حرف العين
- عَقَدهُ بأُنشوطة: أي عقده عقدًا غير محكم، وذلك أن الأنشوطة يسهل حلها، تقول: نشطته تنشيطًا إذا عقدته بأنشوطة، وأنشطته إنشاطًا إذا حللته، فإذا عقدته عقدًا محكمًا فلت أربت عقده وهو مؤرب.
-
عِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليقينُ: قال ابن السيد في كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب: قد اختلف العلماء في هذا
المثل، فكان الأصمعي يقول: جفينة بالنون والفاء وقال هو خَمَّار، وكذلك قال ابن
الأعرابي، وكان أبو عبيدة يقول: حفينة بحاء غير معجمة، وكان ابن الكلبي يقول:
جهينة بالجيم والهاء، وهو الصحيح. وذلك أن أصل هذا المثل أن حصين بن عمرو بن
معاوية بن كلاب خرج في سفر ومعه رجل من جهينة يقال له الأخنس بن شريف، فنزلا في
بعض منازلهما، فقتل الجهيني الكلابي وأخذ ماله، وكانت لحصين أخت تسمى صخرة،
فكانت تبكيه في المواسم وتسأل الناس عنه، فلا تجد من يخبرها بخبره، فقال
الأخنس:
وكم من فارس لا تزدريهإذا شخصت لموقفه العيونيذل له العزيز وكل ليثحديد الناب مسكنه العرينعلوت بياض مفرقه بعضبيطير لوقعه الهام السكونفأضحت عرسه ولها عليههدو بعد زفرتها أنينكصخرة إذ تساءل في مزاحوفي جرم وعلمها ظنونتُسائل عن حصين كل ركبوعند جهينة الخبر اليقين
-
عَسَى الغُوَيْرُ أَبؤُسًا: قال في الصحاح: في غرور، وتصغير الغار غوير، وفي المثل: عسى الغوير أبؤسًا،
قال الأصمعي: أصله أنه كان غار فيه ناس فانهار عليهم أو أتاهم فيه عدو فقتلوهم،
فصار مثلًا لكل شيء يخاف أن يأتي منه شر. وقال ابن الكلبي: الغوير ماء لكلب،
وهو معروف، وهذا المثل تكلمت به الزَّبَّاء لما تنكب قصيرا اللخمي بالإجمال
الطريق المنهج وأخذ على الغوير، وقال في ع س ي: عسى من أفعال المقاربة، وفيه
طمع وإشفاق، ولا يتصرف لأنه وقع بلفظ الماضي لما جاء في الحال، تقول: عسى زيد
أن يخرج، وعست فلانة أن تخرج، فزيد فاعل عسى، وأن يخرج مفعولها، وهي بمعنى
الخروج إلا أن خبره لا يكون اسمًا، لا يقال عسى زيد منطلقًا. وأما قولهم: عسى
الغوير أبؤسًا فشاذ نادر وضع أبؤسًا موضع الخبر، وقد يأتي في الأمثال ما لا
يأتي في غيرها، وربما شبهوا عسى بكاد واستعملوا الفعل بعده بغير أن، فقالوا:
عسى زيد ينطلق، وقال في ب أ س: والأبؤس جمع بؤس من قولهم: يوم بؤس ويوم نعم،
والأبؤس أيضًا الداهية، وفي المثل: عسى الغوير أبؤسًا وقد أبأس إبآسًا، قال
الكميت:
قالوا: أساء بنو كرز فقلت لهمعسى الغوير بأبآس وأغوار
وأبؤسًا منصوب على أنه خبر يكون المقدرة.
- عَشِّ ولا تغْتَرَّ: أصل المثل فيما يقال أن رجلًا أراد أن يفوز بإبله ليلًا واتكل على عشب يجده هناك، فقيل له: عش ولا تغتر بما لست منه على يقين.
-
عندَ النطاحِ يُغلبُ الكبشُ الأجَمْ: ويقال أيضًا: التيس الأجم، وهو الذي لا قرن له.
يُضرب لمن غلبه صاحبه بما أعد له.
- العقوقُ ثُكلُ من لمْ يَثكل: أي إذا عقه ولده فقد ثكلهم وإن كانوا أحياء، قال أبو عبيد: هذا في عقوق الولد للوالد، وأما قطيعة الرحم من الوالد للولد فقولهم: المُلك عقيم، يريدون أن المَلِك لو نازعه ولده الملك لقطع رحمه وأهلكه حتى كأنه عقيم لم يولد له.
- على يديْ عدل: قال ابن السكيت: هو العدل بن جزء بن سعد العشيرة، وكان على شرط تُبَّع، وكان تبع إذا أراد قتل رجل دفعه إليه فجرى به المثل في ذلك الوقت، فصار الناس يقولون لكل شيء قد يئس منه: هو على يدي العدل.
-
العنوقُ بعدَ النوق: العناق: الأنثى من أولاد المعز وجمعه عنوق، وهو جمع نادر، والنوق جمع
ناقة.
يُضرب لمن كانت له حال حسنة ثم ساءت، أي كنت صاحب نوق فصرت صاحب عنوق.
-
على أهلها تجني برَاقش: براقش: كلبة كانت لقوم من العرب، فأُغِيرَ عليهم فهربوا ومعهم براقش، فاتبع
القوم آثارهم بنباح براقش، فهجموا عليهم فاصطلموهم.
وأبو براقش: طائر يتلون في اليوم ألوانًا، ويقال للرجل الكثير التلون: أبو براقش.
- عنْزٌ بها كل داء: يُضرب للكثير العيوب من الناس والدواب.
- العَوْدُ أحمْدُ: يجوز أن يكون أحمد أفعل من الفاعل، يعني إنه إذا ابتدأ العرف جلب الحمد إلى نفسه، فإذا عاد كان أحمد له أي أكسب للحمد له، ويجوز أن يكون أفعل من المفعول، يعني أن الابتداء محمود والعود أحق بأن يحمد منه.
- عاد الأمر إلى نصابه: يُضرب في الأمر يتولاه أربابه.
- العتاب قبل العقاب: يُروى بالنصب على إضمار استعمل العتاب، وبالرفع على أنه مبتدأ يقول: أصلح الفاسد ما أمكن بالعتاب، فإن تعذر أو تعسر فبالعقاب.
- عُثَيثةٌ تَقرم جلدًا أملسًا: يُضرب للرجل يجتهد أن يؤثِّر في الشيء فلا يقدر عليه، وعثيثة تصغير عثة وهي دويبة تأكل الأدم.