مصر: الأسماء والأمثال والتعبيرات
«من الخطأ إهمالُ الموروث الشعبي في دراستنا لثقافة هذا الشعب، بل ومن السذاجة وضعُه في إطار القيمة المحدودة؛ لأنه يتَّصل بصميم الشخصية المصرية؛ فهو يَصدُر عنها، يعبِّر عن خُلاصة تجارب البداية والتواصل على هذه الأرض، ويَصدُر إلى أجيال أخرى حاليَّة وقادمة تُفيد من تجارب السَّلف، ويظل التواصل قائمًا.»
الموروث الشعبي إرثٌ مهم في الأدب المصري، ومكوِّن أساسي من مكوِّنات تراث الأمة وهُوِيتها، وهو الوعاء الذي يحوي بداخله كل معتقَدات شعب مصر وعاداته وتقاليده وأفكاره التي تراكمَت عبر الأجيال؛ لذلك فإن إغفاله وضياع قِيمته يَعني إغفال هُوِية الأمة وضياعها، كما ورد في المَثل الشعبي: «من فات قديمه تاه»؛ لذا يأتي هذا العمل الأدبي المميَّز محاوَلةً جادَّة للحفاظ على هذا الموروث الثقافي الضخم والثَّرِي، وهو يُقدِّم صورة شاملة للحياة المصرية وثقافتها من خلال ثلاثة أبعاد رئيسة، وهي: «الأسماء» مع توضيح دلالتها، و«الأمثال الشعبية» التي اختصَرَت الحياة المصرية في جُمَل، و«التعبيرات الشعبية» التي وردت في الكتاب بلهجاتها المحلية التي قِيلت بها في الأعمال الأدبية الإبداعية، دون تغيير أو تحوير أو تبديل.