الفصل الأول
(المنظر الأول: صالة مفروشة فرشًا بسيطًا متوسِّطًا.)
عبد الرحمن
:
ما حدش شافنا واحنا طالعين … اقفل الباب وراك.
عثمان
:
معاكش كبريت؟
عبد الرحمن
:
معايا شمعة، يا خبر أسود دي لسه ما خرجتش!
عثمان
:
إحمْ إحمْ.
عبد الرحمن
:
إذا كَحِّيت تاني حاخنقك.
عثمان
:
إذا ما كنتش أكح حاتخنق لوحدي.
عبد الرحمن
:
استخبَّا!
جميلة
:
والله ماني عارفة وإتأخرت ولَّا لِسَّة بدري! نهايته، لما نشوف أبو عوف بيقول
لي إيه في جوابه: عزيزتي جميلة منتظر حضورك الليلة في التياترو وفي بنوار نمرة
اتنين يمين. «حاشية»: الرجاء عدم التأخير لأن المسألة مهمة جدًّا.
عبد الرحمن
:
والله كانت حاتقفشنا وتبقى حوسة، ولَّع الشمعة يا سي عثمان!
عثمان
:
إنما بس قول لي إيه هيه العِبارة؟
عبد الرحمن
:
اسكت من فضلك، أنا متفق ويَّاك إنك تيجي معايا وأنت ساكت لا تسأل ولا تتكلم،
مش كِده الشروط؟
عثمان
:
أيوه كِده، ودلوقت عايز إيه؟
عبد الرحمن
:
اقلع جاكتك واتشمَّر وساعدني في نهب البيت ده من أوِّله لآخره.
عثمان
:
إيه؟!
عبد الرحمن
:
كل ركن وكل دخنوق وكل حتة.
عثمان
:
آه، حضرتك بقيت حرامي وإيدك طِولت! لا لا يا عم أنا ماليش دعوة سايبك
وماشي.
عبد الرحمن
:
ما تبقاش عبيط يا سي عثمان! هو أنت مش جاي معايا علشان تساعدني في كل شيء
برضه دي شروط! بقى الليلة دي الساعة عشرة حاخدك معايا عند عمر بك، والليلة
الجاية يا حظ تحضر كتب كتابي. إنما قبل ده وده فيه شوية شغل في الأودة
دي.
عثمان
:
ودي أودة مين؟
عبد الرحمن
:
أودة جميلة هانم.
عثمان
:
جميلة هانم مين؟
عبد الرحمن
:
بقى الست دي حكايتها طويلة قوي، إنما بالاختصار أقول لك إنها من ثلاث سنين
حبتني وحبِّيتها وسابت أهلها وجت معايا، قمت أجَّرت لها الشقة دي.
عثمان
:
بقى يعني غويتها وفوِّتها أهلها!
عبد الرحمن
:
أهو زي كده.
عثمان
:
إنما على كده جميلة صحيح ولَّا كل فولة ولها كيال؟
عبد الرحمن
:
لا جميلة صحيح تهوس وتجنن، لكن عليها أخلاق إف يا حفيظ يا حفيظ! شيء وحش
خالص!
عثمان
:
قمتم اتخانقتم.
عبد الرحمن
:
معلوم، ومين يطيق أخلاقها؟!
عثمان
:
ولَّا عشان قُدْمِتْ؟
عبد الرحمن
:
لا، وهي دي تِقْدَمْ؟! دي كل ما تعتق تزيد حُسن. لكن العبارة بقى زي ما أنت
راسي أنا خطبت، وإذا كانت تعرف أني حافوِّتها حتسوِّد عيشتي وتبعزق
عمري.
عثمان
:
لا والجُرسة يا أمير، فضيحة لرب السما.
عبد الرحمن
:
وبُكْرَة كتب الكتاب وإذا دريت تفضحني عند نسايبي وتتحنجل لي وتروح الجوازة
السُّقْع.
عثمان
:
مصيبة صحيح آه ربنا يستر!
