جناية العين والقلب
من الشعراء من يرى أن عينه سبب بلائه، كقول خالد الكاتب:
أعان طرفي على جسمي وأحشائي
بنظرةٍ وقفت جسمي على دائي
وكنت غِرًّا بما يجني على بدني
لا علم لي أن بعضي بعض أدوائي
ومثله قول الأرجاني:
تمتعتما يا مقلتي بنظرةٍ
وأوردتما قلبي أشر المواردِ
أعيني كُفا عن فؤادي فإنه
من البَغْيِ سعيُ اثنين في قتلِ واحد
ويرى الشريف الرضي أن قلبه سبب شجاه، ويقول:
قلب كيف علقت في إشراكهم
ولقد عهدتك تُفلت الأشراكا
أكثبتَ حتى أقصدتك سهامهم
قد كنت عن أمثالها أنهاكا
إن ذبت من كمد فقد جر الهوى
هذا السقام عليَّ من جرَّاكا
لا تشكون إلي وجدًا بعدها
هذا الذي جرت عليَّ يداكا
لأعاقبنك بالغليل فإنني
لولاك لم أذق الهوى لولاكا
ويأسى صردر على أن كانت أجفانه حجاب قلبه، ويقول:
لواحظنا تجني ولا علم عندها
وأنفسنا مأخوذةٌ بالجرائر
ولم أر أغبى من نفوس عفائفٍ
تصدق أخبار العيون الفواجر
ومن كانت الأجفان حجاب قلبه
أذن على أحشائه للفواقر
وقال ابن الأحنف يشكو ظلم قلبه وحبيبه:
يهيم بجيران الجزيرة قلبهُ
وفيها غزال فاتر الطرف ساحره
يؤازره قلبي عليَّ وليس لي
يدان بمن قلبي عليَّ يؤازره