نسيج
«لا يوجد خطأ أبدًا، ولا مُصادفة، حين ترتمي في أمواج الأقدار الإلهية لن ترى إلا خيوطًا مُعقدة مُتشابكة، ستغضب وتشعر بالظلم. أمَّا حين تنتهي اللوحة، فابتعِد قليلًا وستجد أن هذه الأقدار صَنعَت لك خصوصًا أجملَ لوحة، وأن خيوطها غَزلَت لروحك أروعَ نسيج.»
ربما تحمل لنا الأقدار مفاجآتٍ لا تكون سارَّة، وربما تفيض منها المتاعب والعذابات، لكنها تحيك وراء ستائرها نسيجًا مُكتملًا لأحلامنا، حين يُرفع عنه الحجاب نتعجَّب من اكتمال تفاصيله، وزهو ألوانه، ودقة صُنعه. وفي رواية «نسيج» تُقدِّم لنا الكاتبة «مُزنة كمال» حكاياتٍ تبدو متفرِّقة لا علاقةَ تربط بعضَها ببعض، تسير في خطوط متوازية وكأنها تغزل بالكلمات، لتصل إلى نقاطِ التقاءٍ بين الأبطال والأحداث، وتتكشَّف الألغاز، ليَئُول كلٌّ إلى قدره المرسوم، فتتزوج «سماء» من حبيبها «شادي»، ويجتمع الجد «نور» بزوجته «رندة» بعد سنين طوال، وتستمر معاناةُ «سعيد» وزوجته اللذين فرَّقَتهما الحرب.