نبذة عن تاريخ مصر
(١) نبذة عن تاريخ مصر
العصر الحجري: (أ) القديم. (ب) المتوسط. (ﺟ) الحديث (٥٠٠٠ق.م).
عصر ما قبل الأسرات | ٥٠٠٠–٣٤٠٠ق.م |
عصر الدولة القديمة | ٣٤٠٠–٢٤٧٥ق.م |
عصر الفوضى الأول | ٢٤٧٥–٢١٦٠ق.م |
عصر الدولة المتوسطة | ٢١٦٠–١٧٨٨ق.م (الأسرات ١١، ١٢) |
عصر الفوضى الثاني | ١٧٨٨–١٥٨٠ق.م (الهكسوس) |
عصر الدولة الحديثة | ١٣٥٠–١٢٠٠ق.م–٥٢٥ |
عصر الفرس | ٥٢٥–٣٣٢ق.م |
عصر اليونان | ٣٣٢ق.م–٣٠ب.م |
عصر الرومان | ٣٠ب.م–٦٤٠ب.م |
عصر العرب | ٦٤٠ب.م–… |
قبل أن نبدأ الكلام عن تاريخ الدواء والعقاقير والصيدلة في مصر القديمة، أرى لزامًا أن أذكر هنا لمحة موجزة عن تاريخ مصر القديمة والأحداث التي مرَّت بها، والتي غيَّرت كثيرًا أو قليلًا من حضارتها العلمية والأدبية.
فقد نشأت في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ، أيْ منذ أكثر من عشرة آلاف عام، حضاراتٌ كثيرة انتشرت في رقعة الوادي، واستوطنت مناطق خاصة، وكان لها مميزات عُرِفت بها. وهذه الحضارات أمكن دراستها من مخلفاتها، وأمكن معرفتها ومدى علاقتها ببعضها، وأهم هذه الحضارات هي التي ظهرت في العصر الحجري الحديث، وهي: حضارة البداري وتاسا ومرمرة بني سلامة، وحلوان والمعادي والفيوم.
وقد عثرنا على آثار هذه الحضارات في مقابرهم التي وضعوا فيها كلَّ ما يهمهم أن يجدوه في العالم الثاني، طبقًا لتقاليدهم الدينية، من غذاء وعقار وزينة. وقد عثرنا في مقابر ما قبل التاريخ على بذور زيت الخروع، وآثار مركبات الحديد والنحاس، والزجاج، وبعض النباتات الطبية كالصبار. كما عثرنا على أوانيهم على بعض الرسوم التي تميز بعض النباتات كالصبار.
ثم عصر الدولة القديمة ويشمل الأسرات من الأولى إلى السادسة، ويبدأ منذ عام ٣٤٠٠ق.م عندما اعتلى مينا عرش الوادي ووحَّدَ القطرين. ويُعتبَر هذا العصر عصر اندفاع حضاري، وصلت فيه مصر إلى أقصى ما تصبو إليه دولة، حتى إنه يُنسَب إلى أحد ملوك الأسرة الأولى وضعُ ما يزيد عن أربعين مؤلفًا في الطب والعلاج، من بينها بعض المؤلفات عن العقاقير والدواء.
وبعدها دخلت مصر في عهد انحلال وفوضى بين عامَيْ ٢٤٧٥–٢١٦٠ق.م عندما تمزقت وحدة الوادي، فغمرتها ناحية من الانحلال الاجتماعي والأدبي والعلمي، وفقدت الكثير من مميزات حضارتها، وأصبحت الدولة عبارة عن إقطاعات وإمارات صغيرة مستقلة أو شبه ذلك، تتقاتل وتتطاحن.
ثم استردت مصر هيبتها وبدأ عصر الدولة الوسطى عام ٢١٦٠ق.م عندما استتب الأمن في البلاد، وقامت فيها نهضة إصلاحية علمية وعمرانية.
وفي نهاية الدولة المتوسطة دخلت مصر في عصر الغزو الآسيوي أو الهكسوس أو الرعاة، ويبدأ عام ١٧٨٨ق.م–١٥٨٠ق.م (؟) تلاشت فيه كل معالم الحضارة المصرية ومميزاتها، واختلطت بكثير من حضارات الشرق، ودخلت عليها عناصر جديدة.
وظهر في مصر بطل من أبطال التحرير هو الملك أحمس رأس الدولة الحديثة، فحرَّرَ البلاد وطرد الهكسوس، وتولى الملك بين عامَيْ ١٥٨٠–١٥٥٧ق.م، ثم تولَّى من بعده ملوك اهتموا كثيرًا بجميع مرافق الحياة حتى يُعَدَّ عصرُ الدولة الحديثة هو عصر النهضة العلمية في مصر. وفي هذه الفترة دُوِّنت أغلب البرديات الطبية والمراجع الأخرى، وبلغت الإمبراطورية المصرية من أقصى بلاد النوبة جنوبًا إلى أقصى منعرج الفرات شمالًا.