عبد الرحمن
:
أُمَّال هي الداهية إيه بس إذا كنت أعرف أتحصَّل على جواباتي ما اسألش بقى
أبدًا، وتبقى هيه مطرح ما تُحط راسها تُحط رجليها.
عثمان
:
خصوصًا وإنها تقدر ترفع عليك قضية بواسطة جواباتك.
عبد الرحمن
:
أهو كل ما أفتكر في المسألة دي أتكتلت واتنفض، وعشان كده بَعَت لها النهارده
جواب عشان تقابلني في التياترو، وهي زمانها في السكة رايحة آل إيه
تقابلني!
عثمان
:
لكن دي مجازفة!
عبد الرحمن
:
آه للضرورة أحكام، ولكن أعمل إيه؟ آل والأدهى إني كاتب لها تَعهُّد أني
أتجوزها؛ وعشان كده بِدِّي أدوَّر عالتَّعهُّد ده وأسرقه مع الجوابات كلها
وأسيبها لايصة.
عثمان
:
واجب.
عبد الرحمن
:
وبعدها أقول لها نشوف وشك في خير يا هانم، أنا رايح عند حمايا.
عثمان
:
برافو.
عبد الرحمن
:
يلَّا بقى ننكش وندور.
عثمان
:
الله وآدي طربوش.
عبد الرحمن
:
رجالي؟
عثمان
:
لا حريمي.
عبد الرحمن
:
طربوش!
عثمان
:
وله زِر، الله وآدي جونتي.
عبد الرحمن
:
نمرة كام؟
عثمان
:
سبعة وربع، وآدي علبة دخان، هيه بتشرب دخان؟
عبد الرحمن
:
دي علبتي نسيتها عندها أول امبارح. الله وآدي صورة، إخص دي صورتي! آه وآدي
رزمة جوابات؛ جواباتي! دوَّر دوَّر لسَّه كتير وإذا نسينا بس جواب واحد يبقى
لوحده كفاية عشان ترفع بيه قضية.
عثمان
:
اسمع! حِس رِجل عالسلالم.
عبد الرحمن
:
الله ما داهية تكون رجعت! الْحَقْ الْحَقْ خُش هنا.
عثمان
:
عشان إيه؟
عبد الرحمن
:
بس خُش خُش أحسن تكون هِيَّه، لكن لما تخرج أوعك تقول إنك تعرفني.
عثمان
:
يا أخي مش فاهم.
عبد الرحمن
:
بس خش بلاش غَلَبَة.
جميلة
:
إخص على دي مواعيد! عبد الرحمن أنت هنا؟
عبد الرحمن
:
أيوه أنا هنا.
جميلة
:
دِيهْدَه دِيهْدَه، كنت بتهبب إيه؟ مال الدنيا منكوشة زي اللي معزلين
جديد؟!
عبد الرحمن
:
والله وقع الفار في الفخ!
جميلة
:
إيه ده يا سيدنا؟
عبد الرحمن
:
جميلة! أنا غيران.
جميلة
:
من إمتى؟! والنبي تتلهي.
عبد الرحمن
:
لا بلاش هزار، إنتي بتحبي واحد تاني.
جميلة
:
هاها، جايب الخبر ده منين؟
عبد الرحمن
:
جاني جواب من غير إمضاء مكتوب فيه كل شيء، وأتاريني كنت أعمى كنت مغفل، لكن
دلوقت خلاص.
جميلة
:
طيب وريني الجواب ده!
عبد الرحمن
:
شرمطته من غير ما أقراه.
جميلة
:
إيه؟!
عبد الرحمن
:
يعني شرمطته بعد ما قريته، وما دام دلوقت بقى لكِ واحد صاحب غيري فَدَه شيء
ما يخلصنيش.
جميلة
:
بس فهمني التاني ده مين؟
عبد الرحمن
:
أنا عارف شكله وأوصافه بالتفصيل، بزيادة بَلْف بقى، أقول لك: عنيه عسلية
وشكله عادة ومناخيره مطرطرة في وشه ولابس … وعشان كده قلت لك استنيني في
التياترو عشان أقدر آجي هنا وأدور على براهين خيانتك.
