سنية هانم
البقاء لله! إسماعيل داود، منصور داود، سعيد داود، سليمان داود، ينعون بمزيد الأسف ساكنة الجنان والدتهم. وستشيع الجنازة من محطة مصر، الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الثلاثاء ١٦ أكتوبر سنة ١٣٤٠، وسيقتصر على تشييع الجنازة عملًا بالسنة النبوية.
بمثل هذه العبارة البسيطة السَّاذَجة الأنيقة نعى النبلاء منذ ١٣ سنة المرحوم والدهم ساكن الجنان محمد داود باشا ابن الأمير إسماعيل بك ابن المرحوم الأمير محمد علي باشا الصغير ابن ساكن الجنان محمد علي باشا الكبير رأس البيت المالك.
وقد توفي المرحوم محمد داود باشا بعد أن امتزج بأهل الحركة الوطنية، فأغضب بعض المقامات السامية.
فلما انتقل إلى رحمة مولاه اتفق أولاده على أن تكون الجنازة بعيدة عن الرسميات.
وكان حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد يومذاك في رحلة له بالوجه القبلي، فلما نُعي إليه الفقيد أمر بأن تكون الجنازة رسمية يشترك فيها الجيش والموسيقى الراكبة والمدفعية.
فنقلت جثة الفقيد من داره بين الحلمية الجديدة والزيتون إلى محطة كوبري الليمون، ومن هناك سار الموكب الرسمي إلى المقبرة. وأقيمت ليالي المأتم الثلاث في دار السيدة حرمه بالجيزة.
وفقيدة اليوم السيدة الجليلة المرحومة المبرورة سنية منصور كريمة المرحوم منصور يكن باشا، ابن خال الأسرة المالكة، والوزير الخطير الذي خدم الدولة بعلمه وفضله، وباسمه سمي الشارع المشهور الذي تخترقه سكة حديد حلوان من محطة باب اللوق إلى ما بعد محطة السيدة زينب.
وأمها البرنسيسة توحيدة هانم زينة بنات الخديو إسماعيل وأحبهن إليه.
وكان الاحتفال بزفاف سنية هانم آخر الاحتفالات الكبرى في مصر التي ذكَّرت الناس بأفراح الأنجال.
بلغت أكلاف العرس ثلاثين ألف جنيه، منها عشرة آلاف جنيه نفقات المهرجان الذي دُعي إليه يومذاك ألف نفس من الأمراء والوزراء والقناصل ورجال الجيش والأعيان وغيرهم.
والنبلاء أنجال المرحوم داود باشا خيرة أبناء مصر علمًا وأدبًا وذكاء وكياسة، لهم اليد الطُّولَى في نشأة الكشافة والألعاب الرياضية ومساعدة كل مشروع خيري وأدبي.
أطال الله حياتهم، ونفع البلاد بأدبهم وبرهم.