القسم العاشر
أفصح بيتر عن كل هذه الأشياء وأكثر؛ ظنًّا منه أنه أصبح آمنًا تحت حماية السلطات. ولكن بعد أن قضى حوالَي شهرَين في المستشفى، استُدعي ذات يوم إلى مكتب الإدارة حيث وجد جوفي يرمقه بعينَين يتطاير منهما الشرَر. وكانت أولى كلمات جوفي: «أنت أحمقُ لعين!»
تخبَّطت ركبتا بيتر، واصطكَّت أسنانه مجددًا، ثم صرخ قائلًا: «ﻣ… ﻣ… ماذا؟»
بدا كما لو أن جوفي سيلوي معصم بيتر مرةً أخرى وهو يقول: «ألم أقل لك أن تُطبقَ فمك؟»
«سيد جوفي، لم أخبر أحدًا! لم أنطق بكلمةٍ واحدة عن قضية جوبر، لم أنطق بكلمةٍ واحدة!»
بدأ بيتر يتكلم بسرعة متفوهًا بالكثير من الاعتراضات. ولكن قاطعه جوفي قائلًا: «أخرس، أيها المجنون! ربما لم تتحدث عن قضية جوبر، لكنك تحدَّثت عن نفسك. ألم تخبر أحدًا أنك عملتَ مع ذلك الرجل إلكالاندرا؟»
«ﻧ… ﻧ… نعم يا سيدي.»
«ألم تكن تعرف أن الشرطة تبحث عنه، وعنك أيضًا؟»
«ﻧ… ﻧ… نعم يا سيدي.»
«ألم تقل إنه قُبض عليك وأنت تبيع عقاقيرَ زائفة؟»
«ﻧ… ﻧ… نعم يا سيدي.»
صاح جوفي: «يا إلهي! وهل تظُن أنك بذلك ستظل شاهد ملك؟»
صرَخ بيتر في يأس: «ولكني لم أخبر أحدًا بأي معلوماتٍ مهمة. قلتُ فقط …»
صرخ المحقِّق بصوتٍ كالزئير: «كيف ستعرف المعلومات التي قد تكون مهمة؟» ثم أضاف سيلًا من السباب الغاضب، وقال: «لجماعة جوبر جواسيس بيننا، أحدهم هنا في هذا السجن. على أي حال، لقد كشفوا أمرك وعرفوا ماضيك. لقد دمَّرتَ كل ما فعلنا بفمك الثرثار!»
همَس بيتر بصوتٍ يكاد يتلاشى: «يا إلهي!»
قال جوفي: «تخيَّل نفسك جالسًا على منصة الشهادة! تخيَّل ما سيفعلونه بك أمام هيئة المحلَّفين! كنتَ تجوب أنحاء البلاد تحتال على الناس بالأدوية الزائفة، ودخلتَ السجن لهذا السبب! وعملتَ لصالح ذلك المحتال اللعين إلكالاندرا …» ثم أضاف بعض الكلمات المريعة، واصفًا الرذائل الكريهة التي اتُّهِم بها الكاهن الأكبر، ثم قال: «وأنت متورط في مثل هذه الأمور!»
صرخ بيتر منهارًا: «لم أفعل أيًّا من تلك الأمور! بل لم أكن أعرف حتى بوجودها بكل تأكيد.»
قال جوفي ساخرًا: «قل هذا لهيئة المحلَّفين! لقد ذهبوا حتى إلى المدعو شوميكر سميثرز، وسيضعون زوجتَه على منصة الشهادة لتُثبِتَ أنك لصٌّ دنيء وتروي قصةَ طردها إياك. حدث كل ذلك لأنك لم تستطع أن تُطبِق فمك كما أخبرتُك!»
انفجر بيتر باكيًا، وخر ساقطًا على ركبتيه، يتوسل قائلًا إنه لم يقصد أي ضرر؛ وإنه لم يكن يعلم أنه لم يكن من المفتَرض عليه أن يتحدث عن حياته الماضية؛ وإنه لم يكن يعلم ما يعنيه أن يكون شاهدًا، أو ما كان من المفتَرض عليه أن يفعل. كل ما قيل له كان ألَّا يذكر قضية جوبر، وقد فعل. بكى بيتر وتوسَّل، ولكن دون جدوى. أمَر جوفي بأن يعود بيتر إلى الحفرة، وأعلَن عن عزمه على إثبات أن بيتر كان مَن ألقى القنبلة، وأن بيتر، وليس جيم جوبر، كان العقل المدبر للمؤامرة ومنفِّذها. ألم يوقِّع بيتر اعترافًا بأنه ساعد في صنع القنبلة؟