«كوان يو»!
لمعت اللمبة الحمراء في تليفون «أحمد»، وعرف على الفور أن رقم «صفر» سوف يتحدث إليه … وعرف أيضًا أن مهمة عاجلة في انتظاره.
رفع سماعة التليفون وسمع على الفور صوت رقم «صفر» العميق يتحدث: «أحمد»، استعد للسفر خلال ساعتين … خذ معك «عثمان» و«رشيد» فقط، فالمهمة تحتاج إلى كتمان شديد!
أحمد: سأكون جاهزًا يا سيدي!
رقم «صفر»: إنك لم تقابل «كوان يو» من قبل، وستصلك صورته، ومعلومات كاملة عنه بعد لحظات؛ ادرسها جيدًا!
أحمد: سأفعل ذلك يا سيدي!
رقم «صفر»: إن «كوان يو» كان من أبرز عملائي في العالم كله، وإن كانت حدود عملياته في الشرق الأقصى، وكان مقره «مانيلا» … لقد اختفى «كوان يو» منذ خمسة أيام … وجميع الإشارات التي أرسلت إلى مكانه لم نتلقَّ عليها ردًّا …
وصمت رقم «صفر» لحظات، ثم مضى يقول: إن العثور على «كوان يو» حيًّا أو ميتًا مسألة شديدة الأهمية بالنسبة لنا جميعًا، فإذا كان قد وقع في يد منظمة معادية، أو جهاز من أجهزة المخابرات المعادية، فإن جزءًا كبيرًا من أسرار منظمة الشياطين اﻟ «١٣» سيكون بين أيدي الأعداء!
أحمد: إن ذلك شيء خطير حقًّا يا سيدي!
رقم «صفر»: بالإضافة إلى أن «كوان يو» كان عميلًا ناجحًا وذكيًّا، وقد قدَّم للمنظمة كثيرًا من الخدمات!
أحمد: سنفعل المستحيل يا سيدي!
رقم «صفر»: إنني واثق من ذلك … وعندما يصلك الملف، وتقوم بدراسته، اتصل بي قبل سفرك.
أحمد: سأفعل ذلك يا سيدي.
انتهت المكالمة، ودق الباب، ودخل أحد العاملين في المقر السري للشياطين اﻟ ١٣، ووضع أمام «أحمد» ملفًّا أخضر اللون، عليه شريط أحمر وخرج.
- الملف: ش/ق/ص/
- الموضوع: اختفاء «كوان يو».
- «كوان يو»: عميل لمنظمة الشياطين اﻟ «١٣» منذ إنشائها … وكان ضابطًا في الجيش الفيتنامي، ثم انضم للمنظمة بعد أن اقتنع بأهدافها في محاربة الظلم، وإقامة العدالة، وقد استطاع في مجموعة من العمليات الناجحة أن يؤكد زعامة المنظمة في المنطقة، وقد حصل على أسرار مذهلة عن عصابات الأفيون، وتجارة الأسلحة في المنطقة.
- المهارات: ماهر في استخدام جميع أنواع الأسلحة، وخبير في سموم الغابات، ويُعتبَر أستاذًا يحمل الحزام الأسود في الكاراتيه.
وفجأة أُضيئَت اللمبة الحمراء مرة أخرى في غرفة «أحمد»، وكان المتحدث هو رقم «صفر»، وكان حديثه عبارة عن جُمل سريعة بها مفاجآت وأحداث جديدة.
قال رقم «صفر»: وصلنا تيلكس بالشفرة من أحد عملائنا في «مانيلا» يقول إنهم عثروا على جثة «كوان يو» قتيلًا وغريقًا في أحد الأنهار قرب قرية «باتنجاس» … سافروا فورًا إلى هناك، أريد منكم حضور جنازة «كوان يو»؛ فعادةً ما يحضر الجنازة أحد القتلة ليعرف مَن سيحضر الجنازة.
