حريحور
تحدثنا فيما سبق عن الخطوات التي أدت إلى اعتلاء «حريحور» عرش مصر، والظاهر أنه كان طاعنًا في السن عند توليته العرش في «طيبة»، ولا نعلم — على وجه التأكيد — المدة التي مكثها فرعونًا على مصر، ومما تجدر ملاحظته هنا أن «مانيتون» لم يذكره بين ملوك هذه الأسرة، وعلى ذلك فإن سلطانه لم يكن معترفًا به إلا في إقليم «الطوبياد»، أي في الوجه القبلي، من أسوان حتى «أسيوط»، بل يقال: إنه كان يعدُّ دائمًا تابعًا قويًّا مستقلًّا للفرعون «سمندس»، الذي كان قد اتخذ «تانيس» بالوجه البحري مقرًّا لحكمه.
وليس لدينا من عهد «حريحور» سجلات مؤرَّخة، غير النقوش التي وجدت على تابوتي «سيتي الأول» و«رعمسيس الثاني».
وجاء ذكر «حريحور» على ورقة «نزمت» الجنازية الموجودة بمتحف «اللوفر».
(١) أسرة الفرعون «حريحور»
زوجة «نزمت»
-
(١)
وجد اسمها بمعبد «خنسو» على الجدار الأيسر للقاعة التي قبل المحراب.٦ويلاحظ هنا أن «نزمت» كانت تسير على رأس أولاد «حريحور» فهي إذن أمهم، وليست بوالدة «حريحور» كما يظن البعض.٧
-
(٢)
ووجد اسمها في «لوحة ليدن» السابقة الذكر. وقد صوِّرت هي وزوجها وكثير من أولادها.
-
(٣)
وقد وجد لها تابوتان متداخلان في خبيئة «الدير البحري»، وكل منهما من الخشب المشغول المرصع بالخزف المطلي، وتحيط بالصندوق ورقة من الذهب عدا لباس الرأس وبعض التفاصيل. وقد صنعت الحروف الهيروغليفية والجزء الهام من زينته من الحجر الجميل ومن عجينة الزجاج المرصعة بالذهب، ويتألف من الزينة كلها منظر خلاب غني بالزخرفة التي لا يكاد يتصوَّرها الإنسان. ولكن مما يؤسف له أن ما على التابوت من ذهب قد انتزع بالكشط، ولم يبقَ من الزينة إلا قطع بدائية. وهذا التخريب قد حدث في الأزمان القديمة، يدل على ذلك منظر الخشب والعناية التي بها احترم اللصوص الكتابات والصور المقدسة، وابتعادهم عن المساس بها. فقد اكتفى اللصوص القدامى بنزع الجعارين الكبيرة التي كانت على الصدر. وتدل الكتابة التي على الصندوق على أن صاحبته الملكة «نزمت» كانت رئيسة الحريم الكبرى للإله «آمون» ملك الآلهة، والأم الملكية ربة الأرضين «نزمت»، ويبلغ طول موميتها ١٫٦٥ متر، وجدت مزملة، وعثر عليها اللصوص المحدثون، كما تُبرهن على ذلك اللفائف والبردية التي انتزعت منها، ثم بيعت أجزاؤها على ثلاث مرات. والجزء الأول منها موجود في «إنجلترا»، والثاني في «بافاريا» من أعمال ألمانيا، والأخير في «متحف اللوفر». ويقال: إن الأصل كان في يد ترجمان سوري حصل عليه في «الأقصر».٨
أولاد «حريحور»
كانت أسرة «حريحور» وزوجه «نزمت» كثيرة العدد. والصورة التي في معبد «خنسو» يُشاهد عليها سلسلة من الذكور والإناث. وقد بلغ عدد الذكور ثمانية عشر، وعدد الإناث تسع عشرة، غير أن معظمهم قد مُحي بكل أسف. وهاك بعض الأسماء الباقية:
(٢) «برع-آمن-ني-آمن»، ويحمل لقب: ابن الملك من جسده الكاهن الرابع … وكاهن الإله «أنحور» في …
(٣) «بانفر» … ويحمل لقب: ابن الملك من جسده، والمشرف … «لآمون رع»، ملك الآلهة «بانفر».
