط الدرج مجددًا دون أن ينبس بكلمة. ولم يَبدُ على الرجل الاستغراب. إذ كان يزور سيدَه أشخاصٌ غَريبو الأطوار في بعض الأحيان.
قال المحرر لسائق العربة: «هل يُمكنك توصيلي إلى محطة يوستن خلال عشرين دقيقة؟»
هز السائق رأسَه موافقًا وقال:
«سأفعل ما بوُسعي، يا سيدي، لكن المسافة تستغرق نحو نصف الساعة.»
أسرع السائقُ بقدر استطاعته، لكنه أوصل شورلي إلى رصيف المغادرة بعد انطلاق القطار بدقيقتين.
سأل شورلي أحدَ العتالين: «متى ينطلق القطار التالي إلى تشانور؟»
رد العتال: «لقد انطلق لتوِّه يا سيدي.»
قال شورلي: «لم ينطلق القطار التالي لتوِّه أيها الأحمق. أجِب عن السؤال.»
رد العتال منزعجًا: «بعد ساعتين وعشرين دقيقةً يا سيدي.»
فكَّر شورلي في استئجار قطارٍ خاص، لكنه أدرك أنه لا يملك ما يكفي من المال. ربما يمكنُه الإبراق إلى سكان تشانور تشيس لتحذيرهم، لكنه لم يعرف إلى مَن يُبرِق. خطر بباله أن يُرتب لإلقاء القبض على جيبرتس بأي تهمة في محطة تشانور. رأى أن هذه هي وسيلةُ إنقاذ الموقف، إنها وسيلة خطيرة، لكنها فعالة.
بعد لحظات، استعاد العتالُ هدوءه. فالعتالون لا يُمكنهم إطالةُ الامتعاض، ورأى هذا العتالُ على وجه الخصوص عُملة معدنية قيمتها شلنان ونصف الشلن تلوح له في الأفق.
سأله العتال: «هل تودُّ الوصول إلى تشانور قبل القطار الذي انطلق للتو يا سيدي؟»
رد المحرر: «نعم. هل يمكن ذلك؟»
رد العتال: «قد يكون ذلك ممكنًا يا سيدي.» متحدثًا في تردد كما لو كان على وشك الإفصاح عن سرٍّ من أسرار الدولة، الأمر الذي قد يُكلفه منصبَه. أراد أن يرى العملة المعدنية قبل أن يُلزِم نفسَه بأي شيء.
قال المحرر: «هذه العملة الذهبية التي قيمتها نصف جنيه هي لك إن أخبرتني كيف يُمكن ذلك دون أن أستأجر قطارًا خاصًّا.»
قال العتال، بعد أن وضع العملة الذهبية بأمانٍ في جيبه: «حسنًا، يمكنك أن تستقل القطار السريع الذي يُغادر عند منتصف الساعة. سيحملك إلى ما بعد تشانور بخمسة عشر ميلًا، محطة تقاطع بولي، وبعد ذلك بسبع عشرة دقيقة يمكنك أن تستقلَّ قطارًا محليًّا يعود بك إلى تشانور، الذي إذا لم يتأخَّر سيصل إلى هناك قبل القطار الذي انطلق من هنا إلى هناك بثلاث دقائق.»
اشترى شورلي نسخةً من ذا سبونج وهو في انتظارِ القطار السريع، وقرأ قصةَ جيبرتس من جديد في الطريق. صدَمَته هذه القراءة الثالثة. إذ لم يكن قد لاحظ من قبلُ الجدِّيةَ المخيفة في نبرتها. إننا نميل إلى التقليل من شأن أعمالِ مَن نعرفهم شخصيًّا أو المغالاة في تقديرها.
عندئذٍ بدا أن شورلي أدركَ لأول مرة الموقفَ على حقيقته. وتركَته القراءةُ الثالثة في حالةٍ من الانهيار العصبي. حاول أن يتذكر ما إذا كان قد أحرقَ خطاب جيبرتس أم لا. فإذا كان قد تركه على الطاولة فقد يحدث أيُّ شيء. إذ يُعَد الخطابُ دليلَ إدانة.
تأخَّر القطار المحلي في التقاطع خمس دقائق، وقطع الخمسة عشر ميلًا التي تفصلُه عن تشانور ببطء مثيرٍ للأعصاب، مهدرًا بعضَ الوقت في كل ميلٍ من الطريق. وفي تشانور وجد أن القطار القادم من لندن كان قد وصل وانطلق.
سأل شورلي: «هل نزل رجلٌ ذو معطف طويل فضفاض و…»
فأكمل مُحدِّثه سؤاله: «وتوجه إلى تشانور تشيس، سيدي؟»
قال شورلي: «نعم. هل ذهب؟»
جاءه الرد: «أوه، نعم سيدي! كانت العربة التي جاءت من تشيس تنتظره هنا، سيدي.»
سأل شورلي: «وكم يبعد؟»
كانت الإجابة: «خمسة أميال على الطريق، إذا كنت تقصد تشيس سيدي.»
سأل شورلي: «هل من وسيلةٍ تأخذني إلى هناك؟»
أجابه: «لا أعتقد ذلك سيدي. لم يكن لديهم علمٌ بقدومك على ما أفترض، لو كانوا يعلمون لانتظَروك، لكن إذا سلكتَ الطريق في اتجاه الكنيسة يمكنك يا سيدي أن تصل إلى هناك قبل العربة. لا تبعد وجهتك عن الكنيسة أكثرَ من ميلين. في الطريق بعض القذارة للأسف، لكنه ليس أسوأَ من طريق العربات. لا يمكنك أن تضلَّ طريقك، ويمكنك أن ترسل في طلب أمتعتك.»
