ظاهرة الأسماء في الأعمال الأدبية
كانت سيمون دي بوفوار — كما تروي في ذكرياتها — تلجأ إلى دليل التليفونات لاختيار أسماء شخصياتها الروائية، لا تنشد للاسم معنًى أو دلالة محددة، إنما هو وسيلة تعريف بالشخصية، يُذكَر فترتسم في الذهن صورة إنسان، له ملامحه التي نعرفها أو نجهلها، تقول السيدة: «الاسم معرفة» (الشرنقة). ثمة — في المقابل — حرص من مبدعين آخرين على أن يكون اختيارهم للاسم متَّسقًا مع طبيعة الشخصية أو مناقضًا لها، بالإضافة إلى تعبيره عن مسار الأحداث.
دلالة الأسماء محلُّ حرص الكثير من المبدعين، بمعنى أن أسماء الشخصيات في الأعمال الإبداعية لا تُختار اتفاقًا ولا عشوائيًّا، لكنها تعبِّر عن سياق الأحداث، أو تعكس ملامح الشخصية الظاهرة، أو الجوَّانية. ثمة — على سبيل المثال — أمينة بين القصرين، التي ظلت أمينة على البيت منذ لزمته طفلة في أواخر القرن التاسع عشر؛ حفظت للأسرة وفروعها تماسكها على مدى جيلين، حتى غادرت الحياة في نهايات الحرب العالمية الثانية. وسعيد مهران في اللص والكلاب هو المقابل لمحمود أمين سليمان، الذي واجَه — في واقع الحياة — زوجة خائنة، وصديقًا مضللًا، ومجتمعًا جبانًا. وبسيمة عمران هي التعبير عن أمنا الأرض، على حد تفسير لويس عوض. وكان الشيخ رضوان الحسيني تعبيرًا عن ضوء الخير في عتمة الشر التي الْتفَّ بها زقاق المدق أعوام الحرب العالمية الثانية. أما مأمون رضوان فهو الإخواني الذي يتطلع إلى عودة دولة الإسلام. أما سيد الرحيمي فهو الأب ذو البعد الميتافيزيقي في الطريق. وإذا كان المثل يقول إن كل مسمًّى له من اسمه نصيب، فإن الكثير من الأشخاص لهم أسماء تناقض تمامًا تكوينهم الجسدي، أو ظروفهم الاجتماعية؛ مثلًا اسم مليم الأكبر يحمل نقيض تلك الشخصية الطَّموح، الضائعة، ذات المعاناة التي لا تنتهي.
•••
تقول المرأة في رواية الخلود لميلان كونديرا: «نحن لا نفهم أسماءنا، ولا نعرف تاريخها، مع ذلك فنحن نحملها، ونرتبط بها، وتعجبنا، ونعتز بها، كأننا نحن الذين اخترعناها، فالوجه كالاسم» (الخلود، ٦١). «كل واحد له اسمه، يعرف به نفسه، ويعرفه الناس»، هذا ما قاله الراوي (المتاهة). وكما تقول الأسطورة الإغريقية، فإن اسم الإنسان هو الذي يحقق له التفرد وسط البشر الآخرين. يسأل الرجل من يلتقي به للمرة الأولى: ما اسم الكريم؟ ويذكر الآخر اسمه (صقر البحار). ذِكر الاسم إذن بداية التعارف، أو بداية العلاقة. الاسم — بلغة الشفرة — هو كود المسمى به. نحن نقول: «فلان» أو «فلان»، فنعني شخصًا بالتحديد نعرفه، سواء كانت هذه المعرفة شخصية أم لا. والأسماء تعبير عن ظاهرة — أو ظواهر — اجتماعية، فهي تخضع في اختيارها للعديد من العوامل والأعراف والمؤثرات، بحيث يُبِين الاسم عن المناخ العام الذي يحياه المجتمع؛ المعتقدات والتقاليد والعادات، ومدى التأثر بالظروف الثابتة والطارئة، وانتشار أسماء بذاتها في مناطق محددة، ولا يخلو من دلالةٍ قولُ أندريه موروا: «إن الحياة تبدأ بالأسماء.» ثمة من يختار اسم المولود قبل ولادته، يُعِد اسمَي أنثى وذكر. وثمة من يختار اسم المولود في اليوم الأول لولادته، وهناك من يختار الاسم في اليوم السابع، وهو يوم «العقيقة»، امتثالًا لقول الرسول: «كل غلام رهين بعقيقته، تُذبح عنه يوم سابعه، ويُسمَّى فيه، ويُحلَق رأسه.» وكان المصريون القدامى يربطون بين الاسم والوجود، ويعتقدون بوجود علاقة خفية بين الانسان واسمه، بل إن اسم الشخص يظل حيًّا بعد وفاته. الميت لا يُعَد كذلك إلا بعد أن ينسى اسمَه أهلُه وأقاربه من الأحياء. إنهم يذكرونه على نحو أو آخر، فلا تأتي وفاته إلا بعد أن ينساه آخر الأحياء من عارفيه. من هنا، فإنَّ قتل إنسانٍ ما قتلًا أبديًّا، كان يستلزم محو اسمه من مقبرته! (أساطير مصرية، ١٩). كان الاعتقاد أن أي شيء لا اسم له؛ لا كيان له. وإذا مُسح اسم شخص ميت، فمعنى ذلك بالتالي أنه فقد شخصيته، فهو سيُحرَم من الخلود، والعودة إلى الحياة ثانية (القوى الخفية، ٢٩٠). وكان المصريون يحرصون على أن يكون لكل منهم اسم غير حقيقي، يُعرَف به وسط الجماعة. أما اسمه الصحيح، فلا يخبر به أحدًا، اعتقادًا بأن معرفة الآخرين به قد تصيبه بالأذى. وفي بردية «تورينو» يعالج حورس أخاه بالسؤال عن اسمه، فيذكر له عدة أسماء. ويقول حورس عقب ذكر كل اسم: إنك لست صاحب الاسم الذي ذكرته، أخبرني عن اسمك حتى يمكن إحضار الإله الأعظم الذي لا يحضر إلى أي إنسان إلا باسمه الحقيقي. وأخيرًا، يذكر الأخ اسمه، فيَسهُل على حورس شفاؤه.
المثل يقول: لا شيء غير موجود، فكل ما له اسم موجود. تكرار ذكر أسماء الموتى على أفواه الأحياء يؤكد — على نحو ما — خلود الموتى، هؤلاء الذين يتكرر ذكر أسمائهم من الموتى.
ويشير الرسول ﷺ إلى أهمية الاسم في حياة الإنسان في قوله: «إنكم تُدعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسمائكم» (الترغيب والترهيب، ٤: ١٣٩). والرجل يعتز بالأبناء الذكور لأنهم يحملون اسمه، ويحفظون ذكراه (زهر الليمون، ٤٩). المثل يقول: «اللي خلِّف ما ماتش.» ويسأل الرجل عن السيدة، يقال له: صنع الرحمن، يقول: صنع الرحمن، يا له من اسم! (صنع الرحمن). وثمة من علَّق على اسم «أريج» الذي اختاره الأب لابنته بأن لها من اسمها نصيبًا كبيرًا، فهي كالزهرة الفواحة (السارق والمسروق). وسُمِّيت المولودة «البيضا» لشدة بياض بشرتها (الإبحار فوق نهر جاف، ٨١). وتنطق الفتاة اسمها «جمالات»، فيقول الشاب: اسم على مسمًّى (سوق المغربلين، ١٧). ولاحظ الأب أن على وجه وليده سموًّا، فقالت الزوجة: واسمه سامي إن شاء الله (طارق من السماء، ٧). والمثل «اسم بلا جسم»، يُقال للشخص الذي يحمل اسمًا ذا قيمة، مثل محمد، علي، حسن، مصطفى، في حين أن شخصيته ضعيفة لا تناسب اسمه. وكانت بعض الأُسر — في أزمنة ماضية — تترك اختيار اسم مولودها إلى أحد المنجمين، ثم بطلت تلك العادة شيئًا فشيئًا، حتى انتهت تمامًا، وأصبح الأب هو الذي يختار اسم المولود، وإن كانت الأم تقترح الاسم، أحيانًا، خاصة إذا جاء المولود أنثى. ويقول ابن دريد الأزدي: «اعلم أن للعرب مذاهب في تسمية أبنائها؛ فمنها ما سمَّوه تفاؤلًا على أعدائهم، نحو غالب وغلَّاب، وظالم وعارم، ومُنازل ومُقاتل ومُعارك … ومنها ما تفاءلوا به للأبناء، نحو نائل ووائل، وناجٍ، ومُدرِك ودَرَّاك، وسالم وسُلَيم … وما أشبه ذلك. ومنها ما سُمي بالسباع ترهيبًا لأعدائهم، نحو أسد وليث، وفَرَّاس، وذئب وسِيد وعَمَلَّس وضِرغام. ومنها ما سُمي بما غَلُظ وخَشُن من الشجر تفاؤلًا أيضًا، نحو طَلْحة وسَمُرة وسَلَمة وقَتادة وهَراسة، وكل ذلك شجر له شوك، وعِضاهٌ. ومنها ما سُمي بما غَلُظ من الأرض وخَشُن ملمسُه وموطئه، مثل حجر وحُجَير، وصخر وفِهر، وجَندل. ومنها أن الرجل كان يخرج من منزله وامرأته تَمخَض، فيُسمِّي ابنَه بأول ما يلقاه من ذلك، نحو ثعلب وثعلبة، وضَب وضبة، وخُزَز، وضُبَيعة، وكلب وكُلَيب، وحمار وقرد … إلخ» (الاشتقاق). ويقول ابن فارس إن العرب «كانت إذا وُلد لأحدهم ابنٌ ذكر، سماه بما يراه أو يسمعه مما يُتفاءل به؛ فإن رأى حجرًا أو سمعه تأوَّل فيه الشدة والصلابة والبقاء والصبر، وإن رأى حمارًا تأوَّل فيه طول العمر والقوة والجَلَد، وإن رأى كلبًا تأوَّل فيه الحراسة وبُعد الصوت والإلف … إلخ» (الصاحبي).
وربما حرص الأبوان على تسمية أولادهما بأسماء متشابهة حرف البداية، مثلما فعل محمد مرسي عندما أطلق على أبنائه أسماء: مصطفى، مجدي، مدحت، ماهر، محمود، منير. كان الأب يتفاءل بحرف الميم (إمبراطورية ميم). وقد تأتي الأسماء موحَّدة الإيقاع، مثل عصام، حسام، همام (تجربة شخصية). واختارت الأم سعاد أسماء بناتها بحرف كالحرف الذي يبدأ به اسمها: سامية، سميرة، سهير (رائحة الورد وأنوف لا تشم، ٨٨). واتِّساق الأسماء، أو التناغم، يُفترض في الأسماء؛ وعندما توقفت عينا الراوي أمام اسم الجار «عبد الباري محمد» مستشار بمجلس الدولة، أحسَّ أن الاسم لو كان محمد عبد الباري لكان أوقع وأجمل تأثيرًا في الذهن (الشيخ في بطن القطة). وقد يطلق الأبوان على أولادهما أسماء البنات، خوفًا عليهم من الحسد؛ فالابن يُدون في شهادة الميلاد «ممدوح»، لكنه ينادَى حتى يَكبَر «مديحة»، وتوفيق في شهادة الميلاد يتحول على لسان الأم إلى «تاتا» (تاتا). وخشيةَ الحسد، فإن الطفل مصطفى يُسمَّى «صفية» (مصطفى). وبعض الأسماء الغريبة باعثها التحايل على الموت، وإطالة العمر، ودرء العين الشريرة (الأعمال الكاملة لشوقي عبد الحكيم، ٢٦٢).
•••
إن المجتمع الذي تنتشر فيه أسماء: مصطفى وعبد الرحيم وعبد القوي ومنصور وسلامة وجابر وجمعة وخميس … إلخ؛ يختلف بالتأكيد عن المجتمع الذي تنتشر فيه أسماء: هاني وسمير ورفيق وعادل ورأفت … إلخ. ويقول الراوي إن اسم «رجب» يثبت مصرية صاحبه (في بطن الحوت). ويسأل الراوي المرأة عن اسمها، تقول: فوزية.
فيسألها: إسكندرانية؟
– أجل … وكيف عرفت؟
– اسم فوزية يكثر بين الهوانم هناك؛ لأنه جميل (رحلة إلى بحر الزمرد).
وكان المنجِّم يتعرف إلى أسماء القريبين من السائل، بالقول لمن يتوسَّم أنه من أصل ريفي متدين: من تكون زينب؟ أو أنه من أصل متحضر في المدن: من تكون نعمت؟ فإذا أجاب الرجل أنه لا يعرف واحدة بهذا الاسم، سأله: من تكون خديجة؟ أو من تكون نظلة؟ وهكذا حتى يهتدي إلى اسم يقول عنه الزائر إنه يعرف صاحبته. ويبدأ في ذكر صلته بالقرابة، أو النسب بينهما (أخطرهم جميعًا).
وتسأل السيدة الشاب النوبي: ما اسمك؟
يجيب: عثمان.
تضحك قائلة: طبعًا، لا بد أن تكون عثمان (مشاهد من قلب الجحيم، ٢٣).
بمعنى أن الأسماء ذات صلة بالبيئة التي ينتمي إليها من يحملونها.
ولكل عصر — أو جيل — أسماؤه الشائعة، وهي ترتبط بالأحداث المهمة في تلك الفترة، أو الشخصيات البارزة التي عاشت فيه. وقد سمَّت الدايةُ المولودةَ «وطنية»؛ لأن مصر كانت تحيا أحداثًا وطنية مهمة (ثروت أباظة: هارب من الأيام، هيئة الكتاب ١٩٩٤م، ص٨٤). وأنجب سعيد الزقم من زوجه بنت حسين خورشيد بك، مدير مديرية بني سويف السابق، ولدين جميلين، سمى أحدهما مصطفى النحاس، نسبةً إلى زعيم الوفد، والثاني حسين، على اسم السلطان حسين كامل سلطان مصر الأسبق (تل المعافرة، ٤١). وقد كثر اختيار اسم عباس فترة الحرب العالمية الأولى؛ لأنه كان رمزًا لما يمثله من رغبة في تبديل أحوال المصريين؛ فهو الخديو الذي عزله الإنجليز، وتوقع المصريون أن يعود مع الأتراك لإنقاذ البلاد (خط العتبة، ٨٩). وحين ينتشر اسم سعد — في فترة ما — فلأن بطل تلك الفترة هو سعد زغلول قائد ثورة ١٩١٩م. وأطلق اليوزباشي شحاتة منقريوس أسماء سعد ومكرم وصفية على أبنائه الثلاثة، تيمنًا بثورة ١٩١٩م، أما الابن الرابع فؤاد فهو تيمنًا بولاية السلطان فؤاد. أما جورجي فهو من مواليد الحكومة الائتلافية الأولى، وقد حمل هذا الاسم تخليدًا لعمه الذي ربَّى أباه (العنقاء، ٨٢). (يروي صديقي الشاعر فاروق شوشة أنه قد سُمي باسم الملك فاروق بعد أن تولى عرش مصر بأشهر قليلة، وأن شقيقته سُميت على اسم الملكة فريدة. الأهرام ١٧ / ٤ / ٢٠٠٥م). أما إذا انتشر اسم جمال — في فترة تالية — فلأن جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو، هو بطل تلك الفترة، وهكذا. وربما أسهمت أغنية ما في إذاعة اسم بعينه، مثلما فعلت أغنية أم كلثوم «أمل حياتي»، فما أكثر الآباء الذين أطلقوا على بناتهم اسم «أمل»! وعلى الرغم من أن كل أهل القرية كانوا من الفقراء، فإن مجرد التفكير في التبليغ عن السيد أبو جبل لم يَدُر بخاطر أحدهم، وكانوا ينظرون إليه بتقدير وإعجاب، حتى العمدة — ممثل الإدارة — ساعَد في إيوائه، ألم يضرب اثنين من جنود الإنجليز، وحصل على بنادقهما؟! وعندما استطاع المأمور وجنود الهجانة أن يأسروا السيد أبو جبل، ويقتادوه إلى سجن المديرية، ويدفعوه إلى حبل المشنقة تحت سمع أهالي القرية وبصرهم، فقد كان ذلك أسوأ الأيام التي عاشتها قرية «زرقون»، لكن أبو جبل أصبح — في الوقت نفسه — أسطورة في حياة القرية، يطلقون اسمه على أبنائهم، ويتغنَّون به في مواويلهم وحُدائهم، وفي طوابير نقاوة الدودة، وفي حواديت الجدات للصغار، ويحكون عن بطولاته النوادر، ويُقسِمون بحياته. تحول الرجل في حياة أبناء القرية إلى أسطورة! ولأن «عبد الفتاح» محا العار عن قريته «البواهي»؛ فقد صار عدد المواليد الذين يحملون هذا الاسم في القرية بلا حصر (كرم العنب، ٣٦٧). وكانت سلطة الاحتلال البريطاني قد أخذت كل أبناء المرأة الذين تعبت في تربيتهم، للعمل في السخرة، فسُمِّي المولود الجديد «نحمده»، طلبًا للفأل الحسن، وهو ما تحقق بالفعل، فلم تأخذ السلطة الشاب نحمده بعد أن كَبِر (موال البيات والنوم، ٣٨١).
