الطُّمْطَمَانِية والطَّمْطَمَة
في «القاموس»: وطُمْطُمَانيَّة حمير — بالضم: ما في لغتها من الكلمات المنكرة. ا.ﻫ.
وفي «شرح القاموس» أنها تشبه كلام العجم. وفي صفة قريش: ليس فيهم طمطمانية حمير أي: الألفاظ المنكرة المشبهة بكلام العجم، هكذا فسره غير واحد من أئمة اللغة، وصرَّحَ به المبرِّد في «الكامل» والثعالبي في «المضاف والمنسوب»، وقيل: هو إبدال اللام ميمًا، وأشار إلى توجيه ذلك الزمخشري في «الفائق». ا.ﻫ.
وفي «العقد الفريد»، ج١، ص٢٩٤، ذكرها لحمير، ثم قال: والطَّمْطمة: أن يكون الكلام مشبهًا لكلام العجم، ثم قال بعد ذلك: وأما طمطمانية حمير ففيها يقول عنترة:
وذكرها لحمير أيضًا في ص٤٨، ج٢، ولم يفسرها.
وفي «نهاية الأرب» للنويري، ج٣، ص٣٩٢، س٢: الطمطمة إبدال الطاء تاءً (هي غير الطمطمانية، تراجع).
وفي «المزهر»، ج١، ص١١٠: «والطمْطمانية تعرض في لغة حِمْير، كقولهم: طاب امهواء أي: طاب الهواء.» ا.ﻫ.
وفي «التصريح» للشيخ خالد، ج٢، ص٤٥٦: «أمْ لغةٌ في: ألْ عند طيِّئ؛ فإنهم يبدلون لام التعريف ميمًا فيقولون في الرجل: أم رجل.» ا.ﻫ. (هكذا رسم بفصل أم).
وفي «خزانة البغدادي»، ج٤، ص٥٩٦: «والطمطمانية — بضم الطاءين — أن يكون الكلام مشبهًا لكلام العجم، يقال: رجلٌ طِمْطِم — بكسر الطاءين — أي في لسانه عجمة لا يفصح، والطمطماني مثله، وحِمْيرُ أبو قبيلته، وهو حِمْيَرُ بن سبأ بن يشجُب بن يعْرب بن قحطان، ومنهم كانت الملوك الأُوَل.» ا.ﻫ.
وفي «محاضرات الراغب»، ج١، ص٣٦: «فيما يعرض في بعض اللغات من العي»: «الطمطمانية لغة في حِمْير كقولهم: طاب امهواء؛ أي: طاب الهواء.» ا.ﻫ.
وفي «فقه اللغة» للثعالبي ص١٠٧ من النسخة رقم ١٤٩ لغة: «الطُّمطمانية تعرض في لغات حِمْير، كقولهم: طاب امهواء يريدون: طاب الهواء.»
وفي «سرِّ الصناعة» لابن جني ص٣١٢، في باب إبدال الميم: «وأما إبدالها من اللام، فروي أن النمر بن تولب قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليس من امبرِّ امْصِيامُ في امْسفرِ.» يريد: «ليس من البِرِّ الصيامُ في السَّفَرِ» فأبدل لام المعرفة ميمًا في: امْسفر، ويقال: إن النمِر لم يروِ عن رسول الله ﷺ غير هذا الحديث، إلا أنه شاذٌّ لا يقاس عليه.» ا.ﻫ.
وفي «شرح البغدادي على شواهد الرضي على الشافية» ص٥١٤، قولُ بُحير بن عنمة الطائي الجاهلي: «يرمي ورائِي بامْسهْم وبامسَلِمهْ» أي: يدافع عني مرَّة بالسهام، ومرَّةً بالسَّلام.
على أن إبدال لام «الْ» المعرفة ميمًا ضعيف، وقال ابن جني في «سر الصناعة»: هذا الإبدال شاذٌّ لا يسوغ القياس عليه، وفيهما نظر، فإنه لغة قوم بأعيانهم، قال صاحب «الصحاح»: هي لغة حِمْيَر، قال الرضيُّ — رضي الله عنه — في «شرح الكافية»: هي لغة حِمْير ونفرٍ من طيِّئٍ.
وقال الزمخشري في «المفصل»: وأهل اليمن يجعلون مكانها الميم ومنه: «ليس من امْ بر امْ صيام في امْ سَفَر.»
وقيل في تفسير بيت بُجَير الطائيِّ: قوله: ««بامْسَهمِ»، بكسر الميم دون تنوين؛ لأنَّه معرفٌ باللام لكن الكسرة مشبعةٌ للوزن، وقوله: «وبامْسَلِمهْ» بعد الواو وبهما يتزن الشعر، والسَّلِمَةُ — بفتح السين وكسر اللام — واحدةُ السلام؛ وهي الحجارة، والبيت رواه الآمديُّ وابن بري في آماليه على «الصحاح»، ورواه الجوهري في مادة «سلم»: «يرمي ورائي بالسهم وامسلِمه»، وقال: يريد: والسلِمة، وكذا رواه بعض الأفاضل، وقال: الرواية: «بالسهم» بتشديد السين على اللغة المشهورة، و«امسلمه» بالميم الساكنة بعد الواو على اللغة اليمانية.» انتهى.
قال ابن هشام في «المغْنِي»: قيل: إن هذه اللغة مختصة بالأسماء التي لا تدغم لام التعريف في أولها، نحو غلام وكتاب بخلاف رجل وناس، وحكى لنا بعض طلبة اليمن أنه سمع في بلادهم من يقول: «خُذِ الرُّمْحَ واركب امْفَرَس.» ولعل ذلك لغة بعضهم، لا لجميعهم، ألا ترى أنها في البيت السابق، وفي الحديث على نوعين؟ وأمَّا الحديث الذي أورده الزمخشري، وهو مشهور في كتب النحو والصرف، فقد قال السخاوي في شرح «المفصل»: يجوز أن يكون النبي ﷺ تكلم بذلك لمن كانت هذه لغته، أو تكون هذه لغة الراوي التي لا ينطق بغيرها، لا أن النبي ﷺ أبدل اللام ميمًا. قال الأزهري: الوجهُ ألا تثبت الألف في الكتابة؛ لأنها ميم جعلت كالألف واللام.
ووجد رسمه بخط السيوطي في كتاب «الزَّبَرْجَد» هكذا: «ليس من امْ برِّ امْ صيام في ام سَفرِ.»