الجُمهورية
في فندق صغير في الطريق من روما إلى فلورنسا، في صباح التاسع عشر من يونيو عام ١٩٥٣.
يجلس طه حسين وزوجته يتناولان الإفطار مبكرًا، وأمتعتهما تنزل إلى سيارة صغيرة يسافران فيها من روما التي غادراها مساء أمس إلى مدينة فلورنسا، وكان طه حسين قد طلب أن تقدم له صحيفة الصباح مع هذا الإفطار المبكر.
والسيدة سوزان تلقي نظرة على الصحيفة فتقول: «لقد أُعلنت الجمهورية في مصر، أعلنت الجمهورية أمس، الثامن عشر من يونيو ١٩٥٣.»
ويقول طه حسين: «أعلنت الجمهورية!»
وترد سوزان: «هذا هو الخبر: القاهرة، في الثامن عشر من يونيو …»
وطه حسين لم يعد يسمعها، إنه يفكر فيما بينه وبين نفسه: «ما أعظم الفرق بين حياتنا التي نحياها منذ اليوم وحياتنا التي كنا نحياها من قبل، والتي كان آباؤنا وأجدادنا يحيونها منذ الآلاف المؤلفة من السنين! المصريون القدماء كانوا يعبدون ملوكهم ويتخذونهم آلهة مقدسين، يرفعون إليهم الصلوات والقرابين، المصريون القدماء كانوا يخضعون للولاة والملوك الأجانب الذين كانوا يأتونهم من أقطار الأرض المختلفة، كانوا يعبدون قياصرة روما.
المصريون القدماء كانوا يشترون ملوكهم بالمال، يجلبونهم من بلاد الشركس والقوقاز رقيقًا أطفالًا يخطفهم النخاسون.
المصريون تُقطع الصلة بينهم وبين العالم الخارجي بغزو الترك العثمانيين، تستيقظ أوروبا وهم نيام، يستيقظون في القرن الماضي يقظة مقيدة بسلطان الترك العثمانيين الذي يأتيهم من الخارج. وبهذه الولاية المتوارثة التي استقرت فيهم، ثم بهذا الملك المتوارث الذي فرضته عليهم حماية الإنجليز. وهاهم يتخلصون من هذا كله، وسيرفعون إلى رياسة الدولة المصرية رجلًا لا يمتاز عن سائر المصريين بمولد، ولا بثروة، ولا بقوة أجنبية تسنده …»
وتسأل سوزان: «أين أنت؟ إنني أقرأ وأتحدث إليك وأنت غائب … غائب عني وعن كل ما حولك.»
ويرد طه حسين: «كنت أفكر في مصر وأعجب … احتملت مصر ما احتملت وقاست من الخطوب ضروبًا وألوانًا، دون أن تفقد شخصيتها ودون أن تنسى كرامتها، ودون أن تفتر لحظة واحدة عن الجهاد في سبيل تلك الشخصية وهذه الكرامة، ودون أن تقصر لحظة عن المشاركة في ترقية الحضارة الإنسانية؛ فاستيقنت أثناء هذا التفكير أن مصر هي المثل الرائع للوطن الأصيل الذي لم يُخلق ليفنى في غيره، والذي لم يُخلق ليذعن لغيره، وإنما خُلق ليفرض نفسه على الدهور، ولتعيش أمته خالدة كما أنه هو خالد، كريمة كما أنه هو كريم، عزيزة كما أنه هو عزيز، قاهرة للأحداث والخطوب كما أنه قاهر للأحداث والخطوب، قادرة على أن تنفذ من المشكلات مهما تكن، وتقهر المصاعب مهما تعظم!»
وتسأل سوزان: «فكرت أنت في هذا كله، وأنا أقرأ لك خبرًا في صحيفة، على عمود، في عدة سطور؟! أبحرت بعيدًا عني وأنا أحاول أن أقرأ لك الأخبار؟ أنت ترى أنني لا أستحق أن تستمع إليَّ …»
ويأخذ طه حسين يديها في يديه ويقول: «لا، كنت أستمع إليك، كان صوتك العذب يساعدني — كعهده دائمًا — على التفكير!»
