في خرافاتهم
ومصدر الخرافات الجهل؛ ولذلك فخرافات البدو كثيرة، منها: اعتقادهم «الإصابة بالعين»، وهم يعلقون الخرز الزرق في أعناق أطفالهم وإبلهم وخيلهم العزيزة عندهم؛ لدرء العين الشريرة، ورأيت بعض شبانهم يعلقون الخرز الزرق في مرائرهم لدرءِ العين.
وهم يتشاءمون من رغاء الإبل ومن عواء الكلب من بطنه ومن صباح الأجرود، ويتفاءلون بفلج الأسنان والسفر يوم الجمعة أو الإثنين، ويتشاءمون من السفر أو الغزو يوم الأربعاء إذا اتفق أنه آخر أربعاء في الشهر، ويوم الخميس إذا اتفق أنه الخامس في الشهر، ومن السفر أو الغزو إذا كان القمر في القران مع العقرب كما مرَّ.
وفي العَمْر في شرق بلاد التيه رجل من الترابين يدعى عامر أبو روَّاع، يعتقد أهل سيناء أنَّ له معرفة بعلم النجوم ونحسها وسعدها، فإذا نهاهم عن سفر أو غزو انتهوا وإذا بشرهم صدَّقوه.
وعند رؤية الهلال يقولون: «يا اللي سلِّمتنا في اللي زل سلمنا في اللي هل، يا الله حلوبة يا الله جلوبة، يا الله دعوات أولاد الحلال»، ويهنئون بعضهم بعضًا بظهوره، فيقول الواحد: «مبارك شهركم» فيجيبه الآخر: «لنا ولكم.»
وهم يرقون الحية والذئب والضبع والنمر لئلا تؤذي أغنامهم، فرقية الذئب والضبع والنمر واحدة وهي: «معزانا كورة كورة، عليهم قطيفة النبي منشورة، إذا جاء من الوادي لجامه هادي، وإذا جاء من العدوة لجامه هدمه، وإذا جاء من البطين (رأس الجبل) لجامه شريط، في آذانه فاس، وفي خشمه فاس، وفي يديه فاس، وفي رجليه فاس، نرميه في البحر الدوَّاس، بيننا وبينه الخلة، وسبع جمال محملة غلة.»