المواد المستعملة في التحنيط
دراسة هذا الموضوع حديثة العهد لم يصل العلماء في بعضها إلى نتائج حاسمة، وهو موضوع طريف يحسن الاهتمام به ودراسته معمليًّا حتى يمكننا أن نعرف الكثير عن علوم قدماء المصريين، ومدى تقدُّمهم في الكيمياء، والمواد التي استعملوها، ومواطن استخراجها وغير ذلك. وسنلخص هنا ما وصلت إليه الدراسة العلمية على هذه المواد:
(١) الجير الحي
ولكن لوكاس وهو حجة في هذا الموضوع، يقول إنه ليس هناك من النتائج الكيماوية القاطعة ما يمكن أخذه لإثبات أنهم استعملوا الجير، بل النتائج التي أمكن استخلاصها من الموميات مصدرها أغلب ما يكون هو النطرون.
(٢) الملح أو كلورور الصوديوم
ومن المقطوع به أن الملح قد استُعمِل منذ أقدم العصور في تحضير الأسماك المحفوظة المملحة، وكان استعماله في هذه الحالة كحافظ وعامل مجفف، والمعروف أن الملح لم يُستعمَل كما هو في التحنيط قبل العصر القبطي، وكل الآثار التي أمكن اختبارها في الموميات من كلورور الصوديوم مصدرها النطرون.
- (١)
في مومياء من الأسرة ١٢ كشف هاس أن نسبة الملح هي ٤٫٨٪ وفي مومياء أخرى بنسبة ٠٫٦٪، ويعلل لوكاس ذلك باختلاف أنواع النطرون ومصدره.
- (٢) وُجِد على جلد كتفي مومياء توت عنخ آمون بعض بللورات من الملح، وبعض مجموعات هذه البللورات داخل التابوت الذهبي عند نهاية الرأس،٣ وهذه الكميات قليلة جدًّا لا تقطع باستعمال الملح، ولا تقطع بأنها ناتجة عن استعمال النطرون أيضًا، بل هي ناتجة من الماء المستعمل للغسل، وربما ناتجة عن بعض المياه المقدسة المستعملة، أو من مياه الآبار التي كانت في المعابد.
- (٣)
ويقول إليوت سميث إن مومياء منفتاح من الأسرة ١٩ مغطاة بطبقة من الملح، وكان لوكاس قد اختبر هذه الجثة كيماويًّا ولم يجد إلا كميات قليلة من الملح، وربما كانت من النطرون.
- (٤)
اختبر شمدت جثة من الأسرة ١٧ ووجد أن كمية الملح فيها لا تزيد عن النسبة الموجودة في جسم الإنسان.
- (٥)
في بعض عينات الراتنج التي حللها لوكاس وجد أنها تحتوي على آثار من الملح ربما كانت ناتجة عن ماء الغسل.
- (٦)
في موميات العصر القبطي ارتفعت نسبة الملح بدرجة قد تكون دليلًا على استعماله في التحنيط، وإنما كأحد مركبات النطرون الخام.
(٣) النطرون
مركب ملحي استعمله المصريون القدماء بكثرة، وجاء ذكره في كثير من نصوصهم وبردياتهم، وقد استخرجوه من وادي النطرون، وهذه المادة تحتوي كيماويًّا وبنسب متفاوتة على: كربونات وبيكربونات الصوديوم، وكلورور الصوديوم، وسلفات الصوديوم، وماء، ومواد غير قابلة للذوبان، كما هو مبين في الجدول الآتي:
التركيب الكيماوي | عينات من وادي النطرون | عينات من المقابر | ||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|
رقم ١ | رقم ٢ | رقم ٣ | رقم ٤ | رقم ٥ | رقم ١ | رقم ٢ | رقم ٣ | |
١٠٠ | ١٠٠ | ١٠٠ | ١٠٠ | ١٠٠ | ١٠٠ | ١٠٠ | ١٠٠ | |
كربونات الصوديوم | ٣٨٫٢ | ٤٣٫٥ | ٧٥ | ٦٧٫٨ | ٢٢٫٤ | ٣٦٫٩ | ١٦٫١ | |
بيكربونات الصوديوم | ٣٢٫٤ | ٢٠٫٨ | ٥ | ٢٥٫٢ | ٦٫٢ | ٨٫٣ | ١٠٫٧ | ٧٣٫٨ |
كلورور الصوديوم | ٦٫٧ | ١٤ | ٩٫٤ | ٢٠٫٨ | ٢٦٫٤ | ٩٫٩ | ٢٥٫٢ | ١٣ |
كبريتات الصوديوم | ٢٫٣ | ٣ | ١٫٢ | ٦٫١ | ٣٩٫٣ | ٣٣٫٩ | ٢٧٫٨ | ١٣٫٢ |
ماء | ١٦٫٥ | ١٠٫٧ | ٣٫٧ | ١١٫٦ | ٥٫٦ | ٥٫٦ | ٧٫٨ | |
مواد غير قابلة للذوبان | ٣٫٩ | ٨ | ٥٧ | ٢٫٩ | ٥٫٤ | ١١٫٥ |
- (١)
في أوانٍ مختلفة في المقابر من عصور مختلفة، وفي آنية من بين ٥٢ في مقبرة من الأسرة ١٢ مخلوط من النطرون والنشارة.