وتقول سوزان: «المهم، أتركك الآن، سأعود لنسمع معًا نشرة الأخبار التالية، ثم يجب أن نغادر هذا الفندق سريعًا لنذهب إلى فلورنسا، ومبارك عليك جمهورية مصر!»
•••
وفي فلورنسا ينعقد اجتماع مؤتمر الحضارة والسلام، وبين المدعوين قناصل الدول، ومنهم قنصل «جمهورية» مصر العام مصطفى السعدني، وبين الأعضاء طه حسين يمثل مصر في المؤتمر وإلى يمينه زوجته.
ويقول رئيس المؤتمر وهو على المنصة: «والآن يسرني أن أدعو الكاتب المصري الدكتور طه حسين للكلام.»
ويقول طه حسين لزوجته: «لقد كنت فهمت أنني أشارك في المؤتمر مستمعًا، لم أعد شيئًا لهذا المؤتمر، طوال هذا الأسبوع الذي قضيناه هنا لم أقرأ شيئًا غير القرآن.»
وتقول سوزان: «إنهم يصفقون لك … الكلام الذي كنت تقوله لي في طريق حلوان، وكلمة شكر، هذا يكفي ثم تعود للاستماع.»
ويسير مؤنس مع والده إلى المنصة، فيجلس عليها، ويبدأ حديثه بالفرنسية يقول:
«أحب — أيها السيدات والسادة — أن أتحدث إليكم حديثًا قصيرًا عن الصلة بين السلام وبين ديننا الإسلام … إن اسم الإسلام اشتُق من السلم، وإن المسلم في القرآن هو الذي يسلم الناس من لسانه ويده، وإن إبراهيم أبا الأديان السماوية قد جاء ربه بقلب سليم، وقد أسلم وجهه حنيفًا، فالمسلمون أهل السلام.»
بين أعضاء المؤتمر أستاذ فرنسي تجلس إلى جانبه سيدة من شيلي، تقول السيدة: «هذا حديث بديع، بغير أوراق ولا مذكرات …!» ويقول لها جارها الفرنسي: «وكيف تريدين أن يستعمل الأوراق والمذكرات …؟» وتقول السيدة: «لقد انتقل الآن إلى الحديث عن «الصلاة»، يظهر أن معنى الكلمة الأصلي في اللغة العربية هو «الدعاء»، إنه يقول: إن هناك نصًّا تاريخيًّا لدعاء كان النبي يدعو به.»
ويتابع طه حسين الحديث قائلًا: «كان الرسول ﷺ يدعو بهذا الدعاء إذا تهجد في الليل، وهذه ترجمتي للدعاء، وهي لا تصور إلا قليلًا بلاغة وجمال الأصل العربي، الدعاء هو: «اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد، أنت قيوم السموات والأرض، أنت الحق، ووعدك الحق، والجنة حق، والنار حق، والموت حق، والساعة حق».»
وتقول السيدة لجارها: «أريد أن أكتب هذا لأسجله.»
ويستمر طه حسين في محاضرته قائلًا: «ويستمر الدعاء أيها السادة والسيدات فيتضمن فقرة كانت دائمًا أمام ناظري»
وتقول السيدة لجارها: «أمام ناظريه؟!»
ويقول طه حسين مستمرًّا في حديثه: «تضيء لي الطريق في حياتي كلها …»
وتقول السيدة: «تضيء له الطريق؟!»
ويقول طه حسين مستمرًّا: «تضيء لي الطريق في حياتي كلها، وهي: «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، أنت إلهي لا إله إلا أنت.»
وتدوي القاعة بالتصفيق، ويتقدم مؤنس لينزل معه والده من فوق المنصة.