•••
ثمة مقولة «نحن بدون أسمائنا التي نُعرَف بها، لن نَعرِف هويتنا» (ثورة الأرض، ٢٩٢). ويعتبر علماء الاجتماع أن «الأسماء هي أحد المؤشرات التي تكشف عن قيمة أسرة معينة. واختيار اسم معين يكشف عما إذا كانت هذه الأسرة تهتم بالقيمة الجمالية أو الدينية أو السياسية، كما تكشف عن قيمة الذكر والأنثى في هذه الأسرة، وتكون انعكاسًا لقيمتها في الثقافة العامة» (الأهرام ١٧ / ١٢ / ١٩٧٦م). وقد يأتي الاسم تعبيرًا عن الوضع الاجتماعي؛ ست الدار تسمية ريفية؛ لأن كلمة «الدار» تُطلَق على البيت في الريف (الضحية، ١٥). وقد يأتي اسم «ست الدار» نوعًا من التباهي بالفتاة، لم يكن واردًا من قبل، لكنه تعبير بالغ الدلالة عن أن المرأة قد خُلقت للبيت. والأم التي تسمي ابنتها «ست» أو «هانم» إنما ترفع من قدر وليدتها، خاصة إذا كانت الأسرة فقيرة (مولد السيدة).
ويذكر الشاب اسمه: حسني، تقول السيدة: «بَرضُه اسم راقي شوية» (الأستاذة حكمت). والأسماء — مثل كل الأشياء — تخضع للمودة؛ فالاسم الذي يبدو عصريًّا في مجتمع ما، يَرِين عليه القِدَم، ويبدو متخلفًا في مجتمع تالٍ. يسأل محمد الفل نفيسة: ما اسمك؟
– نفيسة.
– لماذا لم تنتقي اسمًا أرشق منه؟
– إنه يعجبني.
– عاشت الأسماء يا ست نفيسة … لا مؤاخذة! (بداية ونهاية، ١٦٧).
وكان طلعت يتألم لأن اسم أمه حميدة، «كأن بينه وبين هذا الاسم عداوة» (قليل من الحب … كثير من العنف، ٢٤).
ويصف الفنان اسم الصغيرة الفقيرة «سيدة» بأنه على غير مسمًّى (أحلامنا الوردية).
ويقول طلعت ليونس: أمك اسمها زهيرة … ألست خجِلًا من هذا الاسم البلدي؟ هل توجد امرأة اسمها زهيرة؟ (قليل من الحب … كثير من العنف، ٢١).
وقد يبدل الشخص اسمه باسم آخر غير الذي اختاره له أبواه، أو يختار له أبواه، أو الناس — فيما بعد — اسمًا غير اسمه الحقيقي. فبالإضافة إلى أسماء الأبناء، أطلق الأب على كل ابن اسم السنة التي ولد فيها؛ فسناء مثلًا لأنها السابعة في ترتيب الأبناء؛ اسمها «سابعة» (بنت السلطان).
وحين تبنَّى الضابط الثري الولد اليتيم الصغير «عوض»، عدَّل اسمه إلى شكري، كما بدَّل بجلبابه بدلة، وبطاقيته طربوشًا (بيت الطاعة).
وعندما تبدَّلت ظروف حمدان مرزوق إبراهيم، قرر أن يغيِّر اسمه إلى حمدي، ويُسقِط اسم أبيه مرزوق؛ لأنه — في رأيه — يدل على الحاجة والفقر، وسمى نفسه حمدي إبراهيم (حمدان بك).
وقد تنتشر الأسماء نفسها من الطبقات العليا إلى الوسطى، فالدنيا، ومن الحضر إلى الريف. وكانت مشكلة الست توحيدة أنها تحمل والخادمة اسمًا واحدًا، ومن ثَم فقد أطلقت على البنت اسمًا ثانيًا، وأمرتها أن تنسى الاسم الأول تمامًا، أصبحت البنت «حميدة» (الست هانم). وكانت الجدة تُطلِق اسمها وأسماء شقيقاتها وسيدات الأسرة على من يُرزَق ببنات من فلاحي «العزبة» (خيبة دون جوان). وربما كان لوضع الأسرة الاجتماعي تأثير في عملية اختيار الاسم؛ فالأم تطلق اسم حبيب سابق على أول مولود لها (المقعد الخالي). وقد يُسمَّى أول الأبناء «البادي»، بمعنى أنه البداية لمسلسل الأبناء الذين يتوقعهم الوالدان (مجرد ذكريات، ١: ٢١). وكانت الصغيرة «نعمة» آخر العنقود، وكان أبوها يُمنِّي نفسه بخلفة الولد، واختار له اسم «عبد المنعم»، وقال الرجل في استسلام: رضا … رضا … نعمة من الله، وقُيِّدت المولودة في شهادة الميلاد: «رضا»، وإن شبَّت والكل يناديها «نعمة» (الدكان). ولأن الطفل السادس لعبد الموجود أفندي جاء زائدًا لا حاجة إليه؛ فقد سُمي «زايد» (آخر العنقود). ومع ذلك فقد أنجبت الزوجة طفلًا سابعًا، اعتبره الأب زيادة فوق الزيادة، فأطلق عليه اسم «زيادة» (المصدر السابق). أما الابنة التي تأتي بعد أبناء كثيرين تضيق عنهم ظروف الأسرة المادية، فقد تُسمَّى «كفاية» (الامتلاء)، بينما تطلق الأسرة على أول أبنائها اسم «عبد الفتاح»، إعلانًا عن أمنيتها في المزيد من الأبناء. وتمنَّت الزوجة ابنًا تسميه «سعيد»، فلما لم تنجب سماها الناس «أم سعيد» (عمود السواري، ٤٧). وربما سُمي الطفل باشتقاق اسمه من ظروف ولادته، فقد يتسمى الطفل بما يعكس وضعه بين إخوته، كأن يكون ذكرًا وحيدًا بين إناث. وعندما أنجب الزوجان مولودهما الأول في المدينة، وكانا حديثَي عهد بالغربة، سمياه «غريب». أما الابن الثاني، فقد أنجباه بعد ثلاث سنوات، وكانا قد عرفا الاستقرار، فسمياه «عزيز» (الأسطورة). ولأن الأب نزح من الحبشة إلى مصر والولد في بطن أمه، فقد سماه «حبش» (مذكراتي في سجن النساء، ١٤٨). وربما وجدت الأسرة في المولود بشيرًا بمستقبل أفضل، فهي تسميه عبد الرازق مثلًا أو سعيد. وهذه التسمية تُطلَق على المولود الذي يولد في «كيس»، باعتباره محظوظًا، ولا يخلو من دلالةٍ تسميةُ الأب لابنته «وش الخير» (الحمار). وحين أنجبت الأم للمرة الأولى، جاء المولود طفلة سمراء اللون، فقالت الأم: نحمده على كل حال، وسمتها «أم السعد» (حكاية المرأة التي ولدت تحت الجمل). وفي سبوع المولودة، غرست الأسرة في صينية الحناء شموعًا كثيرة، وسمَّوا كل شمعة باسم، انطفأت نارها جميعًا ما عدا الأخيرة، وكانت باسم كريمة، قالوا: فلتكن كريمة، مكرمة من العبد ومن الرب بإذن الله (الملاك). ولأن الزوجة (إني راحلة) كانت تريد أن تنجب بنتًا، فقد أطلقت على مولودها اسم «تهاني» (إني راحلة، ١٠٩).
وبعد أسبوع من ميلاد الابنة، تنبَّه أبوها حسين الفقي إلى وجود «حسنة» في وسط كفها، فاعتبر ذلك نعمة من الله، وسمى الوليدة «حسنة» (استقالة ملك الموت، ٢٥). وسمى الرجل وليدته «وفاء» إحياء لذكرى الوفاء والحب في حياته (سوف أحيا). والطفل الذي يعيش، أي يبقى على قيد الحياة، بعد وفاة إخوة وأخوات له من قبل يُسمَّى «الوحداني»، أي الواحد الذي يعيش (حرافيش القاهرة، ٧٥). وثمة الكثير من الأسماء التي يتفاءل بها الناس، مثل سعيد أو بخيت، كما يتفاءلون باللون الأخضر، ويذكرونه في دعواتهم وأمنياتهم. وفي المقابل، فإنهم يتشاءمون من الأسماء القبيحة، ومن الإناء الفارغ، ومن الكنس بعد الغروب، ومن بيع الإبرة بعد العصر، ومن صوت البوم. وإذا كانت نصيحة القدامى هي أن نرفض التسمية باسم قبيح المعنى، فإن بعض الأمهات يطلقن على أبنائهن ذلك النوع من الأسماء، لأسباب؛ منها التيمن بإطلاق اسم الأب أو الجد الراحل على اسم الوليد، أو درء الحسد، وأحيانًا يكون للمعتقدات الشعبية — الخوف من الحسد في مقدمتها — تأثير في عملية اختيار الأسماء، وقد عانى الولد «عايدة» لأن أباه اختار له اسم أنثى؛ ذلك لأن أمه لم تكن تلد إلا الإناث، وحين أنجبت الذكور فإن الموت كان يتخطَّفهم. وأزمعت أن تُسمِّي طفلها القادم باسم أنثى، لعل الحيلة تنطلي على ملك الموت فلا يأخذه منها (متواليات باب ستة، ٧٩). كما قد تسمِّي الأم وليدها خيشة أو نخلة أو شلضم أو صرصار أو بخاطرها، وغيرها من الأسماء التي تستهدف — بغرابتها — منع الحسد. وقد تُطلِق الأسرة على أبنائها أسماء غير تلك التي سجَّلتها في شهادة الميلاد، درءًا للحسد أيضًا. وغالبًا ما تكون تلك الأسماء مضحكة، أو تدل على بعض الصفات السلبية، مثل «العبيط» أو «الدُّهُل»، أو تدل على نقص خَلقي أو تشوُّه، مثل الأعرج أو الأعور، وغيرها من الأسماء التي يتصور الأهل أنها تمنع الحسد، فضلًا عن الاعتقاد بأن إخفاء الاسم الحقيقي للولد سيجعل من المستحيل على «الخصوم» أن يعرِّضوا الولد لأذاهم، سواء بالسحر أو بغيره. ومع أن تسمية «البغل» أُطلِقت على عبده من باب المزاح، فإنها ما لبثت أن التصقت، به فهو لا ينادَى إلا بها (عمود السواري، ٧). وكان للراوي ثلاثة أصدقاء، هم: إبراهيم الأقرع، محمود الأجرب، مصطفى الأعور (العودة من المدينة)، وتذكِّرنا أسماء الأصدقاء الثلاثة بقوائم الأسماء الغريبة التي أوردها الشيخ يوسف الشربيني في كتابه «هز القحوف». وعندما تبدي سميحة اشمئزازها من اسم دردير أفندي قائلةً: إيه الأسماء القذرة دي؟! يقول لها: ومع ذلك ده أحسن من غيره؛ فيه تور … وجحش … وحمار … وخروف … وحِدَّاية … وغراب! (ست البنات، ٧٦).
وللأسماء إيقاعها الذي لا بد أن تتقبله الأذن. وحين نطق كامل رؤبة لاظ اسمه، سأل زميل له ساخرًا: اسم هذا أم فعل؟! (السراب ٨٤). وأصرَّ الرجل أن يسمي ابنته نعمات، وهو اسم أمه الراحلة (لا أحد في الخارج). ومع أن الجدة ألحَّت على حفيدها أن يسمي إحدى بنات الراوي باسمها، فإنه لم يستطع تلبية وصية الجدة، فقد كان اسمها «بسيونية»، وسمى ابنته «هيام» (فنجان ملوخية).
ويروي موظف السجل المدني، أنه استخرج ذات يوم بطاقة عائلية لأرملة اسمها «نزانيز». واستخرج بدل فاقد لبطاقة خفير صعيدي اسمه «حنك السبع»، واستخرج بطاقة لبدوية من عرب الطوايلة اسمها «ريح الصَّبا» (جميلة اسمها برتي). وكان اسم «البرنس» يجلب لصاحبه الكثير من السخرية (السكن في الأدوار العليا، ٤٩).
ولبعض الأسماء في الأعمال الأدبية دلالاتها التي ربما تعمَّد الفنان اختيارها. أمينة بين القصرين — كما أشرنا — ظلت أمينة على البيت منذ بدأت حياتها فيه عروسًا في الرابعة عشرة من عمرها، حتى انتقلت منه إلى القبر في نهاية حياتها. وكان اسم كامل رؤبة لاظ بُعدًا مهمًّا في تكوينه النفسي المفعَم بالعُقَد، وحين ذكر كامل اسمه للمرة الأولى في الكلية، قال طالب: هذا حفيد لاظوغلي! وتساءل طالب آخر: اسم هذا أم فعل؟! (السراب، ٨٤). وأسماء الحلو وزيطة ونونو وكرشة وجعدة وسنقر والروس وغيرها؛ تعبير عن البيئة الاجتماعية التي ينتمون إليها.
•••
لا شك أن العامل الديني هو الأكثر تأثيرًا في عملية اختيار الأسماء، حتى من قبل أن تظهر الأديان السماوية؛ فقد كان المصريون القدماء يتفاءلون بأسماء الآلهة فيسمون بها، أو ينسبون إليها، فمن أسمائهم: خفرع، منكورع، آمون حتب، توت عنخ آمون. ورغم مضي مئات الأعوام على انقضاء عصور الفراعنة، فإن المواليد يتسمَّون حتى الآن بالعديد من الأسماء الفرعونية، مثل رمسيس، من «رع مس سو»، أي: ابن الإله رع، ومنقريوس، من «منقرع»، وبشاي، أي: بخيت، وشنودة، أي: حي هو الله، وباخوم، أي: النسر، وبسادة، أي: النور، وموسى، أي: المولود، وهي تقابل كلمة وليد في الأسماء العربية (لغة الإدارة في القرن التاسع عشر، ١٧٥). وسوسن اسم عربي جميل، مرادفه «سشن» في اللغة المصرية القديمة (بيت الأقصر الكبير، ١١). وأنيس هي نفس التسمية بالهيروغليفية، وساويرس أصله ساور، ومعناه الرجل العظيم، وموريس أصله «وز»، ومعناه البحر العظيم، وسمير أصله سمر، ومؤنثه سميرة، وأصلها سمرة، وسوزان أصلها سشنور، ومعناها زهرة اللوتس. وثمة أحمس، زوسر، نفرتيتي، سيزوستريس، إيزيس، نفرتاري. واسم ويصا محوَّر من اسم «بس»، وهو النسخة الأخرى لشخصية أسطورية في اليونان (بيت الأقصر الكبير، ٧٨). وغالبًا فإن هذه الأسماء تُطلَق على المواليد من الأقباط.
•••
والسامية مصدر مهم من مصادر الأسماء، رغم تعاقب أديان ثلاثة على الحياة البشرية؛ فيعقوب معناها الرجل الطموح المحب للحركة والعمل، وأيوب معناها التائب إلى الله، ويوسف معناها الموفَّق، وزكريا: تذكرة الله، وعيسى: الرب المخلِّص. أما موسى فهي — في بعض الاجتهادات — تسمية مصرية تعني «ابن الماء»، وهي — في اجتهادات أخرى — عبرية تعني «المنتشَل».
