نساء العمل الخيري الجريئات: آفاق جديدة للعمل الخيري النسائي
-
«برأس المال»: فمن خلال الدخول، والميراث، والروابط الزوجية، تسيطر النساء على رأس المال في الولايات المتحدة. ويمكن للمرأة أن تكون ناشطة خيرية عن طريق وسائل لم يكن لأحدٍ أن يتخيلها.
-
«بالشفقة»: تدرك النساء أنه بالإضافة إلى العطاء من منطلق العاطفة، فإن الشفقة هي السبب المهيمن وراء العطاء؛ الشعور بالشفقة تجاه الآخرين والرغبة في أن ينعموا بحياةٍ أفضل في عالمٍ أكثر سلامًا.
-
«بالتغيير»: نظرًا لأن النساء لا يقنعن بالوضع الراهن أو مجرد استخدام حلول وقتية للمشكلات، فإنهن يمارسن العطاء الفعال لمعرفة الأسباب الجذرية وراء مشكلات المجتمع والتوصُّل إلى حلولٍ لها.
-
«بالمسئولية»: تدرك الأمريكيات أنهن مقيمات بالولايات المتحدة ومواطنات للعالم بأكمله، ويَعِينَ مسئولياتِهن والتزامهن بتحويل العالم إلى مكانٍ أفضل للأجيال القادمة.
-
«بالعاطفة»: تشعر النساء بالعمل الخيري الذي يقمن به، وهو جزء لا يتجزَّأ من شخصيتهن وعملهن، ووسيلة للتعبير عن قِيَمهن، ومعتقداتهن، ومُثُلهن صراحة.
بالإضافة إلى دوائر العطاء، وصناديق المرأة، ومبادرات العمل الخيري التي ناقشناها من قبل، أحدث العمل الخيري النسائي تغيراتٍ مثيرةً في الأساليب التي تتبرَّع بها النساء، والتي تركت أثرها على العمل الخيري برُمَّته وطريقة القيام به. يعرض هذا الفصل عدة أمثلة حديثة للعمل النسائي الخيري، يمكن تكييفها لتناسب الكثير من المؤسسات غير الربحية أو استخدامها بواسطة المرأة لإنشاء مؤسستها أو منظمتها الخاصة أو استخدامها كوسيلةٍ للتبرع.
(١) نساء جريئات: مزج السياسة بالعمل الخيري
ومعًا يستطيع القطاعان العام والخاص، والنساء والرجال، أن يُحدِثوا تغييرًا ملموسًا في المجتمع، على أن يكون الهدف هو تغيير السياسات والمساهمة في الصالح العام.
(٢) نساء جريئات: دعم التنوُّع في العمل الخيري النسائي
قبل المضي في إنجاز أي شيءٍ آخر في العمل الخيري النسائي، من الضروري مراعاة التنوُّع أولًا. بدأت حركة العمل الخيري النسائي المعاصرة كحركةٍ للنساء البيض، والآن حان الوقت لتقدير واستيعاب كافة النساء، من كل الأجناس والألوان والأعراق والطبقات.
(٢-١) مفردات مختلفة
وتستشهد منتر بنتائج دراسة «توسيع الدائرة» التي قام بها كلٌّ من صندوق بوسطن للمرأة، وصندوق الشعب التابع لشركة هايماركت، والمركز اللاهوتي النسائي، والتي أشارت إلى أن المصطلحات المستخدَمة في مجال العدالة الاجتماعية ليست ذات صدًى قويٍّ لدى المرأة الأمريكية ذات الأصول الأفريقية. وتوضِّح منتر كذلك أن التبرعات توصف غالبًا بأنها رعاية أكثر من كونها عملًا خيريًّا في أعراف كنائس السود. وتقول: «إن حاجز اللغة في مجال العمل الخيري يُمثل حدودًا ينبغي عبورها.»
وتشير منتر إلى مجالٍ آخر، وهو مواد الاتصال الخاصة بالمؤسسات غير الربحية التي ترى أنها تُمثل حَجَر عَثْرَةٍ أمام عطاء المرأة الملوَّنة. وهي تقول إن هناك إشكاليتين في هذا الصدد؛ الأولى هي أن مواد الاتصال لدى المؤسسات غير الربحية غالبًا ما تفتقر إلى الصور والمفردات التي تساعد الأفراد الملونين على أن يرَوْا أنفسهم مُمثلين ومدرجين في الأنشطة؛ مما يجعل تعريفهم بالقضايا المختلفة شيئًا صعبًا. والثانية هي أن المجتمعات العرقية لها تقاليد غنية بالهياكل والشبكات الاجتماعية. تقول منتر: «غالبًا ما يفشل قادة المؤسسات غير الربحية في التعرُّف على قوة تلك الشبكات وكيفية الاتصال بها. فإذا أرادت المنظمات إشراك النساء السود، فإنه يتعين عليها الاعتراف بقوة الكنائس، والأندية النسائية، ومنظمات الحقوق المدنية بوصفها شريكًا يتمتع بمصداقيةٍ لدى المتبرعات المحتملات.»