وتجري مندوبة دولة شيلي نحو طه حسين تقول له: «سيدي الدكتور، سيدي الدكتور، أرجو أن تعطيني نسخة من هذا الدعاء، دعاء رسول الإسلام؛ لأنني أريد أن أعيش به، أن أعيش بهذا الدعاء، أدعو به كل ليلة، وأريد أن تحمل أنت إلى دينكم الإسلام، الذي حببتني فيه منذ اليوم، أن تحمل إليه حبي ودموعي.»
ويرد الدكتور طه: «حبك كفاية يا سيدتي، لا داعي للدموع … سأطلب إلى مؤنس أن يعطيك نسخة من الدعاء، وشكرًا جزيلًا.»
ما زال التصفيق يدوي والمهنئون الآخرون يتزاحمون.
ويقول قنصل مصر العام لطه حسين: «رفعت رأس مصر يا سيدي ورأس العرب ورأس المسلمين، سأكتب لمصر فورًا، وسيسعد مصر الجديدة أن تعرف ما جرى اليوم.»
ويقبل سينيور لابيرا، رئيس المؤتمر، على طه حسين ويقول للقنصل المصري: «معذرة يا سيدي القنصل، طه حسين عندكم في مصر طوال أيام السنة، اترك لي هذه اللحظة لأقول لطه حسين: إنك جعلت هذا اليوم خالدًا في تاريخ مدينتي فلورنسا، لقد بشرت فيها بالعدالة أساسًا للسلام وللتعاون، بشرت بها لشعوب البحر الأبيض، لجميع شعوب العالم، اليوم يدرك الجميع أنك وشعب مصر وشعوب العرب جميعًا تنشدون العدالة أساسًا للسلام، وتستحقون الوصول إلى العدالة للوصول إلى السلام.»
وعندما يحين موعد الانصراف تقول السيدة سوزان لزوجها وهما يخرجان: «هذا أنت تتفوق على نفسك.»
ويقول مؤنس: «وأنت … أنت كنت تقول لنا إنك لم تكن تدري ماذا تقول؟!»
ويقول طه حسين: «حقيقة لم أكن أدري، لم أعد نفسي للكلام طوال الأسبوع كما قلت لكم، كنت أقرأ القرآن، ومع ذلك فإنني في الواقع راضٍ عن نفسي وراضٍ عن حديثي اليوم، وما تعودت أن أرضى عن نفسي أبدًا، وما رضيت من قبل عن حديث ألقيته في أي وقت من الأوقات، ولكن كيف كانت اللغة، كيف كانت لغتي الفرنسية؟»
ويقول مؤنس مداعبًا: «شنيعة …»
وتقول سوزان: «ألا تكف عن هذه الأسئلة في هذه اللحظة المفعمة بالعزة والفخر؟ ألن ترضى عن نفسك أبدًا؟ كانت لغتك طبعًا كالعادة رائعة.»
ويقول طه حسين: «لقد قلت لك إنني راضٍ عن نفسي اليوم، وهذا الدعاء … لقد تلوته لنفسي قبل أن أنام أمس، ولكن تلاوتي لترجمته اليوم علنًا كان لها تأثير غريب في نفسي، لقد حرك فيها شوقًا قويًّا إلى زيارة أرض الحجاز، ومدينة الرسول.»
وتقول السيدة سوزان: «أما أنا فقد كنت أفكر في والدك، كنت أريد أن يسمعك أبوك، وكنت أريد أن تسمعك والدتك، كما كنت أريد أن تكون بنتك حاضرة.»
•••
في صيف العام التالي، يلتقي طه حسين وزوجه بابنتهما أمينة وزوجها وأولادهما الثلاثة في قرية من قرى شمال إيطاليا اسمها «كولي إيزاركو»، وطه حسين يجلس في حديقة الفندق في الصباح عندما تقبل عليه حفيدته.
«سوسن» بنت ابنته المولودة في الإسكندرية، وعمرها الآن ثلاث سنوات، تلقي بنفسها بين ذراعيه، وتقول له: «أنا اللمبة … اللمبة جاءت لك.»
ويعانقها طه حسين ويقول لها: «تعالي إذن يا نور حياتي … ويجلسها على حجره.»