والواقع أن قسمًا كبيرًا من الأسماء التي يطلقها الأقباط على أبنائهم ينتمي إلى أصل شرقي، مثل الأسماء ذات الألفاظ السامية، وأسماء أخرى يقتصر استعمالها عليهم، مثل «حنا»، ومعناها «حمدًا لله»، و«ميخائيل»، ومعناها «شبيه الله»، و«مريم»، التي تعني: تحمل المتاعب والصعاب، وعبد المسيح تعني خادم المسيح (بيت الأقصر الكبير، ١٤). ولكن الأقباط يميلون — في العقود الأخيرة — إلى إهمال الأسماء التي تضع معنًى محددًا، وإحلال أسماء أخرى ذات مدلولات غير محددة، بحيث يتسمى بها المسلم والمسيحي واليهودي على السواء، مثل إبراهيم، وفهيم (إسكندرية، ٦٧–٧٣).
والعديد من الأسماء تتداخل بين المسلمين والمسيحيين، بحيث يصعب تحديد أصحابها إن كانوا مسلمين أم مسيحيين، حتى إن اسم إسكندر يصكُّ سمع الحاج مأمون، ويتذكر أنه صلى معهم مرة في أحد المساجد، ويدرك أنه أحد الأسماء التي تُطلَق على المسلمين والمسيحيين، مثل مجدي وجمال ونادر وفايق ورفيق وسمير … إلخ (المظروف الذي لم يُفتَح بعد)، ونادية وسارة وفريد (شبرا، ١٨٥). وكان يحيى شاكر يُعقِب ذكر اسمه بالقول: قبطي، حتى لا يلتبس الأمر على مُحدِّثه (أنا والسماء). ومن الأسماء التي يتسمى بها المسلمون والمسيحيون المصريون: مريم، كريم، ناهد. واسم «بشرى» معناه «النبأ السعيد» (بيت الأقصر الكبير، ٣٠٠). وبعض الأسماء تأتي كحضٍّ أخلاقي، ويتسمى بها المسلمون والأقباط، مثل شريف وأمين وصادق … إلخ. ويلاحظ الرجل أن الاسم الثلاثي: «سعيد رمزي نجيب» مشترك بين المسلمين والمسيحيين (شبرا، ١٧١).
وكان من أسماء العرب: عبد اللات، وعبد يغوث، وعبد غنم. ثم ظهرت اليهودية، فسمى اليهود يعقوب وموشى وإسحاق. فلما ظهرت المسيحية، انتشرت أسماء عبد المسيح وبولس ومريم ويوحنا ولوقا ومرقص … إلخ. ثم انتشرت — بظهور الإسلام — أسماء محمد وأحمد ومصطفى ومحمود ومختار وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وزينب وفاطمة وخديجة وعائشة ونفيسة … إلخ.
وإذا كان المسلمون قد اختاروا لأبنائهم أيضًا أسماء تنتسب إلى الديانتين اليهودية والمسيحية، مثل موسى وعيسى ويوسف ومريم وسليمان وداود؛ فلأن الإسلام يعترف بتعاقب الرسالات، انتهاءً بخاتمتها، وهو الإسلام، في حين أن اليهود أو النصارى لا يعترفون — في الأعم — بغير ديانتهم، فهم إذن لا يسمون أبناءهم بأسماء محمد وأحمد وأبو بكر وعمر وعثمان … إلخ. وقد وُلدت مريم على يدَي قابلة مسيحية، فاختارت لها اسم «مريم»، قالت: «ستقرُّ عيناك بمريم، سوف تكون مباركة باسم السيدة العذراء» (ليلة الفأر). ومع أن زكي وداود من أسماء اليهود، فإن الكثير من المسلمين يطلقون على أبنائهم نفس الاسمين (إسكندرية ٦٧، ٥٠).
والله لم يعطِ الإنسان اسمًا من أسمائه غير اسم واحد، هو «الحبيب» (سيرة الشيخ نور الدين، ١٨٣). وحبيب الله هو الاسم الذي اختارته الأم لوليدها؛ فهو — في رأسها — من أحباب الله، مثل كل الأطفال (الأفندي، ٥). ولأن اسم محمد موجود في كل شيء في الجنة، من القصور إلى نحور الحور، إلى ورق آجام الجنة؛ فإن اسم النبي محمد ﷺ هو أكثر الأسماء انتشارًا في توالي العصور منذ الفتح العربي، حتى إن مناداة شخص غير معروف الاسم باسم «محمد» لا يثير تعجبًا ولا تساؤلًا (شيخوخة بدون جنون). وتقول المرأة: لو قمنا بإحصاء لوجدنا ربع نساء العرب فاطمات، ونصف رجالهم محمدات (غربة). تقول الفنانة: «تقريبًا كل مصري اسمه محمد فلان؛ فخير الأسماء ما حُمِّد» (حديقة الياسمين، ٢٨). وحين أراد الرجل أن يضلِّل سائليه عن اسمه، قال: أنا محمد، فما أكثر اسم محمد في القرية! (الأعواد الخضراء). ويقول الرجل متباهيًا: «أنا مسلم، واسمي محمد على اسم الرسول» (بيرة في نادي البلياردو، ١٦١). ولأن خير الأسماء — كما يقول الحديث الشريف — ما عُبِّد وحُمِّد؛ فإن اسم محمد وأحمد ومحمود لا يفقد جِدَّته إطلاقًا بين أسماء المواليد المصريين، ولا تطوله الرغبة في التجديد. (أحمد هو اسم رب أسرة بين القصرين، والسيد لقبه، ولأن الرجل كما نعلم ليس من سلالة الرسول، أي إنه ليس من الأشراف؛ فإن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لقَّب الفنان بطله بالسيد؟) وقد جرت الأصول في قرية «محب» على أن من يكون اسمه «محمد»، يسمي أكبر أبنائه «أحمد» (محب، ١٢٢). وربما لجأت بعض الأسر إلى تخفيف النطق بهذه الأسماء، فيتحول اسم محمود مثلًا إلى حمودة، وأحمد إلى حمادة. واختار الجد لحفيده اسم مصطفى؛ لأنه أحد أسماء النبي ﷺ (ملاعب مفتوحة). وثمة أسماء: عبد الحميد وعبد المقصود وعبد الرحمن إلى آخر تلك الأسماء التي تسبق فيها كلمة «عبد» أحد أسماء الله الحسنى. وقد يختار الأبوان أسماء لأولادهما الذكور تبدأ جميعها بكلمة «عبد»، مثل عبد الله، عبد الرحمن، عبد الرازق … إلخ (حلقة ذكر). وبالإضافة إلى ما عُبِّد وحُمِّد، فإن الذكور يُسمَّون — في أحيان كثيرة — بأسماء النبي، مثل مصطفى ومختار. وأطلق الأب اسم زوجته «خديجة» على وليدتهما (خديجة وسوسن، ٥٣).
والقرآن الكريم مصدر أساس آخر في الأسماء المصرية، بحيث إن كل الأسماء التي تضمها صفحاته لا بد أن تكون أسماء لبشر في الحياة المصرية. وقد يختار الأب اسم مولوده من آية قرآنية تناهت إلى سمعه من خلال تهجُّد أو تلاوة. وحين قال الشيخ متولي، مأذون القرية، للزوج فور ولادة ابنته: إنا أعطيناك الكوثر؛ سماها الأب «كوثر» (قلوب خالية، ١٧).
وقد يتسمى الطفل باسم مناسبة دينية، وُلد يومها، فلأن الحياة استقبلت المولود ليلة السابع والعشرين من رمضان؛ فقد سمته أمه «البهي» (لا أحد ينام في الإسكندرية، ١٦). وفي أثناء ولادة الأم، كان صوت الشيخ في الجامع المجاور يتلو من آيات القرآن: وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، وأطلق الرجل على وليدته اسم «ليل» (نوة الكرم، ١١٠). وبعد أن عادت الجدة من الحجاز، سألت ابنتها: هل سميت المولود؟
قالت الأم: لا … إنه لم يرضع منذ ثلاثة أيام كاملة، وربما يموت!
قالت الجدة: نسميه عرفة أو عرفات! (قراءة في عيون العائلة).
ورأت الأم نورًا يسقط على حجرها وهي تحمل طفلها، فقررت أن تسميه «نور الدين» (سيرة الشيخ نور الدين، ٨٣).
ويُروَى عن الإمام الباقر قوله: أفضل الأسماء أسماء الأنبياء (قضاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ٢٥٦). وقد سمَّى رضوان أفندي طفله أول ابراهيم، تيمنًا بإبراهيم النبي (رضوان أفندي).
وقد يُسمَّى المولود باسم أحد أفراد آل بيت النبي، مثل علي وحسن وحسين وفاطمة وزينب ونفيسة … إلخ. أو باسم أحد الخلفاء الأربعة الراشدين؛ أبو بكر، عمر، عثمان، علي (ماذا يقول الودع؟). أما البنات، فيختار لأسمائهن أسماء زوجات النبي، أو اسم ابنته، أو اسم واحدة من آل بيته، فتُسمَّى المولودة خديجة أو عائشة أو آمنة أو زليخة أو فاطمة أو زينب أو رقية أو أم كلثوم (ماذا يقول الودع؟). تبادر العرافة أسماء زائرتها بالقول: اسمك من أسماء بنات النبي … رقية أو زليخة أو فاطمة أو أم كلثوم.
تقول الزائرة في دهشة: اسمي فاطمة.
– واسم زوجك من أسماء الصحابة؛ عمر أو أبو بكر أو عثمان أو علي.
– اسمه عثمان (ماذا يقول الودع؟).
ويسأل الرجل عن اسم الشاب، ويعرف أنه «عمر» (تلك الأيام).
ويسأل الرجل أستاذًا جامعيًّا اسمه معاوية: لماذا سَمَّوك معاوية؟
يجيب: لأن أبي كان معجبًا بمؤسس أول دولة في الإسلام (المهاجر، ١٨٠).
وحين رزق الله الرجل على الكبر بولد سماه «علم الدين»، تفاؤلًا بأن يكون من كبار العلماء (علم الدين، ٩). وثمة أسماء فقهاء المذاهب الأربعة، مثل حنفي وشافعي ومالك، والأسماء الصوفية، مثل بيومي وكيلاني ومدبولي ومتولي وميرغني ودمرداش وشاذلي وأبو العباس وياقوت. وقد أطلق محمود وزوجته على طفلهما اسم «حنفي»، تيمنًا باسم السلطان الحنفي، ذلك الولي الذي عاش بالقرب منه عشرين سنة (أبو حنفي). ويقول الرجل: «اسمي البدوي السيد، يعني على عكس السيد البدوي، يجعلني أتوقع أنه لا بركة فيه» (للزمن بقية، ٥٠).
ويتصل التأثير الديني بإطلاق أسماء الأولياء على المواليد. اسم كل ولي على مواليد المدينة أو المنطقة التي تخضع لولايته، فمرسي وعباس وجابر وياقوت والأباصيري أسماء يحلو لمواطني الإسكندرية إطلاقها على أبنائهم. وقد سمَّى الرجل ابنه «مرسي» نسبةً إلى المرسي أبي العباس، أهم أولياء الإسكندرية (إسكندريتي، ١٠٣). كذلك أطلق الرجل الريفي على ابنه اسم «السيد»، نسبة إلى السيد البدوي (أنشودة الأيام الآتية، ٣٠). واسم خميس ينتشر بين عدد كبير من أبناء الإسكندرية، ومصدره احتفالات الإسكندرية القديمة بيوم «خميس العدس» في الموقع الذي كانت تُقام فوقه منارة الإسكندرية. ويطلق الكثير من نساء المنيا اسم «نوبي» على أبنائهن، تبركًا بالولي «النوبي» الذي تقصده العاقرات، ثم يرجعن منه حوامل (شواهد ومشاهد، ١٣٥).
أما نفيسة وعائشة وفاطمة وزينب وحسين فهي أسماء مألوفة في القاهرة؛ لأن بها مساجد وأضرحة لهؤلاء المشاعل من آل البيت. وأما أسماء إبراهيم ودسوقي وأحمد وبدوي وسيد ومرشدي وعرجاوي والقصبي والعيسوي وشبل وعبد العال وغيرها، فهي منتشرة في مدن الدلتا بصورة ملحوظة؛ لأن مصدرها أولياء يتبرك بهم أبناء الدلتا (أنشودة الأيام الآتية، ٣٠). وحين تمنَّت السيدة ولدًا، فإنها وقفت أمام السيد البدوي وقالت: لو جاء — المولود — ولدًا يكون السيد، ويزورك ويبوس يدَّك (البشروش، ١٢٤). ولأن سعيدة — يوم أحسَّت بآلام الحمل — نذرت بجدي لسيدي بشر إذا جاء المولود ذكرًا، فقد سمَّت المولود بهذا الاسم (سوق عقداية، ٢٧). وفي المدن والقرى الأقرب إلى دمياط تنتشر أسماء البِيَلي وأبو شعيشع وأبو المعاطي وبدير. أما في دمياط وما حولها فإن الأسماء التي تنتسب إليها تمامًا هي المعصراوي والتابعي والشوادفي والذكير. وفي محافظات الصعيد الأقرب إلى القاهرة تنتشر أسماء العتريس وعويس وقرني ومتولي ومصري ودكروري. أما في الصعيد الأوسط فتنتشر أسماء فرغلي وتوني وحماد، واسم قبيصي بالذات ينتشر بين أبناء محافظة سوهاج. أما في الصعيد الأعلى فتنتشر أسماء عبد الرحيم وقناوي وأبو الوفا، ويُروَى أن تسمية «أبو الحجاج» لأن ولي الله أنقذ الحُجاج من العطش وهم في الطريق إلى مكة (بيت الأقصر الكبير، ٢٦). ويتسمَّى أبناء النوبة بأسماء عوض وصالح وعثمان وسليمان. وبديهي أن الأسماء التي يتسمى بها أبناء محافظة، أو إقليم ما، ليست مقصورة على أبناء المحافظة أو الإقليم، إنما هي أسماء غالبة في منطقة بالذات، بصورة تغلب على الأسماء نفسها في مناطق أخرى. ولأن أهالي التفتيش كانوا يؤمنون ببركات وليهم سيدي المدبولي؛ فقد حَفَلت أسماء مواليد التفتيش بأسماء الأبناء المقيَّدين باسم المدبولي (الرصاصة).
وقد تصحو الزوجة — قبل الولادة بأيام — لتروي حلمًا زارها فيه أحد الأولياء، فربَّتَ بطنها، وبشَّرها بأنها ستلد مولودًا ذكرًا، وطلب منها أن تسميه باسمه، وبالطبع فإن الأسرة تُسَر كثيرًا بهذا الحلم، وتهمل كل الأسماء المقترحة للوليد المرتقب، وتطلق عليه اسم الولي الذي ظهر في المنام. ومن هنا تأتي أسماء الشاذلي، الدسوقي، البدوي، المرسي … إلخ. ولأن الإمام الحسين زار الأب في المنام؛ فقد سمَّى ابنه حسين (أنا الشعب، ٣٢٣). ويكون الشخص غالبًا من الفيوم إذا كان اسمه الروبي، وحين رُزق الرجل بطفل، بعد أن مات له من قبل واحد وعشرون طفلًا، حضر له واحد من مساخيط البرية في الحلم، وأمره بتسمية مولوده «مرعي من رب السماء والمياه والأرض». ولأن العم خليل كان متصوفًا، وأطلق على ابنه الصغير لقب الشيخ الكبير «البسطامي»؛ فقد تذرَّع مختار إلى قلب الرجل بمعلومات صوفية كان يستمع إليها من مدرس متصوف (شمس الخريف، الرواية).
•••
ولأن المدنية المصرية — منذ بداية الحياة البشرية — تُطِل على العالم، ويطل العالم عليها؛ فثمة انعكاس لذلك التأثير والتأثر في بعض الأسماء، ولأن الحدود لم تكن قائمة — عمليًّا — في ظل دولة الخلافة، فلا جوازات سفر ولا بوابات تفتيش؛ فإن المصريين كانوا يطلقون على القادمين أسماء الدول أو المدن التي قَدِموا منها، فثمة الكريتلي، نسبةً إلى جزيرة كريت، والرودسلي، نسبةً إلى رودس، والعنتبلي، نسبةً إلى عينتاب بالعراق، والعراقي والمغربي والسوري والتونسي والجزائري والشامي والموصلي والحجازي والنجدي والحضرمي والزحلاوي، وأباظة الذي ترجِّح الاجتهادات أنه ينتسب إلى قبيلة قوقازية محاربة، كانت تنتشر على شاطئ البحر الأسود … إلخ.
