مفاجآت مثيرة!
عن طريق القناة انطلق الشياطين في اتجاه «الإسماعيلية» … وبعد قرية «رمانة» بحوالي كيلومتر كان الطريقُ مغلقًا … فقد انقلبَت شاحنةٌ تحمل برتقالًا معبَّأً في صناديق للتصدير … وعندما قرءوا المكتوب على الصناديق نظروا لبعضهم في دهشة … فقد كانت المزرعة المنتجة لهذا البرتقال باسم «فهمي محفوظ».
إنه غول يا «أحمد» … حوتٌ من حيتان هذا الزمان … هكذا قالت «إلهام»، ولم يُجبْها «أحمد»؛ فقد كان يفكر في شيء واحد فقط … وهو سرعة الوصول لهذا الخائن بائع بلده، وأخيرًا … تمكَّنَت بعض السيارات الصغيرة من حمل الشحنة … فتم فتح الطريق … وانطلق «عثمان» يلتهم الطريق حتى وصل إلى أول كوبري القنطرة الذي يصل بين «سيناء» و«الدلتا»، وتذكَّر «أحمد» وهو يعبره … عندما كانوا ينتظرون دورهم في طابور طويل أمام العبَّارة لكي يدخلوا «سيناء» … وها هو الكوبري يجعل الوصول إلى «سيناء» سهلًا محبوبًا في أي وقت، وهذا ما شعر به الجميع … كما شعروا بالارتفاع الهائل الذي صَعِدَت إليه السيارة وهو منتصف الكوبري.
وطرحَت «إلهام» سؤالًا … تركَت إجابته لمن يعرف … فقد قالت: كم ارتفاع أعلى نقطة بهذا الكوبري؟
أحمد: سبعين مترًا.
إلهام: ومتى سنصل إلى العريش.
عثمان: بعد ساعتين تقريبًا.
وبعد ساعتين كان الشياطين في شارع الكورنيش … يلتقطون أنفاسَهم في فيلَّا «توفيق الشريف» الذي كان موجودًا في «العريش» لإنهاء بعض الأعمال … وعندما علم بوجودهم … لم يَعُد إلى الفيلا إلا ومعه لفافاتُ السمك المشوي … إنه «بوري بحيرة البردويل»، قالها ﻟ «أحمد» وهو يفتح اللفافة … فابتسم في سعادة وسأله: أين الأرز؟
توفيق: في السيارة … فليذهب أحدُكم لإحضاره … أم تنتظرون حضورَ أمِّ «حسان».
مصباح: سأذهب لإحضاره … أعطني المفاتيح …
وبعد أن انصرف «مصباح» قال لهم: ولكن عندي مفاجأة …
أحمد: ما هي؟
توفيق: أتعرفون مَن سيشاركنا الغداء؟
ولم ينتظر إجابتَهم بل بادرهم قائلًا: إنه «فهمي محفوظ».
تسمَّر الجميع في مكانهم للحظات … قبل أن يسمعوا صوت «مصباح» وهو في طريقه إليهم يُحادث شخصًا ما …
وعندما انفتح الباب … ودخل «مصباح» التفتَ إلى خارجه وهو يقول: تفضَّل …
«انتظر الجميع ليروا الضيف القادم.»
وقد كانت مفاجأة للجميع … للشياطين … وﻟ «فوزي» الذي ما إن رأى «أحمد» و«إلهام» و«عثمان» حتى أصابَته اللعثمة ولم يستطع إكمالَ جملتَين.
وتدخَّل «توفيق الشريف» ليُعرِّفَهم به ويعرِّفَه بهم قائلًا: الأستاذ «فهمي محفوظ» من كبار المستثمرين هنا …
ثم نظر إلى «أحمد»، وقال: الأستاذ «أحمد» من أصدقائي وأبنائي الأعزاء جدًّا.
