نص مسرحية «صدق الإخاء»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الأخيار، وأصحابه الأبرار. أما بعد، فهذه رواية «صدق الإخاء»، وهي الرواية الثالثة التي ألَّفتها خدمة للوطن العزيز؛ لما اشتملت عليه من الحكمة والموعظة الحسنة؛ لأن التشخيص هو عبارة عن تواريخ مجسَّمة تنبئنا بأحوال الأعصر الخالية؛ لنتبع منها الفضيلة ونجتنب الرذيلة، كما قلت:
وقد جعلت جميع أشعار رواياتي ابتكارًا إلا ما ندر، تضمينًا أو تشطيرًا أو تخميسًا، واتبعت في تأليفها السهولة وعدم الحشو؛ لتكون موافقة لأذواق السامعين، ونسأل الله أن يلهمنا الصواب، ويلهم المطَّلِع عليها الصفح عما عساه يراه بها من الزلل، فإن العصمة لله وحده وله الحمد في الآخرة والأولى.
الفصل الأول
المنظر الأول
(تنكشف الستارة عن منزل المرحوم الأمير رشيد، وفيه بنته السيدة عزيزة مع خطيبها الأمير عزيز ابن الأمير صديق.)
(ثم إنها تبكي.)
(ثم تدخل الأميرة ليلى والدة نديم.)
(ثم يدخل نديم وبإحدى يديه كأس والأخرى زجاجة ثم يشرب.)
(ثم تخرج عزيزة من المرسح.)
(ثم يشرب مرارًا ويقول):
وعندي بيرات نمساوية، وشمبانية فرنساوية، وفرمودات تليانية، ووسيكات إنكليزية، وروميات مسكوفية، وأنبذة يونانية، وعرقيات شامية، وأفيونة هندية، ومعاجين مصرية. كل هذه معدات للسرور، بل كيمياء الأنس والحبور. فهل لك يا عزيزي في كاس، تطيب بها منك الأنفاس.(ثم يدخل خادم نديم.)
(ثم يشرب نديم كأسين ويقول):
(ثم يشرب نديم كأسين ويقول):
(ثم يخرج نديم.)
(ثم تخرج ليلى.)
(وفي أثناء الإنشاد تدخل عزيزة.)
•••
(ثم تخرج عزيزة من جهة وعزيز يخرج من جهة أخرى، وتكشف ستارة عن المنظر الثاني.)
المنظر الثاني
(تنكشف الستارة عن حانة خمَّار وفيها صاحبها الخواجة باولو وخادمه جورجي وروزة وصوفيا بيراريات، وخمس ترابيزات وجالس على إحداها نديم ومعه أصحابه عامر ولطفي والشيخ عبود، وجالس بجانب نديم كل من روزة وصوفيا وكلهم ينشدون هذا الدور.)
مذهب
دور
مذهب
دور
مذهب
(ثم يدخل جورجي ومعه الكونياك.)
(ثم يخرج باولو لإحضار الشمبانية.)
(ثم يدخل باولو بالشمبانية ويشربونه.)
(ثم يخرج جورجي لإحضار الوسكي.)
(ثم تدنو صوفيا وتأخذ الدبوس الألماس من صدر نديم وتوضعه في صدرها وتقول):
(ثم يدخل باولو بالوسكي ويشربونه.)
(ثم إن روزة تمسك يد نديم وتنزع خاتمه وتلبسه وتقول):
(ثم يعطيها ورقة وهي تعطيها لباولو ويقرأها سرًّا.)
(ثم يخرج جورجي لإحضار الزبيب.)
(ثم يدخل حشمت وراغب ويجلسان على ترابيزة وتقابلهما روزة.)
(ثم تخرج روزة لإحضار الكونياك.)
(ثم يدخل شخص فلاح اسمه عمار.)
(ثم تأتي إليه صوفيا.)
(ثم تتوجَّه صوفيا.)
(ثم تأتي روزة بالكونياك لراغب.)
(ثم تدخل صوفيا بالزبيب لعمار.)
(ثم ينشدونه هذه الأدوار):
(ثم يدخل الخواجة إبراهيم الصراف ويجلس على كرسي.)
(ويشير لنديم)
(ثم يخرج جورجي لإحضار المشروب.)
(ثم يخرج جورجي.)
(ثم إن باولو يُخرِج ورقة من جيبه ويقول):
(ثم نديم يطلع الختم من جيبه ويعطيه لإبراهيم.)