- (٢)
في آنية من الأسرة ١٨ مخلوط من الراتنج والنطرون والنشارة.
- (٣)
في آنية من مقبرة توت عنخ آمون.
- (٤)
في مقابر الأسرة ١٨.
- (٥)
في مقابر الأسرة ١٩ في المسيوم.
- (٦)
في أكياس في مقابر الأسرة ١٨.
- (٧)
مدفون في حفر في بعض المقابر مع بعض فضلات التحنيط.
- (٨)
في عينة من آنية من حفائر تونا الجبل، وقد قُمْت بتحليلها، وهي مخلوط من الرمل والنطرون.
- (٩)
في أكياس في مقبرة توت عنخ آمون.
- (١٠) وجد نافيل٤ في مقابر الدير البحري أوانٍ تحتوي على النطرون.
- (١١)
وجد وتلوك في مقابر طيبة من الأسرة ١١ بعض ترابيزات وأدوات التحنيط الخشبية، ووجدها مغطاة بطبقة من بقايا مواد التحنيط ثبت بالتحليل أنها تحتوي على النطرون والراتنج.
- (١٢)
وُجِدت قطع من النطرون بعضها يشبه الكرات في جثة مومياء من الدولة القديمة في فراغ الصدر.
- (١٣) اللفائف من الأسرتين ١٩ و٢٠ مشبعة بالنطرون.٥
- (١٤)
مخلوط مع مواد دهنية على بعض الموميات مثل: مومياء تحوتمس الثالث، ومرنبتاح.
- (١٥) وجد برانتون٦ على شكل محلول في إناء جنائزي من المرمر في مقبرة من الأسرة ١٢ في اللاهون، وقد حللها لوكاس.
- (١٦) وجده ريزنر في مقابر الأسرة الرابعة٧ على شكل محلول أيضًا، وهذا مما يدل على أن النطرون لم يُستعمَل جافًّا فقط بل استُعمِل أحيانًا على شكل محلول، وقد حلَّلَ لوكاس هذه المحاليل ووجد أنها تحتوي على ٣٪ من النطرون.
ويمكن القول إن النطرون قد استُعمِل في التحنيط منذ الأسرة الرابعة حتى القرن الخامس قبل الميلاد كما يقول هيرودوتس، وقد كان السبب في أفضلية النطرون على الملح في التحنيط أنه كان من أهم مواد التطهير عند قدماء المصريين كما ذُكِر ذلك في نصوص الأهرام، وأنه سهل الحصول عليه، وأنه من المواد المستعملة للتنظيف لما لاحظوه من قوة التصبين لما يحتويه من الكربونات والبيكربونات.
(٣-١) كيف استعملوا النطرون؟
اختلف العلماء ورجال الآثار على الطريقة التي استُعمِل فيها النطرون أثناء عملية التحنيط، وخصوصًا بعد أن عثرنا على النطرون في هيئة مسحوق وفي محلول كما ذكرنا.
- الرأي الأول: هو استعمال النطرون.
- والرأي الثاني: استعمال النطرون الخام الجاف.
وفي الحق أن هذا الموضوع لا يزال في حاجة شديدة إلى دراسة عملية منظمة لا يمكن أن تتوفر لإنسان إلا في كلية الطب المصرية، وبمساعدة المسئولين فيها، وعلى جثث الأطفال حديثي الولادة أو الأجسام التي تجرى عليها تجارب التشريح، وأرجو أن يُوفَّق رجال كلية الطب إلى العمل على إخراج هذه الدارسة والبحث إلى حيز الفعل.