وثمة أسماء مملوكية تحولت — بتقادم الأعوام — إلى ألقاب عائلات بأكملها، مثل «العشري»، وهو العبد الذي تم بيعه بعشرة أكياس من الذهب، والألفي الذي بيع بألف كيس من الذهب، وهكذا. وكان والد كامل بك من بقايا المماليك، ولم يُرزق بسواه من زوجة مصرية، فسماه «كامل بك» وهو لا يزال طفلًا رضيعًا، لكن الرجل اكتفى بأن يضيف البكوية إلى اسم وليده دون أن يُعنَى — فيما بعد — بتربيته، «كعادة أولئك القوم»، إنما هي بعض مبادئ القراءة والكتابة، ومبادئ الدين المشوبة بشعوذات الدجالين (الحال والمآل، ٥٧).
والتأثير التركي — من خلال فترة حكم العثمانيين الطويلة — يتبدى في بعض الأسماء مثل شلبي (الحاج شلبي)، الذي يعني الرجل المهذب الأنيق، والخازندار، ومعناه أمين المخازن، والسلحدار، أي: أمين السلاح، وأسماء: نازك ونازلة وصافيناز وناريمان … إلخ (الرسالة الجديدة، أول فبراير ١٩٥٧م). ولقبُ يَكَن يحمل معنًى تاريخيًّا له دلالة؛ فهو يعني بالتركية ابن الأخت، فقد كانت تلك العائلة تنتمي بالخئولة إلى محمد علي. ويقول الراوي: «دولت وحكمت ومهجت وعفت وأشياء أخرى كهذه، جاءت مع المماليك والصعاليك وآل عثمان، لكن أحلاها جميعًا هو دولت، ثم إننا تخلصنا من كل الذين جاءونا بالأسماء، واحتفظنا بالأسماء» (دولت، ٦٨).
وترك الطابع السوداني تأثيراته كذلك على أسماء الأسر والأفراد في مصر؛ فالعديد من العائلات المصرية توارثت التسمي بأسماء الأولياء والشيوخ السودانيين، مثل الميرغني ومحمد عثمان وإدريس والطيب والبنداري والبشير والركابي والعبودي وفراج والمحجوب. وثمة أسماء بخيت ومرسال وصباحي وشندي ورابح ومرجان وكرارة ومحمدين وعوضين وعز العرب وعبد الرجال (مجلة التراث الشعبي العراقية، العدد الثاني).
ويلاحظ الفنان أن المصريين لا يقيمون لمسألة الأصول وأسماء الأجداد وزنًا. يكتفي المرء بأن يضيف إلى اسمه اسم والده، واسم جده. وقد درجت في أواخر القرن التاسع عشر عادة، هي أن يتسمى المرء باسمين معًا، ويترك اسم أبيه وجده. أما الأصل فلا يَحفِلون به، ولا يكترثون بحفظ أنسابهم (النفس الحائرة، ١٠٢). ولا يقتصر الأمر على طبقة دون غيرها، فليس ثمة سوى أسر قليلة يحمل أفرادها اسمها، ويحفظون أنسابهم، وأخبار جدودهم وآبائهم (المصدر السابق، ١٠٢). وفي المقابل، فإن بعض العائلات — في الريف بخاصة — تتبادل أسماء قليلة منذ مئات السنين، سبعة أو ثمانية أسماء تطلقها على مواليد الأسر المتفرعة منها (محاولة للخروج، ١٢٦).
وثمة عائلات تحرص أن تكرر الاسم الواحد على مدى أجيال، وهو ما يفسره الفنان بأن العائلة تقدس الرجال الناجحين من أبنائها، فهي تَعمِد إلى تكراره ليظل علَمًا على العائلة (العراوي، ٥٧).
وبعد أن تردد الأب طويلًا في تسمية ابنته، تذكَّر السيدة اليونانية التي كان يقف أمام فيلتها، فقال: نسميها «أنيتا» (سبيل الماء، ٣٣). ولما شاهدت الجارة اليونانية مولودة جيرانها المصريين، هتفت في انفعال: أوه … برتي … برتي، فسألها والد البنت عن معنى كلمة برتي، فقالت إن برتي معناها جميلة عند الإنجليز، وقرر الرجل أن يسمي المولودة برتي، وذهب إلى مكتب السجل المدني، وسجل المولود بهذا الاسم (جميلة اسمها برتي).
وثمة أسماء — هي الآن ألقاب عائلات — نُسبت إلى البلاد التي تنتمي إليها أصولُ أصحاب تلك الأسماء، كالطنطاوي والمحلاوي والشرقاوي والدمنهوري والفيومي والأقصري والسوهاجي والأسواني … إلخ. وكان رأي طلبة مرزوق أن اسم سرحان البحيري لأنه من البحيرة، «كل مولود في البحيرة فهو بحيري» (ميرامار، ٥٦).
وقد تُسمَّى البيوت — في بعض الأحياء الشعبية — بأسماء النساء؛ بيت الصعيدية، بيت أم محمد الأزعة، بيت أم هانم السودة، بيت أم حرفوش، بيت الداية، بيت أم حنون، بيت أم السيد رزة … إلخ (كوم الناضورة، ٣٥).
•••
وللبيئة الجغرافية تأثيراتها في عملية اختيار الأسماء، قد يُستمد الاسم من أحد مظاهر البيئة أو الطبيعة؛ نجم، قمر، شمس، صحراء، مطر، جبل، أبو جبل، بحر … إلخ. ويطلق الرجل على أبنائه أسماء الكواكب والنجوم، أو أسماء مشتقة منها؛ شمس، قمر، بدر، كوكب، بدرية … إلخ (دهشان، ١٢٨). وقد أطلق الرجل على ابنته اسم «ندى»، من الندى الذي كانت الأم تحب أن تراه على أوراق النباتات في مارس وسط الجفاف (حديقة الياسمين، ٥٥). وتسأل الفرنسية ديانا الحاج سليمان عن اسم زوج ابنه بدرية: ما معناه؟ يجيب: إنه مشتق من لفظ بدر (مملكة الله). ولأن الطفل وُلد في طوبة، وكانت السماء تمطر، فقد سمَّته أمه «ششتاوي» (في الماوردي). أما إذا وُلد الطفل في نهار صيف قائظ، فإن الأم قد تسميه صيفي، أو الصيفي. ولكلٍّ من البيئة الصحراوية والساحلية والزراعية أسماؤها التي تُعَد تعبيرًا عن تلك البيئة. وعلى سبيل المثال، فإن بيئة الصحراء قد تسمي «صخر»، بينما لا تسمي «عبد الحارث»، وهو اسم ينبع من البيئة الزراعية، وهكذا. وقد يتأثر البعض بمناخ المنطقة الجاف، وطبيعتها القاسية، فيسمي أولاده «عاصي» أو «عراك» أو «شديد» … إلخ. وكان الولد أحمر الوجه، فسماه أهل القرية «الحمريطي» (شواهد ومشاهد، ٢٤). ولأن حياة البدو تتَّسم بالمشاقِّ والبطولة والتنافس من أجل الاستقرار الذي لا يجيء؛ فإن أهم الأسماء الشائعة بينهم تنحصر في مشتقات السلامة، مثل سالم وسليم وسليمان وسلم وسلامة وسلمان، إلى جانب مشتقات النصر والحمد والسعادة. وثمة أسماء مستمَدة من عالم الحيوان أو الطير أو الزواحف أو النبات أو النمر أو السبع … إلخ، لكنه قد يشمل أسماء أخرى، مثل الحيوان، والبغل، والضفدع … إلخ. وقد يعبِّر لقب العائلة عن اسم من أسماء القوة، كالوحش والديب والعنتيل، مثل بيومي الدكر (الأسوار، الرواية). ولكي ينشأ الطفل شجاعًا؛ فقد سمَّته أمه بعد ولادته الزناتي (العاشقون، ٣٩). وسمَّى الرجل وليده «أبو زيد»؛ لكي يأتي الولد في جسارة بطل السيرة المعروف (مقاطع من رحلة وشم). وكان العرب يطلقون صفة «نجيب» على الطفل الذي لا يتصل أبوه بأمه أثناء حملها (الغبي، ١٨). وهناك أسماء تعكس تأثير قداسة النبات في حياتنا، مثل زهرة ونرجس (عشاق وعاشقات باب الكراستة، ٤٣)، ونخلة وعجوة وبطيخ وبصل وفقوسة وخوخة وملوخية وكراوية وحمص وزيتون وعنبر وريحان ونرجس وزهرة ووردة وفلة وسوسن وياسمين … إلخ.
والعادة أن يكون لكل اسم، سواء كان ثنائيًّا أو ثلاثيًّا، أو حتى رباعيًّا؛ لقب يعقبه. تذكر الأسماء الأولى، فيلاحقك محدثك بالسؤال: واللقب؟ وقد يدل لقب الأسرة على البلدة التي ينتمي إليها أفرادها، مثل الشربيني والطنطاوي والنخيلي، ولأن سيد البحراوي كان صيادًا من أبناء جمصة؛ فقد سُمي سيد الجمصي (الكاتب والصياد، ٦٩). وكان أصل أسرة فريد من شباس عمير، فسُمي «الشباسي» (الجزيرة الخضراء، ١٣). ولأن الأغا — من محمد علي — كان يحب رشيد؛ فقد أعتق جارية سيده الشركسية، وتزوجها، وسماها رشيدة، دليلًا على حبه للمدينة، واعتزامه البقاء فيها (الجزيرة الخضراء). وقد يدل اللقب على الحرفة التي كان يعمل كبيرها بها، مثل الفرماوي والقاضي والنجار (قداس الشيخ رضوان)، والخشاب والحداد والحناوي والفطايري والحلواني والكحكي والرفَّا والسروجي والطرابيشي والزيات والعجواتي والكسباني والدباغ والفخراني والحمَّار والطباخ والجزار، وكان الحاج علي يبيع الأرز، فسُمي الحاج علي الرزاز (الأيام، ٢: ٤٤). ولقب العشي معناه الذي يُعِد العشاء. وكان عزوز العشي صاحب مطعم معروف في شارع عماد الدين (حرافيش القاهرة، ٨٨). وفسَّر عبد الخالق تسمية «القربي»، التي تحملها العائلة، بأنها نسبة إلى القربة؛ فالجد كان سقَّاء (أم أحمد صباح الورد، ٤٠). وقد يُستمد الاسم من الموازين والمكاييل، مثل الموازيني (قاضي البهار ينزل البحر، الرواية)، والكيال، وأبو كيلة، والرطل. وقد يدل اللقب على الصفة الجسدية التي كان عليها الجد الأكبر، مثل القصير أو الطويل أو الأعرج. ويتوارث الأبناء، فالأحفاد، هذه الألقاب. وكان شيخ العرب في قليوب يعتز بشاربه الذي يضفي عليه مهابة، فأطلق عليه الناس لقب أبو الشوارب. ثم خُفِّف الاسم إلى الشواربي، وهو اسم الشارع المشهور في وسط العاصمة (حرافيش القاهرة، ١٣٨). وسُمي الشيخ ﺑ «الصامت»؛ لأنه ظل حياته لا يفتح فمه أبدًا إلا عند تلاوته للقرآن. وكان يعتزل الناس في صومعة بالجبل، يحدِّث الوحوش والحجارة والخلاء (المسرنمون، ٢٦١). وقد اختار الصيدلي وجْدي اسم الشهرة الذي الْتصق باسم أبيه في قرية أبو رواش، وهو الحنش، لبراعته في صيد الأفاعي والثعابين، فكتب وجدي الحنش بدلًا من وجدي عبد المحسن. وعندما سُئل عن بواعث اختياره لهذا اللقب، أكد أنه لقب عائلته التي تعود أصولها إلى حكم المماليك، ظُلم الولاة أفقرَها تمامًا، إلى حد أنها لم تجد سوى صيد الأفاعي والعقارب مهنةً لأبنائها، وهي المهنة التي أصبحت لقبًا للعائلة (غرام الأفاعي، الرواية).
•••
وقد يتسمى الطفل باسم مناسبة وطنية، وُلد يومها، أو يختار الوالدان لطفلهما اسم زعيم أو فنان معروف، أو أحد الناجحين في المجالات المختلفة. فتَوقًا إلى النصر الغائب؛ سمى الرجل أبناءه: منتصر، ناصر، انتصار (ريح انتصار). والزعماء الشعبيون والوطنيون تحديدًا مصدر خصب لعشرات الأسماء. ولأن الرجل كان بين مستقبِلي مصطفى النحاس في زيارته لقريته، وألقى بين يديه خطبة فصيحة، أُعجبَ بها النحاس وقال له: اذهب فأنت زعيم؛ فقد سماه أهل القرية «الزعيم»، وورث أولاده عنه اللقب، وسمَّوا بيته «بيت الزعيم» (شواهد ومشاهد، ١٣). وقد سمت الأم طفلها «زناتي» على اسم الزناتي خليفة (طباق في الحلم). وقد يغلب اسم بالذات على مواليد فترة بعينها، فمكرم — على سبيل المثال — هو الاسم الذي أطلقته مئات الأسر المصرية على أبنائها في فترة حكم محمد علي وما بعدها، نسبةً إلى الزعيم الشعبي السيد عمر مكرم، ودرديري ينتسب إلى البطل الصعيدي «الدردير»، الذي قاد ثورات الصناع والباعة وأولاد البلد ضد ولاة المماليك. وإذا كان اسم «شرقاوي» يُطلَق على رجال ليسوا من أبناء الشرقية أصلًا؛ فذلك لأن الاسم هنا ينتسب إلى البطل الشعبي شرقاوي الذي كان أحد قادة الثورات المحلية ضد المماليك في أواخر القرن الثاني عشر، وأوائل القرن الثالث عشر. وسمى رجل مولوده الذي وُلد يوم فتح درمان «كتشنر أحمد»، نسبةً إلى اللورد كتشنر، بصرف النظر عن الاسم الأجنبي (حاضر المصريين، ٤٥)، وسمى آخر ابنته فيكتوريا محمد، نسبةً إلى الملكة فيكتوريا (المصدر السابق، ٤٦). وقد أطلق العم أبو حسن على أحد أبنائه اسم حسين، تيمنًا بالسلطان حسين كامل، سلطان مصر في مطالع القرن العشرين (العم أبو حسن يستقيل). وأطلقت الأم على مولودها اسم عباس تيمنًا باسم الخديو عباس حلمي (دولت، الرواية). واسم مصطفى هو الغالب على مواليد الفترة منذ مطالع القرن إلى أواخر العشرينيات، نسبةً بالطبع إلى الزعيم الشاب مصطفى كامل. واسم سعد هو الغالب على مواليد الفترة منذ قيام ثورة ١٩١٩م إلى أوائل الخمسينيات، نسبة إلى زعيم الوفد المصري سعد زغلول (حكاية ريم الجميلة، ٣). ويقول الرجل: أنا اسمي الحقيقي سعد … أبويا سماني على اسم سعد باشا (منصور وشجرة الباذنجان). وكان سعد يعتز باسمه الذي ينتسب إلى سعد زغلول، وأن اسم أخته صفية، نسبة إلى صفية زغلول (الشوارع الخلفية، ٥٢٧). ولأن الحاج بخيت البشري كان وفديًّا قديمًا؛ فقد سمى أبناءه صفية وسعد ومصطفى ومكرم (النظر إلى أسفل، ٨٣). كما سمى المولود «وفدي» لأنه وُلد في أحداث ثورة ١٩١٩م (قبض الجمر، ٥٦). وأطلق أهل قرية «زرقون» على أبنائهم اسم «السيد»، تخليدًا لبطولة السيد أبو جبل، البطل الذي تحدى الإنجليز في ١٩١٩م، وقتل اثنين من جنودهم (الأنفار)؛ حتى يظل اسم الشهيد الذي ناضل ضد الإنجليز في ثورة ١٩١٩م حيًّا في نفوس أبناء قريته، وعلى ألسنتهم كذلك (ما ليس لأحد). وربما أطلقت بعض الأسر على أبنائها اسم الزعيم كاملًا، فسُمي البعض باسم محمد فريد، أو مصطفى كامل، أو سعد زغلول، وهكذا. وتقول عديلة هانم إن زوجها أصر أن يسمي ابنهما «سعد»، وكان يرغب في أن يكون الاسم سعد زغلول كاملًا. ولما عُرض عليه اسم عدلي أو ثروت، رفض بشدة (المصدر السابق، ١١٢). ولعل الفنان استعار اسم علي طه عفيفي، أحد شهداء ثورة ١٩٣٥م، فأطلقه على أحد شخصيات «القاهرة الجديدة» (الأنوار اللبنانية، ١٤ / ١١ / ١٩٨٠م)، وإن اكتفى بالاسمين الأولين: على طه. وكان الإنسان المهموم سياسيًّا — قُبَيل ثورة يوليو ١٩٥٢م — يفضِّل لأبنائه أسماء المشاعل من الرجال والنساء، أو الأسماء ذات الدلالات؛ أبو بكر الصديق، سعد زغلول، غاندي، جهاد، حرية، جان دارك، أم صابر … إلخ. (السيما). ولما اقترح الأب أن تُسمَّى مولودته «جلاء» رفضت الأم لأن الاسم كان شائعًا، ووافقت على اقتراح عمها باسم جهاد، ووافق الجميع على التسمية (تمساح البحيرة، ٩). وسمَّت الجزائرية رشيدة ابنها «جمال» على اسم جمال عبد الناصر (خديجة وسوسن، ٦٨). أما جيهان الصغيرة، فقد سُميت على اسم قرينة الرئيس الراحل أنور السادات (ذات، ١٦٣). وربما أُطلقَ على الابن اسم رئيس والده، تيمنًا باسم الرئيس، وتطلعًا لأن يحتل الابن — في قادم أيامه — نفس المنصب والمكانة. ذلك ما فعله نصف أهالي كفر الشهاينة — على حد تعبير الراوي — حين أطلقوا اسم الباشا شاهين، صاحب الأرض، على مواليدهم (صفحات من تاريخ كفر الشهاينة). وهو كذلك ما فعله إبراهيم أفندي الكاتب بإدارة المستخدمين بوزارة الحقانية؛ فعندما سألته زوجته عن الاسم الذي يختاره لابنه، قال بلا تردد: محمود … وهو اسم سعادة وكيل وزارة الحقانية! (الغبي، ٢٢). وسمَّت الأم ابنها «حسان» على اسم رئيس زوجها في العمل (عودة البك). ودَعت الأم ابنها «حلمي» على اسم موظف الزراعة في القرية (ليالي غربال، ١٥٦). وسمى الأب ابنته «حميدة» على اسم أم وكيل الوزارة الذي كان الأب يعمل تحت رئاسته. قال له: وُلدت لي بنت، وكنت أنوي لو جاءت ولدًا أن أسميه باسمك. قال وكيل الوزارة: يا سيدي بسيطة، سمِّها على اسم أمي، فأمي عندي أعز من نفسي. وسمى الرجل ابنته «حميدة» (أوقات خادعة). واعترافًا بفضل الصديق، أطلق الرجل أسماء أصدقائه على أولاده الأربعة (الجلد المزركش). وقد يُطلِق الأُجَراء على أبنائهم أسماء السادة الذين يستأجرونهم، مثل حسن أبو الغيط، الذي سمى وليده «عادل» على اسم ابن الباشا صاحب الأرض (هذه السعادة). وقد يُطلَق على المولود اسم نجم مشهور؛ لاعب كرة، ممثلة، مذيعة (حكاية ريم الجميلة، ٧٨). وهو ما فعله الأب حين أطلق اسم صالح على مولوده، تيمنًا باسم لاعب الكرة صالح سليم (شبرا، ٢٠٩). بل إن الشاب — حين تزوج من غير التي أحبها — أطلق اسم الحبيبة «راوية» على أولى بناته (رجال ونساء ذلك الزمان، ٣٨).
