القلب والكبد
موطن الحب هو القلب، في حديث الشعراء، وقد أثبت أخيرًا أحد الأطباء الألمان أن موطن
الحب
هو الكبد، ونريد أن نذكر هنا طرفًا من حديث العرب عن الكبد، وقرار الحب فيه، بما يماثل
هذا
الرأي الجديد. قال بعض الأعراب:
فيا كبدًا يُحمى عليها وإنها
مخافَةَ هيضات النوى لخفوقُ
أقام فريق من أناس ٍيودهم
بذات الغضا قلبي وبان فريق
بحاجة محزون يظل وقلبه
رهينٌ بِبَضَّاتِ الحِجالِ صديق
وجرى ذكر القلب والكبد في كلمة صردر حين قال:
لا الحمى بعدكم مَناخٌ ولا ما
ءُ اللوى إذ هجرتموه بوردِ
والفؤاد الذي عهدتم جموحًا
راضه طول جوركم والتعدِّي
ما تريدون من دلائل شوقي
غير هذا الذي أُجنُّ وأُبدي
كبدٌ كلما وضعت عليهِ
راحتي قال أنت قادح زندي
وجفون جرين مدًا وماء الـ
ـبحر يرتاح بين جَزْر ومد
وكذلك جمع بينهما البحتري حين قال:
وما كبدي بالمستطيعة للأذى
فأسلو ولا قلبي كثير التقلبِ
وابن الأحنف حين قال:
ما للكلوم التي بالقلب من آسي
فاصبر على اليأس يا مستقبل الياسِ
ما أسمج الناس في عيني وأقبحهم
إذا نظرت فلم أبصرك في الناس
حتى متى كبدي حَرَّى معطشةً
ولا يلين لشيء قلبك القاسي
يا موريَ الزند قد أعيت قوادحُه
اقبس إذا شئت من قلبي بمقباس