ولما كنَّا نعرف جميعًا أن المصريين قد حفظوا الأسماك والبطارخ، وتفنَّنوا في ذلك كما تدلنا رسومهم الكثيرة، وأنهم حفظوا هذه الأسماك بالملح الجاف وبنفس الطريقة التي يستعملها المصريون الآن لتحضير الملوحة والفسيخ والسردين … وعلى هذا القياس يقصد هيرودوتس وديودور أن تحنيط الأجسام البشرية بالنطرون الجاف.
- (١)
رغم المدة الطويلة التي مكثتها أجسام الطيور في النطرون لم يمكنه اختباره في أنسجتها أو أمكن اختباره بنسبة ضئيلة جدًّا؛ وذلك لما يحتويه الجسم وما يتولد منه من أحماض حيوانية ودهنية تتفاعل مع مركبات النطرون.
- (٢)
أن كلورور الصوديوم أمكن اختباره في أنسجتها بنسبة تعطينا فكرة على أنه ناتج من استعمال النطرون.
- (٣)
أن السطح الخارجي للأجسام المحفوظة في محاليل النطرون أصبحت مخاطية لزجة يصعب مسكها حتى بعد غسلها، وأن البشرة الخارجية قد تآكلت، وهذا يخالف ما لدينا من مستندات مصرية قديمة بأن البشرة يحتفظ بها المصريون بعد قشرها ولفها.
- (٤)
أن الأجسام المحفوظة في مسحوق النطرون أحسن مظهرًا وحالًا من الأجسام المحفوظة في محاليله.
ومن ذلك يرجح لوكاس استعمال مسحوق النطرون ولا يقطع بذلك، والموضوع كما ذكرت قيِّم شيق ويحتاج إلى دراسة معملية منظمة.
(٤) شمع العسل
واستعمل الشمع في عملية التحنيط لتغطية الآذان والأعين والأنف والفم، وقطع التحنيط، وإجمالًا في جميع فتحات الجسم، وخصوصًا التناسلية عند المرأة.
وقد اشترك لوكاس ودري في الكشف عنه عند فحص مومياء سيدة وجدها ونلوك في حفائر الدير البحري من الأسرة الحادية عشرة.
(٥) القطران أو القار النباتي أو الزفت النباتي
قد عرف اليونان القطران أيام ثيوفراست في القرن الرابع ق.م وأيام ديستوريدس في القرن الأول ب.م، وعند الرومان أيام بليني في القرن الأول بعد الميلاد، وقد سماه بالزفت السائل.
وكذلك قد حلَّلَ لوكاس عينات كثيرة من محتويات الجماجم وبقايا الموميات من عصور البطالسة ووجد بها القطران. وجميع أنواع الزفت النباتي التي أمكن تحقيقها مصدرها العائلة الصنوبرية مما قد يقوم دليلًا على استيراده من الخارج؛ لأن نباتات هذه العائلة لم تكن تنمو بمصر.
(٦) التوابل أو المساحيق العطرية
قد أشار إليها هيرودوت وديودور، ولكن لم يقم كثير يتحقق أنواعها التي استُعمِلت مع أن لوكاس قد حقق بعضًا منها مثل: القرفة والسليخة، وهذه الأخيرة قد أُشِير إليها في التوراة، واستعملها اليهود بعد خروجهم من مصر بين وصفاتهم المقدسة.
ونوعَا القرفة وهما القرفة الدار الصيني وقرفة سيلان من عائلة واحدة، وأول ما أُشِير إليهما وخصوصًا الدار الصيني في بردية هاريس من الأسرة ٢٠، والقرفة عامةً من الأسرة الثامنة عشرة والأسرة التاسعة عشرة حيث ذُكِر أنها استجلبت من بلاد بونت.
وقد عُرِف النوعان جيدًا أيام اليونان، وذكرهما هيرودت وثيوفراست وديستوريدس وبليني، وذكر الأخير أن نبات القرفة ينمو في بلاد أثيوبيا، ولم نعرف من مستندات قدماء المصريين كيف استعملوا القرفة، ولكن من الدراسة المقارنة، ومما جاء عنهما في التوراة عند اليهود يمكن أن يعطينا فكرة عن استعمالها كمواد للتطهير أو للبخور، كما ذكر هيرودوت وديودور أن القرفة قد استُعمِلت في التحنيط.
(٧) الزفت المعدني؛ الأسفلت؛ القار المعدني
- أولًا: حلَّلَ رويتر ٦ عينات من موميات مصرية قديمة وجد فيها الزفت المعدني، وهذه الموميات يرجع تاريخ واحدة منها إلى عصر الأسرة ٣٠؛ واثنين لم يمكن معرفة عمرهما، وواحدة من مومياء إيبيس، وواحدة من مومياء طائر مجهول العصر، وواحدة من آنية فخارية. والأولى — كما ذكرنا — من عصر متأخر، واستند في نتائجه جميعها على الاختبارات الكيماوية.