وتحضر أمينة ابنته، ومعها طفلتها الثانية «منى» وعمرها سنتان.
فيقول طه حسين: «تعالي يا منى.»
وترد منى قائلة: «لا …»
ويسأل طه حسين: «ليه لا!»
وتقول منى: «بابا بيقولي إنك علمته يقول لا …»
ويقول طه حسين: «لم أعلمه يقول لا عمال على بطال، يقول لا لما يلزم يقول لا … تعالى.»
وتقول منى: «وتحكي لي حكاية؟»
ويرد طه حسين: «تعالى أحكِ لك حكاية أمير المؤمنين عمر.»
فتقول منى: «أنا لا أحب الأمراء.»
ويقول طه حسين: «سيدنا عمر لم يكن أميرًا من الأمراء الذين لا تحبينهم، لقد كان أميرًا للمؤمنين، يعني رئيسًا للمسلمين، كان رجلًا بسيطًا يلبس ملابس بسيطة ويخرج بالليل ويمشي ليطمئن على أحوال الناس، وذات ليلة …»
وتقطع حديث طه حسين لحفيدته سيدة إيطالية تقبل ملوحة بمجلة في يدها، وتقول في انفعال ظاهر: «إكسلانس، هل تسمح لي أن أتحدث إليك دون سابق معرفة … هذه المجلة صدرت اليوم وفيها صورتك، مع تسع وتسعين صورة أخرى، إنهم المئة رجل الذين تقول المجلة في مقال بإمضاء «دونالد روبنسون» إنهم أعظم رجال الدنيا المعاصرين، عرفتك من الصورة، وقلت: إذن معنا في هذا الفندق في هذه القرية الإيطالية واحد من أعظم مئة رجل من الأحياء الذين يؤثرون في العالم، معذرة لتطفلي! ولكني قد اشتريت المجلة اليوم واطلعت عليها الآن ورأيتك تجلس في الحديقة … أستأذن.»
ويقول طه حسين: «شكرًا يا سيدتي، ثم يلتفت لأمينة ابنته ويسألها: أين حسن وأبوه؟»
وترد أمينة: «حسن مع أبيه يسيران في الجبل منذ الصباح. وعلى فكرة الأولاد فضحونا، مساء أمس تجولوا في الجبل وقطفوا ثمار التفاح من فوق الأشجار، لم يتصوروا أن تكون الجبال ملكًا لأحد، حتى جاء الفلاح غاضبًا فطاروا أمامه إلى الفندق …»
وتدخل السيدة سوزان في خطوات نشطة تطلب إلى زوجها أن ينهض للسير للنزهة.
ويقول طه حسين: «لم أكمل القصة لمنى.»
وتقول سوزان: «هذا وقت النزهة، نكمل القصة لما نرجع، ثم إنني أريد أن أشتري مجلة معينة يقولون إن فيها شيئًا يهمني.»
ويقول طه حسين: «كلام فارغ! دونالد روبنسون الكاتب الأمريكي الذي زار مصر أيام حريق القاهرة، أخرج كتابًا عن مئة رجل من رجال العالم ويظهر أنه ذكرني.»
وتتساءل سوزان: «وكيف علمت ذلك؟! من أخبرك؟! فريد لم يكن معك هذا الصباح؛ إنه ذهب إلى البنك والبوستة، وأمينة لم تنزل من الغرفة إلا الآن، ومحمد في الجبل مع ابنه حسن، وسوسن ومنى لا تستطيعان القراءة بعد … من أخبرك؟!»
ويرد طه حسين مبتسمًا ابتسامة ماكرة: «وهل تعتقدين أنك المرأة الجميلة الوحيدة في هذه الفندق التي تقرأ الصحف والمجلات؟»
ويصل فريد السكرتير حاملًا الصحف المصرية والخطابات، يقول: «مجلة روزاليوسف نشرت بشكل بارز تصريحك الذي تقول فيه إن أساس التعليم الصالح هو اختيار الطالب للدراسة التي يرغب فيها. يوجد كذلك خطاب من لجنة وضع الدستور الجديد الذي اختُرتم عضوًا فيها، وخطاب من …»
وتقاطعه السيدة سوزان بقولها: «سنقرأ هذا كله بعد النزهة، والجرائد والرسائل تستطيع أن تنتظر عودتنا.»
