الفرعون رعمسيس الثامن
«وسر ماعت رع آخن آمون» | «رعمسيس ست حرخبشف» |
وليس لدينا — بطبيعة الحال — أي دليل يبرهن على أنه كان خلف الفرعون «رعمسيس السابع» المباشر على عرش الملك. وعلى ذلك فإن مكانه في تاريخ هذه الأسرة لا بد أن يبقى غير مؤكد، وليس لدينا أي تاريخ من عهده كتبه هو.
ويلي ذلك نقش طويل يشمل صلوات لهذه الآلهة بأن يهبوا ابنهم «رعمسيس الثامن» أعيادًا ثلاثينية كثيرة، وسني حكم طويلة. وبعد ذلك يقول «حوري» صاحب اللوحة وكاتب الملك: إنه خادم بلدة الإله «ددو» (بوصير) التي في أرض الشمال (الوجه البحري) وابن خادم بيتك في العرابة «باكاوتيو» بن «سني» خادمك، وقد أتيت من بلدتي التي في الدلتا حتى بلدتك بالعرابة أحمل رسالة من الفرعون — له الحياة والفلاح والصحة — راجيًا له الأعياد الثلاثينية الكثيرة، وأن يسمع تضرعاته، وغير ذلك من الدعوات. ثم يطلب لنفسه أن يكون ممدوحًا أمام الفرعون، ثم يطلب القربات، ويذكر اسم والده الذي كان كاتبًا للفرعون، ووالدته التي كانت مغنية الإله «آمون».
وفي الجزء الأسفل من اللوحة نشاهد أربعة رجال وثلاث نسوة يتعبدون، والذكور هم: «حوري» ووالده، ثم كاهن الإلهة «إزيس» «باعب أنحور»، وكاهن الإله «أنحور» … «نختو». أما النساء فهن: «تاوسرت» مغنية «آمون»، و«نب خعتي»، و«حررموت» مغنيتا «آمون» أيضًا. وهؤلاء الأفراد هم بطبيعة الحال أسرة «حوري»، وقد جرت العادة في هذه العصر وغيره أن يكتب زائر «العرابة» في اللوحة، التي يقيمها عند حجه اسم أهله وعشيرته تبركًا وزلفى للإله «أوزير»، الذي كان يحج إليه كل مصري منذ أقدم العصور، إما في «بوصير» القريبة من «سمنود»، وهي موطنه الأصلي، وإما في «العرابة» التي كان قد دفن فيها رأسه — على حسب الخرافة التي تُروى عن تقطيع جسمه على يد أخيه «ست».
وقد حضر «حوري» من بلده «بوصير» برسالة خاصة من الفرعون إلى «العرابة» كما ذكرنا من قبل، وهذا يدل على أن عاصمة الملك كانت في الشمال، وأن الفرعون قد أرسله إلى العرابة في الجنوب ليتضرع إلى هذا الإله ليطيل في عمره، ويعطيه الأعياد الثلاثينية العديدة، وقد انتهز «حوري» هذه الفرصة وتقرب للإله بدوره.