الفصل الثاني
(منزل عمر بك، غرفة الاستقبال.)
خليل
:
سيدي البيك سيدي البيك! إيه الفاميلية كلها بتأكل رز مع الملائكة، ناموا وهما
بيستنوا العريس عبد الرحمن أفندي. وكمان آل سيدي عمر بك يبعتني علشان أدوَّر
عالعريس في بيته أتاري العريس مافيش! ودلوقت النهار طلع لازم بقى أصحيهم. عمر
بك! سيدي البيك يا سيدي البيك!
عمر بك
:
اتفضَّل مين؟ خليل … لقيته يا خليل؟
خليل
:
أنا رحت له امبارح بالليل زي سعادتك ما قال لي لكن كان هو خرج من الساعة
ثمانية.
عمر بك
:
لكن دي الساعة ستة الصبح دلوقت.
خليل
:
أنا توِّي جاي يا سعادة البيك وفضلت مرصرص على العتبة بتاعة بيت العريس من
امبارح، وبعدين الغفير مسكني بيحسبني حرامي ووداني عالكركون قمت حكيت العبارة
للمعاون وهو سيِّبني.
فاطمة هانم
:
ذنبنا في رقبتك يا بيه! أنا قلت لك العريس ده ما ينفعش وأنت تقولي مافيش أحسن
منه. اقبض بقى!
عمر بك
:
طيب بس بس ضبِّتك اتخلعت.
فاطمة هانم
:
آدي اللي احنا شاطرين فيه يا خي!
عمر بك
:
دلوقت مافيش فايدة من دِه كله، المهم إننا عاوزين نعرف فين هو عبد الرحمن
أفندي؟
فاطمة هانم
:
ما هو ده اللي أنا كمان عاوزة أعرفه.
الجميع
:
ما هو ده اللي كلنا عاوزين نعرفه.
عمر بك
:
توفيق يا خويا أنت راجل عندك فكر كويس، تفتكر عبد الرحمن أفندي فين؟
توفيق
:
أنا أفتكر …
عمر بك
:
قل لي قبل ما تتاوب، شوف شوف أديك عَدِيتنا كلنا، حُط الفطار والقهوة يا
خليل.
خليل
:
حاضر.
عمر بك
:
اقفل بقك قبيح! إن اتاوبت تاني مرة رايح أطردك.
فاطمة هانم
:
إلا قل يا بيه، حانفضل قاعدين ولَّا نقوم ننام لنا شوية؟
عمر بك
:
يا هانم ده احنا الصبح نوم إيه بقى؟!
فاطمة هانم
:
مش قادرة أبدًا، النوم ماسك فيَّا قوي.
عمر بك
:
لا مؤاخذة يا جماعة لكن دي مش غلطتي، إنما القسمة كده، اتفضلوا في أودة
السفرة عشان تفطروا، قوم يا سي توفيق.
توفيق
:
طيب.
عمر بك
:
خيرية، هاتيلي البالطو والعصاية لما أخرج أشوف الحكاية دي إيه.
خيرية
:
مافيش لزوم يا بابا لأنك حتى إذا كنت حاتلاقيه ما بقيتش رايحة أتجوزه بعد
الفصل ده.
عمر بك
:
بلاش عبط أمَّال! يمكن حادثة أَخَّرته، يمكن عربية داسته، يمكن وقع من
ترامواي! إه الناس أعذار.
خيرية
:
كان برضو يقدر يبعت لنا خبر!
عمر بك
:
ولَّا يمكن جاله تلغراف إن أخته زينب هانم جاية، ويمكن لما روَّحها ما قدرش
يرجع تاني.
خيرية
:
والله ما أصدق حاجة من دي أبدًا، بس هو اللي بيعمل كده علشان يكسر نفسنا
(صوت جرس).
عمر بك
:
مين؟ يمكن عبد الرحمن أفندي، مين عارف!
خيرية
:
إذا كان ما ماتش، ما بقيتش عاوزة أشوف وشه أبدًا! أنا ما استحملشي الإهانة دي
كلها.
عمر بك
:
طيب بس بس اعملي معروف (تخرج خيرية).
(يدخل عثمان من اليمين.)
عثمان
:
حضرتك عمر بك مش كده؟ صباح الخير.
عمر بك
:
أيوه أنا. صباح الخير، حضرتك مين؟
عثمان
:
أنا عثمان، عثمان حلمي، ابن عم سي عبد الرحمن.
عمر بك
:
ابن عمه … تعالي يا خيرية تعالي، واندهي نينتك، ده ما حدش غريب ده سي عثمان
ابن عم العريس.
