كم لغةً أجنبية يجب أن يتعلمها التلميذ
وما دمنا قد عرضنا للُّغات الأجنبية في التعليم العام فلا بد من أن نفرغ من قضيتها الثقيلة المعقدة في مصر، اليسيرة الهينة في غيرها من البلاد، فكم لغة أجنبية يجب أن يتعلم الصبية والشباب في المدارس العامة؟ وأي اللغات الأجنبية يجب أن يتعلموا؟ وعلى أي نحوٍ يكون هذا التعليم؟ ومن الذين يجب أن ينهضوا به ويفرغوا له؟
كل هذه مسائل أجابت عنها الأمم الأوروبية بعد كثيرٍ من الجهد والتفكير والتجربة، ولكنها أجابت عنها على كل حال وانتفعت بجهدها وتفكيرها وتجربتها، أما نحن فأجبنا عنها مقلدين ومتأثرين بالسياسة وظروفها وفي غير جهدٍ ولا تفكير ولا تجربة ولا انتفاع على كل حال.
كان أبناؤنا يتعلمون الفرنسية قبل الاحتلال؛ لأننا اتصلنا بفرنسا واتخذناها لأنفسنا معلمًا وإمامًا، ثم فرض الإنجليز لغتهم على أبنائنا وحاربوا الفرنسية حتى طردوها من مدارس الدولة طردًا واضطروها إلى بعض المدارس الأجنبية الحرة، ثم عدنا إلى الفرنسية نعلمها لأبنائنا في آخر التعليم الثانوي، ثم في أثناء التعليم الثانوي كله على أنها لغة إضافية تقل العناية بها، ثم فتح الله علينا فأنشأنا للفتيات مدرسة أو مدرستين أو مدارس لا أدري يتعلمن فيها الفرنسية على أنها اللغة الأولى، وكانت السياسة من غير شكٍّ هي المصدر الأول لهذا التردد والاضطراب، وما زلنا إلى الآن نتردد ونضطرب بين الإنجليزية والفرنسية، ولكن التفوق للغة الإنجليزية دائمًا في مدارس الدولة وفي المدارس المصرية الحرة التي تتأثر بها مدارس الدولة وتتخذها نموذجًا ومثلًا.
ثم لم يكن هذا جوابنا الوحيد على هذه المسائل؛ فقد عهدنا بتعليم هاتين اللغتين إلى الأجانب من الإنجليز والفرنسيين ومن السويسريين والبلجيكيين، وكنا أو كانت الطبقة المسيطرة على أمورنا مقتنعين بأن هذه أقوم الطرق لتعليم أبنائنا هاتين اللغتين، وكنا أو كانت الطائفة المسيطرة على أمورنا نملأ أفواهنا بأن المعلم الأجنبي أنفع من المعلم المصري؛ لأنه أملك للغته وأقدر على التصرف فيها، وأحرى أن يعلم الصبية والشبان لغة صحيحة يؤديها أمامهم أداء بريئًا من العوج والالتواء، وكنا أو كانت الطائفة المسيطرة على أمورنا بين رجلين: مخدوع بظواهر الأمور أو خادع لنفسه وللناس يريد أن يرضي السياسة على حساب التعليم وعلى حساب المالية المصرية، ثم فتح الله علينا فاستكشفنا ما لم يكن بد من استكشافه، وهو أن الإنجليز والفرنسيين لا يبلغون من إتقاننا لهاتين اللغتين ما نريد نحن