نخت نب تب نفر-أنتف (٢٠٩١–٢٠٨٨ق.م)
تولى الحكم أنتف الثالث بعد وفاة والده، كما جاء ذكر ذلك في لوحة «ثثي» السالفة
الذكر، ولا بد أنه كان متقدمًا في السن؛ لأن والده حكم البلاد زهاء خمسين سنة، ولذلك
لا
ندهش إذا كان «أنتف الثالث» لم يمكث على العرش إلا مدة قصيرة بعد تتويجه
(J. E. A. Vol. 25, P. 116). ومما يؤسف له أن اسم
هذا الملك قد فُقد من قائمة الكرنك السالفة الذكر بسبب كسر في الحجر، ولكن لحسن الحظ
قد
ترك لنا حكمه القصير أثره، وبخاصة في لوحة ثثي السابقة الذكر حيث يقول هذا الموظف الكبير:
والآن عندما خلفه ابنه في مكانه «حور نخت. نب. تب. نفر» ملك الوجه القبلي والبحري ابن الشمس «أنتف» مبدع الجمال الذي نتمنى له أن يعيش مثل رع مخلدًا تبعته في كل أماكن مسراته الطيبة … إلخ.
لوحة «كاور-أنتف»
هذا ولدينا لوحة لموظف كبير يدعى «كاور-أنتف» يقول فيها بعد الصيغة الدينية إنه
خدم في عهد «حور واح عنخ» ابن الشمس «أنتف» الكبير، ثم خدم من بعده حور «نخت. نب.
تب. نفر» ابن الشمس «أنتف»، وأخيرًا خدم في عهد «حور سنعنخ أب تاوى» ابن الشمس
«منتو حتب»؛ ويلاحظ في هذه اللوحة أن المُتوفَّى قد رُسم واقفًا ويده مرفوعة يتسلم
بها قربانًا مقدمًا إليه من ابنه وخلفه، وقد وقفت زوجاته الثلاث، وقد عدَّد لنا
المُتوفَّى أعماله الطيبة، فقال ما معناه: «إنه قدم سفينة للغريق، وأعطى العطشان
ماء، والجوعان طعامًا.» ثم أخذ يصف الخدمات الجليلة التي قدمها لأسياده وغير ذلك
مما سيأتي ذكره. ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن أسماء هؤلاء الأمراء لم توضع في
طغراء مما يدل على أنهم لم يكونوا ملوكًا للبلاد بالمعنى الحقيقي.
(Budge Egyptian Sculptures in the British Museum Pl.
VII.)
لوحة «حنو ون»
وكذلك لدينا لوحة لموظف يدعى «حنو ون» يلقب بالمدير الملكي نقرأ فيها: أنه قد وضع
«نب. تب. نفر» بين؟ «واح عنخ» و«حور سعنخ اب تاوى منتو حتب» (A. Z.
1905, P. 132) والأخير هو حفيد «واح عنخ»، ومن ذلك يمكننا أن
نستخلص من بقاء ثلاثة من رجال بلاط والده حتى أيام ابنه أنه لم يحكم إلا فترة وجيزة
جدًّا. هذا؛ ونجد على لوحة «ثثي» السالفة الذكر صورة شخص يدعي «ماجيحي» ومن المحتمل
أنه كان يدعى كذلك «أمنمحات»، وقد ترك لنا لوحة يقول فيها: لقد عشت في عهد «حور.
نب. تب. نفر» (M. M. A. 14, 2, 6) ومع أن هذه
المعلومات التي في متناولنا الآن ضئيلة؛ إلا أنها لم تكن معروفة لنا من مدة طويلة،
وكان كل ما نعلمه إلى عهد قريب اسمه فقط محفورًا على قطعة من مصراع باب لفرد يدعى
«نختي» في جبانة العرابة المدفونة التي كانت لا تزال في قبضة حكام «طيبة»؛ إذ قد
نُقش على هذا المصراع ما يأتي:
«حور نخت. نب. تب. نفر» ملك الوجه القبلي والوجه البحري ابن الشمس «أنتف» العظيم العائش مخلدًا.
وفاة الأمير أنتف
وقد مات «نب. تب. نفر» في عام (Lange & Schafer, Ibid No.
20502) ٢٠٨٨ق.م، بعد حكم مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات، وقد كان من
الطبيعي أن يكون مدفنه في جبانة «طيبة» الغربية في مكان ما بين مقبرة والده ومقبرة
ابنه، غير أننا لا يمكننا إلى الآن أن نحدد مكانها بالضبط، ولا نزاع في أن غرضه كان
نحت مقبرة أو صف له جنوب مقبرة والده أو على يمينها وخلف مقبرة «واح عنخ» ولكنها لا
تُرى اليوم، هذا فضلًا عن أنه قد حُفرت ترعة الآن مخترقة السهل في النقطة التي
يُنتظر وجودها فيها.