قصر على النيل
«إنه يُحبها، يُحبها، يُحب فيها شبابَه البِكر، ويُحب فيها إرضاءَها لغرور الشباب، ويُحب فيها أُمسياتِها الناعمة في ضوء القمر، أو في ضوء المصباح المُعلَّق على القارب. يُحب فيها استيقاظةَ القلب الأولى، وصَحْوةَ النبضات الناغمة. يُحبها ولكن إلى أين؟ أزَواجًا؟»
إنها رائعةُ «ثروت أباظة»، التي جسَّد فيها الحبَّ والصداقة والقرابة والوفاء تماثيلَ منصوبةً دقيقةَ الصنع، واضحةَ الملامح، فمِن «قصر على النيل» يملكه «أحمد باشا شكري» السياسيُّ المُخضرَم، والناقد المُمحِّص أحوالَ عصره، وربُّ عائلته الكبيرة التي تَنعم في خيره وفضله، والأبُ الحنون على ابنتَيه «سهير» و«سميحة»؛ إلى بيتِ ابن أخيه ووريث حكمته «وصفي باشا شكري»، الرفيع أدبًا ومَقامًا؛ وإلى قلب «سليمان» المُوحِش ابن الأخ الآخَر، المهندس العِربيد الطمَّاع؛ من هنا وهناك يروي لنا الأديبُ الكبير — في سيمفونية مُطرِبة — كيف كان قرارٌ واحد اتَّخذه «وصفي» و«سهير» في شبابهما وهما غِرَّان صغيران مدفوعان بشكِّ نفسِه وانفطارِ قلبها، قد قلبَ حياتَهما وحياةَ العائلة كلها، كبيرِها وصغيرها، انقلابَ مركبٍ مُهترئ في بحرٍ مُتلاطِم الأمواج.