انفجار في قاعدة أبوللو!
لم ينتهِ الاجتماعُ بمهمة محددة للشياطين.
ولم ينتهِ بنتيجة يحددون على ضوئها أهدافهم … وإنما انتهى بمخاوف ومحاذير تركها لهم رقم «صفر».
وعليهم العمل للوصول إلى تقرير يُجيب على أسئلتهم أولًا …
وفي الماضي القريب … كان إعداد التقرير عملية شاقة … تحتاج إلى مكتبات وكتب ودوريات علمية … والاستعانة بعلماء …
أما الآن … وبعد امتداد شبكة الإنترنت على اتساع الكرة الأرضية … أصبح إعدادُ التقرير مهمة سهلة وشيقة …
فبين يدَيك مراكز المعلومات في شتى بقاع الأرض … وأكبر المكتبات وأعرقها … وبضغطةِ زرٍّ على جهاز الكمبيوتر الخاص بك تستطيع الحصول على المعلومة التي تريدها من أكثر من مصدر … وأنت جالسٌ مكانك …
بل تستطيع الاتصال على الشبكة بأحد الخبراء في هذا المجال … وتطلب منه المعونة … والتي سيقدمها عن طيب خاطر …
كما يفعل «أحمد» مع زملائه.
فقد طلبَت منه «ريما» أن يدلَّها على أقصر الطرق للوصول إلى معلومة مهمة وهادفة تُقدِّم إضافة جادة للتقرير الذي يُعدُّه الزملاء مجتمعين.
وقد كانت نصيحة «أحمد» لها أكثر من رائعة … فقد أوصلَتها إلى كنز من المعلومات ساعدها في إعداد جزء مهم من التقرير.
وقد دفعها هذا لأن تكون أول المتحدثين …
عندما أعلن الجميعُ عن انتهائهم من العمل حيث قالت: إنه تقريري عن ثورة الاتصالات …
عثمان: وماذا فيه يا «ريما»؟
وبدأت «ريما» تقرأ على شاشة الكمبيوتر قائلة: إذا كان اختراع التليفون قد صنع ثورة في عالم الاتصالات في القرن الماضي فإن اختراع «الألياف البصرية» قد صنع ثورة أخرى في عالم الاتصالات اليوم …
إلهام: إن ما يشغلنا الآن يا «ريما» هو الأقمار الصناعية … وقمر التجسس الذي أطلعنا عليه رقم «صفر» … وابتسمَت «ريما» ونظرَت ﻟ «أحمد» … الذي فهم ما تقصده … فقال لها: لقد أخبرتُكِ كيف تصلين إلى المعلومة في هذا المجال … فاعتمدتِ على المعلومات فقط يا «ريما»!
ريما: لا أفهم!
أحمد: إن موضوعنا محدد للغاية … فهناك قمر صناعي يُصنَع الآن في مكان ما نريد أن نمنع إطلاقه … تسبَّب كلامُ «أحمد» في إحداث جلبة في القاعة … وعلا صوت «عثمان» وهو يقول له: كيف حدَّدت المهمة يا «أحمد»؟
وعلَّقت «إلهام» في دهشة قائلة: وما مصدر معلوماتك؟
أحمد: الموضوع ببساطة أن رقم «صفر» قال في جملته الأخيرة … إن هناك قمرًا صناعيًّا صُمِّم لغرض التجسس على الأقمار الصناعية الأخرى … والقدرة على التحكم فيها …
مصباح: ولكنه لم يُحدِّد لنا مهمة.
أحمد: المهمة حدَّدت نفسها يا زملائي.
عثمان: كيف؟
أحمد: لا تلاحقني بأسئلتك وسوف أُجيب.
إلهام: كلُّنا آذان صاغية …
أحمد: عندما قال رقم «صفر» إن القمر الصناعي المقصود قد صُمِّم … كان يعني أنه لم يُصنَع بعد …
عثمان: وإلا قال إنه صُنِعَ.
أحمد: نعم … وإذا كان يجري الآن تصنيعه … فأمامنا الفرصة لتعطيل إطلاقه.
بو عمير: ولماذا لا نعطِّل تصنيعه؟
أحمد: لعدة أسباب … أولها خاصٌّ بنا نحن …
ريما: نحن … كيف؟!
أحمد: إنه عامل الوقت … فإلى أن نَصِل إلى الجهة التي تموِّله … وعن طريقها نَصِل إلى مكان تصنيعه … يكونون قد فرغوا منه واستعدوا لإطلاقه …
عثمان: معك كل الحق …
ريما: هذا أول الأسباب!
أحمد: ألَا يكفي يا «ريما»؟
ريما: لقد قلتَ إن لديك عدة أسباب لاقتراحك … فأرجو ذكْرَهم.
أحمد: السبب الثاني … أن تعطيل التصنيع حلُّه سهل … لأنه سوف يدفعهم إلى تصنيعه في مكان آخر … ولن يُعطلَهم ذلك كثيرًا.
إلهام: نعم … ولكن تخريبه بعد أن يكتمل صنعه … سيجعلهم يبدءون الرحلة من جديد …
أحمد: فما بالكم لو أننا قمنا بتفجيره أثناء انطلاقه …
عثمان: مثلما حدث لمكوك ديسكفري؟!
أحمد: نعم …
إلهام: عظيم … وسيُعطينا هذه الفرصة لتعقُّبه هو أو الصاروخ …
بو عمير: أنا أرى أن تعقُّب الصاروخ أسهل …
مصباح: نعم … لأن مواقع الإطلاق قليلة للغاية … ومعروفة …
أحمد: وأي مواقع جديدة ترصدها الأقمار الصناعية وتُخبرنا بها …
إلهام: إن أشهر موقع للإطلاق … هي قاعدة «كيف كينفرال» بالولايات المتحدة الأمريكية.
ريما: أليست هي القاعدة التي أُطلِقت منها سفينة الفضاء «أبوللو»؟
أحمد: نعم … ولكني لا أتمنى أن يكون الإطلاق من هذه القاعدة … فلا أحب أن أرى انفجار الصاروخ في سماء هذه القاعدة العريقة …
ريما: نعم … ولا نريد أن نرى الحطام يتساقط على نفس الأرض التي انطلقَت منها سفينة الفضاء الشهيرة.
وكان «عثمان» أكثرهم واقعية حين قال: ألم تكن منطقة معبد «الكرنك» مكانًا له قدسيتُه التاريخية عندما قتلنا فيه الإرهابيِّين؟
بو عمير: لقد قتلناهم فيه … لأنهم قتلوا فيه السائحين.
أحمد: وإطلاقُ هذا القمر الجاسوس … مبررٌ كافٍ لتفجيرَه في أي مكان …