كان الجوُّ مطيرًا، ولم تزل السحب تفرغ ما تبقى في جَعبتِها من مطرٍ خفيف. يصعب بعضَ الشيء تتبعُ مسارٍ غيرِ مألوف حتى والشمس في رابعة النهار، وفي أمسية مطيرة مظلمة كهذه تزيد الصعوبةُ أكثر. كان شورلي من أبناء الحضَر، فلم يألف الحارات والأزقَّةَ الريفية وطبيعتها الغريبة.
في البداية ظنَّ السطحَ اللامع لإحدى القنوات ممشًى، ولم يُدرِك خطأَه إلا بعد أن خاض حتى خاصرتِه في الماء. اشتد المطر من جديد فزاد هذا من متاعبه. وبعد فترة من التجول في حقول طينية، وصل إلى كوخٍ وجد فيه مَن أرشده إلى تشانور تشيس.
خطر لشورلي أن الوقت الذي أهدره في تجواله في الحقول يكفي لوصول العربة التي تُقِلُّ جيبرتس قبله، وهذا ما حدث حقًّا. تفاجأ الرجل الذي أجاب طَرْق شورلي الشديد على الباب به يقفُ زائغَ العينين رثَّ الهيئة متسخًا كمجنون أو متشرد.
سأل شورلي دون مقدمات: «هل وصل السيد بروملي جيبرتس بعد؟»
رد الرجل: «نعم سيدي.»
سأل شورلي: «هل هو في غرفته؟»
قال الرجل: «كلا يا سيدي. لقد نزل لتوِّه بعد تبديل ثيابه، وهو في غرفة الاستقبال.»
قال شورلي لاهثًا: «يجب أن أراه على الفور.» ثم أردف: «إنها مسألةُ حياة أو موت. خذني إلى غرفة الاستقبال.»
أرشده الرجلُ المتحير بعضَ الشيء إلى باب غرفة الاستقبال، فسمع شورلي مِن داخلها صوتَ ضحكٍ. فالكوميديا والمأساةُ رفيقانِ دائمان. فتح الرجلُ الباب فدخل شورلي. أدهشه المنظر الذي رآه في أول الأمر؛ فقد كانت إضاءةُ الغرفة ساطعة. لقد رأى فيها عددًا من السيدات والرجال كلهم يلبسون ملابسَ مسائية وينظرون جميعًا نحو الباب والذهولُ في عيونهم. ولاحظ أن العديد منهم يحملون في أيديهم نُسخًا من صحيفة ذا سبونج. وكان بروملي جيبرتس يقف أمام نار المدفأة، وكان واضحًا جدًّا أنه قُوطع أثناءَ سردِ شيء.
كان جيبرتس يقول: «أؤكد لكم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها بيعُ قصةٍ من أرفع طراز إلى محرر لندني.»
توقَّف جيبرتس عند هذا القول، والتفت يتفقَّد المتطفل. مضت دقيقةٌ أو اثنتان قبل أن يتبيَّن أن ذلك الشخص الرثَّ الهيئة الواقف بالباب في خزي هو المحرر اللندني الأنيق.
صاح ملوحًا بيده: «يا إلهي! ما إن نذكر المحرِّر حتى يظهر. أستحلفك بكلِّ ما توقره يا شورلي أن تخبرني كيف وصلتَ إلى هنا. وهل حاق بك سوءُ عمَلِك أخيرًا؟ هل وقعت في بركةٍ تشرب منها الخيول وتستحمُّ فيها؟ كنت أحكي لتوي لأصدقائي هنا هؤلاء كيف بعتُ لك تلك القصة التي جلبَت الحظَّ لصحيفة ذا سبونج. تقدَّمْ وأظهِر نفسك يا صديقي شورلي.»
قال شورلي بتلعثُم: «أريد الحديث معك.»
قال جيبرتس: «فلتُحدِّثني هنا إذن.» ثم أردف: «كلُّهم يفهمون الوضع. تعالَ وقُصَّ القصة من وجهة نظرك.»
تمالكَ شورلي نفسه وقال مخاطبًا الجمع: «أحذركم، هذا الرجل يُفكر في ارتكابِ جريمةٍ شنعاء، وقد جئتُ إلى هنا لمنعها.»
مال جيبرتس برأسه إلى الخلف وانفجر ضاحكًا.
وقال: «فتِّشني!» ثم أضاف: «أنا أعزلُ تمامًا، وأقف وسط أعزِّ أصدقائي، كما يعرف كلُّ المجتمعين هنا.»
قالت إحدى السيدات العجائز: «يا إلهي!» ثم أضافت: «هل تعني أن تشانور تشيس هو المكان الذي تدور فيه أحداثُ قصتِك وتقع فيه المأساة؟»
قال جيبرتس في مرح: «بالطبع هو.» ثم أردف: «ألم تُلاحظوا الطابَع المحلِّي؟ ظننتُ أني وصفت تشانور تيس بأدقِّ التفاصيل، أوَلَم أقل لكم أيضًا إنكم كنتم جميعًا ضحاياي؟ دائمًا أنسى إحدى التفاصيلِ المهمة عندما أقصُّ قصة.» وبينما استدار شورلي، ناداه جيبرتس: «لا تنصرف الآن، وقُصَّ القصةَ من وجهة نظرك، وعندئذٍ سيسمعون سردَ كلٍّ منا على طريقة ويلكي كولينز.»
لكن شورلي كان قد ضاق ذرعًا، وعلى الرغم من إلحاحهم عليه بالبقاء، انصرف تحت حُجب الليل يصبُّ لعناته على طباع الأدباء الغريبة.