في ضرب العرب المثل بمن عُرِف حمقه
العرب تضرب المثل للأحمق تارة بمن قد عُرِف حمقه من الناس، وتارة بما يُنسَب إلى سوء التدبير من البهائم والطير، وتارة بما لا يقع منه فعل، ولكن لو تُصُوِّرَ له فعل كان ما ظهر منه حمقًا.
فأما ضربهم المثل بمن قد عُرِفَ حمقه فقال أبو هلال العسكري: تقول العرب: «أحمق من هبنقة» وستأتي أخباره، و«أحمق من حذنة» قيل هو رجل بعينه، وقيل هو الصغير الأذن الخفيف الرأس القليل الدماغ، وكذلك يكون الأحمق، وقيل: حذنة امرأة كانت تمتخط بكوعها. وتقول العرب: «أحمق من أبي غبشان»، و«أحمق من جحا»، و«أحمق من عجل بن لجيم» و«أحمق من حجينة» وهو رجل من بني الصداء، و«أحمق من بيهس»، و«من مالك بن زيد مناه» ومن «عدي بن حباب»، و«أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها».
وأما ذكرهم للبهائم فيقولون: «أحمق من الضبع»، و«أحمق من أم عامر»، و«أحمق من نعجة على حوض»؛ لأنها إذا وردت الماء أكبَّت عليه ولا تنثني، و«أحمق من ذئبة» لأنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع.
ومن الموصوف بالحمق من الحيوان: الحبارى، والنعجة، والبعير، والطاووس، والزرافة.
وأما ضربهم المثل بمن لا فعل له كقولهم «أحمق من رجلة» وهي البقلة الحمقاء؛ لأنها تنبت في مجاري السيل.