ويسأل الرجل ابنته: تعرفي أنا سميتك عيشة ليه؟
– وانا إيش عرَّفني؟ … يمكن علشان اتولدت في موسم البلح.
ولم يصارحها بأنه أحب في صغره فتاة اسمها عيشة (الحداد).
وبعض النساء يطلقن اسم طبيب الولادة على المولود، تقديرًا للجهد الذي بذله (الليلة الأولى)، مثل السيدة صفاء التي أطلقت اسم طبيبها «رأفت» على المولود الذي أنجبته (باختصار). وحين استشعرت الأم أعراض الحمل الأول، أعلنت اسم «ماجدة» — اسم أعز صديقاتها — اختيارًا لوليدتها القادمة (حكمة العائلة المجنونة، ٩٥). كما سمت الأم ابنها «سعد» على اسم صديق ابنها (ليالي غربال، ٢٠٢).
•••
وأحيانًا يطلق الأب على ابنه اسمًا ليكتمل بالاسمين أحد المشاهير من الزعماء، أو الأولياء، أو ليتواصل الاسم باللقب؛ فالأب إبراهيم يسمي ابنه خليل ليصبح إبراهيم أبو خليل، وصدِّيق يسمي ابنه أبو بكر ليصبح أبو بكر الصديق، أو يسمي يوسف ليصبح يوسف الصديق … إلخ. وقد يفضل الأب أن يطلق على المولود اسم جده أو جدته، تخليدًا للذكرى. أطلق سنبل اسم أبيه على وليده، فهو عبد العاطي سنبل عبد العاطي (في سوق الزلط)، وأطلق أحمد على ابنه اسم يونس، على اسم أبيه (سيرة الشيخ نور الدين، ٧). وسمى الرجل وليده عوضين — لاحِظ الاسم! — تيمنًا باسم أبيه والجد (القاهرة منفلوط والعكس). فإذا جاء المولود أنثى ترك للأم أمر اختيار التسمية التي تريدها، وإن أطلقت الزوجة اسم أبيها عبد الفتاح على وليدها (الناس يضربون عنتر). وسمت الأم وليدها «دياب» على اسم شقيقها (سيرة الشيخ نور الدين، ١٢٧). كما سمت سيدة وليدها جابر، على اسم أبيها (نحن لا نزرع الشوك، ٦٣٩). وسمت الأم طفلتها على اسم أمها «جمالات» (غصن الزيتون، ١٩٩). كما سمى الأب ابنته «ستوتة» على اسم أمها (السراية الحمراء، ١١٨). ولأن اسم الأم باتعة، فقد أصبح ذلك هو اسم الابنة أيضًا (بنت السلطان). وأنجب الزوجان مولودتهما، فأراد الزوج أن يسميها «نبوية» تفاؤلًا باسم أمه، لكن الزوجة أصرَّت على أن تسميها خديجة على اسم أمها، ثم أطلق الزوج اسم أبيه محمد على المولود الذكر (لن أتكلم ولن أنسى). وحين أنجب المزارع على أبو حسين مولوده الأول، سأل زوجته: رأيك إيه يا صبرة … نسميه صابر؟ قالت الزوجة: اللي تشوفه يا ابو حسين (حكايات صبري موسى). وخمنت الأم من استدارة بطنها أن الجنين ولد، قالت: نسمِّيه باسم أبيك صالح، فهز رأسه موافقًا (ظل الحجرة، ٦٠). واقترحت الأم على ابنها أن يطلق على أول أبنائه اسم أبيه، أي جد الحفيد المرتقب، وكان اسمه رشوان (طمطم). ولأن جد العائلة كان مثلًا للكبرياء والحفاظ على الكرامة؛ فقد أطلق اسمه على معظم الذكور من العائلة (نصف الحقيقة الآخر، ٢٠٤).
كما سمى الأب ابنه بسطويسي — وهو اسم قديم — لأنه اسم الجد، والد الأب (كله تمام). واختار سنبل اسم أبيه لوليده، فسماه عبد العاطي (في سوق الزلط). وأطلقت جليلة على مولودها الذكر اسم إبراهيم على اسم جده الكبير (الجبل الشرقي، ١٦). وبعد أن أنجبت الزوجة ولدًا طال انتظاره عشرين عامًا، سألت زوجها عن الاسم الذي يختاره لوليدهما، فقال: شجرة، وأردف لضحكة المرأة: لقد غرسته من قديم الزمن، سيعمُّ كالزيتون، ويكون طويلًا كالنخل، وقال إن جده سُمي بهذا الاسم لأنه ولد تحت شجرة كافور طيبة المسك (بيت الياسمين، ٣٣). واختارت الأم لابنها اسم جده «عبد الحميد» (قليل من الحب، كثير من العنف، ٢٠٧). وأطلقت الزوجة على وليدتها اسم أمها — جدة الطفلة — «توحيدة» (محاولة فاشلة لإنقاذ زواج فاشل). وسمى الرجل ابنه «سالم» على اسم أبيه، أي جد الطفل (تماثيل الملح، ١١). وبعض العائلات تحرص على تكرار أسماء بذاتها عبر الأجيال، بحيث يأخذ الشخص اسم جده، ارتكازًا إلى مبدأ الشعور بوحدة البدنة وتماسكها (الثأر، ٣٨). ويقول الرجل الذي لم ينجب: «كنت أود أن يكون لي ولد يحمل اسم أبي» (زهور من الشرق). أما الزوجة التي لم يكن يعيش لها ذكور، فقد أطلقت على المولود اسم «كمال» لعلها تأتي بالولد (منتهى، ١٧). ومع أن عزيزة كانت زوجًا لوالد حسن، فإن الجيران — لأنها لم تنجب — كانوا ينادونها «أم حسن» (ليالي غربال، ٨). ولم يكتب الله للزوجة نرجس أن تكون أمًّا، فأطلق عليها الناس اسم زوجها إسماعيل، فهي أم إسماعيل (زبيدة عروس البحر الأزرق، ٩٢). وعندما قطعت أم محروس الخلفة ناداها الناس باسم أخيها (المصدر السابق، ٩٤). والكثير من العائلات يحرص على إطالة أسماء الأبناء، وربطهم في سلسلة طويلة، تنتظم الآباء والأجداد (من يشتري الحب، ١٢). وكان يوسف على اسم أبيه تأكيدًا للتواصل (موسى الغريب)، وهو ما يفعله الكثيرون، فاسم الابن هو اسم الأب. وكان اسم باشكاتب مدرسة طنطا حسان حسان حسان؛ ذلك لأن عادة عائلته كانت أن يتسمى الابن الأكبر باسم أبيه (بداية ونهاية، ٢٠٥). وأطلق «قمر» — اسم الرجل — على وليدته، فاسمها «قمر» (قمر). ومع أن اسم «حسونة» ليس متداولًا بين المواليد الجدد، فقد سمَّى الصغير به، على اسم أبيه (الرجل الغريب). «كَبَارة» النحس ورث لقبه عن أبيه (عزبة القرود). وقد سمى الراوي ابنته فردوس، وفاء لذكرى أمه الراحلة (رائحة البرتقال، ١٠٥). ووعد الرجل زوجته — إن أنجبت بنتًا — أن يسميها على اسمها، أي اسم الزوجة (حدود). وسمى الرجل ابنه شعبان على اسم أخيه، تأكيدًا لمكانة الأخ في نفسه (عباس السابع، ١١١). وربما أطلقت الأخت اسم أختها على وليدتها (العصفورة لم تقل شيئًا). وقد لا يعرف أبناء اسم أمهم، فهم ينادونها — منذ مولدهم — بنداء الأم (مرافعة البلبل في القفص، ٩٥).
•••
حاول كامل عبد الفتاح أن يذكر اسم الرجل الذي الْتقاه بعد غيبة، فلم يُوفَّق. ثم تذكَّر العلاقة بين اسم الرجل وأحد الأشهر العربية؛ صفر، محرم، جمادى، رجب … ونطق: رجب! وأدرك أن هذا هو اسم الرجل (البعث). ولأن الصبر صفة أصيلة في الشعب المصري؛ فإن الكثيرين يسمُّون بأسماء مأخوذة من الصبر ومشتقاته؛ صابر وصبري وصابرة وصابرين وعبد الصبور وصبر الجميل وصبيرة (حديث عن الثقافة، ٧٨). وأطلق سليم النجار على وليده اسم شحاتة؛ لأن «كلنا شحاتين، وإن هي إلا لقيمات، ومتاع قليل» (أيام الإنسان السبعة، ٢٨). وأطلق الأب على مولوده اسم «عوض» عوضًا عن ولد مات قبل ذلك (عوض). وعندما ولدت الزوجة طفلتها الأولى، أطلق عليها الأب اسم «ربعة»، فلما ولدت طفلة أخرى رغب عن التشاؤم وقال: زين ما أعطى، وأصبح اسمها «زين» (زين). ويفضل بعض الآباء الأسماء التي تدل على البهجة والسعادة، مثل سعيد (اللص والكلاب)، وسعد ومسعد والسعيد وأسعد … إلخ. وقد اختار الفنان اسم رضوان ثلاث مرات، فأطلقه على شخوص رواياته؛ الحاج رضوان الحسيني (زقاق المدق)، ومأمون رضوان (القاهرة الجديدة)، وكلاهما يعبر عن الاتجاه الديني. أما هدف رضوان ياسين، فهو الوصول إلى تحقيق الطموحات بالموهبة الجسدية. وإذا كان للتسمية دلالاتها في الزقاق والقاهرة الجديدة، فلعل الفنان أراد أن يعبر عن التسمية في «السكرية» بمدلول حسي! ولما كان الأب غائبًا في أحد معسكرات الجيش، فقد أرسل إلى الأم يطلب منها أن تسمي المولود المرتقب — إن جاء ذكرًا — «جهاد»، أما إذا جاءت أنثى فلتُسمِّها هي بما تشاء (الممكن والمستحيل، ١٢). وحين أعلن الطبيب أن المولودة بنت، قالت الأم: أسميها زاد. ثم أردفت هي وزوجها: دنيا زاد مثل ألف ليلة وليلة (دنيا زاد، ١١). ويقول الزوج لزوجه الكثيرة الأحلام: صدق من سماك أحلام … اسم على مسمًّى (زوجتي والحلم). ويجيب الرجل عن السؤال: لماذا سمَّوك المنسي؟ يقول: هذا قدري، أن أكون منسيًّا! (دعوى نسب).
•••
وثمة أسماء يشترك فيها الجنسان، مثل جمال وإحسان وإيمان (حكاية رومانسية). ويقول الرجل لزوجته الحامل: نور، سواء كان ولدًا أو بنتًا، يكون اسمه نور (دهشان، ١١٤). وكانت الصغيرة نعمة آخر العنقود، وكان أبوها يمنِّي نفسه بخلفة الولد، واختار له اسم «عبد المنعم»، وقال الرجل في استسلام: رضا … رضا … نعمة من الله. وقُيِّدت المولودة في شهادة الميلاد: رضا، وإن شبَّت والكل ينادونها: نعمة (الدكان). ونازك اسم رجل، أقسم أبوه قبل مولده أن يسمي القادم — أيًّا يكن نوعه — باسم الجارة التي رعت الأم في أثناء ولادتها (المفتون، ٦١).
•••
وحين يَكبَر الطفل، فيصبح صبيًّا فشابًّا فموظفًا، فإن الأقارب والجيران يدعون أمه باسمه، فيقولون يا أم فلان (ظل الرجل)، أو يدعونها بوظيفته، فيقولون يا ام الافندي (صفاء)، أو يا ام الاسطى. والعادة أن تنادَى الأم باسم أكبر أبنائها (الحب يأتي مصادفة، ٣٥). وبعض الأبناء لا يعرفون أسماء أمهاتهم. يسأل الرجل الصبية: ما اسم أمك؟
– أمي؟ … أم أحمد … ليست هنا.
– اسمها جليلة.
– اسمها أم احمد … كل الناس ينادونها يا أم أحمد (شتاء جريح، ١٨٠). وعندما سئمت زهرة انتظار الأبناء، أطلقت على نفسها اسم «أم محمد»، وصار هذا هو اسمها، مع أنها لم تكن قد أنجبت على الإطلاق (الزوجات العشر). وكانت أم علي سيدة عجوزًا، لكنها كانت بلا ولد اسمه علي. اعتادت من الناس أن ينادوها بهذا الاسم (فجر اليوم الثالث). ويسأل الرجل عن ابن المرأة أم جابر: وجابر ده يبقى ابنها منه والَّا من راجل تاني؟ يجيب الآخر: ما فيش جابر، هي اسمها كده، أم جابر، زي أم كلثوم (حكاية الحاج). وقد يُطلَق على المرء اسم جده، ابتعادًا عن الأسماء المتشابهة، فعبد الرحمن صالح الشوربجي يكتفي أصدقاؤه بمناداته: يا شوربجي (الغريب).