جميلة
:
ولقيتهم؟
عبد الرحمن
:
لأ لسه، لكن ما تخافيش مسيري ألاقيهم برضه، وبعدها يبقى آدي وش الضيف. وكمان
أقول لك إن قلبي بياكلني وحاسس إن صاحبك مستخبي هنا في الأودة دي.
جميلة
:
فَشَرْت قَطْع لسانك، لكن لا مافيش لزوم للزعل، اجري خُش الأودة ودوَّر
لوحدك.
عبد الرحمن
:
إذا دخلت ولقيته حأقتله أشرب من دمه أفشفشه، افتحي الباب.
جميلة
:
اتفضَّل … راجل غريب!
عبد الرحمن
:
آه، مسكين يا قلبي! آدي اللي كنت خايف منه وعامل له ألف حساب.
جميلة
:
ده حرامي حرامي!
عبد الرحمن
:
معلوم حرامي سرق سروري وراحة فكري.
عثمان
:
لا مؤاخذة.
عبد الرحمن
:
اخرس يلَّا اخرج من هنا أحسن أحتحتك … استنَّاني تحت.
عثمان
:
لكن بس.
عبد الرحمن
:
هس مش عاوز كلام إوعك تتنفس … الوصفة تمام ولَّا لأ عنيه عسلى وشكله عادة
ومناخيره مطرطرة في وشه ولابس …
جميلة
:
والله يا سي عبد الرحمن أحلف لك بالله العظيم.
عبد الرحمن
:
بس بس كفاية اللي جرى، ما كنش عشمي إن كل دِه يجرى منك يا هانم! ومن دلوقت ما
بقتيش رايحة تشوفي لي رقعة وش.
جميلة
:
عبد الرحمن حبيبي … كل دِه من تحت راسك يا نحس انْطَق أنت أخرس؟!
عثمان
:
بقى من غير مؤاخذة، أصل العِبارة إن سمحتولي بالكلام.
عبد الرحمن
:
ما اسمحلكش واحنا هنا مش أفرنج عشان أبارزك وتبارزني، لكن أدوَّقك بُنيات
أخليك تتكرع … ما تخافش ده بس كده وكده … دوق دي!
عثمان
:
دِيهده ما تلايمها أمَّال!
جميلة
:
بس بس سيبوا بعض! المسألة لازم فيها غلطة كبيرة.
عبد الرحمن
:
كمان ما يصحِّش نتخانق قدَّام واحدة هانم، إنما إذا كنت راجل شريف إديني
كارتك.
عثمان
:
اتفضل آدي الكارت. عاوز كمان؟
عبد الرحمن
:
بس يلَّا امشي انجر أحسن ما يحصلكش طيب … انْدَه عربية واستناني تحت.
عثمان
:
يعني عملتني بلياتشو؟!
عبد الرحمن
:
اخْرَسْ.
عثمان
:
مساء الخير يا هانم واياك كده قريبًا إن شا الله.
عبد الرحمن
:
يلَّا يلَّا … أهي بقت ثمانية وربع.
جميلة
:
أظن إذا كان فيه شوية تمرين زيادة كنت تتقن الدور أحسن من كده!
عبد الرحمن
:
أنتِ ما تكلمنيش يا حضرة الهانم، هاتي لي جواباتي واتفضلي جواباتك
أهيه!
جميلة
:
لكن صاحبك ما عرفش يمثِّل زي الناس!
عبد الرحمن
:
صاحبي مين؟
جميلة
:
عثمان حلمي ما هوش صاحبك؟!
عبد الرحمن
:
اتْفَأَست!
جميلة
:
شوف أما أقول لك بقى العبارة دي مش عليَّ والعبارة باينة خالص إنت عاوز
تفوتني!
عبد الرحمن
:
آه ما دام إنتي بقى عرفتي كده …
جميلة
:
خلاص ما بقتش تحبني؟
عبد الرحمن
:
الكلمة دي ما أقدرش أطلعها من بُقِّي.
