واح عنخ-أنتف حوالي (٢١٤٠–٢٠٩١ق.م)
لما توفي سهر تاوى تولى بعده الحكم على طيبة والمقاطعات الأربع الأخرى المؤلفة للوجه القبلي وقتئذ فتى في ريعان الشباب بقي معتليًا عرش ملكه قرابة نصف قرن، والمرجح أنه تولى قيادة ملكه حوالي عام ٢١٤٠ق.م، وقد تسمى باسم «حور-واح عنخ» = (حور مثبت في الحياة) أنتف العظيم، ومما يؤسف له أننا نجد اسمه الحوري قد تهشم بفعل الزمن في قائمة الملوك بالكرنك، وهي تلك التي كتبها الكهنة للفرعون «تحتمس الثالث» أما في ورقة «تورين» فبالرغم من ضياع اسمه قد استخلصنا من طول مدة حكمه الذي بلغ تسعة وأربعين حولًا أنه وضع ترتيبه الثالث بدل الثاني من ملوك هذه الأسرة، ولا نزاع في أنه كان أحد أبناء «سهر تاوى» غير أنه لم يكن ولده البكر.
يعيش حور واح عنخ طويلًا، ملك الوجه القبلي والوجه البحري ابن رع «أنتف» مبتدع الجمال والعائش مثل رع مخلدًا! خادمه الحقيقي وموضع محبته، صاحب المكانة الرفيعة في بيت سيده، والحاكم المتناهي في عقله، الذي يعرف إرادة سيده، والذي يتبعه في كل روحاته، والذي يمثل قلب جلالته وحده حقيقة، والذي يحتل المكانة الأولى بين العظماء في القصر، والمشرف على الأشياء الثمينة التي في المكان الخفي والتابع المقرب «شمو» للملك» والمبجل ثثي يقول: لقد كنت إنسانًا محبوبًا من سيده ممدوحًا منه كل يوم، وقد أمضيت حقبة طويلة من السنين في خدمة جلالة سيدي، حور العائش طويلًا، مطول البلاد وعرضهالك الوجه القبلي والوجه البحري ابن الشمس «أنتف» عندما كانت هذه الأرض تحت إشرافه جنوبًا من «إلفنتين» (أسوان) إلى «شس» (العرابة المدفونة) في مقاطعة طيبة، وكنت؛ إذ ذاك خادمه الخاص، وتابعه الحقيقي؛ ولقد جعلني عظيمًا ورفع مكانتي واتخذني موضع ثقته في قصره الخاص، وكانت الأشياء الثمينة في حوزتي وتحت خاتمي، بما في ذلك الطيبات النادرة الوجود التي كانت تُجلب لجلالة سيدي من الوجه القبلي ومن الوجه البحري، وكانت تحتوي على كل شيء يجلب السرور، من منتجات كل البلاد وذلك بسبب رهبته في هذه الأرض، وكانت هذه تُجلب دائمًا لجلالة سيدي بمعرفة الرؤساء الذين يحكمون الأرض الحمراء؛ لأنهم يخافون جلالته في كل البقاع الجبلية، ولقد عهد إليَّ بهذه الأشياء بعد أن أيقن أني جم النشاط وقد وضعت له تقريرًا في ذلك، ولم يحدث تقصير أستحق عليه عقابًا؛ لأني كنت حازمًا؛ موضع ثقة حقيقية عند سيدي، وحاكمًا غاية في العقل هادئ الأخلاق في بيت سيده، حانيًا الذراع بين العظماء، ولم أتعوَّد البحث وراء الشر الذي بسببه تُكره الرجال؛ وإني إنسان يحب الخير ويكره الشر وشخصية محبوبة في بيت سيدها، وإنسان تعود أن ينفذ كل واجب حسب إرادة سيده، وإذا وُلِّيت عملًا مثل تحقيق شكاية، أو فحص ملتمس إنسان في حاجة كنت عادلًا، ولم أعتَد أن أتخطى التعليمات التي فُرضت عليَّ، ولا أن أضع شيئًا مكان آخر، ولم أكن متغطرسًا لما أوتيته من ثراء، ولم آخذ شيئًا اختلاسًا لأجل أن أنهي عملًا، ولقد نفذت كل إرادة ملكية وَكَّلَ جلالته أمرها إليَّ، وقمت بما أمرني به من مهام يريدها قلبه مهما عظمت، وقد أتممت كل ما دوِّن خاصًّا بها ولم يوجد فيها تقصير قط؛ لأني كنت حازمًا.