(٢-٢) تاريخ مشترك: العطاء على أساس المكان
غير أن منتر تلفت الانتباه إلى وجود تنوُّع كبير في المجتمعات العرقية، وأن كل شخصٍ يتبرع بطريقةٍ مختلفة. «فلا يمكنك تلبية الاحتياجات المستهدَفة لكل فرد بنفس الطريقة. على سبيل المثال، من الصعب التعميم؛ حيث إن الأشياء التي تهم المرأة ذات الأصول اللاتينية والمرأة ذات الأصول الأفريقية تعتمد على مدة وجودهما بالبلاد.» وتضيف: «تُبيِّن الأبحاث أنه يوجد ما يزيد عن مائة سلالة عرقية ولغة محلية في مجتمعات الأمريكيين من ذوي الأصول الآسيوية وسكان جزر المحيط الهادي، وأن رعاية عشائرهم واجب أخلاقي. وغالبًا ما يكون عطاء المرأة ذات الأصول الإسبانية/اللاتينية غير رسمي، مع وجود حذرٍ تجاه هياكل التبرع الرسمية. ويتركز عطاء المرأة الأمريكية الأصل على الثروات الجماعية، وغالبًا ما يتم تفضيل التبرعات غير الرسمية.»
(٢-٣) وضع النساء المنتميات إلى مجموعات الأقليات على القائمة
تقول أوسبورن: «في السابق، كنا — نحن النساء — نتبرع عبر دفاتر الشيكات. ولكننا الآن أصبحنا ذوات سلطات واسعة ومثقفات وتجاوزنا مرحلة دفاتر الشيكات. وعلينا فعل الشيء نفسه مع الأقليات: نُثقف، ونُشرك، ونُوفر الأجواء الملائمة.» وتُشكِّك أوسبورن في كفاءة جامعي التبرعات الذين ينفقون الكثير من وقتهم على الرجال البيض الذين يملكون المال ومن المفترض بهم التبرع، ولكنهم ليسوا خيريِّين. تضيف أوسبورن: «الأقليات ليست على القائمة من الأساس.»
(٢-٤) الحاجة إلى إجراء مزيدٍ من البحث
(٢-٥) بناء الكتلة الحرجة
إن بناء الكتلة الحرجة أمر حيوي لتوسيع دائرة العمل الخيري. ووجود ثلاث نساء على الأقل على طاولة مجلس الإدارة سوف يضمن دومًا تعضيد بعضهن بعضًا وطرح آرائهن بحُرية. (انظر الفصل السابع.) وينطبق المنطق نفسه على تمثيل الأقليات. إن المؤسسات الكبيرة تحتاج إلى أكثر من مجرد واحد أو اثنين من أعضاء مجلس الإدارة أو طاقم العمل للتعبير عن قيم الأقليات. في الوقت الحالي يوجد قدر قليل من التنوُّع في معظم أطقم العمل بالمؤسسات غير الربحية، وتقول منتر في هذا الصدد: «إن طاقم العمل الذي يفتقر إلى التنوُّع قد لا يُقدِّر قيمة التنوع، وهذا يمكن أن يُترجم إلى استياءٍ عند السعي لإيجاد مجموعةٍ متنوعةٍ من أعضاء مجلس الإدارة.»
عندما يتعلق الأمر بالمؤسسات غير الربحية يكون الجمهور كله من البيض، اللهم إلا في حالاتٍ استثنائية قليلة. وقد حان الوقت لكي نتأكد من أننا جميعًا — جامعي التبرعات، والمتبرعين، والمتطوعين، ومقدمي البرامج، والمستشارين — نطالب بالتمثيل الجيد للأقليات في أطقم العمل، وفي الجمهور الذي نتعامل معه، وفي مجالس الإدارة. وعلينا أن نطلق حملة من أجل التنوُّع في العمل الخيري.
