القمر العميل!
مضَت خمسُ دقائق ورقم «صفر» لا يُجيب على اتصال «أحمد» … فكرَّر المحاولة مرة ثالثة وهو يحادث نفسه قائلًا: أهي مناورة أخرى يا زعيم دون أن أعرف؟
وفي هذه اللحظة … أضيئَت الشاشة العملاقة … وظهرَت عليها الكرة الأرضية … تُحيطها عشرات الأقمار الصناعية …
وتردَّد صوتُ رقم «صفر» بين جنبات القاعة يقول: ليست مناورةً يا «أحمد».
اندهش الشياطين … وتملَّكَت الحيرةُ «أحمد» وهو يقول: هل سمعتني يا زعيم؟
رقم «صفر»: بل قل سمعتكم …
ريما: وهل أنت موافق على خطة «أحمد»؟
رقم «صفر»: وما رأيكم أنتم؟
نظرَت «ريما» إلى زملائها … فأشاروا لها جميعًا أن تتحدث عنهم … فقالت: نوافق يا سيدي …
رقم «صفر»: وأنا أوافق يا «ريما» … ولكني أراها عمليةً صعبة ودقيقة للغاية.
أحمد: ومتشعبة …
رقم «صفر»: نعم … فيجب أولًا أن تعرفوا الجهة التي تموِّل تصنيعَ هذا القمر … وعن طريقها ستعرفون أين يتمُّ تصنيعه.
إلهام: يتبقَّى تحديدُ القمر المقصود …
رقم «صفر»: وأخيرًا … مهمة تفريغ خزان الغاز … واستبدال عداد الضغط.
قيس: سنبحث عن الأقمار التي تُصنَع لغرض الاتصال …
ريما: رائع … وبهذا نضيِّق دائرة البحث …
أحمد: وقد نستطيع إجراءَ هذا البحث عن طريق الإنترنت.
رقم «صفر»: إنها بداية جيدة … وكم سيستغرق منكم هذا البحث؟
أحمد: ليس أكثر من ساعة …
رقم «صفر»: إذن نلتقي بعد ساعة … فلن أغادر موقعي.
وما إن سمع الشياطين ما قرره رقم «صفر» ومعه «أحمد» … حتى نسَّقوا العمل فيما بينهم وقسَّموا العالَمَ فيما بينهم جغرافيًّا … ودخل كلُّ واحد منهم على شبكة منطقة معينة …
وفي خلال الساعة التي اتفق عليها «أحمد» مع رقم «صفر» …
كان الشياطين قد انتهَوا من مهمتهم …
وأعطوا الضوءَ الأخضر للزعيم … الذي عاد للشبكة مرة أخرى …
وتردَّد صوتُه بين جنبات القاعة يقول: أرى أنكم انتهيتم …
وعن الشياطين تكلَّم «أحمد» قائلًا: نعم … انتهينا يا زعيم.
رقم «صفر»: إنكم مدعاة لفخري وفخر الأمة العربية كلها.
أحمد: شكرًا يا زعيم.
رقم «صفر»: وماذا لديكم؟
أحمد: سنتكلم أولًا عن خزانة الغاز …
إلهام: هناك مصنعٌ رئيسي تعتمد عليه الكثيرُ من الشركات الكبيرة للحصول على خزان الغاز …
رقم «صفر»: هل حدَّدتِ موقعه؟
إلهام: في أحد مدن «بافاريا» الألمانية.
رقم «صفر»: وعداد قراءة الضغط؟
أحمد: سنتعامل مع عداد القراءة في نفس مصنع تعبئة الغاز.
رقم «صفر»: والقمر الصناعي؟
عثمان: إن وادي السيلكون في ولاية «جورجيا» الأمريكية … به شركةٌ لتجميع الأقمار الصناعية …
ريما: لا أفهم معنى تجميع …
أحمد: إذا أَذِن لي الزعيم أُجيبها.
رقم «صفر»: تفضَّل …
أحمد: إن القمر الصناعي يتكوَّن من العديد من الدوائر الإلكترونية والخلايا الشمسية وغيره …
وهذه الشركات تعتمد في تصنيعها على الشركات المتميزة في هذا المجال … ثم تقوم هي بتجميعها.
رقم «صفر»: هذا صحيح … ولكن هناك أجزاء كثيرة يتمُّ تنفيذها في معامل شركة بيدِ علماء وخبراء على مستوى مذهل من العلم والمهارة.
قيس: وأنا أرى أن هذا هو مدخلنا.
رقم «صفر»: أشعر أن في كلامك بدايةَ مهمتنا …
أكمِل يا «قيس» …
قيس: نحن نحتاج لوجود خبراء يتبعوننا في هذه المعامل …
بو عمير: هل تقصد بذلك أن نجنِّد بعضهم؟
قيس: أو نزرع بعضنا هناك …
أحمد: أجدتَ يا «قيس» …
رقم «صفر»: إنها فكرة جيدة جدًّا ومعقولة جدًّا …
أحمد: وجميعُنا له دراية جيدة بعالم الإلكترونيات.
رقم «صفر»: سنختار منكم فريقًا لهذه العملية … وستقوم الإدارة العلمية للمقر بتكليف مجموعة من الخبراء … لتدريبكم على هذا العمل …
أحمد: وهل الوقت يسمح لهذا النوع من التدريب؟
رقم «صفر»: أنتم لن تتدخلوا بشكل فعلي في إتمام عمليات قد سبق تصميمها عن طريقهم.
إلهام: وماذا سنفعل إذن؟
رقم «صفر»: ستزرعون دوائر إلكترونية دقيقة للغاية … وسط الدوائر الخاصة بالقمر …
قيس: وبذلك نستطيع وقتما نريد … أن نوجِّهَ القمر أو أجهزته … وأن نحصل نحن على المعلومات التي نريدها عنهم …
رقم «صفر»: وبذلك نجعل القمرَ جاسوسًا لنا عليهم …
ريما: ونزودهم بالأخبار التي نريد أن يعرفوها عنك …
رقم «صفر»: لقد أصبح لدينا أربع خطط.
أحمد: تفريغ خزان الغاز …
بو عمير: أو تبديل الغاز …
ريما: تخريب القمر …
عثمان: أو زرع دوائر إلكترونية عميلة لنا في القمر.