•••
وقد أطلقت رسمية على مولودتها اسم «مظلومة»؛ لأن الطفلة وُلدت بأم، وبلا أب، فقد طلق الرجل زوجته قبل أن تلد طفلتها (الزوجات العشر، ٥٩). وعبد الله هو أحيانًا اسم من لا اسم له، يطلقه الناس على من يجهلون أسماءهم لسبب أو لآخر (حكايات حارتنا). ولأن أهل الشارع الشعبي وجدوا الطفل ملقًى وسط لفافات على جانب الطريق، فلا أحد يدري من هو ولا من هم أهله؛ فقد سُمي عبد الله (خماسية الموت والميلاد). وقد يطلق الأبوان على أولادهما أسماء البنات؛ خوفًا عليهم من الحسد، فالابن يُدوَّن في شهادة الميلاد «ممدوح»، لكنه ينادَى حتى يَكبَر: مديحة، وتوفيق في شهادة الميلاد، يتحول على لسان الأم إلى تاتا (تاتا). ولكي يعيش المولود، فإن أبويه يطلقان عليه اسمًا غريبًا، كالجحش أو الحمار أو خيشة، يهدفان من ذلك إلى تضليل عزرائيل (ملاعب مفتوحة، ٢١). ومع أن اسم «شحات» في شهادة الميلاد هو سعد، فقد اختارت له أمه الاسم الأول درءًا للحسد. لم يعرف اسمه الحقيقي إلَّا يوم استُدعي للجندية (الأوباش، ٤٦). ويسأل ياقوت الولد الصغير: اسمك إيه يا ولد يا ابو العيون السود؟
– نكتة … اسمي نكتة!
– وليه سموك نكتة؟
– وليه سموك ياقوت؟
– ومين سماك نكتة؟
– أمي لما باسألها تقول لي: الزمن! (على بحر شبين).
•••
وكنايات الأسماء لا تخلو من أصول تاريخية، مثل «أبو خليل»، التي يُكنَى بها اسم إبراهيم، نسبةً إلى إبراهيم الخليل أبي الأنبياء، فقد اتخذه الله خليلًا (البيت الكبير). وأبو عفان التي يُكنَى بها اسم عثمان، نسبة إلى الخليفة عثمان بن عفان، وأبو عرب التي يُكنَى بها اسم «سيد»، نسبة إلى السيد البدوي، وقد تُختصَر إلى «عرب» (السجين والحارس)، وأبو حجاج التي يُكنَى بها اسم يوسف، نسبة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي، أما أبو السباع التي يُكنَى بها اسم إسماعيل (لأن القيامة لا تقوم)؛ فلأن الخديو إسماعيل هو الذي أقام تماثيل السباع الأربعة عند طرَفَي كوبري قصر النيل، فكناه المصريون بأبي السباع، وأُطلقت الكناية فيما بعد على كل من يُسمى إسماعيل (سأعود متأخرًا هذا المساء). ولمعظم الأسماء كناياتها الخاصة؛ فكناية عبد الرحمن: أبو عوف، وحسن: أبو علي، ومصطفى: درش، أو أبو درويش، وحنفي: أبو محمود (مذكرات عربجي، ٦)، ومحمود: أبو حنفي (سيرة الشيخ نور الدين، ٣٨)، أو حنفي (شقاوة بطة)، وسليمان: أبو داود، وحمدي: أبو حميد (نحن لا نزرع الشوك، ٣٧٠)، وتوفيق: تيفة، أو أبو تيفة (نحن لا نزرع الشوك، ٤٧٥)، وعلام: علم (نحن لا نزرع الشوك، ٤٣٣)، ومحمد: ميشو (حكمة العائلة المجنونة، ٣٨)، وهكذا. وقد ظل إبراهيم ينادَى ﺑ «أبو خليل» حتى نسي الناس كلمة إبراهيم تمامًا، ولم يعد ينادَى إلَّا بكنايته (أنشودة الغرباء)، وقد يُكنَى أحيانًا «برهومة» (أم العواجز). لكن الكناية لا تقتصر بالطبع على الأسماء، فثمة كناية عن الشجاعة، مثل أبو الفوارس وأبو زيد، وكناية عن البشرة السوداء: أبو سمرة، ولمتعاطي الحشيش: أبو شداد، وللكريم: أبو علي، وللمبذِّر: أبو جيبين، أو أبو جيب مخروق، وللمُسرِف في الطول: أبو طويلة، أو أبو خطوة، وللماكر أو الخجول: أبو عين نايمة … إلخ (قاموس العادات والتقاليد، ١٧). وقد تُبدَّل التسمية «أبو» لتصبح «ابن». والولد الشقي يُكنى بالقول: اللي ينعدم، اللي تنقصف رقبته، المتنيِّل على عينه، اللي ينشك في قلبه (في أبو الريش). وربما سُمي المرء — خاصة إذا كان متواضع الحال، أو مجهول الأب — باسم أمه، فهو ابن «فلانة» (الجثة). ولأن الرجل كان مفلسًا على الدوام، وبوزه فقر، فقد سمَّاه الناس «أبو رزق» (وكالة عطية، ٣٣٣). وأُطلقَ على مصطفى لقب «سبرتو»؛ لأنه كان يجلس في المساء على الرصيف، ويظل يتجرع الكحول الأحمر (جلامبو، ٢٣). وسلومة هو اختصار عبد السلام عند بدو الصحراء الغربية، ورحومة هو اختصار عبد الرحيم، ونعومة هو اختصار عبد النعيم (الياسمين يتفتح ليلًا).
أطلق الأب على ابنه اسم «مشكال»، بعد أن لاحظ ميله إلى جر الشكل وخلق المشاكل (في حارة السيدة). وسمى الأبوان وليدهما بيومي «الجعر»، بعد أن وُلدت لهما حمارة بعد ولادته بيوم. قال الأب: يعني الحمارة من دور الجعر … وهل أسميناه الجعر من قليل؟! (الإدانة). وعندما أوشك حمدان أن يصبح موظفًا حكوميًّا، بدأ يفكر في اسمه، وهل يطيق عندما يتوظف أن يتسمى باسم حمدان مرزوق إبراهيم؟! وقرر أن يغير اسمه إلى حمدي، ويُسقِط اسم أبيه مرزوق، فاسم مرزوق يدل على الحاجة والعوز، وتخيل أن جده إبراهيم منحه العمدة ليلة ابنه كَيلين من الذرة، أو مبلغًا من المال، فسمى ابنه مرزوق، لهذا الرزق الواسع الذي اقترن بمولده (حمدان بك). واختارت آمنة لنفسها اسم «سعاد»؛ «لأنه اسم جميل يلائم المألوف من حسن الاختيار والتظرف في الأسماء» (دعاء الكروان، ١٣). وكان قاضي البهار اسم جد قديم لمحمد إبراهيم مصطفى العطار، استهواه الاسم، فحذف كل الأسماء بعد اسمه، وأضافه، صار: محمد قاضي البهار (قاضي البهار ينزل البحر، الرواية). ولأن علي الزين كان رفيعًا أقرب إلى الهزال، ولأنه كان مرنًا، كثير الحركة، ويجيد صيد السمك بالسنارة؛ فقد سُمي علي سنارة (الإدانة، ٣٤). ولأن الشاب كان عريض الجسم، مفتول العضلات، فقد أطلق عليه أهل القرية اسم «الدولاب» (السراية، ٨-٩). أما أبو زيد عبد الحفيظ فقد كان شجاعًا في تصرفاته، فسماه الناس «الهلالي» (الترجل عن صهوة الريح). وأُطلقَ على «عديلة» لقب الحرة على سبيل المدح المقصود به الذم (صباح الورد). وكان الشاب أحمر الشعر، فسُمي «جنجة» (متتابعة العيون والبنادق). ولأن صابر السواح ولد يتيم الأب، فقد نسبه الناس إلى أمه، فهو «صابر مبروكة» (وفاة الأستاذ صابر). وأخذت المرأة اسمها من وليدها البكر رجب، فصار اسمها «أم رجب»، لا أحد يناديها إلا به (أم رجب). وسمَّى الناس الشيخ أحمد بأبي الذقون؛ لأنه لم يحلق لحيته منذ أن نبت شعر رأسه (سيرة الشيخ نور الدين، ١٨). وأطلق أهل القرية على «القرموط» هذا الاسم لبروز شفتيه العريضتين، وأنفه المفلطح فوق الشوارب الفضية الطويلة (السراية، ١١٣). وأُضيفَ اسم «هتلر» إلى سيد؛ لأنه كان دائم التحدث عن الطوربيد الذي سيُسقِطه هتلر على بورسعيد (البشروش، ٧٧). كما سمى الناس عبد الهادي «هتلر» لميله إلى الفتونة (قبل المغيب). أما عطية النشتاوي فقد دفعته فرحته بانتصارات الألمان في الحرب العالمية الثانية إلى تعديل اسمه، فسمى نفسه «هتلر النشتاوي» (قلوب خالية، ١٣٤). وشاهد الأولاد فيلمًا سينمائيًّا عن لومومبا الطيب وتشومبي الخائن، فقرروا تسمية صديقهم ذي البشرة السوداء والميول العدوانية؛ «تشومبي» (تشومبي). وكان الرجل مفلسًا على الدوام، فسماه الناس «أبو رزق» (وكالة عطية، ٣٣٣). وأطلق الأولاد على صديقهم اسم «ضبُّو»؛ لأن رأسه كان بها بروز كالضب (مهر الصبا الواقف هناك). وسُمي الأرنب بهذا الاسم لأنه كان يفزع لأي صوت (الدم وشجرة التوت الأحمر، ٨٧). وبعد أن أُصيبَ معاذ في ذراعه بطلق ناري، سماه الناس «أبو دراع» (الشيخ عمران). ومن ينقل الشائعات والأخبار يُضاف إلى اسمه اسم «رويتر» (البحث عن شيء جاد). وقد شعرت الأم بآلام الولادة وهي تُنقَل إلى المستشفى، واضطُرت إلى الولادة بالفعل بجوار كوم زبالة؛ فقد سُمي مولودها «حارة»، وظل هذا هو اسمه (الجهيني، ٣٣). وكان غليون محمد غليون يَعجَب لاسمه؛ فهو لم يكن ولا أبوه من رجال البحر، ولا عاشا في مدينة ساحلية، ولا يعرف كيف عَلِق به هذا الاسم (ما ليس لأحد). أما سيدة، فقد تغير اسمها إلى نرجس؛ لأنه أشد جاذبية (نحن لا نزرع الشوك، ٤٩١). أما نعمين طير البر، فقد تسمت بعد أن جاوزت وضعها الطبقي «نانا تيمور» (وتبقى الشجرة). وربما بدَّل الشخص اسمه باسم آخر يراه أكثر جمالًا، مثل عوض الذي أصبح شكري (منزل للإيجار). وأحيانًا، يُضطر البعض إلى تغيير اسمه؛ تحسبًا لردود الأفعال إذا مارس نشاطًا معيبًا، مثل الراقصة إحسان ضياء الدين التي غيرت اسمها إلى إحسان تركي (ليلة النهر، ٤١). وقد بدلت ناعسة اسمها إلى أشجان حتى تستطيع العمل راقصة (وخيم الظلام). واختارت الممثلة زكية لنفسها اسمًا آخر، هو زينات (أيام الشارلستون، ٥٩). وعندما أرادت سيدة الاشتغال بالدعارة، سألتها المعلمة توحيدة: قلت لي اسمك إيه؟
– محسوبتك سيدة.
– خليكي نرجس أحسن، والَّا إيه؟
– أمرك يا معلمة (نحن لا نزرع الشوك، ٥٨٥). كانت مشكلة اسم سيدة — في تقدير المعلمة — أنه بلا رنين.
ولنحولِ دهبي الشديد؛ فقد سماه الناس «سفروت» (الإبحار فوق نهر جاف، ٧). وكُنِي مصطفى السيد ﺑ «أبو بطنين»؛ لبروز كرشه الكبير (رجال ونساء ذلك الزمان، ١٠٦). وكُنِي الحاج عبد المعز ﺑ «أبو كنكة»؛ لأنه كان يحمل معه دائمًا كنكة يسوِّي عليها القهوة في الغيط (رجال ونساء ذلك الزمان، ٤٢). وكان علي أفندي يطلب كنكة عندما يتردد على أحد البيوت لإعطاء درس خصوصي لأحد أبنائه، فأطلق عليه أولياء الأمور اسم «علي أفندي كنكة» (حرافيش القاهرة، ٥٣). ولأن هريدي كان له صوت جميل يحسن به الغناء؛ فقد سماه شبان القرية «عصفور» (أنت والدنيا معي). وسُميت حميدة «جرادة»؛ لكثرة مشاكستها لزوجها (أنت والدنيا معي). ولاحظ الناس سحنة إبراهيم نملة الشبيهة بسحنة الخواجات، فسمَّوه إبراهيم الأشقر (عبور الميدان ظهرًا، ٦٠).
ولأن الأسطى علي أمضى معظم حياته بين براميل المازوت، فقد سماه الناس «علي مازوت» (رمال، ٧٦). وفقدت فاطمة إحدى عينيها في حادثة، فسُميت «فاطمة العورة» (زنقة الستات، ٧٦). ولَحِق لقب إبراهيم الرقاص به من جراء مهنة فرعية له، فقد كان يشتغل بتبييض النحاس في بعض المواسم، وعندما ينضب الرزق يسافر مع عمال التراحيل، ويجبره زملاؤه على أن يرقص لهم، تسلية وترفيهًا، ومن ثَم الْتصق به اللقب (مملكة التراب). وكان زبائن الأسطى محمود الجزمجي يسمونه «محمود أجلاسيه»؛ لأنه كان يتقن صناعة الأحذية من جلد الأجلاسيه الرقيق الفاخر (حرافيش القاهرة، ١٢٠). ولأن الشاب علي كان يعاني لدغة في لسانه، فقد سُمي علي الألدغ (ليالي غربال، ٢٥٥). ولكبر أنف الراوي، فقد سماه الأولاد في مثل سنه «أبو منخور» (بورتريه). أما الراقصة شوشو، فقد كانت ذات جسد ممتلئ، فسُميت «شوشو لظلظ»، بينما سميت نعيمة ذات الجسد النحيل «نعيمة زعزع» (موسيقى رخيصة).
وكانت بخيتة ذات بشرة بيضاء، وتميل إلى الاحمرار؛ لذلك فقد سُميت تركية (ليالي الإسكندرية، ١٨). ولاستطالة رأس الشاب فقد سُمي «أبو راسين» (ظمأ الليالي، ١٧). وأطلق الموظفون على زميلهم اسم «أبو الهول»؛ لما يرمز له في الذاكرة الشعبية من الجلال والرهبة (العشق في الظلام). كما يدل اللقب على منبت الشخص، مثل «النحال» (وكالة الليمون، ٦٩). وقد أضيفَ إلى إبراهيم لقب «الرقاص»؛ لأنه كان يعمل مبيضًا للنحاس، فإذا نضب الرزق سافر مع عمال التراحيل، ولأن حرفته علمته الرقص؛ فقد كان العمال يلحُّون عليه حتى يرقص لهم (مملكة التراب). ولأن علي الزين كان رفيعًا أقرب إلى الهزال، ولأنه كان مرنًا، كثير الحركة، ويجيد صيد السمك بالسنارة؛ فقد سُمي «علي سنارة» (الإدانة، ٣٤). وكان الصبي يميل إلى المظهرية، فسماه زملاؤه «فيصل حركات» (أيام الشارلستون، ١٥). وسمَّوا زميلًا آخر «محمد جيمس»؛ لشدة إعجابه بالممثل الأمريكي جيمس دين. ولاحظ الأصدقاء أن صديقهم عصبي المزاج دومًا، فأطلقوا عليه لقب «الغضبان» (النمل الأبيض، ٣٢). وكان الحاج علي يبيع الأرز، فسُمي الحاج علي الرزاز (الأيام، ٢: ٤٤). أما الراعي العربي الأصل، فقد ناداه الناس «عرباوي»، ثم أصبحت الصفة اسمًا، ونسوا اسمه الأصلي (الشتاء يأتي إلى الضهرية). ولأن الكمساري سيد كان يغني أحيانًا، ويتشاجر مع الركاب أحيانًا أخرى؛ فقد سُمي سيد أبو غزالة (ليالي الإسكندرية، ٩٢). وكانت الست ليزة ممتلئة، وتتهادى في مشيتها كالبطة، فسُميت «بطة» (شبرا، ١٣). أما العم حافظ فقد كان يتأخر كثيرًا عن أداء الصلاة في أوقاتها، فسُمي «تارك الصلاة» (النمل الأبيض، ٤٢).