فاطمة
:
صباح الخير يا سي عثمان. أهلًا وسهلًا. ما تيجي يا خيرية، ده سي عثمان مش
غريب، اسم الله عليها حاكم تختشي قوي.
خيرية
:
صباح الخير يا سي عثمان … قَيافة!
عثمان
:
صباح الخير يا هانم … خفافي!
عمر بك
:
ما قلتش بقى فين سي عبد الرحمن؟
عثمان
:
والله باعتني عشان أقول لكم.
فاطمة
:
وهو فين ما ماتشي؟
عثمان
:
مش قوي.
عمر بك
:
واحنا قعدنا نستناه طول الليل امبارح.
فاطمة
:
وأظن ده شيء ما يخلصكش أبدًا؟
عمر بك
:
بس اسكتي أنت وسيبي لي المسألة دي.
عثمان
:
سي عبد الرحمن … قال لي إني أعتذر لكم بالنيابة عنه.
عمر بك
:
طيب، ولكن ما جاش ليه … فيه حادثة إن شاء الله ولَّا إيه؟ عشان خَدَّامي قعد
له عالباب طول الليل.
عثمان
:
والله امبارح كنا ناويين نيجي … الساعة تسعة تقريبًا … وبعدين واحنا في السكة
إلا وصاحبنا اتمسك ناحية المحطة.
عمر بك
:
إيه … مسكه البوليس؟
عثمان
:
لا بس كده نوبة.
عمر بك
:
نوبة إيه.
عثمان
:
وبقى غلبان يتلوى، شيء مؤلم خالص.
عمر بك
:
يكونش ضرسه بيوجعه.
فاطمة
:
ولَّا طوفة حبان.
عثمان
:
أهي دي تمام.
عمر بك
:
أنا عارفها كويس. دي تيجي كده على غفلة. عشان مرة كنت في العزبة وواقف في حوض
بدنجان …
فاطمة
:
يا شيخ بلاش هوسة … مش تخلي الجدع يكمل حكايته!
عمر بك
:
طيب وهو أنا حابسه؟!
فاطمة
:
أمَّال يعني إيه؟ كل ما ييجي يفتح بقه تقعد ترغي!
عمر بك
:
ما تيجي بقى كمان قدام نسايبنا الجداد … يلَّا أمَّال سِنِّي لسانك عليَّ
وريهم شطارتك!
خيرية
:
بابا، نينة … الله! كمِّل كمِّل من فضلك!
عثمان
:
وبعد مرهنا عربية! لكن مسكين ما بقاش عارف يخش عشان كانت وارمة قوي.
عمر بك
:
العربية؟
عثمان
:
لأ خدوده … فأخدته معايا واحدة واحدة لحد بيتي نيِّمته … وحطيت له رجليه في
ميه سخنة وخردل.
فاطمة
:
عشان يروح الورم!
عمر بك
:
آهو مين بقى اللي بيقاطع عليه في الكلام؟ قيِّدي عندك … ده شيء ظاهر
خالص.
فاطمة
:
لأ، مش ظاهر.
عمر بك
:
لأ، ظاهر. نهايته حَط العربية في مية وخردل … رجليه ولَّا أهو إيه …
وبعدين؟
عثمان
:
وعشان مافيش عندي دوا ثاني … أتاري صاحبنا فضل يورم … يورم.
عمر بك
:
مسكين مسكين أظن ما كان شكله عِبرة قوي؟
عثمان
:
لما تشوفه ما تعرفوش، وشه وارم قد كده!
عمر بك
:
ولازم اتألم قوي … يلَّا بِنا نروح نِطُل عليه!
خيرية
:
وسبته لحد دلوقت منقوع في الخردل؟
عثمان
:
لأ طلعته، وحطيته في عربية … وأهو عالباب تحت.
عمر بك
:
آه … وبعدين ياخد برد ولَّا يستهوى … طلعوه هنا!
عثمان
:
طيب عن إذنكم أمال أما أنزل له.
عمر بك
:
لا، خليك أنت. يا خليل … انزل تحت تلائي عربية عَالباب. جوَّاها واحد أفندي
وارم، تجيبه هنا بحساب. هه … على مهلك قوي.
خليل
:
أفندي وارم؟
عمر بك
:
أيوه وارم وارم!
عثمان
:
حقَّه إذا كلموه قبل ما أفهِّمه الحكاية حتبقى العبارة حوسة ودوسة … إنما
لازم لازم نشوف له حاجة طرية يقعد عليها.
عمر بك
:
أيوه لازم … حاجة طرية يُحط عليها راسه.
عثمان
:
لما أتأطأ بقى وأنزل أقول له عاللي جرا.