ولقد صنعت سفينة للمدينة، وقاربًا «سحت» لأرافق فيه سيدي عندما كان يجري الحساب مع العظماء وفي أية مناسبة لجلب شيء أو إرسال شيء؛ وهكذا كنت ثريًّا وكنت عظيمًا؛ لأني كنت أمدُّ نفسي من أملاكي الخاصة التي وهبني إياها جلالة سيدي، فلقد كان يحبني دائمًا (حور العائش طويلًا ملك الوجه القبلي والبحري، ابن الشمس «أنتف» ليته يعيش مثل رع مخلدًا) حتى ذهب في سلام إلى الأفق (أي تُوفي)، وعندما خلفه ابنه «حور نخت-تب نفر» ملك الوجه القبلي والوجه البحري ابن الشمس «أنتف» خالق الجمال الذي أتمنى أن يعيش مثل رع إلى الأبد تبعته في مظان مسراته الطيبة، ولم يوبخني مرة؛ لأني كنت حازمًا، وقد وَكَّل إليَّ كل الوظائف التي كنت أشغلها في عهد والده فزاولتها تحت إشراف جلالته، ولم أرتكب أي تقصير فيها، وأمضيت كل أوقاتي على الأرض أعمل تابعًا للملك ملازمًا شخصه، وكنت ثريًّا، وكنت عظيمًا في عهد جلالته وكنت إنسانًا كوَّن شهرته، ومدحه سيده ليل نهار.
ولوحة «ثثي» هذه وإن لم تحدثنا بشيء عن حروب «واح عنخ» إلا أنها تلقي بعض الضوء على ذلك العهد الذي نجهله من حيث النقوش؛ فيحدثنا «ثثي» بأنه كان المشرف على الأشياء الثمينة الخفية التي كانت في حيازة هذا الملك، وأنه هو الذي كان يعلم المكان الذي أخفيت فيه مما يشعر بثقة الملك به، وكذلك بأن الملك كان في خوف على متاعه الثمين الخاص مما يدل على اضطراب الحال في البلاد، وكذلك يحدثنا «ثثي» بأن العظماء كانوا يدفعون ضرائب، وأن الملك كان يقوم بنفسه ليحاسبهم على ذلك إذا خالف واحد منهم الأوامر، وكان «ثثي» يتبع الملك في هذه الجولات في قاربه الخاص، هذا إلى أن رؤساء المقاطعات أو البلاد الصحراوية كانوا يقدِّمون للملك الجزية مما تغله أراضيهم، وفضلًا عن ذلك فقد حدَّد لنا «ثثي» البلاد التي كانت تحت حكم «واح عنخ» وهي من أسوان إلى طينة (أي العرابة المدفونة).
أما ما يذكره «ثثي» عن أحسن الأشياء المختارة التي كانت تأتي للملك من الوجه القبلي والوجه البحري فقد ذكرت من طريق المبالغة وحدها.
وما تحدَّث به «ثثي» عن نفسه وما كان عليه من الاستقامة والعدل ومضاء العزيمة فنعرة كانت شائعة عند كبار الموظفين جميعهم في كل عهود التاريخ المصري، وبخاصة في عهد الدولة الوسطى التي قام فيها رجال الإصلاح يطالبون بالعدالة الاجتماعية، ولدينا نقش آخر من هذا العهد على صخرة في أسوان غير أنه ليس مؤرخًا، ونرجح أنه من عمل الموظفين الذين ذهبوا للبحث عن الجرانيت الأحمر؛ إذ قد وجد منقوشًا على الصخور في إلفنتين اسم «حور-واح-عنخ»، ابن الشمس (أنتف العظيم) وذلك يدل على أن عماله كانوا قد ذهبوا إلى هذه الجهة يفحصون قطع الجرانيت المنفصلة كما فعل أجدادهم في عهد الدولة القديمة من قبل.