جميلة
:
أنت أنت يا سواد بختي!
عبد الرحمن
:
آه الساقية دارت … بقت ثمانية ونص وعثمان بيرن تحت.
جميلة
:
مَيِّلت بختي منك لله!
عبد الرحمن
:
أوه! جميلة جململ، افهمي أُمَّال، ابن آدم اللي اسمه طول وعرض ما بيعشِّي
للأبد حايبقى الحب اللي حاجة فارغة يعيش طول العمر؟! وغير كده أهو الحبِّيبَة
كتير ربنا ما يخلقش حد وينساه.
جميلة
:
الكلام ده تقوله للِّي زيك، إخص على كده! ولكن ده كله لزوم إيه ما تقول إنك
حبِّيت واحدة تانية وبلاش مِناكفة.
عبد الرحمن
:
أهو المسألة زي كده تقريبًا.
جميلة
:
آه يا مين يوريها لي الساعة دي! كنت أقرمشها تحت سناني. قل لي اسمها إيه
وساكنة فين؟ انْطَق بالعجل!
عبد الرحمن
:
اسمها روحية هانم وساكنة في المنيرة.
جميلة
:
كلام فارغ ما أصدقوش أبدًا.
عبد الرحمن
:
ما دام بقى ما بتصدقيش أمال.
جميلة
:
ما تخرجش … بقى زي ما بيضحك عليَّ لازم أضحك عليه وأبلفه أنا كمان … لما أقول لك يا عبد
الرحمن، بقى أنا ما أحبش أزعَّلك ولا أقدرش على زعلك أبدًا، لكن لما
فاجئتني بالمسألة اتأثَّرت خالص، وأديني بعوِّد روحي عليها شوية شوية وده كله
عشان خاطرك لأنك عمرك ما زعَّلتني وأنا ما أحبش أزعلك خصوصًا إكمنَّك طيب
قوي.
عبد الرحمن
:
وكمان إيه؟
جميلة
:
وجميل خالص والنبي خفافي.
عبد الرحمن
:
العفو.
جميلة
:
أنت كل حاجة خالص.
عبد الرحمن
:
سامحيني يا جميلة!
جميلة
:
أسامحك لكن تحت شرط إنك تقول لي كل حاجة وساعة ما نخلص من بعض اتجوِّزها
دغري، احلف لي قَبْلَه!
عبد الرحمن
:
والله العظيم أتجوزها.
جميلة
:
إمته؟
عبد الرحمن
:
بُكْرَه.
جميلة
:
أد إيه أنا متشكرة اللي سمعت كلامي.
عبد الرحمن
:
دلوقت أنت بتتكلمي بعقل ونقدر نتكلم في الموضوع ونتناقش فيه زي الناس
العقلاء.
جميلة
:
هي مين بقى؟
عبد الرحمن
:
خيرية هانم.
جميلة
:
اسمها خفافي.
عبد الرحمن
:
وأبوها راجل عاكم.
جميلة
:
بالطبع أبو عوف ما يقعش إلا واقف.
عبد الرحمن
:
أُمَّال!
جميلة
:
اوعى بقى بُكْرَة تتنفخ وتطلع فيها.
عبد الرحمن
:
لا أنا ما أحبش النفخة … عجيبة والله ما كنتش منتظر منها العقل ده كله …
وبالِك أنا كنت في الحقيقة خايف منك لما تسمعي الحكاية، وعشان كده قلت لهم
يؤجلوا الفرح علشان ابن أختي زينب هانم عيان بالحصبة وأختي مش قادرة تيجي لكن
بقى ما دام أنت ما زعلتيش نكتب الكتاب بُكرة وإن شا الله ما عن أختي جت!
جميلة
:
أهو كده الهمم أمَّال.
عبد الرحمن
:
والليلة دي حمايا عامل عزومة صغيَّرة آل ليلة الحنَّة!
جميلة
:
إشخلَّاك حالق ومغيَّر!
عبد الرحمن
:
طبعًا أقل منها … الساعة بقت تسعة … سامحيني ولو انِّي مش رايح أنساك طول
عمري.