وعندما همَّ «أحمد» بالحديث … لم يتمالك «فوزي» نفسه، فانطلق يجري إلى الباب ومنه إلى السلالم … فنزل واقفًا … ثم رمى نفسه في سيارته … وانطلق بها كمَن يهرب من الموت … وسط دهشةِ كلِّ الموجودين … حتى «توفيق» لم يُفِق من دهشته إلَّا عندما قال له «أحمد»: هل تعرف بيته؟
توفيق: نعم …
أحمد: وهل يمكنك أن تقودنا إليه؟
توفيق: وهل يمكنكم أن تشرحوا لي أولًا …
أحمد: هذا الرجل مزور … وهذا ليس اسمه … وهو عميلٌ خائن …
لم يتمالك «الشريف» نفسه وتركهم للحظات، وعندما عاد … كان يحمل مدفعًا رشاشًا … فقال له «أحمد»: ما هذا يا «توفيق»؟
توفيق: هذا ما دافع به الأشراف عن أرضهم وعرضهم.
وانطلق الجميع سيرًا صوب منزل «فهمي محفوظ» أو «فوزي»، وعندما وصلوا وجدوا البوابة الحديدية مغلقة … ويحرسها مجموعةٌ من الرجال الأشداء، مدججين بالسلاح ومعهم مجموعة من الكلاب المتوحشة …
فناداه «الشريف» قائلًا: هل هؤلاء سيحمونك يا «فوزي» … إنك واهمٌ … إذا لم تخرج خلال خمس دقائق … فأنت وحدك المسئول عما يحدث …
ومرَّت خمس دقائق ولم يخرج … بل أمر رجاله بإطلاق رصاصات في الهواء للترهيب ولم يَعُد أمام الشياطين … إلا استخدام أسلحتهم. فألقوا عليهم قنبلةَ غازات مسيلة للدموع.
وانطلق الحراس في سعالٍ قاتل … وفتحوا بابَ الفيلَّا ودخلوا جميعًا … فألقى عليهم قنبلة في الداخل … فجروا إلى مبنى الفيلَّا … وتركوا الباب مفتوحًا … فارتدى الشياطين الكمامات، واقتحموا الفيلا وهم شاهرون بنادقهم الآلية وقد كان اقتحامًا سهلًا.
إلا أنهم فوجئوا … بإغلاق باب الفيلا، ثم بوابل من الطلقات ينهال عليهم من فوق سطح المبنى … فاحتموا بمظلة السيارات … حتى هدأَت النيران للحظات … فأخرج «أحمد» فوهةَ بندقيته … وصوَّبها لأعلى، وأطلق دفعة واحدة … سقط بعدها في الهواء رجلان … ارتطمَا بعد ذلك بالأرض …
فانهالَت الطلقاتُ مرة أخرى من فوق سطح الفيلا بغزارة … ولم تنقطع لأكثر من ربع الساعة …
وفي هذه الأثناء … سمعوا صوت محرك أكثر من سيارة يدور وصوت جلبة يأتي من خلف المبنى … فعرفوا أنهم سيهربون … فقال لهم «أحمد»: سوف أُغرقهم بوابل من الطلقات … وعليكم أن تخرجوا في هذه الأثناء من البوابة …
واستطاع الشياطين الخروج من الفيلا … وركوب سياراتهم … وإدارتها استعدادًا لحضور «أحمد» … إلا أنهم سمعوا صوت نباح لعدد غيرِ قليلٍ من الكلاب المتوحشة …
وشعروا أن «أحمد» في خطر … وقرروا التدخل … إلا أن الكلاب صمتَت فجأة بعد أن دوَّى صوتُ دفعة طلقات من بندقية «أحمد».
وبعدها خرج إليهم … والطلقات تُلاحقه من كلِّ جانب … وقفز بجوار «عثمان» في السيارة وقال لهم: يجب أن نقبض عليه حيًّا أو ميتًا …
وعلَت بالداخل صوتُ جلبة … فابتسم «عثمان» وقال: إنه يوبخهم لأنهم تركوك تهرب.
وفي هذه الأثناء … حضرت قوات الشرطة … وأحاطَت بالفيلا … وطلب قائدها من «فوزي» الخروج وأمر رجاله بالتصدي لهم …
فتمردوا عليه، وقرروا الاستسلام …
فأطلق رصاصة على خزان الوقود الذي يعلو السطح …
فدوَّى في شارع الكورنيش الهائل صوتُ انفجار هائل …
واحترق «فوزي» بالنار التي أشعلها في المستودع فيما قبل …
ومرة أخرى أسرع الشياطين ليشاركوا في إخماد النيران.