وفي هذا العصر حملت جيوشُ مصر المظفرة خلال هروبها مع بلدان الشرق الكثيرَ من عوامل الحضارة، والكثيرَ من العقاقير والنباتات، والتي كانت تَرِدُ إليها أحيانًا في الجباية والهدايا، والتي لا زال بعضها يحمل الاسم السامي الشرفي حتى الآن.
كما اهتم الملوك باستجلاب الكثير من العقاقير والنباتات، فأرسلوا البعثات والأساطيل إلى الخارج وخاصةً بلاد بونت، وهي الصومال والحبشة؛ لإحضار العقاقير والنباتات الطبية والعطور … وحاولوا زراعة الكثير من النباتات الغريبة وأقلمتها للطبيعة المصرية، إذ توجد الكثير من الصور التي تدلنا على ذلك.
وقد أرسلت الملكة حتشبسوت بعثتها المشهورة التي أحضرت الكثير من العقاقير والنباتات والمر واللبان … إلخ.
كما أرسل الوزير رخمي رع البعثات التي أحضرت الكثير من النباتات الطبية.
ودخل الفرس مصر بين عام ٥٢٥–٣٣٢ق.م.
ثم فتحها الإسكندر الأكبر عام ٣٣٢ق.م فدخلت في حكم الرومان، وتولى ملكها حكَّام يونانيون هم البطالسة، اعتبروا أنفسهم مصريين واستقلوا بحكم البلاد، ولقَّبوا أنفسهم بالألقاب الفرعونية.
وفي هذا العصر حاولت الحضارة المصرية الفرعونية أن تهضم حضارة اليونان العظيمة، وأن تُخرِج حضارةً خاصةً لها طابع خاص.
ودخلت مصر في حكم الإمبراطورية الرومانية عام ٣٠ب.م.
ثم فتحها العرب عام ٤٦٠ب.م.
ولكلٍّ من العصرين مميزات حضارية خاصة أثَّرَتْ عواملها في تاريخ العلم في مصر.
(٢) دراسة تاريخ الصيدلة
(٢-١) سبق الدول الأجنبية في دراسة هذا العلم
رغم ذلك التراث العلمي الخالد الذي يُعتبَر مادة هامة في مصر لدراسة تاريخ الصيدلة، إلا أن مصر صاحبة هذا التراث العظيم كانت في مؤخرة الدول التي اهتمت بدراسة تاريخ الصيدلة … حيث سبقتها في ذلك كثير من دول أوروبا وأمريكا التي أنشأت لهذه الدراسة برامجَ خاصة في كلياتها، ودراسات عملية خاصة، كما أنشأ بعضُها معاهدَ خاصة لدراسة تاريخ الصيدلة.
(٢-٢) عدم اهتمام رجال الآثار
تراث مصر عريق متشعب، وقد كشفنا ولا زلنا نتوقع الكشف عن كثير من معالم الحضارة التي لا زالت مطمورة في تربة الوادي.
ومما يُؤسَف له أن اهتمام رجال الآثار والحفائر كان ولا زال متجهًا إلى الناحية المعمارية والأثرية والتاريخية التي توسعوا في دراستها، وأهملوا كل الإهمال الناحيةَ العلمية والطبية، فأجادوا دراسة تطور العمارة والبناء والنقش والفن، وتسلسل التاريخ المصري القديم، وتفقهوا في اللغة المصرية والكتابة الهيروغليفية وحقَّقوا أصولها.
كل هذا ولم يتجه اهتمامهم — اللهم إلا نفر قليل منهم — إلى دراسة النواحي العلمية والحياة الخاصة من طب وصيدلة وكيمياء. وظلت هذه النواحي مغمورة لم تَلْقَ من عناية الباحثين ما هي خليقة به، رغم المادة الدسمة للدراسة من بقايا أثرية طبية ونباتية، وبقايا غرف التحنيط ومواده، وآثار التعدين في مناجم مصر المحلية الكثيرة، وبقايا الأغذية والصناعات التي كانت متداولة في تلك الأزمان.
وقد لاحظت المؤسسة العلمية الدولية للثقافة «اليونسكو» هذا النقص وخاصةً في مصر، فوجَّهت نظر الجهات الرسمية إلى وجوب الاهتمام بدراسة آثار مصر من هذه الناحية في كتابٍ دوريٍّ أرسلته إلى الجامعات المصرية.