ويتساءل طه حسين: «منى، أين منى، كنت أحكي لها؟ وأين حسن وأبوه وسوسن؟ ألا ألقي نظرة على الصحف وأنا في انتظارهم؟»
وترد سوزان: «كلهم سيلحقون بنا، ومن جهة الصحف والرسائل فإننا سنكون في مصر بعد وقت قريب جدًّا، وسنجد هناك يوميًّا كل الصحف وكل الرسائل وكل التليفونات وكل الكتب وكل الزيارات وكل الاستقبالات … الآن نمشي تحت هذه السماء الجميلة، وفي ظل هذه الأشجار الشامخة التي لن تحضر معنا إلى مصر.»
•••
وتعطي الجرائد والرسائل للسكرتير وتقول: «احتفظ بها حتى نعود.»
في مصر، في منزل طه حسين بالزمالك، في غرفة المكتب وقد عادت أسرة طه حسين إلى مصر وعاد طه حسين إلى برنامجه اليومي، يقول السكرتير: «وصلنا خطاب باليد بإمضاء «سير كلود ماكنزي» يطلب موعدًا للزيارة.»
ويسأل طه حسين: «ومن هو السير كلود ماكنزي؟»
ويقول السكرتير: «هذه نبذة مرفقة بخطابه عن تاريخ حياته: إنه خبير عالمي في شئون المكفوفين، وقد فقد هو نفسه بصره في الحرب العالمية الأولى، حرب سنة ١٩١٤، وهو الآن يزور عدة بلاد في أرجاء العالم، ويتوقف بمصر يومين فقط، ويسأل إن كان الوقت يتسع لزيارته.»
ويقول طه حسين: «يومين! إذن يحضر غدًا الساعة الحادية عشرة إن كان هذا الموعد يوافقه.»
وفي اليوم التالي يخرج سير كلود ماكنزي من منزل العميد بعد انتهاء زيارته له وسيارته تنتظره وصحفيون ينتظرونه.
يقول سير كلود للصحفيين: «أعتقد أن مصر يجب أن تفخر بالدكتور طه حسين، فهو عبقرية فذة قل أن يجود الزمان بمثلها، إنني أغبطكم لأنكم تعيشون على الأرض التي أنجبت طه حسين، كما أغبط نفسي لأنني تعرفت إليه، وجلست معه هذا الوقت الطويل.»
ويقول له صحفي: «هل تخبرنا عن طبيعة عملك وعما تريد تحقيقه والوصول إليه؟»
ويرد سير كلود: «كل أملي في الدنيا هو أن يتمتع المكفوفون في العالم بحقوقهم كآدميين، فيجب أن يكون حب المجتمع لهم وعطفه عليهم هو النور الذي يهديهم سواء السبيل، من يدري؟ قد يكون بين هؤلاء المكفوفين هيلين كيلر أخرى أو طه حسين آخر.»
ويسأل صحفي آخر: «هل تحدثت مع الدكتور طه حسين عن عمله خارج ميدان التعليم والثقافة، فهو كما تعلم عضو في لجنة وضع الدستور الجديد؟»
ويرد سير كلود: «عرفت بالصدفة أنه معنيٌّ بوضع المواد الخاصة بحقوق الإنسان في مشروع الدستور الجديد، دستور الثورة، وأنه يتعاون على صياغتها مع أحد أساتذة كلية الحقوق.
وهذا موضوع لا يهم العلماء ولا يهم المصريين فقط، لكنه يهم العالم كله، الناس جميعًا في كل مكان يريدون أن تُصان حقوق الإنسان، وأنا سعيد باهتمام طه حسين الشديد بهذا الموضوع.»