وقد كان في حاجة بوجه خاص ليمدَّ نفوذه إلى مقاطعة «العرابة المدفونة» (طينة) عندما ينحني النيل انحناء عظيمًا نحو الشمال الغربي، حيث كانت تقع «العرابة» ومعبدها، على أن «قفط» التي كانت عاصمة هذه المقاطعات الخمس في عهد الدولة القديمة لم تعد بعدُ الحاضرة؛ لأنها نزلت عن مكانتها لطيبة الواقعة في أحد السهول الواسعة الجنوبية على امتداد شاطئ النهر. وقد بدأ الآن سكان أهل الجنوب — وتقرب مساحة بلدهم نحوًا من مائتي ميل — ينظرون بعين جشعة إلى «طينة» والعرابة، والظاهر أن «سهر تاوى» لم يلقَ عنتًا كبيرًا من بلاد الوجه البحري مدَّة حياته، ولا بد أنه كان يعتبر في نظر الفرعون في «هيراكليو بوليس» (إهناسية المدينة) بمثابة شريف مشاغب يحكم على المقاطعات الخمس التي في أقصى الصعيد، ويعدُّ من الذين كانوا قد أغرتهم العظمة. هذا؛ ولم نجد أية إشارة في نقوش أمير مقاطعة أسيوط عن «واح-عنخ» وعلى أية حال فإن أسيوط تقع تقريبًا في منتصف الطريق بين طيبة وإهناسية المدينة؛ فكانت لذلك بعيدة عن أية مشاغبة مع أمراء الجنوب.
علاقات الملك مع أمراء المقاطعات في هذه الفترة
ولكن «خيتي» يقفنا على ارتباطه الوثيق بالفرعون عندما يقول: «لقد جعلني حاكمًا عندما كنت لا أزال طفلًا طوله ذراع (أي عندما ولدت) ووضعني على رأس أولاده وجعلني أتعلم السباحة مع الأمراء الملكيين … وكانت أسيوط سعيدة بقيادتي وشكرتني «هيراكليو بوليس»، وقال عني الوجه القبلي والوجه البحري إنني مثل أولئك الذين تربوا مع الملك.
أما مقاطعات الشمال فقد انتشرت فيها الفوضى والعصيان، حتى إن أمراء مقاطعة «الأرنب» (المقاطعة الخامسة عشرة في الوجه القبلي) قد أعلنوا الحرب على الفرعون نفسه، ولقد شجع هذا العمل أمير طيبة الذي كان سلطانه يزداد يومًا بعد يوم على العصيان والتمرد. ولما كانت هذه المقاطعة تعد من أهم المقاطعات في ذلك العصر بخاصة؛ لأن أمراءها أعلنوا الحرب على أحد فراعنة هيراكليو بوليس مما أدى إلى الخضد من شوكة العرش رأينا أنه لا بد من التحدث عن هؤلاء الأمراء، وعن الدور الذي لعبوه مع الفرعون في تلك الفترة (أي العهد الإقطاعي الأول).