وإنما يبلغون ما يريدون هم. وفي أثناء ذلك ومن قبله دلت التجربة على أن المصريين إذا كُلِّفوا تعليم اللغة الإنجليزية بعد أن يُهيَّئُوا له تهيئة مقاربة بلغوا بتلاميذهم من هذه اللغة منزلة ليست أدنى من التي يبلغها الإنجليز، ولعلها أن تكون أرقى منها وأرقى منها كثيرًا. والواقع من الأمر أن المفروض أن تلاميذنا وطلابنا يتعلمون في المدارس العامة الإنجليزية والفرنسية كما يتعلمون اللغة العربية، والمحقق أنهم لا يكادون يتعلمون من هذه اللغات شيئًا، فلا بد إذن من أن يعاد الدرس لمسألة اللغات من جديد ولا بد من أن تدرس هذه المسألة من جميع الوجوه التي أشرت إليها آنفًا، ولنقدم بين يدي هذا الدرس الذي نريد ونرجو أن يكون موجزًا أن حاجتنا إلى اللغات الأجنبية أشد جدًّا من حاجة الأمم الأوروبية الراقية، وأن هذه الحاجة ستظل شديدة إلى وقتٍ بعيد لسببٍ يسير يعرفه الناس جميعًا؛ وهو أن لغتنا العربية لا تزال بعيدة كل البعد عن أن تنهض بحاجات الثقافة الحديثة والتعليم الحديث، وهي الآن أغنى منها في أول هذا القرن ولكن فقرها لا يزال شديدًا ولعله يبلغ من الشدة أن يكون مخزيًا للشعوب التي تتكلمها والتي تزعم لنفسها الحضارة والمجد وتطمح إلى ما تطمح إليه من العزة والاستقلال.
حاجتنا إلى اللغات الأجنبية شديدة جدًّا إذن، ولكن اللغات الأجنبية ليست مقصورة على الإنجليزية والفرنسية، كما أن العلم والفن والأدب والفلسفة وكل مواد الثقافة والمعرفة ليست مقصورة على الإنجليز والفرنسيين، بل هناك لغات أوروبية حية ليست أقل رقيًّا وامتيازًا من هاتين اللغتين، وهناك أمم أوروبية راقية ليست أقل تفوقًا وامتيازًا في الثقافة والمعرفة من هاتين الأمتين العظيمتين، وقد كان يُفهم قبل الاحتلال أن نتعلم الفرنسية وحدها ونتجه إلى فرنسا وحدها لنتصل بالحضارة الأوروبية؛ لأن نهضتنا كانت ناشئة، ولأن المصادفة السياسية أرادت أن نتصل بفرنسا قبل أن نتصل بغيرها من بلاد أوروبا، وكان مفهومًا بعد الاحتلال أن نتعلم اللغة الإنجليزية لا نعدوها إلى غيرها من اللغات؛ لأن الإنجليز كانوا يسيطرون علينا ويأخذوننا بما يحبون لا بما نحب، فأما الآن فقد يقال إن نهضتنا بلغت رشدها، وقد يقال أيضًا إن سلطان الإنجليز قد رُفع عنا وإن استقلالنا قد رُدَّ إلينا، وقد تحققت صلات بيننا وبين الأمم الأوروبية الراقية على اختلافها، فمن غير المفهوم إذن أن تظل حياتنا العقلية محتكرة للإنجليز والفرنسيين أو موضوعًا للتنافس بين الإنجليز والفرنسيين.