عبد الرحمن
:
متشكر … آه متشكر.
عثمان
:
اسكت، اسكت العيا مش في رجلك.
عبد الرحمن
:
إيه؟
عثمان
:
انفخ شدقك!
عبد الرحمن
:
أنا قلت لك قول لهم إن رجلي بتوجعني!
عثمان
:
وأنا قلت لهم إن وشك اللي وارم … على كل حال أهي زي بعضها … انفخ وشك
بقى.
عبد الرحمن
:
بس إزاي يا سي عثمان؟!
عثمان
:
حط دي في شدقك.
عمر بك
:
سلامات يا ابني … والله زِعلنا عليك قوي.
عبد الرحمن
:
الله يحفظكم … والله أنا اللي متأسف خالص.
عمر بك
:
أهو جه سي عبد الرحمن.
فاطمة
:
ده احنا ما كناش فاهمين إنك حاتقدر تخرج أبدًا.
خيرية
:
ده بقى شكله وحش قوي … لكن عثمان عال.
عثمان
:
ما تتكلم يا أخي بلاش فضيحة!
عبد الرحمن
:
ما تآخذونيش عشان مانيش …
عمر بك
:
قابلين عذرك يا ابني، استنى لما أربط لك وشك بالمنديل ده!
فاطمة
:
لا، لا. يا بك أنا اللي أربطله.
عبد الرحمن
:
أيوه … أيوه …
عثمان
:
أظن أحسن بلاش رباط؛ لأنه مسكين متألم قوي … والرباط يتعبه خالص … غلبان.
عمر بك
:
ده حَقَّه أورم صدغ شفته في حياتي!
عبد الرحمن
:
أرجوكِ يا خيرية هانم إنك تسامحيني في تأخير امبارح!
عثمان
:
يا أخي بلاش كلام … الأحسن نتكلم بالإشارة.
خيرية
:
أنا مش فاهمة منك حاجة، أنت فاهم يا بيه؟
فاطمة
:
معلوم فاهماه كله.
عبد الرحمن
:
كل دي غلطتك أنت.
عثمان
:
بس الْحَق حط البندقة في بقك.
عمر بك
:
شوف شوف! الورم بيخف أهو … ده حتى راح راح.
فاطمة
:
راح فين … ده بقى ألعن … ما تبص!
عثمان
:
أب … ده حط البندقة في شدقه التاني!
عمر بك
:
دلوقت بس كان الورم … كان الورم في الناحية الشمال، وأهو بقى دلوقت في
اليمين!
عثمان
:
تمام … تمام والعيا ده ما يتنقلش بالشكل ده إلا لما يكون شديد.
فاطمة
:
طيب والكَلُّو اللي كان في رجلك مش كان بيتنقل م الرِّجل دي للرجل دي.
عمر بك
:
لا ما كانش بيتنقل بالسرعة دي!
عبد الرحمن
:
كَلُّو إيه وبتاع إيه؟
عثمان
:
يا أخي بقى مش تتسد … يا ساتر يا ساتر ده جايب له البندقة.
عمر بك
:
معلهش معلهش ده كويس علشانك. الله ده الورم راح!
فاطمة
:
راح؟
عمر بك
:
شوفي!
فاطمة
:
أما عجايب!
عبد الرحمن
:
آه يا خيرية! آه لو تعرفي قد إيه اتعذبت واتألمت!
خيرية
:
مش عاوزة أعرف.
عبد الرحمن
:
ما تآخذنيشِ يا حماتي. أنا متأسف خالص!
فاطمة
:
لأ يا ابني وتتأسف على إيه … شيء ما لوش لازمة.
عمر بك
:
حيث إن المسألة انتهت بالشكل ده … نحب بقى نفرفش شوية … اعمل معروف يا سي
توفيق. ونعرف لنا كلمتين عالهامش. دور قصيدة زي ما يعجبك حاكم سي توفيق أخويا
يغني كويس.
توفيق
:
«البلبل الحزين»، «البلبل الحزين».
خليل
:
حضرة زينب هانم جت.
عبد الرحمن
:
أختي!
عمر بك
:
أنت ما كنت قلت لنا إنها موش جاية.
عبد الرحمن
:
لازم غلطة.
عمر بك
:
أمَّال روح شوف العبارة إيه!
عبد الرحمن
:
جميلة!
عثمان
:
زمزمت.
عمر بك
:
أهلًا … وسهلًا … زينب هانم. لكن، وأنت كنت قلتِ في جوابك الأخراني إنِّك مش
قادرة تيجي … عشان بسلامته كان عيان بالحصبة.