-
إيجاد التنوع في طاقم العمل؛ بحيث تتواصل نساء من أعراق مختلفة بعضهن مع بعض. تعلَّم منهن اللغة المثلى للعمل الخيري.
-
البحث عن التنوع في عضوية مجالس الإدارة. افعل ذلك بنشاط، وليس بسلبية. (انظر الفصل السابع.)
-
عقد مجموعات لطرح الأفكار لنساء من مختلِف الأعراق من أجل التعرُّف على اهتماماتهن.
-
التعرُّف على نساء من أعراق مختلفة كمرشحات محتملات، وتقديم يد العون من أجل إشراكهن، وتثقيفهن، وربطهن بقضيتك.
-
إدراك أن المجتمع والعرف مهمان للنساء من الأعراق المختلفة.
(٣) نساء جريئات: القيادة العليا بالمنظمات
-
فهم مهارات القيادة والاهتمامات الخاصة التي تجلبها المرأة لطاولة مجلس الإدارة.
-
تعيين النساء في مجالس الإدارة وهن في أوج عملهن الوظيفي. وحينئذٍ لن يقتصر الأمر على العون المقدَّم منهن، بل سيمتد إلى إمكانية تقاعدهن مبكرًا والتحوُّل إلى متطوعات متحمسات وواعدات، وأكثر من ذلك إلى قائدات وناشطات في العمل الخيري.
(٤) نساء جريئات: مخاطبة الاحتياجات وإيجاد القيمة
من منطلق شفقتها تجاه موقف أو شخص معين، تقوم المرأة أيًّا كان عملها (ربة بيت، سيدة أعمال، نجمة سينما) بأعمالٍ غاية في الجرأة مثل تصميم مبادرة أو إنشاء مؤسسة خاصة بها. نُقدِّم هنا مثالَين رائعَين، وما نستفيده من هاتين السيدتين هو أنهما كانتا في حاجةٍ إلى التواصل الشخصي والعاطفي من خلال التجرِبة لكي تؤسس كلٌّ منهما منظمتها الخاصة بها.
(٤-١) لينيت هوفمان جونسون
(٤-٢) تريشا ويلسون
ومن خلال مؤسسة ويلسون، تقوم بتقديم مساعدات تثقيفية وطبية للقرى التي دمَّرها الإيدز بالقرب من منزلها الثاني في جنوب أفريقيا. «كنت أعتقد دائمًا أن التوازن هو كل شيءٍ في الحياة، ودائمًا ما أقول للأفراد في شركتنا «ما نفعله هنا من أجل الحصول على مورد رزقٍ لا يُنقذ الأرواح. وعلينا ألا نأخذ هذا بجديةٍ مفرطة.» ولكن المذهل أنه من خلال المؤسسة نقوم بإنقاذ الأرواح فعلًا.»
لقد فتحت الرحلة التي قامت بها ويلسون إلى جنوب أفريقيا منذ خمسة عشر عامًا عينيها على حالة الفقر والحرمان التي يعاني منها الشعب هناك، وطاردتْها الاحتياجات المُلِحة للناس. «يوجد الكثير والكثير من المؤسسات غير الربحية في الولايات المتحدة التي تقوم بأشياء رائعة. غير أنه في جنوب أفريقيا وخاصةً في المناطق الريفية، يوجد القليل جدًّا من المؤسسات غير الربحية المحلية والقليل من المنظمات الدولية التي تُقدِّم يد العون. كنت أرى الأطفال الصغار وهم يموتون من الإيدز، وكنت أعلم أننا يجب أن نفعل شيئًا من أجل المساعدة.» وقد اشترت ويلسون منزلًا حوَّلته إلى دارٍ للمُسنِّين وعيادة طبية، كما أن مؤسستها جمعت تبرعات لصالح كلية خاصة، هي أكاديمية ووتربرج.
وقد لفتت جهود ويلسون مع أكاديمية ووتربرج انتباه أوبرا وينفري التي قامت بالتعاقد مع شركة ويلسون وشركاه على استكمال التصميمات الداخلية للمدرسة التي أقامتها خارج جوهانسبرج للفتيات الفقيرات المحرومات.
وعلى الرغم من أن ويلسون تقول إنها تضع تصميمات للمنتجعات الفاخرة والأمراء السعوديين، «غير أن هذا أحد جوانب حياتي؛ فهناك الجانب الخاص بالعمل، وهناك كذلك مؤسستي في جنوب أفريقيا. وهذا هو الجانب الذي تكمن فيه روحي.»
