نزوة العاشق والشركاء
«إيجله: حسنًا! والآن سنرى! طالما تمنَّيتُ أن تُتاح لي فرصةُ تغييرِ فِكر هذا الراعي، وأنْ أسعد بذلك! واليومَ تَتحقَّق لي الأمنية! انتظر، وسوف أُلقِّنك درسًا لن تنساه، وأُعرِّفك مَن تكون! فإذا استطعتَ بعد ذلك أن تُعذِّبها، ﻓ…! إنه يُقبِل! اسمع يا إريدون.»
«نزوة العاشق» و«الشركاء»؛ مسرحيتان كتبَهما أديبُ ألمانيا الأشهر «يوهان جوته» في بداية حياته الإبداعية، ﻓ «نزوة العاشق» هي أول مسرحية كتبَها، وتَتميَّز بانتمائها إلى المسرح الرعوي الذي يُصوِّر الطبيعة والبيئة الرعوية، فضلًا عن انبثاقها من يَنبوعٍ شرقي؛ هو «ألف ليلة وليلة». وهي تُصوِّر العِشق والغيرة وحُب التملُّك؛ إذ تدور أحداثها حول الحبيبَين، «أمينة» و«إريدون»، لكنَّ الغيرة تَستبدُّ ﺑ «إريدون» إلى أقصى درجة، عندما يمنع حبيبته من الرقص، ويَتسبَّب في إيذائها نفسيًّا، فتلجأ إلى صديقتها «إيجله» التي تُلقِّنه درسًا مُفادُه أنَّ على الإنسان النظرَ إلى نفسه أولًا، قبل أن يُثقِل على الآخَرين. أما مسرحية «الشركاء» فهي كوميديا اجتماعية، مُتأثِّرة بالطابع الفرنسي، تُصوِّر شهوةَ المال، والفضول، والعِشق؛ إذ يَتورَّط الجميع في جريمةِ سرقة، فنَتبيَّن أن الجميع شركاءُ في الخطيئة، ومُتساوون في الذنب.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور مصطفى ماهر.
تحميل كتاب نزوة العاشق والشركاء مجانا
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
-
صدر أصل هذا الكتاب باللغة الألمانية
في تواريخ متعددة.
-
صدرت هذه الترجمة
عام ١٩٦٦.
-
صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.
عن المؤلف
جوته: أديبٌ وروائيٌّ وقاصٌّ وشاعرٌ ألمانيٌّ شهير، له إسهامٌ كبيرٌ في الأدبِ العالَمي، والألمانيِّ خاصة.
وُلدَ «يوهان فولفجانج جوته» في مارس عامَ ١٧٤٩م في مدينةِ فرانكفورت على نهرِ الماين، لأبٍ حازمٍ ميسورِ الحال، فألزَمَه بتعلُّمِ اللاتينيةِ والإيطاليةِ واليونانيةِ والعِبريةِ والفرنسيةِ والإنجليزيةِ وبعضِ الموسيقى والرسم، بالإضافةِ إلى بعضِ العلومِ الطبيعيةِ مثل الفيزياءِ والرياضيات، ثُم أرسلَه إلى جامعةِ ليبزج ليَدرسَ القانون، لكنه مالَ إلى دراسةِ الأدبِ فبدأَ بكتابةِ الأشعارِ والمسرحياتِ التمثيلية، وبجانبِ الأدبِ اهتمَّ بالتاريخِ الطبيعيِّ والطب.
عادَ «جوته» عامَ ١٧٦٨م إلى فرانكفورت، فغضبَ والِدُه عليه وأرسلَه إلى جامعةِ ستراسبورج، فحصلَ منها على إجازةِ القانون، وفيها لازمَ الكاتبَ الألمانيَّ الشهيرَ «هردر»، وعادَ إلى مَوطنِه عامَ ١٧٧١م وبدأَ في التدرُّبِ على الأعمالِ القضائيةِ والمُحاماةِ في مقرِّ المَحاكمِ الإمبراطوريةِ ومحاكمِ الاستئنافِ العُليا، ولازَمَ كبارَ القضاةِ وتعرَّفَ على بعضِ رجالِ السُّلطة.
في عامِ ١٧٧٤م تعرَّف «جوته» على الدوقِ «كارل أوغست» حاكمِ مُقاطعةِ فايمر، وتوطَّدتْ هذه الصداقةُ حتى أعطاه الدوقُ أحدَ أرفعِ المناصبِ في المُقاطعة، بالإضافةِ إلى تعيينِه عضوًا في المجلسِ الأعلى للمُقاطعة، واقتطعَ له راتبًا ومنزلًا.
سافَرَ «جوته» إلى إيطاليا عامَ ١٧٨٦م ومكثَ بها حوالَي عامٍ ونصف، واعتَبر هو نفسُه هذه الرحلةَ نقطةَ تحوُّلٍ في حياتِه؛ حيث تأثَّرتْ شخصيتُه بالفنِّ والأدبِ الإيطاليَّيْن، وفيها كتبَ مَسرحياتِه التمثيليةَ «إفيجينيا»، و«إيجمونت»، و«تاسو».
تأثَّرَ «جوته» بالأدبِ العربيِّ منذ شبابِه؛ ففي سنِّ الثالثةِ والعشرينَ نظمَ قصيدةً في مدحِ النبيِّ «محمد»، وتوطَّدتْ علاقتُه بالأدبِ الشرقي، الفارسيِّ والعربيِّ منه خاصةً بعد سنِّ الستين؛ حيث أقبلَ على دراسةِ شِعرِ «حافظ الشيرازي» مُترجمًا، واطَّلعَ على عاداتِ الشرقِ وتاريخِه، مستعينًا ببعضِ المستشرقين لأنه لم يَكن يُجيدُ العربية.
ﻟ «جوته» العديدُ من المؤلَّفات، لعلَّ أشهرَها: «أحزان فرتر»، و«فاوست»، و«الديوان الشرقي للمؤلف الغربي»، و«الأنساب المختارة»، و«تاسو»، و«نزوة العاشق».
تُوفِّي «جوته» في منزلِه في مُقاطعةِ فايمر عامَ ١٨٣٢م.