(٢-٣) برنامج الدراسة
وسيكون برنامج الدراسة باللغة العربية؛ تفاديًا للعقبات التي قد تنتج من المصطلحات العلمية الأثرية. كما سيكون البرنامج مبسَّطًا سائغًا على ما أعتقد، تجمع فيه بين العلم والتاريخ.
ولما كانت هذه الدراسة جديدة على كلية الصيدلة المصرية، فقد توخيت في وضع برنامجها أن يكون مبسطًا ما أمكن إلى ذلك سبيلًا، وأن يكون مختصرًا كل الاختصار دون إخلالٍ بالمعنى والوقائع، وأن يكون جامعًا ما وسعني جهدي أن أجمع فيه من تاريخ هذا الفن في مختلف العصور والأقطار.
فسندرس تاريخ الصيدلة في مصر القديمة، وما مرت به من أدوار، وعلاقتها بالدول الشرقية الشقيقة، وكيف أثرت فيها وتأثَّرت بها، ثم تاريخها أيام اليونان والرومان، وكيف انتقلت إلى قلب أوروبا، والدور الهام الذي قام به العرب في ذلك.
وستشرح هنا قصة الدواء، وقصة الصيدلي، وقصة الدساتير الدوائية والمدارس الطبية والتخصص في المهنة الطبية، وقصة بعض الأدوية الهامة وكيف تطورت، وأين نشأت وتأقلمت في مصر أو في غيرها، وقصة أبطال الصيدلة في الشرق العربي عامةً ومصر خاصةً.
(٢-٤) فوائد هذا العلم
-
(١)
الكشف عن تاريخ ناحية علمية يفخر بها الشرق عامةً ومصر خاصةً؛ إذ هي القُطْر الذي يُعتبَر سيدًا وقائدًا ومعلمًا للنهضة الطبية وعلم الدواء والصيدلة في العالم. والتاريخ ولا شك هو العلم الذي يربط حضارة الماضي بحضارة المستقبل والحاضر، وهو الذي يوجِّه نشاط الأمم ذوات المجد القديم إلى البعث والحياة.
-
(٢)
تبصير العالم بما كانت عليه مصر من رقيٍّ وحضارة، وما لعبته من دور هامٍّ في خدمة البشرية في العلوم الطبية.
-
(٣)
دراسة حياة العقاقير المختلفة ومعرفة الخطوات التي سار فيها كل عقار إلى أن وصل إلى ما وصل إليه، وكيف تطوَّرَ استعماله واستخلاص مواده الفعالة، وبذلك يكون عندنا سجل كامل لجميع أنواع العقاقير وتطورها، وطريقة البحث فيها.
وقد يهدينا هذا إلى الكشف عن نواحٍ جديدةٍ في دراسة بعض العقاقير، أو إلى آفاق واسعة أخرى في محيط الصيدلة، مثل الكشف عن الفيتامينات وغيرها.
-
(٤)
معرفة مدى علاقة علوم الصيدلة بغيرها من العلوم الأخرى وكيف تداخلت، كالسحر والفلك والعقائد الدينية.
-
(٥)
دراسة تاريخ الأمراض، وصناعة الدواء، وأنواع المستحضرات.
(٣) سمعة مصر الطبية والدوائية
-
(١)
أقوال المؤرخين هيرودوت وهوميروس وبليين وبدج.
-
(٢)
استدعاء رجال الطب والدواء.
-
(٣)
أقوال التوراة.
-
(٤)
اسم مصر.
-
(٥)
قصة بعض العقاقير كالفيتامينات، والعلاج باللحم، ومضادات الحيوية.
(٤) سمعة مصر الطبية
كان لمصر سمعة عريضة واسعة من الناحية الطبية الدوائية، وقد طبقت هذه السمعة الآفاق، واستعانت الدول الأجنبية المجاورة بعلماء مصر في قديم الأزمان، وحاولوا أن يجدوا بين أدويتهم شفاء لأوجاعهم، وراحة لأجسامهم.
وكلنا يعلم كما ورد في الكتب السماوية عن موسى أنه تعلم بكل حكمة المصريين.
كما ورد في التوراة: «يا عذراء بنت مصر باطلًا تكثرين العقاقير … لا رفادة لك.»
ويقول هيرودوت: «إن المدارس الطبية في مصر القديمة كانت في منتهى الشهرة والسمعة الطبية، كما أن رجال الطب الذين تخصصوا في مختلف فروعه كان لهم صيتٌ ذائعٌ واسعٌ، وأن الملوك والأمراء وعظماء الرجال في الممالك المجاورة كانوا يستدعونهم لعلاجهم.» ويقول هيرميروس في الأوديسا: «إن رجال المهن الطبية في مصر كانوا على أعلى درجة من الذكاء لم يصل إلى مثيلها شعبٌ من البشر.» ويقول غيرهم من المؤرخين إن مصر استعملت الكثير من العقاقير وتعاطت الطب والصيدلة في دقة وعناية وتعقُّل، وكان التخصص في المهن الطبية قائمًا منذ أقدم العصور.