(٥) نساء جريئات: البحث عن الذات
إن الكنائس والمعابد والمساجد وغيرها من دور العبادة هي الأماكن التي عادةً ما تتعلم منها النساء العمل الخيري؛ حيث يتذكَّر الكثير من النساء آباءهن وأمهاتهن، حتى الفقراء منهم، وهم يتبرعون لأماكن العبادة الخاصة بهم. إن الدين بلا شكٍّ فتح أعين الكثير من النساء على احتياجات المعوزين، سواءٌ أكانوا يعيشون داخل الولايات المتحدة أم في دول العالم الثالث.
وفي الديانة المسيحية، تعتقد نساء كثيرات أن التبرع ودفع العشور للكنائس يُمثل مِنْحتهن الكلية؛ فلا يُطلب منهن دفع المزيد بصفتهن الشخصية، أو لا يُقدِّمن مزيدًا من التبرع لعدم اتصالهن أو مشاركتهن مباشرةً بمشروعٍ محدد. ومع ذلك، قامت مراكز المرأة والقِيَم الروحية برعاية المؤتمرات الخاصة بالنساء، والقيم الروحية، والعمل الخيري على المستوى القومي على مدار سنوات.
-
توجد فرص ضخمة للعمل الخيري أمام المنظمات التي تستهدف النساء من خارج الدوائر الإنجيلية.
-
تريد المرأة أن تشعر بأن عطاءها يذهب لمشروعٍ ما تكون معنيةً به على نحوٍ محدد، ولا يقتصر الأمر على العطاء العام.
-
يمكن أن تستفيد المؤسسات الدينية من عقد مجموعاتٍ لطرح الأفكار من النساء ومَنْح مزيد من الاهتمام لهن كأفراد. وهناك وفرة من فرص التطوع في الكنائس وأساليب التواصل مع النساء والحصول على التزامات مالية منهن.
(٦) نساء جريئات: قيادة الأسرة
في المقال نفسه بالمجلة، قال جيتس عن عمله الخيري: «لا أعتقد أن الأمر كان سيتصف بالمتعة إذا قُدِّر لي أن أفعله بمفردي، ولا أعتقد أنني كنت سأقوم به بهذا القدر.»
وتحرص المرأة غالبًا على ترك ميراثٍ ما، ونقل قِيَمها في العمل الخيري لأبنائها، وإعداد أطفالها للميراث. ويمكن لمؤسسات الأسرة أن تُقدِّم نهجًا للتعامل مع كل هذه القضايا.
عند العمل مع الزوجين، تذكَّر دائمًا أن مؤسسات الأسرة تتنامى من حيث الشعبية وتُعَدُّ الوسيلة المُثْلى لاستيعاب الأبناء في العمل الخيري الأسري؛ وذلك بسبب حرص المرأة وتأثيرها وقدراتها الخاصة.
(٧) نساء جريئات: المبادرات والمؤسسات
تدرك النساء اليوم — خاصةً النساء اللاتي يعملن بقطاع الأعمال — أنهن يختلفن عن الرجال، ويرغبن في تكوين منظماتهن الخاصة؛ فالكثير من النساء اللاتي يعملن بالشركات كان عليهن التعامل مع العقبات التي تعترض مسارهن المهني، وهن يُرِدْنَ مساعدة غيرهن من النساء على تجنُّبها. وهن بصفةٍ عامة أيضًا سعيدات بنجاحهن ويرغبن في مَنْح هذه السعادة للآخرين. العديد من النساء استُبْعِدْن مما يُطلق عليه «الشبكات التقليدية للرجل». وهن يرغبن في إنشاء شبكةٍ خاصةٍ بهن: شبكة لا تُوفِّر فرص التواصل فقط، بل تساعد في تعزيز المسار المهني كذلك. وبالإضافة إلى هذه الأسباب، توجد الآن كتلة حرجة من النساء اللاتي يعملن بالشركات والعمل الحر، واللاتي يمكنهن التحدُّث بصوتٍ واحد دونما خوف في حجرةٍ مليئة بالرجال إذا لزم الأمر. وفي الواقع، فإن النساء من خلال منظماتهن الخيرية يمتلكن «مساحتهن الخاصة» على حد قول فيرجينيا وولف.