وما أعرف بيننا وبين هذين الشعبين الصديقين معاهدة تفرض ألا نتعلم إلا لغتهما وألا نستمد العلم والثقافة إلا منهما، بل الذي أعرفه أننا قد ألغينا الامتيازات وأصبحنا أحرارًا في أشياء لم نكن أحرارًا فيها قبل عامٍ واحد، وأظن أننا أحرار في أن نتعلم من اللغات الأوروبية ما نشاء، وفي أن نستمد العلم الأوروبي والثقافة الأوروبية من حيث نشاء، وقد فهم الشعب هذا منذ عهدٍ بعيد فأرسل أبناءه إلى ألمانيا والنمسا وإيطاليا، وفهمت الجامعة هذا منذ أنشئت فجعلت الألمانية لغة مقررة بين اللغات التي تُدرس في كلية الآداب وأرسلت بعوثها إلى ألمانيا وإيطاليا أيضًا، ولكن فهم وزارة المعارف لهذه الحقيقة كان بطيئًا جدًّا وهو لم ينتهِ إلى غايته، فما زالت مدارسها محتكرة للإنجليزية والفرنسية، وما زالت بعوثها موقوفة أو كالموقوفة على إنجلترا وفرنسا، وأنت إذا تقصيت البلاد الأوروبية الراقية لم تجد بلدًا مستقلًّا يقدم مدارسه احتكارًا لأمة أخرى مهما يكن سلطانها ومهما يكن تفوقها المادي والمعنوي، فلا بد إذَنْ من أن تنشط وزارة المعارف من هذا الجمود وتتحرر من هذا الرق وتلغي هذا الاحتكار إلغاء وتبيح في مدارسها لغات أخرى غير هاتين اللغتين، وأقل ما يجب أن نطلبه هو أن تضاف الألمانية والإيطالية في مدارسنا الثانوية إلى الإنجليزية والفرنسية، وأن تُخير التلاميذ أو الأسر بين هذه اللغات الأربع يختارون منها لغة أو لغتين على أن تكون إحداهما أصلية والأخرى إضافية، ذلك يلائم كرامتنا أولًا، فإن الذين يحررون التجارة والصناعة والحياة المادية من الامتيازات لا يليق بهم أن يحتفظوا بالامتيازات بل بما هو شر من الامتيازات بالقياس إلى الثقافة وإلى الحياة العقلية، وذلك يلائم ما نطمح إليه من تحقيق الشخصية المصرية وتقويتها، فإننا إذا فرضنا على أجيالنا الناشئة ثقافة بعينها صُغناهم على مثال أصحاب هذه الثقافة، فجعلناهم معرضين للفناء فيهم والانقياد لهم على حين أننا إذا أبحنا لهم الثقافات الكبرى التي تتقسم العالم وتتنازعه وتتعاون على تحضيره أحللنا شيئًا من التوازن في حياتنا العقلية نفسها، وكان هذا التوازن نفسه سبيلًا إلى أن تبرز شخصيتنا قوية ممتازة لا تستطيع أن تفنى في هذه الأمة ولا في تلك، ولا تستطيع أن تنقاد لهذا الشعب أو ذاك، وهذا أنفع لحياتنا العقلية نفسها؛ فإن العلم والمعرفة والتفوق العقلي والفني كل ذلك ليس موقوفًا على شعبٍ بعينه، وإنما هو شائع بين الشعوب، فالخير أن نهيئ أنفسنا لنعرف ما عند الشعوب كلها لا ما عند شعبٍ واحد أو شعبين اثنين. ومن المحقق أن كلًّا من هذه الشعوب الأربعة له إنتاجه العقلي والفني الممتاز، ومن المحقق أيضًا أننا ننتفع بمعرفة هذا كله أكثر مما ننتفع بمعرفة ما عند شعب واحد أو شعبين اثنين، وذلك أنفع لحياتنا المادية نفسها آخر الأمر؛ فإن معاملتنا التجارية والسياسية ليست مقصورة على الإنجليز والفرنسيين، ولكنها تتجاوزهم إلى أممٍ أخرى، وإذا لم يكن من اليسير الآن أن نتعلم لغات الأمم التي نتصل بها جميعًا فلا أقل من أن نتعلم لغات هذه الأمم الكبرى التي تعيننا على الاتصال النافع بغيرها من الأمم.
وإذا ذهبت إلى إنجلترا أو فرنسا فلن تجد المدارس الإنجليزية أو الفرنسية تكتفي بلغتين أجنبيتين، بل لا تكلف نفسك مشقة الذهاب إلى إنجلترا أو فرنسا وانظر إلى المدارس الأجنبية في مصر، انظر إليها فستجدها لا تكتفي بتعليم لغة أجنبية أو لغتين أجنبيتين، وإنما هي تعلم لغات أجنبية مختلفة يختار منها التلاميذ أو أسرهم ما يلائم ميولهم وآمالهم، فما بالنا نحن من دون غيرنا من الأمم نقصر مدارسنا على هاتين اللغتين نجعل إحداهما أصلية دائمًا وأخرى أساسية دائمًا؟!