جميلة
:
مسمحاك من قلبي.
عبد الرحمن
:
ممنون … بس الوقت جه.
جميلة
:
ما تخرجش دلوقت … حبيبي … إلا أقول لك يا حبيبي ولَّا لأ؟
عبد الرحمن
:
معلهش قولي لي كده برضه الدقيقتين دول.
جميلة
:
اقعد هنا زي ما كنت بتقعد زمان وأما أقعد أشتغل جنبك.
عبد الرحمن
:
تسعة وربع.
جميلة
:
عرفت أخرتها … إلخ (تغنى).
عبد الرحمن
:
بقت تسعة وسبعتاشر.
جميلة
:
ده شيء مضى وراح … إلخ.
عبد الرحمن
:
سي عثمان بيصفر لي … بقت تسعة ونص إلا خمسة.
جميلة
:
أنا مش عاوزة أأخَّرك لأني أعرف الواجبات في الأحوال دي، بس كل غرضي إني
أشوفك مبسوط.
عبد الرحمن
:
باجتهد إني أكون مبسوط ولو عشان خاطرك.
جميلة
:
إلا قولِّي هي جميلة قوي؟
عبد الرحمن
:
ميتين فدان وحيلة أبوها وأمها.
جميلة
:
وبيضا ولَّا سمرا؟
عبد الرحمن
:
غير المكنوز في الخزان، وأبوها راجل طيب قوي … ودلوقت قاعد بيستناني.
جميلة
:
وساكنين فين؟
عبد الرحمن
:
في العباسية … إنما اعملي معروف اسمحيلي بقى أحسن اتأخرت خالص.
جميلة
:
هاها بقى حضرتك فاهم برضه إني حاخليك تخرج من هنا؟! ابقى مسي لي على حماك،
هاها.
عبد الرحمن
:
إيه؟!
جميلة
:
أديني عرفت كل شيء كنت عاوزة أعرفه، ودلوقت لا أنت رايح ليلة الحنَّة ولا في
كتب الكتاب.
عبد الرحمن
:
افتحي الباب ده يا هانم بقولك أنا … لازم تفتحيه.
جميلة
:
في المشمش.
عبد الرحمن
:
طاوعيني المعروف أحسن.
جميلة
:
ما دام ما انتاش عاوز تتجوزني مانيش حاخليك تتجوز حد أبدًا.
عبد الرحمن
:
يا شيخة بلاش هوسة … دلوقت نسايبي يقولوا إيه بس؟
جميلة
:
ولازم نموت سوا … اشْرَب!
عبد الرحمن
:
لأ مِرسي.
جميلة
:
ده بس محلول سليماني.
عبد الرحمن
:
مش واخد عليه.
جميلة
:
آه يا ناكر الجميل خايف تموت مع اللي كانت بتحبك! بخاطرك أنا أموت
لوحدي.
عبد الرحمن
:
على كيفك.
جميلة
:
وبعدين تبقى أنت حر وتتجوز خيرية بتاعتك.
عبد الرحمن
:
مع السلامة … لا لا … بدي أقول اتمسِّي بالخير.
جميلة
:
آه يا ندل عاوزني أموت!
عبد الرحمن
:
اتمسِّي بالخير … ما تردي … الله جميلة … جمالات فتَّحي ده أنا كنت بهزر أنا
ما أحبش حد غيرك، آه يا دي الداهية السودا! ودي بَلْوة إيه دي؟ ركبي سابت إنتي
متلِّجة، بس قولي إنك ما مُتيش وأنا أجوِّزك، قولي بس كركبتي مصاريني.
جميلة
:
ما متش.
عبد الرحمن
:
والله وأنا ما كنتش فاهم إنك بتحبيني للدرجة دي تغور خيرية ويغور أبوها
وعزبته ونقديته مش عاوزها أبدًا.
جميلة
:
يسلم فُمَّك.
عبد الرحمن
:
لا هو أنا بقى ما عنديش إحساس.
جميلة
:
كنت باحسب كِده.