(٧-١) صندوق مؤسسة نساء تكساس
إن سد الفجوة بين الجنسين في المدارس الإعدادية هو ما تُركِّز عليه النساء في المؤسسة، وعضوية الصندوق متاحة لكل فرد في المؤسسة. تقول شون: «في بداية الأمر، قمنا بتعيين نساء فقط لأن التحرك من أجل القضية يهم النساء بالفعل. ولكن منذ عامين، وسَّعنا من نطاق عملنا ليشمل الرجال المسنين، وتعجبنا لماذا لم نقم بهذه الخطوة مبكرًا؛ فجميعهم لديهم بنات وزوجات وأخوات.» إن رسالة صندوق مؤسسة نساء تكساس هي جمع وتوفير الأموال لزيادة عدد البنات اللاتي يتخرَّجن في المدارس الثانوية واللاتي يلتحقن ببرامج تمنح شهادات فنية تعادل الشهادات الجامعية.
(٧-٢) اتحاد ١٠٠ امرأة في صناديق التحوط
يشير الرقم «١٠٠» في اتحاد ١٠٠ امرأة في صناديق التحوط إلى الحد الأقصى لعدد المستثمرين في صندوق التحوط. وقد ارتفعت العضوية الفعلية من ١٦٠ إلى ١٠٠٠٠ عضو، علاوةً على جماعات خارج البلاد. والشرط الوحيد للعضوية هو الالتزام بتقديم شيءٍ للمجموعة تكون متميزًا فيه وشيءٍ آخر يُمثِّل مصدر متعةٍ لك.
(٨) نساء جريئات: القيادة التحولية
وتقول مندوزا إنها ترى الفوائد الملموسة أثناء العمل طوال الوقت. وهي تستشهد بالعلاقات الصحية بين قادة المؤسسات غير الربحية، والائتلافات القوية، وقلة الإنهاك، وتزايد الاستدامة، والشعور الحقيقي بالانتماء إلى المجتمع فيما بين المنظمات ومن يتعاملون معها. وهنا تُعيد صياغة مقولة غاندي: «تخيل القدر الكبير الذي يمكن تحقيقه إذا ما أصبحت المؤسسات هي ذاتها التغيير الذي تريد أن تراه.»
-
إن كثيرًا من المنظمات العلمانية وغير العلمانية قد تقدم ونجح بواسطة التأكيد على التغيير الشخصي، والتواصل، والحب، والثقة.
-
إن هذه المنظمات في مرحلةٍ متطورة من القيادة التحوُّلية، وتتعامل مع القضايا المجتمعية، وأكثر قابليةً من ذي قبل لتلقِّي التمويل من المؤسسات.
(٩) وجهة عطاء النساء الجريئات
عندما تجد النساء أن هناك احتياجًا ما، فإنهن يَكُنَّ على مستوى الحدث. ولكن يجب دائمًا أن يقودهن آخرون يعرفون أين تكمن المشكلة وأين يكمن الحل.
(٩-١) النساء والفتيات
قامت هيلين ببعض الأبحاث عن العمل الخيري والحركة المبكرة في الولايات المتحدة للمناديات بحق المرأة في الاقتراع، واكتشفت أن هذه الحملة لم تكن في البداية ممولة بواسطة النساء الثريات من صاحبات المنح الكبيرة؛ ولم يتم تقديم منح كبيرة من النساء إلا مع اقتراب الحملة من نهايتها لحثِّ النساء على التصويت. ولم تُرِدْ هيلين أن تُضيع الفرصة نفسها على النساء الثريات لتمويل النساء والفتيات في الموجة الحديثة من الحركة النسائية. وقد أدركت هيلين وسواني أن المرأة لديها الموارد، غير أنه جرى العُرف أنها لا تتقدَّم بمنح كبيرة للنساء والفتيات. وكان المفتاح هو حث المرأة على التقدُّم بمنح راقية وتبوُّء مناصب قيادية.
وقد أطلقت هيلين وسواني هانت شرارة الحملة بتقديم منحة بمبلغ عشرة ملايين دولار. والمذهل هنا أنه في فئة المِنَح التي تزيد عن المليون دولار، تم جمع ١٨٠ مليون دولار من مائة متبرعة خلال ثلاث سنواتٍ مقارنةً بالمبلغ المستهدف وهو ١٥٠ مليون دولار.
تنسب جرام نجاح الحملة إلى حقيقة أنها كانت مرتبطة بنظام توصيل غاية في الفعالية (صناديق المرأة) مع وجود قيادة قوية فيما بين هذه الصناديق والمتبرعات. ولم تكن الحملة تهدف فقط إلى القيادة، ولكن أيضًا إلى بناء المجتمع. «لقد وضعنا استراتيجية بشأن الاستفادة من مهارات المرأة في بناء المجتمع، وتبرُّع المرأة بمنح كبيرة، ودعوة المرأة لغيرها للحاق بها في هذه الدائرة من العطاء، وإبراز كيف أن الاستثمار في صناديق المرأة، حتى في خِضَمِّ الرُّكود الاقتصادي، سوف يُدِرُّ عليهن عائدًا جيدًا.» وأضافت: «لدينا اثنتان من ناشطات العمل الخيري فوق الوصف في الطليعة وفي مناصب قيادية.»
