لا يوجد لهذا الفرعون إلا تاريخ واحد مؤكد. أما التواريخ الأخرى التي نسبها إليه المؤرخون
الآخرون مثل: «بتري» و«جوتييه» فتنسب إلى عصر النهضة (وحم مسوت) أي: عصر خلفه «رعمسيس
الحادي عشر»
وسنتركها جانبًا.
والوثيقة المؤكدة هي الورقة المسماة «شاباس–ليبلين» (وهما العالمان اللذان نشراها)
رقم (١)
ويرجع تاريخها إلى السنة الثالثة من عهد الملك المسمى «خبر ماعت رع». وعلى ذلك فالسنة
الثالثة هي
أعلى تاريخ معروف لهذا الفرعون. وهذه الورقة نفسها هي المصدر الثمين الوحيد الذي به يمكن
أن نحدد
موضع هذا الملك بين ملوك الأسرة العشرين.١
ففي الصفحة الثالثة سطر ١٧ من هذه الورقة نجد إشارة للملك «نفر كارع» (رعمسيس التاسع)
وذلك أن
الوزير — على ما يظهر — طلب إلى أولي الشأن في الجبانة إرسال رجال لنقل بعض ملابس للملك
«نفر
كارع»، ولكن هذا الطلب قد رفض؛ وذلك لأن العمال كانوا في هذا الوقت في حالة ثورة، وقد
أجاب عامل
رسول الوزير قائلًا: «دع الوزير نفسه يحمل ملابس الملك «نفر كارع»، وكذلك خشب الأرز.»
ويمكن أن
نستخلص من ذلك بكل ثقة أن الملك «خبر ماعت رع» يوضع تاريخيًّا بعد الملك «نفر كارع».
وقد لاحظ هذا
الرأي «مسبرو» بنظره الثاقب،٢ هذا على الرغم من أن لقب «الملك العظيم» الذي يوضع غالبًا بعد اسم الملك المتوفى لم
يوجد في هذا المتن. وقد يوحي بأنه كان لا يزال على قيد الحياة، وأن الملك «خبر ماعت رع»
ما هو إلا
مغتصب، ولكن ذكر عشرة سماكين في هذه الورقة يورِّدون سمكًا للجبانة، وأن من بينهم ستة
— على الأقل
— كانوا يقومون بهذا العمل في السنة السابعة عشرة من عهد «نفر كارع»، يدل على تقارب بين
السنة
الثالثة من حكم «خبر ماعت رع»، ونهاية حكم «نفر كارع»، ويعضد هذا الرأي أننا لا زلنا
نرى أن
«خعمواست» كان لا يزال وزيرًا في عهد «خبر ماعت رع»، وأن «بورعا» كان يشغل وظيفة أمير
غربي
«طيبة». هذا إلى أن الأشخاص الآخرين الذين ذكروا في هذه الورقة، وهم المعروفون لنا من
مصادر أخرى
مثل «أمنخعو» كاتب الوزير، قد ظهر ثانية في ورقة «تورين»، في السنتين الرابعة والخامسة
من عصر
النهضة، (وحم مسوت) وكاتب الجبانة «خعمحزت»، الذي ظهر (بدون وصفه «التابع للجبانة») على
قطعة من
يوميات الجبانة المؤرخة بالسنة السادسة عشرة.٣ ويحتمل نسبتها لحكم «نفر كارع»، كما يظهر ذلك وجود اسم الوزير «خعمواست»، ورئيس
العمال «وسرخبش»، وكاتب الجبانة «حوي شري»، وكلهم قد ذكروا في الأوراق الخاصة بعهد «رعمسيس
التاسع».
وتدل الآثار المكشوفة حتى الآن على أن هذا الفرعون لم يترك آثارًا تذكر، وكل ما عثر
عليه له
حتى الآن بعض قطع بردي كتب على إحداها مديح للفرعون،٤ وبعض قطع إستراكا بالمتحف البريطاني،٥ وبالمتحف المصري.٦ هذا إلى بعض جعارين محفوظة في مجموعة «فلندرزبتري».
أما ما عُزي إلى عهده من أوراق بردية، فهي في الواقع ترجع إلى عهد الفرعون «رعمسيس
الحادي
عشر»، وبخاصة ورقتي «ماير» (أ وب) كما وضحنا ذلك في مكانه.
وقبر هذا الفرعون يحمل رقم (١٨) بين قبور الملوك في «وادي الملوك» بطيبة، وتدل حالته
الراهنة
على أنه لم يكن قد تم ب اؤه عند موت هذا الفرعون الذي لم يحكم
إلا ثلاث سنوات على ما يظهر. فقد حفر منه ممران، وليس له حجرة.
وبدلًا من حفر نقوشه عملت على طبقة من الملاط وضعت على الصخر، والمنظر الوحيد الذي على
الباب هو
أهم شيء عمل فيه، غير أنه محي معظمه الآن، وهاك وصف هذه المقبرة كما ذكره «شامبليون».
إن المقبرة التي تقع عند التفرع الثاني الذي على اليسار من «وادي أبواب الملوك»، لها
ممر واسع
ومدخل كبير، له عتب عليه منظر عادي. فيشاهد فيه قرص الشمس مكررًا في داخل كل جُعَل يتعبد
إليه
الفرعون مرتديًا خوذته، وراكعًا أمامه يقدم له العينين الرمزيتين، وخلف صورتي الفرعون
الإلهة
«نفتيس» على اليمين والإلهة «إزيس» على اليسار، والمتن الذي على اليمين هو: رب الأرضين
«خبر ماعت
رع ستبن رع» رب التيجان «رعمسيس أمنحر خبشف».
ويشاهد على عارضتي الباب بقايا متون.
وكذلك نشاهد في الممر الأول والثاني أن الملاط قد هُدم، وكذلك النقوش التي لم يبقَ
منها إلا
بعض قطع صغيرة بالألوان. وهذا القبر لم يكن قد أُنجز العمل فيه (راجع Champ.
Notices. Desc. p. 441 & p. 803).
١
راجع: Botti-Peet. il Giornal della Necropoli de Tebe facs.
3.