جميلة
:
صحيح، صحيح. لكن بسلامته طاب … الحمد لله وإزيكم انتم؟
عمر بك
:
هايصين أهوه.
جميلة
:
بلغني كده برضه.
عمر بك
:
إحنا متشكرين قوي اللي شرفتينا. لطيفة قوي أخت سي عبد الرحمن.
فاطمة
:
بقى عجبتك قوي! يا شيخ اختشي على عرضك، دي زي أولادك!
عمر بك
:
لا يعني أقصد إنها بنت حلال.
عثمان
:
دي ناوية عالشر والله أعلم.
عبد الرحمن
:
اسكت يا عثمان أحسن نازل عليَّ عرق زي التلج.
عمر بك
:
يظهر يا ابني إنك ما انبسطش لما جت أختك!
جميلة
:
حاكم أخويا يختشي قوي. طول عمره كده. بوسني يا عبده!
عبد الرحمن
:
إنت جاية هنا ليه؟
جميلة
:
أخلص تاري.
عبد الرحمن
:
أنت عقربة.
جميلة
:
وناوية ألْدَغك … فتَّح عنيك!
عمر بك
:
شفتي بثينا يا زينب هانم … حاجة حلوة قوي.
فاطمة
:
أيوه شايفاه.
جميلة
:
حاجة حلوة صحيح. الله ده ابن عمي هنا! أمَّال مخبي وشك ليه يا سي عثمان؟ إزاي
ليلة امبارح؟ هاها.
عثمان
:
هاها … الأحسن إنك تضحك أنت كمان.
عبد الرحمن
:
هاها.
جميلة
:
لكن مانتش عارف الحكاية انتهت على إيه! هاها.
عمر بك
:
أنستينا يا زينب هانم … لما أعرفك بعروسة أخوك … بنتي خيرية هانم.
جميلة
:
أهلًا وسهلًا … يا حبيبتي تعالي أما أبوسك، عروسة قطن.
خيرية
:
آه!
عبد الرحمن
:
لازم عضتها.
عمر بك
:
لازم عجبتها قوي.
جميلة
:
هاهاها.
عمر بك
:
يا سي عبده ضحكة أختك غريبة قوي!
عبد الرحمن
:
شيء وراثي في عيلتنا.
عمر بك
:
أظن ما سمعتيش يا هانم على حادثة سي عبد الرحمن؟
فاطمة
:
طول الليل امبارح واحنا قاعدين نستناه، لحد ما نمنا واحنا قاعدين.
جميلة
:
هاها. أمَّا عبارة. هاها!
عبد الرحمن
:
بس الضحكة دي.
عمر بك
:
شدقه كان وارم قد الكرنبة.
جميلة
:
شيء يضحك هاها.
عمر بك
:
يا سي عبد الرحمن أنا مش مبسوط أبدًا من ضحكة أختك دي!
عبد الرحمن
:
ما تاخدش في بالك … دي مسكينة جاية من سفر طويل شوف فين بينا وبين أسيوط؟
وكمان ابنها عيان بالحصبة. غير إنه شيء وراثي في العيلة.
جميلة
:
ما لك يا عبده؟ يظهر إنك اندهشت لما شفتني!
عبد الرحمن
:
لأ، بس اتنكدت.
جميلة
:
عندك خمس دقايق بس تفض فيهم الجوازة دي.
عبد الرحمن
:
جميلة!
جميلة
:
ولَّا أرفع عليك قضية.
عبد الرحمن
:
خازوق من كل جانب.
عمر بك
:
اسمعوا بقى سي توفيق حايغني.
توفيق
:
إحم … إحم.
جميلة
:
خمس دقائق بس.
عبد الرحمن
:
ما أقدرش.
توفيق
:
«البلبل الحزين».
عمر بك
:
استنى يا سي توفيق، اقعدوا قَبْلَه كلكم!
توفيق
:
هطل الدمع وفاضا
من مآقي البلبل
عمر بك
:
الضحكة دي لازم طلعت فلة؛ لأن موضوع القصيدة.
جميلة
:
دانا ماكنتش واخدة بالي … هاها.
عمر بك
:
بس ضحكتها مزعجة قوي.
فاطمة
:
يا ترى مبسوطة ولَّا مجنونة؟!
عمر بك
:
تكونيش عيانة يا زينب هانم؟ يعني ملكيش كيف شوية ولَّا حاجة؟
جميلة
:
أبدًا أنا في أحسن صحة!
عمر بك
:
طيب كَمِّل يا سي توفيق!
توفيق
:
«البلبل الحزين».
عمر بك
:
أحسن تستريحي هنا يا هانم … مجنونة من غير شك!