والعنصر الآخر الذي ترى جرام أنه مهم هو أن القيادة في جميع القطاعات قد فشلت بالفعل في التعامل مع القضايا التي لها أكبر الأثر على النساء والفتيات؛ فكان هناك فراغ، وكان ذلك بمنزلة فرصة. تقول جرام: «لقد كانت لحظة تاريخية مواتية لنا لكي نضاعف الجهود ونُسرع الخُطى. فالمتبرعات كنَّ يرغبن في التغيير وأن يصبحن جزءًا من الحل من خلال جلب أموالهن، ومواهبهن الخاصة، واتحاد منظمات التمويل النسائي التابعة لشبكة التمويل النسائي.»
(٩-٢) المعرفة التي تقود إلى العمل
وسوف يستخدم المركز ما تُطلِق عليه باريتا «المعرفة التي تقود إلى العمل» والتي يتم الحصول عليها عن طريق البحث الْمُركَّز. ومتى وقع الاختيار على الموضوع الذي يهتم به المركز، فسيقوم بالاستثمار عن طريق توجيه الجهود من أجل خلق حلول جديدة للقضايا المتعلقة بالنساء والفتيات.
ويمكن تشبيه هذا التفاعل باختيار مؤسسة ميشيجان للمرأة المتمثل في ضخ استثمارات في المشروعات التي تملكها النساء، على النحو الموصوف في الفصل الرابع. إن المنظمات النسائية تستمع إلى أعضائها، وتُعيد صياغة البرامج التي تقوم بتمويلها، بل وتُعيد صياغة توقُّعاتها للمبالغ التي سوف يتم التبرع بها والنتائج المترتبة على ذلك.
-
يجب أن يكون للمشروع أو الحملة مكونات منطقية، واجتماعية، وعاطفية.
-
يجب أن تتبرع النساء اللاتي يملكن زمام القيادة، وأن يَكُنَّ موضع الاحترام الكبير من جانب الآخرين.
-
يجب على النساء إدراك أهمية القضايا المعنية، وأن مِنَحهن سوف تجلب التغيير وتُحدِث الفارق.
-
يتعين أن تمثل الحملة أو المشروع اهتمامًا خاصًّا للنساء.
-
ينبغي على المنظِّمين التفكير على نطاق كبير وتوقُّع أن تتبرع النساء بمِنَح كبيرة.
-
ينبغي أن يُطلب من المتبرعات تبوُّء مناصب القيادة وتشجيع غيرهن من النساء على التبرع.
-
ينبغي ربط الحملة أو المشروع بمنظمة قائمة بالفعل ومسئولة.
-
سوف تكون النساء أكثر ميلًا إلى التبرع إذا ما توافرت لديهن الفرصة للتبرع الجماعي.
(٩-٣) توجيه السياسات، وما وراءه
بالإضافة إلى دعم الفنون وبصفةٍ خاصة الفن المعاصر، جعلت مؤسسة باربارا لي للأسرة مهمتها تحفيز وتثقيف النساء فيما يتعلق بالترشح للمناصب السياسية والفوز بها. وقد بحثت المؤسسة في العلاقة بين النوع والدعاية للمناصب التنفيذية ونشرت النتائج في سلسلة من أربعة أجزاء تحت اسم «وضع النساء في موقع يؤهلن للفوز: استراتيجيات جديدة لتحويل الأنماط التقليدية المتعلقة بالنوع إلى ميزات تنافسية.»
