تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
لعبَت الترجمة دورًا مهمًّا في بناء الدولة المصرية الحديثة؛ حيث أدرك «محمد علي باشا» أنه لا يمكن النهوضُ بالدولة دون التعرُّف على مُنجَزات الحضارات الأخرى، والاستفادةِ مما أحرزَته في مضمار التقدُّم والرُّقي؛ لذا اهتمَّ «محمد علي باشا» بالترجمة واعتبرها ركيزةً أساسيةً لبناء دولته، ولتحقيقِ غايته أسَّس «رفاعة الطهطاوي» مدرسةَ الألسُن، التي تُعَد أول مدرسةٍ متخصصة في الترجمة في مصر الحديثة. كما أرسل العديدَ من البعثات إلى الخارج للإلمام باللغات الأجنبية والاطِّلاع على ما وصل إليه الغرب، وقد أُرسِل معظمُ هذه البعثات إلى فرنسا مَهدِ الثقافة والحضارة، ثم بريطانيا وروسيا. اتَّسمت الأعمال المُترجَمة خلال هذه الفترة بالتنوُّع، سواءٌ أكان هذا التنوُّع في العلوم المترجَمة، كالطب والهندسة والتاريخ والفلسفة وغيرها، أو في اللغات المُترجَم منها؛ وهو ما أدَّى دورَه على خيرِ وجه.