(٤) «مريف-أنف-آمون» (؟) ابن الملك من جسده.
(٥) «أمن حرو نأمف»: ابن الملك من جسده.
(٦) «تخوي» (؟): ابن الملك من جسده.
(٧) «ماساهرتا»: ابن الملك من جسده.
(٨) «ماساقهرتا»: ابن الملك من جسده.
(٩) «با-شد-خنسو»: ابن الملك من جسده.
والأسماء رقم (١٠، ١١، ١٢، ١٣) مُحيت.
(١٤) «باك نتري»: ابن الملك من جسده.
والاسمان (١٥، ١٦) قد مُحيا.
(١٧) «رود-أمنتي» (؟): ابن الملك من جسده.
والواقع أن ما ذكره كل من هذين المؤرخين يشير إلى تابوت ومومية الملكة «نزمت» زوج «حريحور»، وهما اللذان عثر عليهما في خبيئة «الدير البحري»، ولا نعرف شيئًا مطلقًا عن موميته ولا عن تابوته.
وسنذكر هنا أولًا الكهنة العظام «لآمون»، الذين كانوا يسيطرون على مصر العليا، ثم نذكر بعد ذلك الملوك الذين كانوا يحكمون في «تانيس». وسنضع أولًا قائمة بأسماء الملوك الذين حكموا في «تانيس» والكهنة العظام الذين كانوا في «طيبة»، وقد استنبطت هذه القائمة من الكتابات التي وجدت على لفائف موميات الملوك والكهنة. ومما يؤسف له جد الأسف أن أسماء الملوك لم تذكر في كثير من الأحوال.
أسماء الملوك | مدة الحكم | التاريخ التقريبي | الكهنة العظام | ||
---|---|---|---|---|---|
مانيتون | الآثار | ||||
(١) سمندس | ٢٦ | ١٠٨٥–١٠٥٤ | (١) «حريحور» (مغتصب) | ||
(٢) بسوسنس | ٤١ | ١٧+ س | (٢) «بيعنخي» | ||
(٣) نفرشرس (نفركارع)* | ٤ | ١٠٥٤–١٠٠٩ | (٣) بينوزم الذي صار فيما بعد الملك «بينوزم الأول» | ||
(٤) بينوزم الأول | ١٦+ س | (٤) «ماساهرتا» | |||
(٥) «منخبر رع» | |||||
(٥) أمنوفتيس | ٩ | ٤٩ (؟) | ١٠٠٩–١٠٠٠ | (٦) «سمندس» | |
(٦) أوسوخور بسيناخي | ٦ | = «سيآمون | ١٧+ س | ١٠٠٠–٩٨٤ | (٧) «بينوزم الثاني» |
٩ | |||||
(٧) بسوسنس الثاني | ٣٥ | ١٢ + س | ٩٨٤–٩٥٠ | (٨) «بسوسنس» |
وإذا ألقينا نظرة فاحصة على هذه القائمة، وجدنا أن الآثار لا تسعفنا كثيرًا عن حكم هؤلاء الملوك والكهنة العظام، وأن التواريخ التي ذكرها «مانيتون» لملوك هذه الأسرة تقدَّر بنحو ١٢٤ سنة على حسب تقدير «أفريكانوس»، وحوالي ١٣٠ سنة حسب تقدير «يوزيب». وقد قدر «برستد» حكم هذه الأسرة بما لا يقل عن ١٤٥ سنة. وعلى أية حال فإن تاريخ الأسرة لا يزال معقدًا لقلة المصادر الحاسمة في ذلك، هذا إذا استثنينا الملك «نفر كارع»، الذي كُشف عن اسمه حديثًا، وجعل ترتيبه العالم «جردزلوف الثاني» بدلًا من الثالث.