•••
نحن ننطق اسم «فاطمة» — في الأغلب — بما تفرضه مخارج الألفاظ، فهو «فاطنة» (ليلة الدخلة). ولتدليل الأنثى، فقد يُحوَّر الاسم ليعطي معنى العزة وعلو المقام، فتصبح نفيسة: نفوسة، أو نوسة، (باب عمر باشا، ٥٠)، وخديجة: خدوجة، وفاطمة: فطومة، أو «بطاطا» (بنت الحلال، الشيء الحقيقي)، وزينب: زوبة (منزل للإيجار، شبرا، ١٢٤)، أو زوزو (ابراهيم الكاتب، ٣٦)، وهو اسم الدلع حين يكون الاسم «زنوبة» (إفلاس خاطبة). وحين أراد الرجل أن يتودد إلى الفتاة زينب، ناداها: «يا زوزو» (من كان بلا خطيئة). وأرادت السيدة أن تدلل طفلتها «عزة» بلفظ «زيزو»، فقال الرجل: زيزي أليق بالبنت (ظل الحجرة، ١٨). وربما أسرفت الأسرة في تدليل اسم زينب، فهي «زوزو موزو» (تلك الأيام، ٥٩). وكان الأب يدلل ابنته صباح بمناداتها «يا مصبَّحة» (مسقط النهر)، وتدليل سناء: سنسن، وشكرية «شربات» (باب عمر باشا، ٥٠)، ونازك: نانا، ومكاسب: سوسو (أطلال النهار، ٣٥). واسم الدلع لرئيفة: فيفي (الموجة الجديدة، حفنة من الرمال الساخنة). وهو كذلك اسم الدلع لحفيظة (القاضي هارب من وجه العدالة)، ولفوقية (خصلة شعر). وقد تصبح فاطمة «فوفو» أو «طمطم» (إني راحلة، ٢٠٤)، ونفيسة «نونو»، وعين الحياة «عين» (عين الحياة)، ودرية «توتو» (ليالي الإسكندرية، ١٨)، وأنيسة «ننوسة» (السيدة فيينا)، وسميحة «سوسة» (ابراهيم الكاتب، ٧٣)، وسنية «سوسو» (ليلة الزفاف)، وسعدية «سوسو» (السكن في الأدوار العليا، الرواية)، وسامية «سوسو» (الصراع)، ونعمت «نيمت» (جذور في الهواء)، ونعمات: نيني (يُحكى أن)، ومنيرة: نيني (خيبة دون جوان)، ونرجس «ناني» (شواهد ومشاهد، ١٣٤). ونادية «ناني» (أم الدنيا، ١٩٥)، وجنَّات «جنُّونة» (وكالة عطية، ٣٣٨)، وكواكب: كوكي (على سهوة)، ومبروكة: ماكي (يُحكى أن)، وحياة «حيوتة»، وجيهان «جيجي» (علاقة ما). وكان اسم الفتاة خديجة، لكنها عُرفت بثلاثة أسماء أخرى من قبيل التدليل: جيجي، ديدي، خوخة (أحزان مدينة، ٢٠٠). وبدَّلت سيدة اسمها إلى «سوزي» (البصقة، ٤٩). و«سوزي» أيضًا تدليل سوزان (الرواية، ٤٧). واسم الدلع لجنَّات «جنُّونة» (وكالة عطية، ٣٣٨). أما اسم الدلع لسلوى فهو «سوسو» (المحاكمة)، وسعدية «سوسو» (السكن في الأدوار العليا، ٣١). وأنصاف: صفصف (شبرا، ١١)، وسكينة «سوسو» (إسكندريتي، ٣٠١)، وسامية «سمسمة» (رمال، ٣٦)، وشمس = شوشو (غرام ذات صيف)، ووداد = دودي (زمن الحرية، ٩٠)، ونعمات = نعنع (يوميات امرأة مشعَّة، ٤٦)، ونعيمة = نعومة، أو نونة (نونة الشعنونة). ويتساءل الراوي: ما الذي يجعل إنسانًا يسمي ابنته حميدة، والأسماء البراقة تملأ الدنيا؟! (أوقات خادعة)؛ لذلك — ربما — غيَّر فرج اسم حميدة إلى تيتي؛ لأنه في رأيه من الأسماء التي تسحر ألباب الإنجليز والأمريكان، ويَسهُل النطق به على ألسنتهم المعوجَّة. ويقول لحميدة: ليس الاسم يا محبوبتي بالشيء التافه لا يُقام له وزن، هو بالحرَى كل شيء، وما الدنيا لو تعلمين إلا أسماء (زقاق المدق، ٢٧٢). وكان الشاب يدلل فتاته أمينة بمناداتها «أميناتو» (البعث).
أما الرجل، فإن أسماء التدليل لكل من يسبق اسمه كلمة «عبد» — عبد الله، عبد الرحمن، عبد المقصود — اسم التدليل هو «عُبَد»، بضم العين (رسالة العام الجديد، ١٢١). واسم التدليل لمحمد «ميدو» (ميدو وشركاه)، ولمصطفى «درش» (حواء بلا آدم، ٥٢١؛ هكذا تكلم أبو كبير)، أو «صفصف» (المصدر السابق)، واسم التدليل لمحمد «ميمي» (مخلوق غريب)، ولمحمود «حودة» (ثلاثة رجال وامرأة، ٦)، ولمحسن «سوسو» (سوسو)، ولحسين «سحس» (شيء مقابل شيء)، أو «سنسن» (في الاتجاه المضاد). ولعباس «عبس» (نحن لا نزرع الشوك، ٥٠١)، أو «بيسو» (شبرا، ٨٠). ولكامل «كمولة» (عنتر وجولييت). ولجمال «جيمي» (مجرد ذكريات، ١: ١١٢)، ولسامي «أبو السام» (مجرد ذكريات، ١: ٢٤٧)، ولرشدي «أبو الرشد» (شيء من الخوف، ٤١)، ولتيمور «توتو» (ليالي الإسكندرية، ١٦٦)، ولعبد المنعم «منعم» (أوقات خادعة)، ولعبد العزيز «عزوز» (عزوز وأمه)، ولتوفيق «تو» (حكاية تو)، أو تيفة، أو أبو تيفة (قصة حياة، ٦١). ولممدوح «دوحة» (في سوق الزلط)، ولسامح «موحة» (علاقة ما)، ولشحاتة «شحتة» (يا عشاق النبي)، ولشفيق «شفشق» (البوستة). وكانت ماري تدلل إبراهيم بالقول: يا برامينو (إبراهيم الكاتب، ٢٦). ومن ألفاظ التدليل لسيد «عرب الورد» (غضبانة)، ولسمير «أبو سمرة» (بائع على الطريق)، ولحمادة «مودي» (البصقة، ١٣٤).
وقد تخضع أسماء التدليل لتطورات الأحداث؛ فالأسرة تطلق على ابنها عبد الرحمن — في بدايات الحرب العالمية الثانية — اسم «الدوتش»، نسبة إلى الزعيم الإيطالي موسوليني، وتطلق على الولد الثاني «عبد الستار» اسم «هتلر»، نسبة إلى الزعيم النازي الشهير (شواهد ومشاهد، ١٠).
•••
أخيرًا، فإن الأسماء في مصر — كما يقول الراوي — مشاع بين الأفراد، وتستطيع، دون مجهود يذكر، أن تعثر بين العشرين مليون مصري على أربعين مليون مدبولي عبد الصمد، الشيخ المعمَّر في ثلاثية نجيب محفوظ.
الهوامش
روايات:
-
الإبحار فوق نهر جاف، عبد الرحمن درويش.
-
إبراهيم الكاتب، إبراهيم عبد القادر المازني، الدار القومية للطباعة والنشر.
-
أحزان مدينة، محمود دياب، هيئة الكتاب.
-
الإدانة، كامل سعفان، مطبعة حسان.
-
استقالة ملك الموت، صفاء النجار، شرقيات.
-
إسكندرية ٦٧، مصطفى نصر، هيئة الكتاب.
-
إسكندريتي، إدوار الخراط، دار المستقبل.
-
الأسوار، محمد جبريل، هيئة الكتاب.
-
أطلال النهار، يوسف القعيد، شرقيات.
-
الأفندي، محمد ناجي، مكتبة الأسرة.
-
أم الدنيا، عزة بدر، كتاب الجمهورية.
-
أنا الشعب، محمد فريد أبو حديد، دار المعارف.
-
أنا والسماء، شفتاه، إحسان عبد القدوس، الناشرون العرب.
-
أنشودة الأيام الآتية، محمد عبد الله الهادي، هيئة الكتاب.
-
إني راحلة، يوسف السباعي، مكتبة مصر.
-
الأوباش، خيري شلبي، الكتاب الذهبي.
-
الأيام، طه حسين، دار المعارف.
-
أيام الإنسان السبعة، عبد الحكيم قاسم، هيئة الكتاب.
-
أيام الشارلستون، محمود قاسم، هيئة الكتاب.
-
باب عمر باشا، محمد الصاوي، دار الوفاء.
-
بداية ونهاية، نجيب محفوظ، مكتبة مصر.
-
البشروش، السيد الخميسي، الناشر: المؤلف.
-
البصقة، رفعت السعيد، دار ابن خلدون.
-
البيت الكبير، عبد الحميد إبراهيم، كتاب تأصيل.
-
بيت الياسمين، إبراهيم عبد المجيد، دار الفكر.
-
تلك الأيام، فتحي غانم، كتاب الجمهورية.
-
تماثيل الملح، محمد كمال حسن، المجلس الأعلى للثقافة.
-
ثلاثة رجال وامرأة، إبراهيم عبد القادر المازني، مكتبة مصر.
-
ثلاثية «المهاجر»، محمود حنفي، منارة بالإسكندرية.
-
ثورة الأرض، جوزيه ساراماجو، ت. أحمد عبد اللطيف، هيئة الكتاب.
-
الجبل الشرقي، شحاتة عزيز، هيئة الكتاب.
-
الجزيرة الخضراء، محمد عناني، هيئة الكتاب.
-
جلامبو، سعيد سالم، أقلام الصحوة.
-
الجهيني، مصطفى نصر، كتاب المواهب.
-
الحال والمآل، أحمد حافظ عوض بك، مطبعة الشعب بشارع محمد علي بمصر.
-
الحب يأتي مصادفة، حلمي محمد القاعود، روايات الهلال.
-
الحداد، الأعمال الكاملة، يوسف القعيد، هيئة الكتاب.
-
حديقة الياسمين، ثريا عريان، ت. علي الغفاري، هيئة الكتاب.
-
حكايات حارتنا، نجيب محفوظ، مكتبة مصر.
-
حكاية ريم الجميلة، مجيد طوبيا، كتاب اليوم.
-
حكمة العائلة المجنونة، فؤاد قنديل، روايات الهلال.
-
حواء بلا آدم، الأعمال الكاملة، محمود طاهر لاشين، المجلس الأعلى للثقافة.
-
خديجة وسوسن، رضوى عاشور، روايات الهلال.
-
خط العتبة، فتحي رضوان، دار المعارف.
-
الخلود، مبلان كونديرا، ت. خالد البلتاجي وعمرو صابر، المجلس الأعلى للثقافة.
-
دعاء الكروان، طه حسين، دار المعارف.
-
الدم وشجرة التوت الأحمر، محمد عبد الله عيسى، هيئة الكتاب.
-
دنيا زاد، مي التلمساني، شرقيات.
-
دهشان، عبد المنعم شعبان، مكتبة الآداب.
-
دولت، عبد المنعم الصاوي، مكتبة مصر.
-
ذات، صنع الله إبراهيم، دار المستقبل العربي.
-
رائحة البرتقال، محمود الورداني، روايات الهلال.
-
رائحة الورد وأنوف لا تشم، إحسان عبد القدوس، مكتبة مصر.
-
رجال ونساء ذلك الزمان، توفيق عبد الرحمن، دار البستاني.
-
رسالة العام الجديد، إبراهيم عبد المجيد، مطبوعات الغد.
-
رمال، رفعت السعيد، المدى.
-
زبيدة عروس البحر الأزرق، محمد الصاوي، دار الوفاء.
-
زقاق المدق، نجيب محفوظ، مكتبة مصر.
-
زهر الليمون، علاء الديب، هيئة الكتاب.
-
الزوجات العشر، عبد الكريم عبد العزيز، مطابع رمسيس بالإسكندرية.
-
سبيل الماء، ربيع الصبروت، هيئة الكتاب.
-
ست البنات، روز اليوسف، أمين يوسف غراب.
-
السراب، نجيب محفوظ، مكتبة مصر.
-
السراية، سامي البنداري، هيئة الكتاب.
-
السراية الحمراء، رمسيس لبيب، دار الثقافة الجديدة.
-
السكن في الأدوار العليا، رفعت السعيد، المدى.
-
سوق المغربلين، أسعد رمسيس، المحروسة.
-
سوق عقداية، مصطفى نصر، الملتقى العربي.
-
سيرة الشيخ نور الدين، أحمد شمس الدين الحجاجي، هيئة الكتاب.
-
شيء من الخوف، ثروت أباظة، دار المعارف.
-
شبرا، نعيم صبري، الحضارة للنشر.
-
شتاء جريح، حسني بدوي، المجلس الأعلى للثقافة.
-
الشوارع الخلفية، عبد الرحمن الشرقاوي، المؤسسة العربية الحديثة.
-
شواهد ومشاهد، عبد الحميد إبراهيم، هيئة قصور الثقافة.
-
الضحية، عبد الرحمن الغمراوي، المكتبة التجارية ١٩٢١م.
-
طارق من السماء، ثروت أباظة، مكتبة مصر.
-
العاشقون، نعمات البحيري، هيئة الكتاب.
-
عباس السابع، محمد عبد الله عيسى.
-
العراوي، خيري شلبي، هيئة الكتاب.
-
علم الدين، علي مبارك، هيئة الكتاب.
-
عمود السواري، محمد الصاوي، دار الوفاء.
-
العنقاء، لويس عوض، بيروت.
-
الغبي، فتحي غانم، روايات الهلال.
-
غرام الأفاعي، نبيل راغب، مكتبة مصر.
-
غصن الزيتون، عبد الحليم عبد الله، مكتبة مصر.
-
قاضي البهار ينزل البحر، محمد جبريل، هيئة الكتاب.
-
قبض الجمر، ربيع الصبروت، نصوص ٩٠.
-
قصة حياة، إبراهيم عبد القادر المازني، الهدى للنشر والتوزيع.
-
قلوب خالية، عبد الرحمن الشرقاوي، الكتاب الفضي.
-
قليل من الحب … كثير من العنف، فتحي غانم، روز اليوسف.
-
الكاتب والصياد، رمسيس لبيب، م. الثقافة الجديدة بالإسكندرية.
-
كرم العنب، عبد الوهاب الأسواني، هيئة الكتاب.
-
كوم الناضورة، محمد الصاوي، دار الوفاء.
-
لا أحد ينام في الإسكندرية، إبراهيم عبد المجيد، روايات الهلال.
-
لحس العتب، خيري شلبي، هيئة الكتاب.
-
ليالي الإسكندرية، مصطفى نصر.
-
ليالي غربال، مصطفى نصر، روايات الهلال.
-
ليلة النهر، علي أحمد باكثير، مكتبة مصر.
-
مآذن دير مواس، كوثر عبد السلام البحيري، مكتبة الآداب.
-
متواليات باب ستة، سعيد بكر، روايات الهلال.
-
محب، عبد الفتاح الجمل، روايات الهلال.
-
مرافعة البلبل في القفص، يوسف القعيد، روايات الهلال.
-
المسرنمون، حسني حسين، شرقيات.
-
مشاهد من قلب الجحيم، إدريس علي، المجلس الأعلى للثقافة.
-
المفتون، فؤاد قنديل، روايات الهلال.
-
ملاعب مفتوحة، محمد هاشم، ميريت.
-
الممكن والمستحيل، طه وادي، مكتبة مصر.
-
من يشتري الحب، رشدي صالح، هيئة الكتاب.
-
منتهى، هالة البدري، هيئة الكتاب.
-
منزل للإيجار، الأعمال الكاملة، محمود طاهر لاشين، المجلس الأعلى للثقافة.