ويقول بدج إن مصر مهد الصيدلة، وفيها نشأ العشاب الأول.
(٥) مصادر تاريخ الصيدلة
-
(١)
بردياتهم الطبية، وهي مستنداتهم المكتوبة على صفحات البردي، والتي تُعتبَر الكتب المصرية القديمة في الطب والصيدلة وصناعة الدواء، ويبلغ عددها حوالي عشر برديات أهمها:
بردية أدوين سُمِّيَتِ الجراحة عام ١٧٠٠ق.م بردية إيورس عام ١٥٥٠–١٥٠٠ق.م بردية هيرست عام ١٥٠٠ق.م بردين برلين رقم ٣٠٢٧ عام ١٤٥٠ق.م بردية برلين رقم ٣٠٣٨ عام ١٢٩٦–١٢٧٠ق.م بردية كاهون لأمراض النساء عام ٢٠٠٠–١٨٥٠ق.م بردية كاهون للطب البيطري عام ٢٠٠٠ق.م بردية جاردنر للنساء والولادة عام ٢٠٠٠ق.م بردية لندن للطب والسحر عام ١٠٠٠ق.م بردية ليدن اليونانية في أوائل القرن الأول الميلادي بردية شاسيناه القبطية بين القرنين التاسع والعاشر الميلادي -
(٢)
البرديات غير الطبية، وقد جاء فيها بعض أسماء العقاقير، وطريقة استعمالها.
-
(٣)
المخلفات الأثرية من نباتات وحيوانات وعقاقير ومستحضرات مختلفة مما قد تجده في مقابرهم.
-
(٤)
صورهم ونقوشهم.
-
(٥)
التحنيط.
-
(٦)
آثار الدول المجاورة الخاصة بعلم العقاقير، والتي اصطبغت بالطابع الفرعوني.
(٦) مراجع تاريخ الصيدلة
-
(١)
أقوال المؤرخين القدماء مثل:
هيرودويش عام ٤٧٨ق.م.
وديودور وبثوفراست عام ٣٠٠ق.م، وقد عرَّفَ بثوفراست بابَ علم النبات.
وسيرابيون الإسكندري عام ١٦٠ق.م.
وسترابو عام ٢٥ب.م.
وبليني عام ٥٠ب.م.
وجالن عام ١٥٠ب.م، وهو مَن نُسِب إليه اسم المستحضرات Galenicals. -
(٢)
ما جاء في الكتب المنزلة والتوراة عن علوم المصريين وتقدمهم، وما استعملوه من عقاقير.
-
(٣)
الأبحاث والمراجع الحديثة في تاريخ العلوم والطب عند قدماء المصريين التي قام بها كثير من العلماء، وأهمهم: لوكاس، وألبيرت سميث، ووارن داوسدن، وبريستد، وولترن ويدج، ودري، وشاسيناه، وجورجي صبحي، وماكس وايرهوف، وكيمو.
-
(1)
Albert Newsberger: The Technical Sciences of the Ancients 1930.
-
(2)
Budge: The Divine origin of the Herbalist.
-
(3)
Breasted: The Edwin Simith Surgical Papyrus 1940.
-
(4)
Charles H. Lawall: The Four Thousand years of Phamacy.
-
(5)
E. Chassinat: Un Papyrus Medical Copte.
-
(6)
W/ R/ Dawson.
-
(7)
Efbell: The Papyrus Ebus 1937.
-
(8)
Eliot Smith: Egyption Mumies.
-
(9)
Geo-Sobhy Bey: Lectures in the History of Medicine.
-
(10)
Geo-Sobhy Bey: Lectures in The Book of simple druge.
-
(11)
L. Keimer: Die Garten Pflanzen im Alten Aegypten 1924.
-
(12)
Wreszinshi: All Medical Papyrus.
-
(13)
Law: die Flora due Juden, 5 Vols. 1924.
-
(14)
Luxas: Ancient Egyption Materials & Industries 1948.
-
(15)
P. E. Newberry: The ancient Botany.
-
(16)
Parting ton: Origins & Development of applied Chemistry.
-
(17)
Robert T. Gunther: The Greek Hetbal of Disscarides.
-
(18)
Schwein fusth: De La flora Pharmanique 1882.
-
(19)
Victot Loret: Les Végétaux Antiques.
-
(20)
Wooten: Chronieles of Pharmacy, 2 Vols.
-
(21)
A. Castigloni: A history of Medicine 1947.
-
(22)
S. Gabra: Drugs of Ancient Egypt. 1951.