وإذا كان صحيحًا أن التعليم العام يهيئ تلاميذه للجامعة وللتعليم العالي على اختلاف ألوانه؛ فإن التعليم العالي لا يكتفي ولا يستطيع أن يكتفي بلغةٍ أجنبية واحدة أو بلغتين أجنبيتين، وإنما هو في حاجةٍ إلى أعظم حظ ممكن من اللغات الأجنبية، وإذن فالتعليم العام لا يهيئ الشباب للتعليم الجامعي إذا فرض عليهم لغتين اثنتين، وقد نشأت عن ذلك مشكلات خطيرة أحسَّتها الجامعة وأحستها كلية الآداب خاصة لمكانها من الثقافة العالية، من هذه المشكلات أن الطلاب إذا دخلوا كلية الآداب وبدءوا التخصص في أقسامها شعروا وشعر أساتذتهم لا بأنهم ضعاف فيما تعلموا من الإنكليزية والفرنسية فحسب، بل بأن هاتين اللغتين قد لا تكفيان لما يحتاج إليه الطالب حين يريد أن يتخصص في فرعٍ من فروع العلم، فمن أراد التخصص في اللغات السامية وفي الدراسات القديمة لا يستطيع أن يستغني عن اللغة الألمانية، وكذلك من أراد أن يتخصص في الآثار المصرية أو الإسلامية، وقد أنشأت الكلية دروسًا للغة الألمانية وفرضتها على هؤلاء الطلاب أو رغَّبت الطلاب فيها ترغيبًا، ولكن هذه الدروس لا تغني عنهم شيئًا؛ لأنهم يتعلمون هذه اللغة أثناء التخصص فلا يستطيعون أن ينتفعوا بها إلا بعد زمنٍ طويل وجهدٍ ثقيل وقد كان ينبغي ألا يُقبلوا على التخصص إلا وقد تعلموها.
وقل مثل هذا بالقياس إلى اللغة الفرنسية؛ فقد تحتاج بعض الدراسات إليها وقد يؤدي هذه الدراسات في الكلية أساتذة فرنسيون ويأتي الطلاب وحظهم من الفرنسية ضئيل جدًّا لا يمكِّنهم من الاعتماد على أنفسهم في البحث والمراجعة ولا من الاستقلال بقراءة الكتب ولا من فهم أساتذتهم كما ينبغي فضلًا عن مشاركتهم فيه ومعاونتهم عليه.
ومن هذه المشكلات ما يكلف الدولة أموالًا كثيرة جدًّا وذلك حين ترسل كلية الآداب بعوثها إلى أوروبا، فهي ترسل هذه البعوث أحيانًا إلى ألمانيا وأحيانًا إلى إيطاليا حسبما تقتضيه مصلحة التعليم وحسبما أشرنا إليه آنفًا من أن الأمم الأوروبية قد يمتاز بعضها من بعض في بعض ألوان المعرفة، فالطلاب الذين نرسلهم إلى ألمانيا وإيطاليا مضطرون إلى أن ينفقوا وقتًا طويلًا ليتعلموا الألمانية والإيطالية وذلك يكلف الدولة أموالًا قد كانت تستطيع أن تقتصدها لو أن هؤلاء الطلاب تعلموا الألمانية والإيطالية في بلادهم، والذين نرسلهم إلى فرنسا ليسوا أحسن من زملائهم حظًّا، فقد يُخيَّل إليهم قبل السفر أنهم يعرفون الفرنسية ولكنهم لا يكادون يبلغون فرنسا حتى يحتاجوا إلى ما يحتاج إليه زملاؤهم في ألمانيا وإيطاليا من استئناف الدرس.
