مذاهب النسيب
أكثر شعراء العرب من الحديث عن الحب، وعن الحسن وتنوعت مذاهبهم في وصف ما يشقى به المحب، وما ينعم به الحبيب!
- الأول: وصف ما يلاقي المحبون من عنت الحب، ويدخل في ذلك كل ما يهيج الوجد، ويثير الدمع، كحديث الفراق، والعتاب، والذكرى، والحنين.
- الثاني: وصف ما يرى الشعراء في أحبابهم من روعة الحسن، ويدخل في ذلك كل ما تتمتع به النفس؛ والعين، من جمال الأبدان والأرواح، كوصف العيون، والخدود، والثغور، والنحور، والصدور، وكالحديث عن العطف، والرفق، والوفاء والعفاف.
وقد رأيت أن أفصل مذاهب النسيب في وصف ما يشقى به المحبون في كتاب اسميه «مدامع العشاق»، وأن أشرح مذاهبهم في الكلام عن الحسن في كتاب اسميه «أفنان الجمال».
وكان الواجب أن نبدأ بطبع «أفنان الجمال» لأنه أوفى وأمتع، ولأن أفنان الجمال، وجدت قبل مدامع العشاق.
ولكن دولة الحسن لا عدل فيها ولا رحمة، فلنتابعها في الظلم، ولنقدم الفروع على الأصول!