-
مهر الصبا الواقف هناك، حسين عبد العليم، هيئة الكتاب.
-
موال البيات والنوم، خيري شلبي، هيئة الكتاب.
-
ميرامار، نجيب محفوظ، مكتبة مصر.
-
نحن لا نزرع الشوك، يوسف السباعي، مكتبة الخانجي.
-
نصف الحقيقة الآخر، عبد الوهاب داود، هيئة الكتاب.
-
النظر إلى أسفل، محمد جبريل، هيئة الكتاب.
-
النفس الحائرة، فريد حبيش، المكتبة العصرية.
-
النمل الأبيض، عبد الوهاب الأسواني، روايات الهلال.
-
نوبة الكرم، نجوى شعبان، هيئة الكتاب.
-
وكالة الليمون، سعيد بكر، هيئة الكتاب.
-
وكالة عطية، خيري شلبي، شرقيات.
قصص قصيرة:
-
أبو جبل، الأنفار، محمد صدقي، دار سعد مصر.
-
أبو حنفي، ألوان من القصة المصرية القصيرة، عباس الأسواني، دار النديم.
-
أحلامنا الوردية، مؤلفات محمد سالم، هيئة الكتاب.
-
آخر العنقود، الأعمال الكاملة، يوسف الشاروني، هيئة الكتاب.
-
أخطرهم جميعًا، من باب العشم، يحيى حقي، هيئة الكتاب.
-
الأسطورة، فتحي هاشم، الدار المصرية للتأليف والترجمة.
-
أطباق في الحلم، العاشقون، نعمات البحيري، هيئة الكتاب.
-
الأعواد الخضراء، أسطورة من كتاب الحب، عبد الحليم عبد الله، مكتبة مصر.
-
إفلاس خاطبة، أم العواجز، يحيى حقي، هيئة الكتاب.
-
أم العواجز، يحيى حقي، هيئة الكتاب.
-
أم رجب، مضارب الأهواء، إدوار الخراط، البستاني.
-
إمبراطورية ميم، بنت السلطان، إحسان عبد القدوس، مكتبة مصر.
-
الامتلاء، الأعمال الكاملة، محمد كمال محمد، دار زويل.
-
أنت والدنيا معي، رؤيا هناء، إسماعيل مظهر، دار القاهرة للطباعة.
-
أنشودة الغرباء، يوسف إدريس، الهلال سبتمبر ١٩٨٤م.
-
أوقات خادعة، شيء من الخوف وقصص أخرى، ثروت أباظة، هيئة الكتاب.
-
بائع على الطريق، الوجه الآخر للقمر، محمد سليمان، مختارات فصول.
-
باختصار، الأعمال الكاملة، يوسف الشاروني، هيئة الكتاب.
-
البحث عن شيء جاد، عنترة يبحث عن هوية، سمير بسيوني، هيئة قصور الثقافة.
-
البعث، وادي النسيان، حسن عبد المنعم كامل.
-
بنت الحلال، الأعمال الكاملة، سعد مكاوي، هيئة الكتاب.
-
بنت السلطان، ٩ شارع النيل، سكينة فؤاد، كتاب اليوم.
-
البوستة، الأعمال الكاملة، محمود طاهر لاشين، المجلس الأعلى للثقافة.
-
بيت الطاعة، الأعمال الكاملة، محمود طاهر لاشين، المجلس الأعلى للثقافة.
-
تاتا، شفتاه، إحسان عبد القدوس، الناشرون العرب.
-
تجربة شخصية، حافة الجريمة، عبد الحليم عبد الله، مكتبة مصر.
-
الترجل عن صهوة الريح، شال من القطيفة الصفراء، عبد الوهاب الأسواني، أصوات أدبية.
-
تشومبي، طعم القرنفل، جار النبي الحلو، مختارات فصول.
-
الجثة، صلاح عبد السيد، هيئة الكتاب.
-
جذور في الهواء، شيء من الخوف وقصص أخرى، ثروت أباظة، هيئة الكتاب.
-
الجلد المزركش، شال من القطيفة الصفراء، عبد الوهاب الأسواني، هيئة قصور الثقافة.
-
حدود، بروفات، عفاف السيد، هيئة قصور الثقافة.
-
حرافيش القاهرة، عبد المنعم شميس، دار المعارف.
-
حفنة من الرمال الساخنة، الأعمال الكاملة، سعد مكاوي، هيئة الكتاب.
-
حكايات صبري موسى، هيئة الكتاب.
-
حكاية الحاج، مؤلفات سعد مكاوي، هيئة الكتاب.
-
حكاية المرأة التي ولدت تحت الجمل، حرب أطاليا، خيري عبد الجواد، هيئة الكتاب.
-
حكاية رومانسية، يا فراخ العالم اتحدوا، منير عتيبة، الصديقان للنشر.
-
حلقة ذكر، حلقات المجاورين، سليمان فياض، دار مصر المحروسة.
-
الحمار، الأنفار، محمد صدقي.
-
حمدان بك، بسمات ساخرة، محمود طاهر حقي، كتب للجميع.
-
خصلة شعر، أحدثكم عن نفسي، حسني سيد لبيب، اتحاد الكتاب العرب بدمشق.
-
خماسية الموت والميلاد، أشياء قديمة، شمس الدين موسى، هيئة الكتاب.
-
خيبة دون جوان، أرواح بين السحاب، محمود كامل، هيئة الكتاب.
-
دعوى نسب، طائرات ورقية، حسني سيد لبيب، المجلس الأعلى للثقافة.
-
الدكان، الأعمال الكاملة، عبد الفتاح رزق، هيئة الكتاب.
-
الرجل الغريب، الجثة، صلاح عبد السيد، هيئة الكتاب.
-
رحلة إلى بحر الزمرد، صقر الليل، محمود البدوي، كتاب اليوم.
-
الرصاصة، يوسف جوهر، الأهرام ٤ / ٦ / ١٩٩٤م.
-
رضوان أفندي، هذه اللعبة، ثروت أباظة.
-
ريح انتصار، استيقظ، نجلاء محرم.
-
زهور من الشرق، الخوف من الحياة، سعد حامد، هيئة الكتاب.
-
زوجتي والحلم، طائرات ورقية، حسني سيد لبيب، المجلس الأعلى للثقافة.
-
زين، الأعمال الكاملة، يوسف الشاروني، هيئة الكتاب.
-
السارق والمسروق، فتحي رضوان، روايات الهلال.
-
سأعود متأخرًا هذا المساء، محسن خضر، هيئة قصور الثقافة.
-
الست هانم، الخوف، صالح مرسي.
-
السجين والحارس، الأعمال الكاملة، عز الدين نجيب، هيئة الكتاب.
-
سوسو، عنتر وجولييت، يحيى حقي، هيئة الكتاب.
-
سوف أحيا، رؤيا هناء، إسماعيل مظهر، دار القاهرة للطباعة.
-
السيدة فيينا، نيويورك ٨٠، يوسف إدريس، مكتبة مصر.
-
السيما، رجال وحديد، لطفي الخولي، دار النديم.
-
شيء مقابل شيء، العجوز والحب، عباس خضر، هيئة الكتاب.
-
الشاطئ الأخير، أحلام البنت الحلوة، حسين علي محمد، أصوات معاصرة.
-
الشتاء يأتي إلى الضهرية، الأعمال الكاملة، يوسف القعيد، هيئة الكتاب.
-
الشرنقة، حكايات المجاورين، سليمان فياض، دار مصر المحروسة.
-
شقاوة بطة، بنت السنِّي، أحمد هاشم الشريف، الكتاب الذهبي.
-
الشيخ عمران، العربة الأخيرة، محمود البدوي، هيئة الكتاب.
-
الشيخ في بطن القطة، بنت السلطان، إحسان عبد القدوس، مكتبة مصر.
-
شيخوخة بدون جنون، حادثة شرف، يوسف إدريس، دار الآداب ببيروت.
-
الصراع، من الأعماق، عبد العزيز عمر ساسي، جماعة نشر الثقافة بالإسكندرية ١٩٣٣م.
-
صفاء، المعذبون في الأرض، طه حسين، دار المعارف.
-
صفحات من تاريخ كفر الشهاينة، تعظيم سلام، نجلاء محرم.
-
صقر البحار، مساء الخميس، محمود البدوي، الدار القومية للطباعة والنشر.
-
صنع الرحمن، السارق والمسروق، فتحي رضوان، روايات الهلال.
-
طمطم، شهيرة، سعد مكاوي، الكتاب الفضي.
-
ظل الرجل، عكس الريح، يوسف أبو رية، هيئة الكتاب.
-
عزبة القرود، الياسمين يتفتح ليلًا، عزت نجم، الكتاب الفضي.
-
عزوز وأمه، السارق والمسروق، فتحي رضوان، روايات الهلال.
-
العشق في الظلام، صدى النسيان، نجيب محفوظ، مكتبة مصر.
-
العصفورة لم تقل شيئًا، طائر فضي، جار النبي الحلو، هيئة الكتاب.
-
علاقة ما، يا فراخ العالم اتحدوا، منير عتيبة، الصديقان للنشر.
-
على بحر شبين، الأعمال الكاملة، سعد مكاوي، هيئة الكتاب.
-
العم أبو حسين يستقيل، مي زيادة، السياسة الأسبوعية ٢٢ / ١ / ١٩٢٧م.
-
عمل نبيل، إدوار الخراط، هيئة الثقافة.
-
عنتر وجولييت، يحيى حقي، هيئة الكتاب.
-
عودة البك، استيقظ، نجلاء محرم.
-
عوض، أزمة ثقة، فتحي زكي، هيئة الكتاب.
-
عين الحياة، الخيط والجدار، نوال السعداوي، دار الشعب.
-
غرام ذات صيف، مؤلفات محمود كامل، هيئة الكتاب.
-
غربة، رأيت النخل، رضوى عاشور، مختارات فصول.
-
الغريب، آخر الدنيا، يوسف إدريس، مكتبة مصر.
-
غضبانة، كراكيب، فؤاد حجازي، أدب الجماهير.
-
فجر اليوم الثالث، طعم القرنفل، جار النبي الحلو، مختارات فصول.
-
فنجان ملوخية، مرافئ للرحيل، سعد القرش، هيئة الكتاب.
-
في أبو الريش، بين أبو الريش وجنينة ناميش، يوسف السباعي، مكتبة مصر.
-
في الاتجاه المضاد، عنترة يبحث عن هوية، سمير بسيوني، هيئة قصور الثقافة.
-
في الماوردي، بين أبو الريش وجنينة ناميش، يوسف السباعي، مكتبة مصر.
-
في حارة السيدة، بين أبو الريش وجنينة ناميش، يوسف السباعي، مكتبة مصر.
-
في سوق الزلط، الأعمال الكاملة، سعد مكاوي، هيئة الكتاب.
-
القاضي هارب من وجه العدالة، الساقية تدور، يوسف جوهر، هيئة الكتاب ١٩٨٩م.
-
القاهرة منفلوط والعكس، الساقية تدور، يوسف جوهر، هيئة الكتاب.
-
قبل المغيب، شال من القطيفة الصفراء، عبد الوهاب الأسواني، هيئة قصور الثقافة.
-
قداس الشيخ رضوان، أشياء تخصُّنا، خيري شلبي، هيئة قصور الثقافة.
-
قراءة في عيون العائلة، مرافئ للرحيل، سعد القرش، هيئة الكتاب.
-
قمر، صدى النسيان، نجيب محفوظ، مكتبة مصر.
-
كله تمام، المعلم فرحات مهندس انتخابات، يوسف جوهر، هيئة الكتاب.
-
لا أحد في الخارج، الحفل الصباحي، محمود الورداني، مركز المحروسة.
-
لأن القيامة لا تقوم، لغة الآي آي، يوسف إدريس، مكتبة مصر.
-
لن أتكلم ولن أنسى، الهزيمة كان اسمها فاطمة، إحسان عبد القدوس، مكتبة مصر.
-
الليلة الأولى، الضفيرة السوداء، عبد الحليم عبد الله، مكتبة مصر.
-
ليلة الدخلة، الكلام الساكت، سناء البيسي، هيئة الكتاب.
-
ليلة الزفاف، توفيق الحكيم، مكتبة مصر.
-
ليلة الفأر، دائرة اللهب، طه وادي، مكتبة نهضة الشرق.
-
ما ليس لأحد، لقاء مع رجل مجهول، محمد صدقي، الهيئة العامة للتأليف والنشر.
-
ماذا يقول الودع؟، محمود طاهر لاشين، مجلة «الجديد» ٤ / ٤ / ١٩٢٨م.
-
المتاهة، البنات والقمر، محمد قطب، هيئة الكتاب.
-
متتابعة العيون والبنادق، لا تبحثوا عن عنوان … إنها الحرب … إنها الحرب، قاسم مسعد عليوة، هيئة الكتاب.
-
المحاكمة، للكتاكيت أجنحة، عبد العال الحمامصي، هيئة الكتاب.
-
محاولة فاشلة لإنقاذ زواج فاشل، أجداد وأحفاد، يوسف الشاروني، هيئة قصور الثقافة.
-
مخلوق غريب، ناس في الظل، يحيى حقي، كتاب الجمهورية.
-
مسقط النهر، نزيف الشمس، محمد كمال محمد.
-
مصطفى، من الأعماق، عبد العزيز عمر ساسي، جماعة نشر الثقافة بالإسكندرية ١٩٣٣م.
-
المظروف الذي لم يُفتَح، يوم في حياة رجل مفصول، عباس أحمد، الكتاب الذهبي.
-
مقاطع من رحلة وشم، هزيمة فرس أبيض، سعيد بكر، كتاب المواهب.
-
المقعد الخالي، الخوف من الحياة، سعد حامد، هيئة الكتاب.
-
الملاك، عكس الريح، يوسف أبو رية، هيئة الكتاب.
-
مملكة التراب، حافة الجريمة، محمد عبد الحليم عبد الله، مكتبة مصر.
-
مملكة الله، جاذبية صدقي، مطبعة الاستقامة.
-
من كان بلا خطيئة، ترجمة إنسان، عبد المعطي المسيري، المجلس الأعلى للفنون والآداب.
-
منصور وشجرة البؤس، ياقوت مطحون، لطفي الخولي، الكتاب الذهبي.
-
الموجة الجديدة، كلمات من المدن النائمة، سعد مكاوي، هيئة الكتاب.
-
موسى الغريب، السيف والوردة، حسن الجوخ، هيئة الكتاب.
-
موسيقى رخيصة، الأعمال الكاملة، سعد مكاوي، هيئة الكتاب.
-
مولد السيد، شيء حرام، جاذبية صدقي، الكتاب الذهبي.
-
الناس يضربون عنتر، بنت السلطان، إحسان عبد القدوس، مكتبة مصر.
-
هكذا تكلم أبو كبير، الحادثة التي جرت، مجيد طوبيا، دار الشروق.
-
وتبقى الشجرة، الياسمين يتفتح ليلًا، عزت نجم، الكتاب الفضي.
-
وخيم الظلام، مملكة الله، جاذبية صدقي، مطبعة الاستقامة.
-
وفاة الأستاذ صابر، الرقص فوق البركان، حسين البلتاجي، هيئة الكتاب.
-
يا عشاق النبي، الياسمين يتفتح ليلًا، عزت نجم، الكتاب الفضي.
-
الياسمين يتفتح ليلًا، عزت نجم، الكتاب الفضي.
دراسات:
-
أساطير مصرية، عبد المنعم أبو بكر، دار المعارف.
-
أسماء المصريين، إبراهيم محمد الفحام، الرسالة الجديدة، فبراير ١٩٥٧م.
-
الاشتقاق، ابن دريد الأزدي، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، ط٢، ص٥-٦.
-
الثأر، دراسة أنثروبولوجية بإحدى قرى الصعيد، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
-
حاضر المصريين، فتحي زغلول.
-
حديث عن الثقافة، سيد عويس، مكتبة الأنجلو المصرية.
-
على سهوة، سناء البيسي، الأهرام ٢٩ / ٧ / ٢٠٠٦م.
-
قاموس العادات والتقاليد، أحمد أمين، لجنة التأليف والترجمة والنشر.
-
قضاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، محمد تقي التستري، دار الأندلس ببيروت.
-
القوى الخفية، إبراهيم أسعد محمد، مطبعة الأمانة ١٩٧٧م.
-
لغة الإدارة، عبد السميع سالم الهراوي، المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.