وواضح أن ذلك يضيع عليهم وقتًا طويلًا ويكلفهم جهودًا لا ينبغي أن يتكلفها أمثالهم؛ لأنها جهود لا تلائم السن التي وصلوا إليها ولا الطور الثقافي الذي انتهوا إليه، وهذه المشكلات كلها لم تكن لتوجد لو أن الألمانية والإيطالية كانتا تُدرسان في المدارس العامة، إذَنْ لاستطاعت الكلية أن توجه الطلاب في دراستهم حسبما درسوا في المدارس العامة من لغةٍ ولراعت ذلك أيضًا في إيفاد البعوث، وكانت النتيجة الطبيعية لهذا النظام العقيم الذي ألفناه أنا نكلف الشباب فوق ما يطيقون، وأنا نكلف الدولة والجامعات فوق ما تطيقان، وأنا نكتفي باللغة الإنجليزية وبالقليل الذي يعرفه الطلاب من اللغة الفرنسية، وأنا نقصر بحق الطلاب على ما كتب في هاتين اللغتين مهما تكن المادة التي يدرسونها، وأنا نقصر البعوث على إنجلترا وفرنسا مهما تكن المادة التي نريد أن نخصصهم فيها. ولكن الجامعة رفضت هذه النتيجة الطبيعية رفضًا وقاومت هذا الميل الطبيعي مقاومة تفخر بها وسيسجلها التاريخ لها مع الحمد والثناء؛ لأنها لم تُرِد أن يكون الجيل المثقف متواضع الثقافة ولا محتكرًا لشعب بعينه من الشعوب، وإنما أرادت أن تفتح العقل المصري الخصب الذكي لكل ألوان الثقافة الممتازة، وأن تطلب هذه الثقافة حيث هي لا حيث كان يراد منها أن تطلبها.
وستظهر نتيجة ذلك بعد وقتٍ قصير جدًّا، بل لعل بوادر ذلك ستظهر منذ هذا العام، ذلك حين يعود بعض الشبان الذين تعلموا في فرنسا والذين تعلموا في ألمانيا والذين تعلموا في إنجلترا والذين تعلموا في إيطاليا، وحين يتلقون شباب الطلاب ويسلكون بهم طرق التعليم العالي، هنالك يظهر التناقض الشنيع بين البيئة الجامعية الحرة الطلقة التي يأتيها العلم والنور من جميع أقطارها، وبين البيئة المدرسية المقيدة الضيقة التي تستمد العلم والثقافة من وجهٍ بعينه من الوجوه، وإذا لم نتدارك هذا منذ الآن فهو منتهٍ بنا إلى أزمة ثقافية خطيرة لا شك فيها، ويكفي أن نلاحظ هذه الأزمة الثقافية الخطيرة التي تشكو منها كلية الحقوق أشد الشكوى وأمرَّها، فقد نتج عن فرض اللغة الإنجليزية على المدارس العامة وإضعاف اللغة الفرنسية فيها أن أقبل الشباب على كلية الحقوق وهم غير مهيئين لدرس هذه المادة؛ لأن غناء اللغة الإنجليزية في درس الحقوق عندنا قليل ضئيل، فإذا وصل الطلاب إلى هذه الكلية أهملوا هذه اللغة كل الإهمال، كأنهم لم يتعلموها، ولأن غناء اللغة الفرنسية في درس الحقوق عندنا عظيم الخطر، فإذا وصل الطلاب إلى هذه الكلية وجدوا أنفسهم لا يعرفون من هذه اللغة شيئًا، فحاروا بين لغةٍ يعرفونها وهم لا يكادون يحتاجون إليها ولغةٍ يجهلونها وحاجتهم إليها شديدة ماسَّة، ولم يكن أساتذتهم أقل منهم حيرة، ولم تكن الجامعة أقل حيرة من الأساتذة والطلاب.
يجب بعد هذا كله فيما نظن أن تقتنع وزارة المعارف بأن الوقت قد آن لتحرير المدارس من هذا الاحتكار، وتخيير المصريين بين هذه اللغات الأربع على أقل تقدير يختارون ما يحبون.