(ثم إن إبراهيم يأخذ الختم ويختم جملة أوراق ثم يسلمه لنديم.)
(ثم يخرج إبراهيم.)
(ثم يدخل باولو بالمشروبات.)
(ثم يرتمي نديم على الأرض بغاية السُّكر ويتهوع.)
(ثم إن الجميع ينشدونه هذه الأدوار.)
•••
الفصل الثاني
المنظر الأول
(تنكشف الستارة عن منزل نديم بغاية الحقارة، وفيه نديم وأخته عزيزة ووالدتها الأميرة ليلى لابسين ملابس رثَّة.)
(ثم يبكي)
(ثم يبكي)
المنظر الثاني
(تنكشف الستارة عن منزل الأمير صدِّيق جالسًا مع ولده عزيز، وصالح البواب واقف على الباب.)
(ثم يدخل نديم قليلًا.)
(ثم إن البواب يدفع نديمًا بقوة للخارج حتى يقع على الأرض.)
(ثم يخرج نديم بالكلية.)
(ثم يخرج صديق وعزيز وتنزل الستارة على منزل صديق وترجع الحال لمنزل نديم، ثم يدخل نديم.)
(ثم تدخل ليلى وعزيزة.)
(ثم يجثون على الركب وينشدون هذه الأدوار):
•••
•••
(ثم يُطرق الباب مرارًا فيقفون جميعًا منذهلين.)
(ثم يخرج نديم.)
(ثم يدخل نديم.)
(ثم تدخل امرأة عجوز ملثمة الوجه وخلفها خادم يحمل خرجًا ثم تجلس.)
(ثم إنها تسلمه الخرج والعقدين.)
(ثم يخرج نديم بالمال والجواهر.)
(ثم إن مباركة تُخرِج من جيبها حُقًّا فيه قرط من الجوهر.)
واعلمي يا عزيزة أني ورثت هذا القرط عن أجدادي، ولا يوجد مثله في بلادكم وبلادي. يكاد سناه يأخذ بالأبصار، وثمنه علينا ألف دينار، وأني ليس لي بنت ولا ولد، فأنت أولى به من كل أحد، وقد وهبتك يا عزيزة إياه، فاقبليه مني على بركة الله.(ثم تودعهما وتخرج.)
(ثم يدخل نديم.)
(ثم يدخل شاب ملثم الوجه.)
الفصل الثالث
(تنكشف الستارة عن وادي صغير وفيه رجل بدوي اسمه صميدة.)
(ثم يدخل جبالي.)
(ثم يخرج جبالي.)
(ثم يخرج صميدة وترتفع ستارة عن المنظر الثاني.)
المنظر الثاني
(تنكشف الستارة عن أودية وفيها هودج الملكة وبعض الحرس وعددهم عشرة، وبهجت بك حاكم الحملة وشجاع قائد الحملة، وتخرج الملكة وبنتها من الهودج.)
(ثم يظهر قتال خفيف وراء المرسح.)
(ثم تُسمع حركة حرب وعراك بالسيوف.)
(ثم يُسمع ضجيج حرب عنيف وراء المرسح.)
(ثم يدخل شجاع.)
(ثم يخرج شجاع وتظهر حركة رجال.)
(ثم يدخل كيلاني ومعه خمسة أشقياء.)
(ثم يبرز القائد ويقول):
(ثم يقع الحاكم جريحًا من طعنة كيلاني.)
(ثم تظهر ضجة ويدخل نديم وأتباعه عشرة، فينكمش كيلاني ويقف ساكنًا.)
(ثم يطعن نديم وتخيب الطعنة.)
(ثم يتضاربان ونديم يقتل صمصام ويقع قتيلًا.)
(ثم يخرج كيلاني لقتل نديم.)
(ثم يهجم على نديم ويضربه وتخيب الضربة.)
(ثم يطعنه نديم فيموت وتحصل معركة خفية جدًّا بين جماعة كيلاني وجماعة نديم.)
(ثم يظهر نشيد من بعيد وتسكن له المعركة المذكورة وهم نحو عشرين نفر حاملي السيوف، ثم يدخل شجاع بعساكر الملك.)
(ثم تقبض العسكر على جميع الموجودين بما فيهم نديم ويوثقونهم وتخرج الملكة وبنتها من الهودج.)
(ثم تتقدم الملكة وتفكه بيدها.)