أحمد: متى الجنازة يا سيدي؟
رقم «صفر»: إنه لن يُدفن قبل تشريح الجثة وتحقيقات النيابة، معنى ذلك أنه قد يُدفن بعد يومين أو ثلاثة … عندما تصلون إلى «مانيلا» اذهبوا إلى مقهى «المحيط» … وتحدثوا مع نادل المقهى «ليو» … إنه الوحيد الذي كان موضع أسرار «كوان يو» … ستحصلون على المعلومات اللازمة.
وصمت رقم «صفر» قليلًا ثم قال: إن الصراع في الأحراش يختلف عن الصراع في المدن … خذوا بعض الخناجر ولا تنسوا الاطلاع على صورة «ليو».
قام «أحمد» بالاتصال فورًا بقسم التجهيزات في المقر السري، طلب مجموعة من الأسلحة الخفيفة … بعض الخناجر الطويلة … وقال مدير التجهيزات: عندي مدفع رشاش حديث جدًّا … إنه صغير ويمكن أن يُفك إلى قطعتين … وهو في نفس الوقت مدفع رشاش صامت.
اهتم «أحمد» بهذه المعلومات وقال: هل عندكم كمية منه؟
مدير التجهيزات: ثلاثة عشر حتى الآن!
أحمد: أريد ثلاثة فقط مع بقية الأسلحة!
واتصل «أحمد» ﺑ «عثمان» و«رشيد» وطلب أن يقابلاه فورًا في قاعة الاجتماعات الصغيرة … واتصل بقاعة الاجتماعات وطلب تجهيز خريطة مضاءة للفلبين.
بعد دقائق كان «أحمد» يجلس مع زميليه، وقد أُضيئَت أمامهم خريطة للفلبين تدارسوا عليها الموقع … والموقف … وشرح لهم «أحمد» مهمتهم المقبلة … وقال: إن «كوان يو» كان يعرف أسرار منظمة الشياطين اﻟ «١٣» في جنوب شرقي آسيا … وهي المنطقة الممتدة من شرق الهند حتى الفلبين.
كان «رشيد» و«عثمان» ينصتان باهتمام شديد … ثم قال «عثمان»: متى نبدأ؟
أحمد: لقد بدأنا فعلًا، وطلبت من قسم التجهيزات إعداد مجموعة جديدة من الأسلحة؛ وقد قال لي مدير التجهيزات إن عندهم مدفعًا رشاشًا صغيرًا كاتمًا للصوت.
عثمان: شيءٌ حديثٌ جدًّا؟
أحمد: لقد طلبت منه ثلاثة … بالإضافة إلى بنادق مُركَّب عليها تلسكوب بعيد المدى ينفع في حرب الغابات، وخناجر طويلة كتعليمات رقم «صفر».
عثمان: ومن أين سنبدأ؟
أحمد: سنبدأ من مقهى «المحيط» … فهناك نادل — أي جرسون — يُدعى «ليو» … ثم نحضر جنازة «كوان»، فربما تكون المنظمة المعادية قد أرسلت مَن يريد أن يتعرف على المقربين.
عثمان: إنها مغامرة شيقة!
أحمد: ولكنها خطرة!
رشيد: كيف تبدأ الرحلة؟
أحمد: بالطائرة إلى البحرين، حيث نركب الطائرة الكونكورد الأسرع من الصوت إلى «مانيلا»؟
رشيد: هل قمت بطلب الحجز؟
أحمد: سأترك لك مهمة ترتيب نظام الرحلة، وعلى «عثمان» دراسة الخرائط، وسأقوم أنا بعمل تقدير للموقف.
عثمان: متى نلتقي؟
أحمد: عندما نتلقى التعليمات من «رشيد».
وانصرف الثلاثة كلٌّ منهم إلى غرفته، وقد امتلأ بحماسة المغامرة … فالقصة مشوقة من بدايتها والعثور على قتلة «كوان» مسألة لا تقبل المناقشة … والشياطين لا يعرفون الهزيمة …