لغة المليارات
استسلم «أحمد» للنوم بعد يومٍ شاقٍّ … ولم يدرِ كم من الوقت مضى، ولكنه استيقَظ على رنين جرس التليفون … رفع السماعة على الفور، واستمع إلى صوت «بليك» يتحدَّث إليه بمرح: هاللو «أحمد» مرحبًا بك في «روما».
أحمد: شكرًا لك.
بليك: ماذا تفعل؟
أحمد: بين اليقظة والنوم.
بليك: الساعة الآن مُنتصَف الليل، هل يُمكن أن نذهب في مهمةٍ؟
أحمد: طبعًا.
بليك: سيخرج معك «هومو» إنه …
أحمد: من هو «هومو»؟
بليك: إنه الرجل الذي استقبلك.
أحمد: هذا «الروبوت».
ضحك «بليك» قائلًا: إنه يُشبه «الروبوت» فعلًا … ولكنه نافعٌ جدًّا.
أحمد: إنه مُرعبٌ.
ضحك «بليك» مرةً أُخرى، وقال: ولكنه رجلٌ مُخلصٌ … إنه يُنفِّذ ما يُطلَب منه.
أحمد: ولكنه أرعبني.
بليك: إنه يعمل معك … وعلى استعدادٍ لتنفيذ كل أوامرك.
أحمد: عظيم، وما هي المهمة؟
بليك: إنها مهمةٌ صعبةٌ … ولكنها ضروريةٌ … إن رجالنا للأسف معروفين في بعض الأوساط … ونحن في حاجةٍ إلى رجلٍ لا يعرفه أحدٌ … وأنت خيرُ من يقوم بهذه المهمة!
أحمد: إنني أستمع …
بليك: لعلك قرأت مؤخرًا عن سرقة تكنولوجيا الكومبيوتر العملاق الذي صنعتْه أمريكا لاستكشاف الصواريخ السوفيتية وتدميرها على الأرض أو في الهواء.
أحمد: إنها قضيةٌ تناولتها الصحافة كثيرًا.
بليك: إن هذا الكومبيوتر العملاق يُجري مليار عملية في الثانية.
أحمد: مليار!
بليك: نعم.
أحمد: إنه شيءٌ يستحقُّ الانتباه!
بليك: لهذا فنحن نسعى للحصول على الرسومات الخاصة بهذا الكومبيوتر، وقد علمنا من مصادر سريةٍ أن هذه الرسومات سوف يقوم بتسليمها ثلاثة أشخاصٍ إلى رجلٍ غريبٍ مقابل ٣٠٠ مليون دولار.
أحمد: وما هي الخطة؟
بليك: الخطة أن نترك الرجل الغريب يتسلَّم هذه الرسومات ويَدفع الثمن … ثم نقوم نحن بالاستيلاء عليها منه.
أحمد: خطةٌ بسيطةٌ.
بليك: نعم … ولكن التنفيذ صعبٌ، فنحن لا نَعرف هل سيأتي هذا الرجل وحده أو هناك حراسة معه.
أحمد: من البديهي أن تكون هناك حراسةٌ معه؛ فمثل هذه العمليات الضَّخمة لا يمكن أن تترك لرجلٍ واحدٍ.
بليك: هذا ما فكَّرنا فيه تمامًا … إن التسليم عند قمة «سان أنطوان» في سويسرا قرب زيورخ.
أحمد: كيف؟
بليك: في هذا المكان السياحي المُزدحم في فصل الشتاء، سيقوم الرجال الثلاثة بحمل الرسومات عند نهاية خط «التلفريك» بين الفندق وقمة «سان أنطوان» وأنت تعرف أن «التلفريك» هو خطٌّ هوائيٌّ لنوعٍ من الأتوبيس المعلَّق في الهواء على أسلاك.
أحمد: نعم … أعرفه.
بليك: ستركب مع «هومو» هذا التلفريك إلى قمة «سان أنطوان»، وبعدها ستذهبان إلى كوخٍ مهجورٍ في الغابة، حيث يتمُّ التسليم والتسلُّم وبعد انصراف الثلاثة سيكون الرجل الغريب وحده أو مع حراسةٍ … وطبعًا سوف تعرفان ما يدور هناك.
أحمد: مسألةٌ بسيطةٌ.
بليك: عليكما انتظار خروج الرجل الغريب، ثم القضاء عليه والحصول على الرسومات الخاصة بالكومبيوتر.
أحمد: هل المعلومات وثيقةٌ.
بليك: إن أهمَّ شيءٍ في هذه العملية أن المعلومات دقيقة … ولم يحصل عليها أي إنسانٍ سوى المنظَّمة، فقد أُحيطت بقدرٍ كبيرٍ من السرية.
أحمد: هل لي أن أعرف كيف توصَّلتم إلى المعلومات.
بليك: المسألة بسيطةٌ … أحد الرجال الثلاثة الذين سيُسلِّمون الرسومات هو الذي أخبرنا، مقابل بضعة ملايين من الدولارات له … إنه لا يُهمُّه من الذي سيَستولي على الرسومات في النهاية … المهم أن يُضيف إلى المائة مليون دولار التي سيَتقاضاها عشرة ملايين دولار أخرى.
أحمد: إنه شرهٌ للغاية.
بليك ضاحكًا: إنك مثاليٌّ.
أحمد: ومتى نبدأ.
بليك: غدًا صباحًا ستأخُذان الطائرة إلى زيورخ، وستَقضيان ليلةً هناك، وفي الصباح ستركبان القطار إلى «سان أنطوان».
أحمد: هذه عمليةٌ تحتاج إلى سلاحٍ.
بليك: طبعًا … إن «هومو» رجلٌ منظَّمٌ جدًّا … وستجد كل شيءٍ مُعدًّا.
أحمد: سأتحدَّث إليك بعد إنجاز المهمَّة.
بليك: كن على حذرٍ … فالمسألة عالَميةٌ، ويُهمُّنا جدًّا الحصول على الرسومات.
أحمد: أرجو ذلك.
وضع «أحمد» سماعة التليفون، ثم ضغط الجرس … وبعد لحظاتٍ ظهر «هومو» …
قال «أحمد»: سنُسافر في الصباح إلى «زيورخ».
هومو: التذاكر جاهِرةٌ.
أحمد: هل عندك أسلحةٌ كافيةٌ.
هومو: الأسلحة موجودةٌ في «زيورخ».
أحمد: هل تعرف المهمَّة.
هومو: طبعًا.
أحمد: ما هي نسبة المخاطَرة فيها.
هومو: مثل كل مخاطرةٍ أخرى، خمسون في المائة.
أحمد: هل أستطيع أن أتناول بعض الطعام.
هومو: إنَّ المطبخ تحت أمرك.
أحمد: فقط ساندوتشات.
هومو: ستكون جاهزةً خلال خمس دقائق.
بعد خمس دقائق بالضبط … ظهر «هومو» ومعه الطعام … ودُهش «أحمد» لدقَّة الرجل وقدرته التنظيمية.