إن الأمر ليس مقصورًا على مشاركة الكثير من ناشطات العمل الخيري بفعالية في مجال السياسة، وإنما أصبح عدد من النساء اللاتي يتقلدن مناصب بالانتخاب يشاركن في العمل الخيري بصورةٍ أكبر. ومن خلال استخدام مهاراتهن وخبراتهن السياسية وكذا رءوس أموالهن، يهتم هؤلاء النسوة بقضايا ذات أهمية لهن، قضايا يُدافعن عنها أثناء توليهن للمناصب المختلفة. وأمثلة هؤلاء أليشيا ساليسبيري، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كانساس من عام ١٩٨٥ إلى عام ٢٠٠٠، والتي ساعدت في إنشاء صندوق المرأة في مؤسسة توبيكا المجتمعية؛ وديبي ريتشي، العضو السابق بالمجلس التشريعي لولاية فلوريدا والمسئولة عن تأسيس المجموعة المانحة «إمباكت ١٠٠» في منطقة خليج بنساكولا (انظر الفصل الرابع). وتوجد نساء مماثلات مذكورات في هذا الكتاب من بينهن جوي بيكاس، العضو السابق بمجلس مدينة لوس أنجلوس والناشطة اليهودية بالجامعة في مجال العمل الخيري؛ وليز كريست، المفوضة السابقة لمقاطعة هيوستن ورئيس الحملات المكثفة لجمع التبرعات لجامعة سانت توماس.
تجد النساء أنفسَهن في مواقع تؤهلهن لتغيير السياسة الاجتماعية من خلال عملهن السياسي وعملهن الخيري. ومع تزايد عدد النساء في كلٍّ من الساحتين، فإننا نتوقع مزيدًا من التركيز على القضايا التي تهم المرأة.
(٩-٤) دعم الفنون
وتُعَدُّ شيلا جونسون — الناشطة الخيرية، ومؤسِّسة شبكة التليفزيون الترفيهي للسود، وسيدة الأعمال — مثالًا للمرأة التي تمزج بين الفنون وإحداث التغيير الاجتماعي؛ ففيلمها الوثائقي «ضجيج قوي» يُبرز قضية التغلب على الانقسامات العرقية القديمة بهدف معالجة توترات ما بعد الحرب من أجل خلق وظائف للنساء. وبطلات الفيلم هن ناشطة فيتنامية مصابة بالإيدز، وناشطة مدافعة عن الفتيات من مالي، وسيدة من البوسنة والهرسك. وجدير بالذكر أن جزءًا من الأرباح يذهب لمؤسسة «كير».
(٩-٥) العطاء العالمي
ترى النساء أن التبرع على المستوى العالمي ليس فقط الشيء الصائب، ولكن له وجاهة اقتصادية أيضًا. والشيء نفسه يَصدق على الاستثمارات غير الربحية. سل نفسك: ما مقدار ما تحويه حافظتك من أسهم دولية؟ ربما الكثير، إذا كانت شركاتك الأمريكية المساهمة تقوم بمشروعات تجارية فيما وراء البحار كذلك. وبما أننا لدينا اقتصاد عالمي ونضع أموالنا وثقتنا في الأسهم العالمية، فلِمَ لا نفعل الشيء نفسه فيما يخص تبرعاتنا؟ ربما يتعيَّن علينا التبرع للعمل الخيري العالمي بالنسبة المئوية نفسها التي تضم بها حافظاتنا الاستثمارية أسهمًا عالمية.
ستة من أعضاء مجلس إدارة المشروع موجودون في الولايات المتحدة، بينما يوجد في زيمبابوي ثلاثة أعضاء ومدير مشروعات. ومنذ افتتاح المشروع وهو في نمو مستمر؛ والآن يوجد أيضًا برنامج لمرحلة رياض الأطفال. وتشعر شو بالسرور لأن بعض التمويل الذي تتلقاه يأتي من معهد تنمية المجتمع، الذي شاركتْها في تأسيسه امرأة أخرى هي كارولين ميلر.
إن أحد الأسباب الرئيسية وراء اهتمام النساء بالتبرع على المستوى العالمي هو أن دولاراتهن تحقق الكثير جدًّا في البلدان النامية مقارنةً بالبلدان المتقدمة. فعلى سبيل المثال في مشروع جورومونزي، تكفي ٣٦٥ دولارًا لسداد مصروفات الطفل المدرسية ومأكله، وزيه المدرسي، والرعاية الطبية الأساسية لمدة عام. وثَمَّةَ مظهر آخر لافت للانتباه في البرنامج، هو أن الرعاة يكون لديهم الرغبة للذهاب إلى زيمبابوي وزيارة مواقع رياض الأطفال.
-
أَدِرِ المشروع كما لو كان شركة تجارية. كن منظمًا.
-
كن على استعداد للمساهمة بمالك عند الحاجة إلى ذلك.
-
كن أمينًا للغاية عندما يتعلق الأمر بالمسئولية المالية وإعداد التقارير.
