حرف الألف
- إنَّ من البيانِ لسِحْرًا: قاله النبي ﷺ حين وفد عليه عمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم، فسأل النبي ﷺ عمرو بن الأهتم عن الزبرقان فقال عمرو: مطاع في أدنيه شديد العارضة مانع لما وراء ظهره. فقال الزبرقان: يا رسول الله إنه ليعلم مني أكثر من هذا ولكنه حسدني. فقال عمرو: أما والله إنه لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الوالد لئيم الخال، والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى، ولكني رجل رضيت فقلتُ أحسن ما علمت، وسخطت فقلت أقبح ما وجدت فقال ﷺ: «إن من البيان لسحرًا.» يُضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة.
-
أَلْقِ دَلْوَك في الدِّلاء: يُضرب مثلًا في الحث على الاكتساب وترك التواني في طلب الرزق، وهو من قول أبي
الأسود الدؤلي:
وما طلب المعيشة بالتمنيولكن ألقِ دَلْوَك في الدلاءتجيء بملئها يومًا ويومَاتجيء بحمأة وقليل ماء
وقال بعضهم: ما أحبُّ أني مكفيٌّ وأنَّ لي ما بين شرق وغرب، قيل: ولِمَ؟ قال: كراهية العجز.
- إِنَّ غدًا لناظره قريب: أي لمنتظره، يقال: نظرته أي انتظرته.
-
أَحَشَفًا وسُوءَ كِيلَة: قال في الصحاح في ح ش ف: الحَشَفُ أردأ التمر، وفي المثل: أَحشَفًا وسوءَ
كيلة.
وقال في ك ي ل: الاسم الكيلة بالكسر، يقال: إنه لحَسَن الكِيلة مثل الجِلسة والرِّكبة، وفي المثل: أحَشَفًا وسوء كيلة، أي أتجمع أن تعطيني حشفًا وأن تسيء لي الكيل.
- إِن المُنْبَتَّ لا أرْضًا قطع ولا ظَهْرًا أَبْقَى: المنبت: المنقطع عن أصحابه في السفر، والظهر: الدابة. يُضرب لمن يبالغ في طلب الشيء ويُفرِط فيه حتى إنه ربما يفوته على نفسه.
-
اتَّسع الخرق على الراقع: معناه: قد زاد الفساد حتى فات التلافي، وهو من قول ابن حمام الأزدي:
كالثوب إن أنهج فيه البِلَىأعيا على ذي الحيلة الصانعكنا نداريها وقد مزقتفاتَّسع الخرق على الراقع
- أَطِرِّي فإنَّكِ ناعِلة: قال في الصحاح في ط ر ر: وأَطَرَّ أي أدلَّ، وفي المثل: أَطِرِّي فإنكِ ناعلة. قال ابن السكيت: أي أدِلِّي، فإن عليك نعلين. يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع على لفظ التأنيث؛ لأن أصل المثل خوطبت به امرأة فجرى على ذلك. وقال أبو عبيد: معناه اركب الأمر الشديد فإنك قويٌّ عليه، قال: وأصله أن رجلًا قال لراعية له كانت ترعى في السهولة وتترك الحزونة: أطرِّي أي خذي طرر الوادي — وهي نواحيه — فإن عليك نعلين. قال: وأحسبه عنى بالنعلين غلظ جلد قدميها. وقال في ن ع ل: ورجل ناعل ذو نعل، وفي المثل أطرِّي فإنك ناعلة.
- إِنَّ الحديدَ بالحديدِ يُفْلح: الفلح الشقَّ، ومنه الفلَّاح للحراث لأنه يشق الأرض، أي يستعان في الأمر الشديد بما يشاكله.
-
أَسْمَعُ جَعْجَعَةً ولا أَرَى طِحْنًا: قال في الصحاح: الجعجعة صوت الرحى، وفي المثل: أسمع جعجعة، ولا أرى طِحنًا،
والجعجعة أصوات الجِمال إذا اجتمعت. ا.ﻫ.
والطِّحْن بالكسر: الدقيق، وهو مثل يضرب للجبان يوعد ولا يوقع، وللبخيل يعِد ولا ينجز.
- إِنَّ المَقدَرةَ تُذْهِبُ الحفيظة: المقدرة: القدرة، والحفيظة: الغضب، قال أبو عبيد: بلغنا هذا المثل عن رجل عظيم من قريش في سالف الدهر كان يطلب رجلًا بذحل، فلما ظفر به قال: لولا أنَّ المقدرة تذهب الحفيظة لانتقمت منك. ثم تركه.
-
إنباضٌ بغيرِ توتير: الإنباض مصدر قولك: أنبضت القوس إذا جذبت وترها ثم أرسلته لترن، والتوتير
مصدر قولك: وتَر قوسه إذا شدَّ وترها.
وقال في لسان العرب: قال اللحيانيِّ: وتَّرها وأوترها شدَّ وترها، وفي المثل: إنباض بغير توتير.
ابن سيده: ومن أمثالهم لا تعجل بالإنباض قبل التوتير، وهذا مثل في استعجال الأمر قبل بلوغ أناه.
-
أَيُّ الرجالِ المُهَذَّب: أول من قاله النابغة حيث قال:
ولَستَ بمُستَبْقٍ أخًا لا تَلُمُّهعلى شَعَثٍ أَيُّ الرجال المُهذبُ
- أَنْ تَسْمَعَ بالمُعَيدِيِّ خير من أَنْ تراه: قال في الصحاح: قال الكسائي: وفي المثل أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، وهو تصغير مَعَدِّيٌّ منسوب إلى معدِّ، وإنما خُفِّفَتِ الدال استثقالًا للجمع بين التشديدين مع ياء التصغير. يضرب للرجل الذي له صيت وذكر في الناس، فإذا رأيته ازدريت مرآته. وقال ابن السكيت: تسمع بالمعيدي لا أن تراه، قال: وكأنَّ تأويله تأويل أمر كأنه قال: اسمعْ به ولا تره.
- إِنَّ الرثيئةَ تَفْثَأُ الغَضَب: يضرب مثلًا لحسن موقع المعروف وإن كان يسيرًا، وأصله أن رجلًا غضب على قوم فأتاهم للإيقاع بهم، فسقوه رثيئة فسكن غضبه، والرثيئة: اللبن الحامض يُصَبُّ عليه حليب، وتفثأ تُسكن، يقال: فثأت القدر إذا سكنت غليانها بالماء.