جبرتي الستينات
«إنها لَمأساةٌ عُظمى، أن تقومَ «الثورةُ» لِتُعهَدَ لمن «يُجمِّدونَ» الأوضاعَ التي كان من المفروضِ حتى بدونِ ثورةٍ أن تَتطوَّر، يُجمِّدونَ «التطويرَ» نفسَه، فما بالُكَ بالثورة، أعْلَى وأحدِّ وأخطرِ أنواعِ التطوير؟!»
حياتُه ليسَتْ حياةً اعتياديةً يُمكِنُ أنْ تَمُرَّ علينا مُرورَ الكِرام؛ إنه أحدُ أهمِّ الأُدباءِ المِصريِّينَ خلالَ القرنِ الماضِي، وفي جَعْبتِه الكثيرُ مِنَ الأسرارِ التي يَرويها لنا. في هذه الصفحاتِ يَجولُ بنا «يوسف إدريس» في مجموعةٍ مِنَ المقالاتِ الَّتي دوَّنَها عنْ فَترةِ ستينيَّاتِ القَرنِ العِشرين، ويَنتقِدُ فيها بعضَ الكُتبِ لكبارِ الأُدباء، ويُقدِّمُ رُؤيتَه حِيالَ عُروضٍ مَسرحيةٍ عالَميةٍ ومحلِّية، ويَستحِثُّ الهِممَ ويَرجُو مِن مُفكِّري الأُمَّةِ البحثَ عن حلولٍ ذاتِ جَدْوى للخُروجِ مِنَ الأَزمةِ السياسيةِ التي يَعيشُها العالَمُ العربيُّ بِسببِ أَزمةِ فلسطين، ولمْ يَفُتِ الأَديبَ الثائرَ أنْ يَنتقِدَ بعضَ الأحوالِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ في مِصرَ لا سِيَّما في ظلِّ مُعارضتِه لِلنظامِ السياسيِّ القائمِ وقتَذاك.