والمدهش في هذا الاقتباس الأخير أنه هو المبارزة الرسمية التي قالها الفرعون لخصمه الثائر، وهذا الحادث يذكرنا بالشكوى التي نطق بها الملك «مري كارع» في تعاليمه الخاصة بالبدو المغيرين: «إنه لا يعلن يومًا للقتال فهو في ذلك مثل من يقوم بالقضاء على متآمرين.» ولا جدال في أن كل المقتبسات السالفة الذكر تشير إلى الحملة التي قام بها «نحري» في السنة الخامسة من حكمه، ولا أدل على ذلك من الإشارات المتعددة إلى المكان «شديت شا» وإلى الحماية التي قدِّمت للشعب خلال الحرب، وتدل الأحوال على أن هذا العصيان الذي حمل لواءه «نحري» كان قبيل نشوب الحروب التي شنتها «طيبة» على الفرعون، تلك الحروب التي كان في مقدور الفرعون أن يقضي عليها في الحال بفضل تهادنه على ما يظهر مع أمير مقاطعة الأرنب الثائرة، وإلا فإن تركه مقاطعة معادية له خلف أمراء أسيوط في الوقت الذي قام فيه أمراء طيبة بهجومهم؛ كان من شأنه أن يقطع مواصلاتهم مع العاصمة، ويشل من مقاومتهم لزحف أمراء طيبة، ولسنا ندري شيئًا عن مثار الخلاف بين الملك وحاكم المقاطعة؛ إذ لم تذكر لنا النقوش شيئًا عن ذلك، غير أنه مما يجدر ذكره أن «نحري» لم يأبَ في نهاية الأمر السيادة الاسمية للفرعون الحاكم في ذلك الوقت برغم عناده ونفوره من الخضوع له خضوعًا فعليًّا، وهو في هذا يختلف عن أناتفة «طيبة» الذين تزيوا بزي الملك من وقت أن شقوا عصا الطاعة، وادَّعوا لأنفسهم عرش مصر كلها في آخر المطاف.
وبقدر ما كانت عليه أسيوط من أمن ودعة كان الفزع يغزو الجهات التي في أعلى النيل، ثم يستمر «تف إب» واصفًا أول معركة بين جنوده والمقاطعات الجنوبية التي تجمعت من إلفنتين جنوبًا ثم انحدرت في النهر إلى مكان مجهول بالقرب من العرابة، والظاهر أنه هزمهم هزيمة منكرة؛ إذ قال: «وأتيت إلى المدينة وهزمت أعداء الفرعون واقتفيت أثرهم إلى حصن سد رأس الوجه القبلي وأعطاني الفرعون أرضًا مكافأة.» وقد تبع «تف إب» قتال أمراء طيبة وحلفائهم حتى ولُّوا الأدبار إلى شرق البلاد، فاصطادهم آخرون في الجنوب مثل كلب الصيد الذي يقفز بخطوات واسعة خلف غزال مذعور، ولا شك في أن الإنسان عندما يقرأ مثل هذه العبارات الصريحة لا يتسرب إليه أي شك في نجاح الجيش الإهناسي، ولكن الأمور لم تجرِ مع جيش الشمال (جيش الفرعون وحلفائه) كما كان يظن، فقد كان لزامًا على «تف إب» أن ينازل الطيبين العصاة كرة أخرى بجيش آخر، وذلك عندما هاجمهم للمرة الثانية: «ولقد سرت نحوه بفصيلة صغيرة فقط وضربته ضربة مؤلمة حتى إنه ترك ميدان القتال في ذهول، وعادت مقاطعة أسيوط كالثور الذي يهاجم قطيعًا من الكلاب، ولم يهدأ لي بال حتى قضيت عليهم.» والظاهر أن قائد جيش الجنوب قد سار إلى الموقعة في ملابس جميلة ولكنه سقط في الماء وغرقت سفنه وهرب جيشه مثل الإوز أمام الصائد، «ولقد أشعلت النار في سفنهم وارتفع لهيبها أعلى من السارية، ولقد تغلبت على من قام بالعصيان.
وكانت الأرض في رعب أمام جنودي، ولم تعد هناك بلاد أجنبية لا تخاف هيراكليو بوليس بعدما رأت الدخان يتصاعد في المقاطعات الجنوبية.
