غراب البين
أكثر العرب من ذكر الغراب، والتشاؤم من منظره، حتى ليقولون:
رأيت غرابًا ساقطًا فوق بانةٍ
ينتفُ أعلى ريشه ويطايرُه
فقلت ولوَ انِّي أشاء زجرته
بنفسي للنهدي هل أنت زاجرهُ
فقال غرابٌ لاغتراب من النوى
وفي البان بينٌ من حبيب تجاوره
فما أعيَف النهديَّ لا درَّ دره
وأزجره للطير لا عز ناصره
ومن الشعراء من استخف بهذه الخرافة، وسخر من المتطيرين، ورأى أن الإبل هي التي تفرق الأحباب، كقول أبي الشيص:
ما فرَّق الأحباب بعـ
ـد الله إلا الإبلُ
والناس يلحون غرا
ب البين لمَّا جَهلوا
وما على ظهر غرا
ب البين تطوى الرحل
ولا إذا صاح غرا
ب في الديار احتملوا
وما غراب البين إلا
ناقةٌ أو جمل
ومنهم من لا يجيز ذم المطي، لأن لها صلة بمن يحب، كالذي يقول:
زعموا بأن مطيهم عون النوى
والمؤذنات بفرقة الأحباب
ولو انها حتفي لما أبغضتها
ولها بهم سببٌ من الأسباب