خيرية
:
نينة! نينة! أنا خفت!
فاطمة
:
قولي لأبوك ما تقوليليش أنا.
عمر بك
:
إلا ما انتاش ملاحظ شيء على أختك يا سي عبد الرحمن؟
عبد الرحمن
:
بس الضحكة دي، ودَه شيء وراثي.
عمر بك
:
طيب كمِّل يا سي توفيق!
توفيق
:
«البلبل الحزين».
جميلة
:
السح يا نطح يا خروف
نطاح السح النح الدح
يا أبو القرون الملوية
ما يعجبني فيك غير الليَّة
السح يا نطح يا خروف
نطاح السح النح الدح
عمر بك
:
حَقَّه دي المسألة زادت خالص. اعمل معروف يا سي عبد الرحمن سكِّت أختك ولَّا
شوف لك فيها طريقة … لا، لا. ده ما حدش يطيق الحالة دي أبدًا! دي خرَّفت خالص …
أظن الأحسن تروَّحي يا زينب هانم!
جميلة
:
تعالى لي يا حبيبي على مهلك
لا تشوف أهلي ولا أهلك
ساعة لِحَد أما أندهلك
كان قلبي عليك ولهان
عمر بك
:
دي حاتعيد الدور من تاني … يا خليل! اجري انْدَه عربية حالًا وشوف الأجرة كام
لحد أسيوط!
خليل
:
حاضر.
عمر بك
:
نشوف وشك في خير يا هانم … مع السلامة ابقي برضه شرفينا … يظهر إنها
هديت!
جميلة
:
نشوف وشكوا في خير.
عمر بك
:
وأنت من أهل الخير … مع سلامة الله.
جميلة
:
مين يعرف إمتى نتقابل تاني!
عمر بك
:
والله ما احنا متقابلين تاني.
جميلة
:
ده كل شيء قسمة ونصيب، وتكون في حنكك وتقسم لغيرك ما أحب غيرك … (تغني).
فاطمة
:
مجنونة وعايزة المرستان.
عمر بك
:
إيه الحكاية دي يا سي عبده … وإيه قصدها؟
عبد الرحمن
:
أوه، مافيش حاجة بس السرور. مشوار السفر … الحصبة … التعب ده كله.
عمر بك
:
يا سي عبد الرحمن! بقى أنا مش عاوز أقول لك شيء يزعلك، إنما اسمح لي إني أقول
لك بصراحة إنه مافيش فايدة من كونك تخبي علينا إن أختك مجنونة خطيرة.
عبد الرحمن
:
شيء وراثي … كده يروح وييجي.
عمر بك
:
الأحسن ما تخليهاش هنا أبدًا … شوف لها حتة بعيد.
عبد الرحمن
:
لكن الدخلة بُكرة؟
عمر بك
:
نأجِّلها.
عبد الرحمن
:
برضه عملتها فيَّا!
خليل
:
سيدي! الْحَق، الْحَق … الست الضيفة دخلت في الأودة اللي فيها الحاجات بتاعة
ستي خيرية هانم ونزلت فيها نكش وهري.
خيرية
:
إيه؟!
فاطمة
:
إزاي المجنونة دي تخش جوَّه؟!
عمر بك
:
هُس، هُس! دي لازم نلاطفها. معلهش خليها تاخد اللي تاخده … العربية
فين؟
خليل
:
عالباب تحت … لكن العربجي بيقول إنه ما يروحش أسيوط.
عمر بك
:
معلهش … معلهش … زي بعضه خليه يوديها المستشفى وقولوا له إنها هادية ولطيفة
ولا تعملش حاجة؛ عشان الراجل يطمئن. اسمعي بقى يا أم خيرية … لازم ناخدها على
هواها وكل شيء تعوزه ندهولها؛ ده احنا حنروح ناخده منها تاني لما تخش المستشفى.
اجرى يا سي عبد الرحمن وشوف أختك المجنونة!
خيرية
:
دي بتموته!
فاطمة
:
ديهده بقى … أنا موش عاوزة حد يسيح دم حد على بساطنا الجديد.
عمر بك
:
لا، لا. دي بتشيله الحاجات والهدايا.
خيرية
:
حاجاتي كلها؟!
عبد الرحمن
:
استريحتي بقى؟ أهي الحكاية اتفضت!
جميلة
:
استريحت قوي … نهارك سعيد بقى يا سي البك، سلِّم لي على عزبتك!
خيرية
:
بابا بابا! دي خدت طبق الفُطرة.
عمر بك
:
معلهش … معلهش أجيب لك غيره … من فضلك ما تخديش دي!
جميلة
:
ما خدهاش … طيب خدها أنت!