عبد الرحمن
:
لا ده أنا بس كنت بهزر هاها.
جميلة
:
روحي يا عبد الرحمن.
عبد الرحمن
:
حاتنكش لي الغرف.
جميلة
:
يلَّا بنا نسيب إسكندرية ونسافر على مصر. مصر واسعة ومحدش يعرفنا
فيها.
عبد الرحمن
:
بس كده دلوقت حالًا أروح البيت أَلِم عفشي وحاجتي وأوضب أموري، يلَّا افتحي
لي الباب.
جميلة
:
طيب ومستعجل على إيه؟! طوِّل بالك حَبَّة.
عبد الرحمن
:
يظهر إنك لِسَّه مش مصدقاني، خليني معاكي … غصب عن عيني ما باليد حيلة …
ولازم أوريلك إنك غلطانة وما يصحش تستخونيني، حاتيلي ورقة وقلم ودواية علشان
أكتب جواب لعمر بك اللي كان حايبقى حمايا أقول فيه إني خلاص ما بحبش بنته ومش
عاوز أناسبه ولا أشوف وشه. وأديني نازل أشتري ورقة بُوسطة، وفي خمس دقايق أكون
هنا. افتحي الباب!
جميلة
:
ما أقدرش على تعبك أنا عندي هنا ورقة بُوسطة.
عبد الرحمن
:
دي بقت للشوشة!
جميلة
:
خد آدي الريشة والدواية.
عبد الرحمن
:
مش … مش دلوقت، أﻫ… أﺣ… أحسن إيديَّا قرنصت ونازل عليَّ برد.
جميلة
:
يعني إيديك دافية أهيه!
عبد الرحمن
:
لكن رجلي زي التَّلج.
جميلة
:
أُمَّال اقعد هنا على الكنبة حط دي على ركبك … مش أحسن شوية ولا أكلم الجيران
من الشباك يبعتوا خدَّامهم للحكيم.
عبد الرحمن
:
ونازل عليَّ نوم حنام خالص، يظهر إنها حمى في الدماغ … اعملي معروف ابعتي
للحكيم خلِّيه ييجي … إياك أعرف أغفِّل عشان يفوت على حمايا، آه آه.
جميلة
:
برضه لسه ما دفتش اتغطَّى أُمَّال.
عبد الرحمن
:
لسه برتعش برضه، اسمعي سناني عمالة تعمل تك تك تك، اعملي لي حبة شاي من
فضلك.
جميلة
:
والله الشاي خلص استنَّى أمَّال أما أنزل أشوف حبة عند الجيران.
عبد الرحمن
:
اﻋْ… اﻋْ… اعملي معروف أحسن حاموت.
جميلة
:
بس خليك كده ما تتحركش عقبال ما أجبلك الشاي.
عبد الرحمن
:
مش … مش قادر أسكت.
جميلة
:
إوعك تشيل الغطا من عليك!
عبد الرحمن
:
أنا ﻣُﻨْ… ﻣُﻨْ… منتظرك … لازم أهرب بس إزاي؟ أربط الفرش في بعضه وأنزل م
الشباك. عثمان عثمان دوَّر عالمفتاح واطلع ظهري يطأطأ.
عثمان
:
كان حيطيَّر مناخيري.
عبد الرحمن
:
نام نام.
عثمان
:
علشان إيه بس؟ ليه يعني؟
عبد الرحمن
:
ما تَنَّكشْ تسأل يا سي عثمان … أوعك تتحرك بس افضل قول: آه آه آه كده هو على
طول … وأنا فكيت (يخرج).
عثمان
:
مش عارف بس معناتها إيه أفضل أقول آه.
(تدخل جميلة.)
جميلة
:
غِبتش بقى؟! قوم اشرب، أنت نمت؟ مسكين معلهش برضه أحسن عشانك، ده أنا كنت
جايبالك ميَّه سخنة تحط فيها رجليك.
عثمان
:
آه آه.
جميلة
:
ده مش عبد الرحمن ده الحرامي … حرامي حرامي!
(تنزل الستار)