رجال مُلهَمون
«ينبغي صدُّ العدوِّ وسحقه، سيفاستوبول خلفنا، وأمامنا وطنُنا الكبير كله؛ روسيا الخالدة. والعدوُّ مثل دودة الشعر يتغلغل في عُمق أرضنا، التي لا حياةَ لنا بدونها، فَلْنحصد العدوَّ هنا بالنار! وَلْنقاتل كما قاتَل الروس من سالف العصور، حتى آخِر رجل، وآخِرُ رجل حتى آخِر قطرة دم، حتى آخِر نفَس!»
تحكي لنا هذه الرواية الشائقة ما جرى من أحداث المعركة الضارية التي دارت رَحاها بين القوات الألمانية والروسية بالقرب من المدينة الروسية الساحلية «سيفاستوبول»، التي احتلَّها الألمان خلال الحرب العالمية الثانية؛ حيث أخذت نيران المدافع الألمانية تدكُّ كل المواقع التي يهاجمها البحَّارة الروس وأوقعت منهم كثيرين، ولم يتبقَّ من البحَّارة سوى رجال قليلين، حاربوا ببسالة بكل ما تبقَّى لديهم من سلاح بسيط. وبالرغم من إصاباتهم الغائرة من جرَّاء الطلقات النارية التي صُوِّبت نحوَهم، كان يحدوهم الأمل في الانتصار، وأن تُكتَب لأرواحهم المتألمة وأجسادهم المنهَكة النجاة؛ بأن يعودوا إلى حياتهم الهادئة، ويُعاد إليهم وطنهم الحبيب. لم تَهدأ نيران الحرب، بل ظلَّت متأجِّجة، واستمر التراشُق بالرصاص والانفجارات في كل مكان! تُرى ما مصير هؤلاء الرجال المُلهَمين؟