- ثانيًا: اختبر سبيلمان بعض العينات تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية، وهذه هي أحدث الطرق لاختبار القار المعدني، وكذلك اختبرها بطريقة التحليل الطيفي Spectroscopy، وهي أحدث الطرق لاختبار الراتنجات. ورغم أن النتائج التي حصل عليها لم تكن قاطعة تمامًا من حيث التحليل الطيفي إذ وجد أن المواد تحت الاختبار تشغل مكانًا بين الزفت والراتنج، ثم أعاد تحليلها فوجد أنها تعطينا أطيافًا لعناصر الفلناديوم والنيكل والملوبيديوم، وهذه جميعها يحتويها القار المعدني ولا تحتويها الراتنجات.
- ثالثًا: بعض نتائج لوكاس إيجابية لهذه المادة.
- رابعًا: يوجد في متحف معهد الآثار المصرية قطعتان وُجِدتا في حفائر تونا
الجبل يملآن فراغ جماجم بشرية، وقد أخذَتْ كلٌّ منهما شكلَ المخ البشري
تمامًا وتقاطيع الجمجمة من الداخل. وقد قمتُ باختبار واحدة منهما، وهي
قارية اللون من الداخل، رمادية بنية من الظاهر، ويُعتبَر شكلها من
الخارج تحفة تشريحية أو هي نموذج للمخ.
واللون الرمادي البني الظاهري ناتج من التصاق بعض الأغشية المخية والأنسجة التي تبقَّت داخل الجمجمة بعد إخلائها يثبت ذلك الرائحة الحيوانية المتميزة عند حرق جزء منها.
ومادة الحشو جميعها متماسكة كتلة واحدة غير سهلة الكسر. لا تذوب في الماء، قليلة الذوبان في الكحل، أكثر ذوبانًا في الأثير، سريعة الذوبان في الكلوروفورم، مكونة فوق سطح المحلول غشاءً شبيهًا بالدهني.
وعندما تنصهر المادة يتصاعد منها أبخرة سمراء تتكثف على جدران الأنبوبة على شكل مادة زيتية، ورائحة هذه الأبخرة كريهةٌ نوعًا، وتشبه كثيرًا رائحة الأسفلت تحت هذه الظروف. والأبخرة المتصاعدة تلتهب في لهب مدخن، وبالتسخين على طرف سكين تسيل أولًا ثم تحترق في لهب أسود ذي رائحة أسفلتية تمامًا، تاركًا بقايا متفحمة. وقطرت جزءًا من المادة مع استلام الأبخرة المتصاعدة منها وتكثيفها داخل أنبوبة اختبار تحتوي ماءً مقطرًا، وحللْتُ المحلول الناتج فلم أجد به أيَّ مادة من عناصر القار النباتي.
وبتسخين المادة مع حامض الكبرتيك المركَّز، واختبار الأبخرة المتصاعدة، أمكن اختبار حامض الكبريتوز، أي إنه يحتوي كبريتًا. واستخلصتُ هذه المادة بالكلوروفورم، ثم أضفتُ إليها الماءَ وفصلتُ الطبقةَ الكلورفورمية وبخَّرت الكلوروفورم، فحصلتُ على مادة تشبه تمامًا مادةَ الأسفلت في خواصها الطبيعية وفي طراوتها بحيث لا يمكن تمييزها عنها، وهي تحتفظ بطراوة الأسفلت زمنًا طويلًا رغم استخلاصها من مادة جافة سهلة السحق.
ويُظَنُّ أن عوامل الطبيعة والزمن هي التي أكسبَتِ المادةَ — نتيجةَ تفاعلاتٍ كيماوية — تلك الطبيعةَ الجافةَ التي نلمسها في ذلك الحشو. وبما أن هاتين القطعتين يرجع تاريخهما إلى عهد البطالسة، وبما أن العلماء والمؤرخين قد أجمعوا على أن القار المعدني استُعمِل في هذا العصر، وبمساعدة الاختبارات الكيماوية السابقة يمكن أن نقطع أن هذه المادة من القار المعدني.