-
ضع خطة استراتيجية مكتوبة؛ فالكتابة تساعدك على الوضوح بشأن الخطوات التي تحتاج القيام بها لتحقيق ما تريده. والكتابة ضرورية كذلك عند طلب المنح. ابحث عن شخصٍ ما يشترك معك في كتابة الخطة لتحصل على رؤيةٍ أفضل.
-
واكِب كل ما هو حديث فيما يخص المتطلبات القانونية.
-
تابع الأفراد الذين يتصدرون الاجتماعات ويُقدِّمون المتحدثين؛ فكل شخصٍ تقريبًا يمكن أن يستفيد من مهارات التحدُّث الإضافية، وأنت سوف تحتاج إلى مهارات الحديث للترويج لمنظمتك.
-
اختر أعضاء مجلس الإدارة بعناية، فعلى كل فردٍ أن يدرك أنه يلتحق بمجلس الإدارة لجمع التبرعات وتقديم مساهمات مالية عن نفسه.
-
زود المتبرعين بالمعلومات، عن طريق إصدار نشرات إخبارية، والرد على البريد الإلكتروني على الفور، وغير ذلك.
-
داوم على تثقيف ذاتك، من خلال قراءة كتب، وحضور ندوات، والاستماع إلى الآخرين.
-
كن صادقًا في رسالتك، وإذا اقتضت الضرورة، فتحلَّ بالشجاعة لتغيير الوسائل التي تُحقِّق بها هذه الرسالة.
مزيد من النصائح فيما يخص المشاركة العالمية
• قم بمراجعة جهود الشراكة الحالية لمؤسستك غير الربحية في البلدان النامية وقم بالدعاية لها. قد تكون هذه الجهود طبية إذا كانت المؤسسة مستشفًى، أو قد تكون في صورة برنامج زراعي إذا كانت المؤسسة جامعة، أو قد تكون على هيئة تبادل ثقافي إذا كانت المؤسسة برنامجًا للفنون. وهناك الكثير من الاحتمالات التي قد لا تكون على درايةٍ بها.
• إذا لم تكن مؤسستك تعمل في بلدانٍ أخرى، فادرس التعاون مع منظمة عالمية ذات صلة برسالة مؤسستك. روج لجهودك حتى يعلم بها الجميع.
• إن الخدمات المقدَّمة للأطفال والنساء والفتيات، تمثل مجالاتٍ لبرامج مهمة من أجل الحصول على الدعم النسائي الخيري وكذلك دعم الشركات والمؤسسات. كوِّن مجموعة لطرح الأفكار للتعرُّف على ماهية مؤسستك أو ما يمكن أن تفعله للتأثير الإيجابي على حياة الأطفال والنساء والفتيات، خارج القُطر الذي تعيش فيه.
• تتمتع النساء اليوم بخبراتٍ عريضة فيما يتعلق بالسفر حول العالم من أجل المشروعات والترفيه. والآن هُنَّ يردن السفر وفعل الخير في الوقت نفسه وهن بصحبة أبنائهن على الدوام. هل توجد وسيلة تستطيع مؤسستك من خلالها توفير هذا النوع من الخبرة من خلال برنامج يتم عقده في بلدٍ آخر؟
• اتصل ببعض المنظمات التي أنشأتْها النساء. وقد أشرنا إلى عددٍ منها بين ثنايا هذا الكتاب: مشروع جورومونزي، مؤسسة ويلسون، جمعية نساء تشياباس، مؤسسة «إحياء الروح». تعرَّف على المزيد من رؤى المؤسسين وكيفية تطبيق هذا على مؤسستك.
(١٠) معلومات سريعة
-
إن العمل الخيري النسائي لا يمكن أن يحل محل التمويل الحكومي. ويجب أن يكمل الاثنان كلٌّ منهما الآخر.
-
تتبرع النساء من الأعراق الأخرى والنساء الملونات بطريقةٍ مختلفة عن النساء البيض.
-
ترى النساء الاحتياجات مِن حولهن ويشعرن بها، ويؤسسن مؤسساتهن ومبادراتهن للوفاء بهذه الاحتياجات.
-
يمكن للمنظمات أن تعمل جيدًا إذا ما درست النموذج اليهودي الذي يُشرك المزيد من النساء.
-
تتلقى النساء والفتيات عددًا من المنح النسائية الكبيرة، أبرزها التبرعات الرائدة التي تجمعها شبكة التمويل النسائي.
-
بينما تقوم النساء بالتبرع من منطلق العمل الخيري، فإنهن يتبرعن من منطلق سياسي أيضًا.
-
تهتم نساء كثيرات بالعطاء على المستوى العالمي.