القسم الحادي والعشرون

وضع ماكجيفني المال على السرير، وقال: «ها هو المال، وإذا أخبرتَني باسم الجاسوس، يمكنك أخذه. ولكن مِن الأفضل لك أن تسمع نصيحتي ولا تنفقه؛ لأنه إذا تبيَّن أنه ليس الجاسوس، فأقسم لك، أن إد جوفي سيقتلع ذراعَيك من جسمك!»

لم تقلِق هذه الكلمات بيتر، وقال: «أنا واثق من أنه الجاسوس.»

«حسنًا، من يكون؟»

«إنه جاك إيبيتس.»

صاح ماكجيفني غير مصدق: «ماذا تقول!»

«جاك إيبيتس، أحد حراس السجن الليليين.»

قال الآخر: «أعرفه، ولكن ما الذي وضع تلك الفكرة في رأسك؟»

«إنه أحد أقرباء الأختَين تود.»

«من هما الأختان تود؟»

قال بيتر: «جيني تود فتاتي.»

كرر الآخر الكلمة الأخيرة قائلًا: «فتاتك!» ثم نظر إلى بيتر، وانفرجت أساريره، وقال: «لقد حصلتَ لنفسك على فتاة في خلال أسبوعَين؟ لم أكن أعرف أنك تستطيع ذلك!»

كانت مديحًا أقرب إلى التشكُّك، ولكن ابتسامة بيتر لم تكن أقل انفراجًا، وأظهرت كل أسنانه المعوجَّة، وقال: «لقد حصلتُ عليها بالفعل، وهي مَن أخبرتْني بهذا السر في البداية — إيبيتس أحد أقربائها. وبعد ذلك شعرت بالذعر لأن أندروز، المحامي، جعلها وأختها تُقسِمان أنهما لن تذكُرا اسمه لأي إنسان. لذا، كما ترى، فهم يستخدمونه كجاسوس؛ لا شك في ذلك على الإطلاق.»

قال ماكجيفني، وحمل صوتُه دهشة حقيقية: «يا إلهي! من كان يظن أن هذا ممكن؟ عجبًا، إن إيبيتس أكثر رجلٍ محترم تحدَّثتُ إليه في حياتي؛ وهو في الحقيقة أحد أعضاء جماعة الحُمْر، وخائن أيضًا! أتعلم، هذا ما يجعل محاولة القضاء على هؤلاء الحُمْر شديدة الصعوبة؛ إنك لن تتمكَّن أبدًا من توقُّع مَن سيُجنِّدون، لن تتمكَّن أبدًا من تحديد مَن يمكنك أن تثق به. كيف يتمكَّنون من فعل ذلك في اعتقادك؟»

قال بيتر: «لا أعرف، هناك غبيٌّ يُولَد كل دقيقة، كما تعلم!»

قال الرجل ذو وجه الجُرَذ وهو يشاهد بيتر بينما يأخذ لفة الأوراق النقدية من على السرير ويُخبئها في جيبه السري: «حسنًا، على أي حال، تأكَّدتُ من أنك لست واحدًا منهم.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