•••
•••
(ثم يقول نديم سرًّا.)
•••
الفصل الرابع
(تنكشف الستارة عن سراي السلطان وجالس معه فيها إمام الدولة ووزير الداخلية ووزير العلوم وأربعة حجاب.)
(ثم يدخل حاجب.)
(ثم يخرج الحاجب.)
(ثم يدخل الرسول.)
(ثم يأخذ الملك ويقرؤه منزعجًا.)
(ثم يخرج التشريفاتي.)
(ثم تدخل القواد ينشدون):
(ثم تخرج القواد.)
(ثم يدخل التشريفاتي.)
(يخرج التشريفاتي)
(ثم يدخل الرسول واسمه فاضل.)
(ثم إن الجميع ينشدون):
الفصل الخامس
(تنكشف الستارة عن منزل الأمير نديم جالسًا مع والدته ليلى وأخته عزيزة.)
(ثم تلتفت لنديم وتقول):
(ثم يخرج نديم.)
(ثم تخرجان وتنكشف ستارة أخرى عن المنظر الثاني.)
المنظر الثاني
(تنكشف الستارة عن منزل الأمير صديق جالسًا مع ولده عزيز، وأمامهما خادمان والحاج صالح واقف على الباب.)
(ثم يلتفت صديق للباب ويقول):
(ثم يدخل نديم والبواب يلثم ذيله.)
(ثم يقوم صديق ويقابل نديم.)
(ثم يخرج عزيز.)
(ثم تدخل ليلى وعزيزة ويقبِّلون يده.)
(ثم يصفق جهة الباب وتخرج المغربية بحالتها الأولى.)
(فيندهشون)
(ثم يصفق جهة الباب ويقول):
(ثم يدخل حبيب ملثمًا، ومعه صندوق الجواهر.)
(فيندهشون زيادة)
(ثم يكشف صديق عن وجه المغربية ويقول):
(ثم يكشف اللثام عن وجه حبيب ويقول):
(ثم يقع نديم وليلى وعزيزة على أقدام صديق وينشدون):
(ثم يقفون بغاية الخشوع.)
(ثم يلتفت لعزيزة.)
(ثم يقعون على أقدامه وينشدون):
(ثم يقفون جميعًا.)
(ثم يدخل صالح وبيده كتاب.)
إلى حضرة الفاضل الأمير، الشيخ صديق الوزير. بناء على ما صدر به نطق الحضرة الملوكية، أدعوكم للحضور حالًا للسراي السلطانية، ومعكم نجلكم الفخيم، وحضرة الأمير الجليل نديم، مع أمه وأخته الفاخرتين، ومَن يليق وجوده من العائلتين، وليكن حضوركم بصفة رسمية؛ لتغنموا بتعطفات الحضرة السَّنية.
(ثم يطوي الكتاب ويقول):
(ثم إنهم ينشدون هذه الأدوار):
•••
(ثم يخرجون جميعًا وتنكشف الستارة عن المنظر الثالث.)
المنظر الثالث
(تنكشف الستارة عن سراي السلطان جالسًا مع الملكة، وأمامهما بعض الجواري.)
(ثم يخرج جوهر.)
(ثم تدخل نعمى.)
(ثم يدخل صديق وليلى ونديم وعزيز وعزيزة ومباركة وحبيب، ويلثمون ذيل الملك ويقفون ثم يقف الملك والملكة.)
(ثم يخرج جوهر.)
(ثم تدخل الملكة نعمى وتقف خلف والدها.)
(ثم يضع يد نعمى في يد نديم ويقول):
تقاريظ الرواية
قال سعادة العالم الفاضل والأديب الكامل إسماعيل باشا صبري وكيل نظارة الحقانية: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فإني طالعت رواية «صدق الإخاء» تأليف حضرة صديقنا الأديب الفاضل إسماعيل بك عاصم، فلم أتمالك دون أن قلت مرتجلًا:
وقال حضرة الفيلسوف الشهير والعالم الكبير المرحوم حسن باشا حسني الطويراني صاحب جريدة «النيل» ومجلة «الشمس»: باسم الله الودود، والصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود وبعد، فهذا تقريظ بقدر ما جاء، لا بقدر ما وجب لرواية «صدق الإخاء»، تأليف حضرة الكامل العالم، والأديب الناثر الناظم، الكريم ابن الأكارم إسماعيل بك عاصم: