وقفاتٌ سريعة أَوَّل الطريق
بدأتُ أومن بأننا وضَعنا أقدامنا على أول الطريق الحقيقي لاستعادة فلسطين حين تم عقد الندوة العالمية في القاهرة، بدأتُ أُحِس أننا «نتحرك» تجاه الهدف؛ فالمهم هو الحركة الدائمة تجاه الهدف. المهم ليس هو الحق، فكم من حقوقٍ ضائعةٍ في هذا العالم وميتة، المهم هو السعي لاستعادته، هو الحركةُ تجاهه.
كُلُّ ما في الأمر أني أعتقد أن القيام بهذا العمل الضخم، عقد الندوة كان يجبُ أن تَسبِقه عمليةُ تحضير ضخمةٌ لعقدها، وذلك بالانقضاض على الأوكار الصهيونية في قلب أوروبا وأمريكا. إننا نرتكب خطأ ضخمًا حين نفقد الأمل تمامًا في أوروبا الغربية وأمريكا؛ ففي هذه البلاد التي تحكمها البورجوازية والرجعية يُوجد أناسٌ ومنظماتٌ لا بد من كسبها لقضية فلسطين؛ لأنها ربما انحازت للصهيونية بدافع غياب الطرف الآخر؛ العرب، وغياب حُججهم ومنطقهم، ثم إنه لا يكفي أن نحظى بالتأييد الرسمي للدول الاشتراكية وكثيرٍ من دول آسيا وأفريقيا للقضية؛ فلا بد من الوصول إلى الجماهيرِ في تلك الدولِ وإقناعها بوجهة نظرنا.
لا يكفي لاستعادة فلسطين أن تكون قضية فلسطين قضيةً عربية، وإنما لا بد أن تصبح القضية قضيةً إنسانيةً عالمية بالدرجة الأولى. والندوة العالمية المنعقدة في القاهرة هي بداية الطريق، أروع بداية.