زاري ابن الأمير والسمير الوحيد «حسي» وكان أميرًا وسميرًا وحيدًا وحاكمًا للحاضرة ومشرفًا على مخازن الغلال يقول: «إن حور-واح-عنخ ملك الوجه القبلي والبحري ابن الشمس «أنتف» مبتدع الجمال أرسل إليَّ رسالة بعد أن حاربت بيت «خيتي» في مقاطعة «طينة» (العرابة المدفونة) … وإن الأمير قد أعطاني سفينة لأحمي أرض الجنوبيين … من جهة الجنوب حتى إلفنتين ومن جهة الشمال حتى اشقاو … ولقد رقيت بين الكبار؛ لأني كنت مفترسًا يوم الواقعة، وقد غمرتني العظمة؛ لأني قمت بأعمال ممتازة وكنت رئيس مقاطعتي وصرت رجلًا قويًّا وأميرًا.
غير أن الغنيمة الكبرى كانت العرابة ومعبد «أوزير» القائم فيها، ويرجع عهده إلى الدولة القديمة، وكذلك مقابر الملوك الأول الواقعة في الصحراء خلف العرابة، ولا يمكننا أن نقرر شيئًا هنا عن الدور الذي لعبه من كانوا يحجون إلى هذه البقعة المقدسة، أو الأموات الذين دُفنوا في هذه البلدة في أوائل عهد الأسرة الحادية عشرة، ولكنه من غير شك كان دورًا أقل أهمية بكثير من الدور الذي لعبه القوم في عهد الأسرة الثانية عشرة، ومع ذلك فإن من المقطوع به أن تملك معبد أوزير القديم كان له أهمية عظيمة في بداية الدولة الوسطى، وإن كان قد أصبح بعد مرور جيل أو أكثر أعظم أهمية وأعلى شأنًا عند ملوك الأسرة الثانية عشرة وأفراد الشعب على السواء؛ وذلك لقداسته العظمى.
لوحة واح عنخ أنتف
وملأت معبده بأواني القربان الفاخرة.
وبنيت معابدهم وصنعت سلاليمهم وأصلحت أبوابهم وأبقيت قرابينهم المقدسة لكل الأزمان.
السنة الخمسون التي أقيمت فيها هذه اللوحة على يد «حور واح عنخ» ملك الوجه القبلي والبحري ابن الشمس أنتف العظيم، وعلى ذلك تكون وفاته في عام ٢٠٩١ ومما يلفت النظر في هذه اللوحة أن هذا الأمير قد رسم على لوحته هذه خمسة من كلاب الصيد؛ يظهر أنه كان يعتز بها، وكان كل منها يحمل اسمًا لوبيًّا، وقد بقي لنا ترجمة ثلاثة أسماء منها بالمصرية بجوار أصحابها وهي: «الغزال، والأسود، وإناء الطهي»، ولا نزاع في أن هذا الأمير لم يرسم كلاب صيده عبثًا، بل ربما كان يقصد ما نشعر به نحن الآن من وفاء الكلاب لأصحابها؛ وهذا يذكرنا بما كتبه أحد الإنجليز المفكرين على لوحة بيته: كلما امتحنت بني الإنسان زاد حبي لكلبي.
ويجوز أن هذا الأمير لم يفكر في هذا قط، بل أراد أن يصحبه كلابه إلى عالم الآخرة ليتمتع بها عند الصيد والقنص؛ لأن كل مصري، كما نعلم، كان يعتقد أن عالم الآخرة صورة مكررة لمصر وطنه العزيز؛ ولذلك يقال: إن المصري هو أكثر الناس حبًّا لوطنه.
قبر الملك
أما قبر هذا الملك فلا نعرف إلا النزر اليسير عن ترتيبه بالنسبة لمقابر حكام الجنوب، فنعرف أنه كان ثاني مقبرة ملكية أو صف كما يقول الأهالي الآن، إذا اعتبرنا أن قبر «سهر تاوى» الذي يقع شماله هو المقبرة الملكية الأولى، وكذلك نعلم أنه قد أقيم ببساطة تتفق مع وضع صاحبه في مرتبة أقل قليلًا من مرتبة مؤسس الأسرة الأولى بالنسبة لمقبرته.
وقد تركت الشظايا التي تخلفت من نحت مقبرته متراكمة حولها لتجعلها تظهر بعيدة العمق أكثر من الحقيقة.