في تاريخ سيناء من بعد الدول العشرين الأولى المصرية إلى الفتح الإسلامي لمصر
لا نرى للمصريين أثرًا يذكر في سيناء بعد الدولة العشرين إلى الدولة الحادية والثلاثين؛ لأن هذه الدول لم تهتم بالتعدين في سيناء كما اهتمَّ أسلافها، ولكنها اشتغلت كما اشتغل أسلافها بالحروب في سوريا وبلاد العراق وجزيرة العرب كما سنبينه فيما بعد.
ثم تملك اليونان مصر وسوريا على يد الإسكندر المكدوني سنة ٣٣٢ق.م، فقام خلفاؤه البطالسة في مصر والسلوقيون في سوريا وما زالوا في حرب مستمرة يأتي ذكرها، إلى أن تغلب الرومان عليهم جميعًا فملكوا سوريا سنة ٦٤ق.م ومصر سنة ٣٠ق.م، ودام ملك الرومان على القطرين إلى أن قام الإسلام في جزيرة العرب فانتزعوا منهم سوريا سنة ٦٣٨م، ثم مصر سنة ٦٤٠م.
وقد ترك اليونان والرومان في سيناء، ولا سيما القسم الشمالي منها، وفي حدودها الغربية، كثيرًا من الآثار النفيسة التي تقدم وصف أكثرها في باب الجغرافية.
وأهم آثار الرومان «البيزنتيين» دير طور سيناء الشهير المار ذكره تفصيلًا، وقد أفردنا لتاريخه فصلًا خاصًّا فيما ما يلي.
هذا وبينما كان البطالسة في مصر يتطاحنون بالحروب هم والسلوقيون في سوريا، نرى النبط خلفاء الأدوميين في البتراء قد شادوا ملكًا امتد غربًا إلى البحر الأحمر فشمل جزيرة سيناء كلها، لذلك أفردنا لهم في هذا التاريخ فصلًا خاصًّا وهو الفصل التالي.