الفصل الثامن
لم يُمهل أبو سريع الأيام، بل ألهب ظهرَها بالسياط. إنه الآن يملك نِصف مليون جنيه يُريدها أن تكون عددًا لا يُحصى من الملايين.
بدأ بأنِ استأجَرَ شقة مفروشة منذ اليوم التالي لوصوله، وكان قد سمع عن سمسارٍ بحيِّ السيدة قادر على أن يجِدَ له قطعة أرض بناء واسعة بالوسائل التي يلجأ إليها المُغتصبون. ذهب إليه وكان اسمُه محروس الزيني.
– يا عمِّ محروس صباح الخير.
– أهلًا وسهلًا. تفضَّل.
– الحمد لله ليس معنا أحد، وأستطيع أن أُحدِّثك فيما جئتُك فيه.
– أنا تحت أمرك.
– أريد قطعة أرض يكون صاحبها مجهولًا.
– ماذا؟ لا، لا يا عم، حدَّ الله بيننا وبين الحرام.
– لك حق أنت لا تعرفني، هذه هي بطاقَتي انقل الاسم عندك، واسأل عنِّي، وآتي إليك بعد ثلاثة أيام.
– ثلاثة لا تكفي.
– بل تكفي، الوقت عندي مُهم.
وفي خبرة التاجر المُتمرِّس أدرك محروس أن مُحدِّثه ليس مدسوسًا عليه من جهة أمن، أو أي جهةٍ حكومية، قال له: مكتوب في البطاقة صرَّاف.
– كنت، وتركتُ الصِّرافة منذ سنواتٍ عديدة، وأضِف على اسم البطاقة لقب الحاج أيضًا، فأنا لم أكن حجَجتُ حين استخرجتُها.
قال محروس: قل ما تُريد الآن.
– أنت تعرِف ما أريد.
– عندي قطعة أرض مساحتها ألفا متر تُساوي سبعة ملايين جنيه صاحبها هاجَر منذ سنوات، ويُمكن القيام بإجراءاتها.
– ما هي هذه الإجراءات؟
– من الذي دلَّك علي؟
– كثيرون.
– أهمُّهم؟
– مسعود سليم زميلي السابق.
– إنه يعرفني كلَّ المعرفة.
– وأنت أيضًا تعرِفه كلَّ المعرفة.
– إذن اترُك لي هذه الإجراءات، ولنتكلَّم في نصيبي.
– المبلغ الذي تُقدِّره.
– الأرض تُساوي كثيرًا.
– فماذا تُقدِّر لنفسك؟
– لنفسي فقط أم للذين سيتعاونون معي؟
– حدِّثنا عن نفسك أولًا.
– لن أقول مائة ألف، بل سبعين فقط.
– اجعلهم ستِّين، وخُذ عدَّ هذه الجنيهات.
وبدأ محروس العد، حتى إذا انتهى منه قال: هذه عشرون ألفًا.
– نعم.
– مقبولة.
– متى أراك؟
– اترُك لي يومَين.