خواطر
كلما سمِعتُ صوت الشاعر أحمد خميس يُذيع في التليفزيون إعلانات «أومو» ويقول أومو، ينظف أسرع، أزداد إدراكًا لخطورة الأزمة التي يمر بها الشعر عندنا. الشاعر أيام زمان كان مفخرة القوم والقبيلة، لا يكاد ينطق الشعر حتى تُقيم عشيرته الأفراح والاحتفالات، ويأتي الناس ليُقدِّموا لها التهاني، وربما لهذا كان الشاعر يُجيد أكثر وأكثر؛ فقد كان يُحِس أنه لا يُعبِّر عن نفسه فقط، وإنما يُعبِّر عن قومه وتراث قومه وانتصاراته.
لا بد أننا تطوَّرنا تطوُّرًا كبيرًا، حتى أصبح الشاعر عندنا يُعبِّر عن محاسن أومو، ويفعل هذا وهو محسود؛ فلا بد أن شُعراءَ كثيرِين يتمنَّون أن يصبحوا في مكانة أحمد خميس، ويُحسَب ما ينطقون به باعتبار الدقيقة بجنيهٍ أو أكثر. لا بد أننا تطوَّرنا حتى أصبحت حاجتنا للشعر، مساء الخير أيها التطوُّر، مساء الخير أيها المُنظِّف أسرع.