(٨) الزيوت الصنوبرية
(٩) الحناء Lausenia Alba, Lausenia Inermis
استُعمِلت الحناء في عصور التاريخ كثيرًا، وقد استعمل المصريون أوراقَها وزهورها في مستحضرات الزينة والعطور، وفي صباغة الشعر والأيدي والأقدام، وهذه أقدم فكرة للمانيكور، وقد وجدنا كثيرًا من الموميات اصطبغت أيديها وأرجلها بلون الحناء الأحمر، وأرجو أن تتاح لي الفرصة لأكتب لكم عن الحناء؛ فهو موضوع تاريخي طريف.
(١٠) العرعر Juneperous Specios
- (١)
أنها ضمن مواد التحنيط اللازمة للرائحة والتقطير.
- (٢)
أنها لعبت دورًا في العقائد الجنائزية.
ويقول لوكاس أن زيت السيدار الذي ورد ذكره ربما كان من ثمار هذا النبات بنقعها أو استخلاصها.
وهذا النبات لا ينمو في مصر الآن، ولكن لوجود ثماره بكثرة في الموميات يظن بعضُ العلماء أنه قد استُجلِبَ إلى مصر، وتأقلم فيها فترةً من الزمن.
(١١) الشيبة Parmelia furfuraceae
هي من فصيلة الحزاز، وقد وُجِدت موميات كثيرة محشوَّة بهذا النبات، وموضوعها يحتاج إلى دراسة علمية كبيرة.
(١٢) نبيذ النخيل
المصريون أول مَن اكتشف الاختمار الكحولي، رغم أنه ذُكِر أيامَ نوح — عليه السلام — وأنه أول مَن صنع الخمر. وقد حضَّرَ المصريون الجعةَ والنبيذ من ثمار النخيل، ويقول هيرودوت وديودور أنهم استعملوا هذا النبيذ في غسيل الأحشاء أيضًا، وهذا وضع معقول ومقبول. ولكن لسوء الحظ أننا لا يمكن أن نختبر آثار الكحول في مومياتٍ مضى عليها آلاف السنين. ومن المعقول أيضًا أن النبيذ قد استُعمِل كسِواغٍ لإذابة بعض المواد المستعملة في التحنيط مثل الراتنجات التي وُجِدت بعضُ اللفائف مشبَّعَة بها.
(١٣) الراتنجات Resigns
- (١)
التحنيط.
- (٢)
بعض الحلي صنع المصريون حباتها من الراتنج.
- (٣) استُعمِلَ كدهان Varnish.
- (٤) استُعمِلَ كمادة لاصقة وفي لفائف، وهذه أوحت إلى استعمال الراتنجات في طب العظام والجراحة، وضعوا منها حديثًا مستحضرًا اسمه ماستيوسول Mastisol، وتركيبه كالآتي:
مستكة ٢٠٠ فلفونيا ١٠٠ زيت تربنتينا ٧٠ زيت بذر الكتان ٥ بنزول نقي ٥٠٠
وسنقصر الكلام هنا عن الراتنجات التي استُعمِلت في التحنيط.
(١٤) ماذا أفاد العالم من التحنيط
-
(١)
كشف لنا عن معلوماتهم الكيماوية والنباتية، وبعض المواد المستعملة في التحنيط، ولو أن هذا الموضوع لم يكتمل علميًّا حتى الآن.
-
(٢)
كشف لنا عن مدى تقدُّمهم في الجراحة والطب.
-
(٣)
كشف لنا عن كثيرٍ من أمراضهم.
-
(٤)
كشف لنا عن بعض عقائدهم الدينية والجنائزية.
-
(٥)
كشف لنا عن بعض أنواع الجرائم.
-
(٦)
كشف لنا عن بعض أنواع الأغذية عندهم.
-
(٧)
مدى تأثير الحضارات المختلفة على عقائد المصريين.
وبالإجمال فهو موضوع يمس جميع نواحي النشاط العلمي والعقائدي والاجتماعي عند قدماء المصريين، أرجو أن يُوفَّق العلم الحديث لإتمام بحثه.
(١٥) مراجع أخرى
-
(1)
Food in Egypt, in Mem. de L’Inst. D’Egypte–1 (1919).
-
(2)
The use of natron and salt by the Ancient Egyptians.
-
(3)
Histological Studies in Egyptian Mummies “Mem. Inst. Egyptian VI” 1911.
-
(4)
Studies in Palaeoathology of Egypt.
-
(1)
De l’embaumoment avant et apres Jesus Christ 1912.
-
(2)
De La momie ou mumia, in Bull dcs Sciences Pharmacologique, Paris.
-
(3)
Analyse d’une Masse resineuse Egyptienne avant servia l’embaumement d’animaux sacres … etc. in Sphinx, 1913.