هل كان جورباتشوف جزءًا من انقلاب أغسطس؟
حمَّام البخار هو النظير الروسي لغرف أمريكا الأسطورية كثيفة الدخان، وهو المكان الذي يعقد فيه الساسة صفقاتهم السرية؛ لذا لم يبدُ غريبًا، في ١٧ أغسطس ١٩٩١، أن يجتمع بعضٌ من أقوى الشخصيات نفوذًا في الاتحاد السوفييتي لأخذ حمام في مبنى جهاز الاستخبارات السوفييتي الفاخر بموسكو.
كان الحاضرون هم رئيس الوزراء فالنتين بافلوف، ووزير الدفاع دميتري يازوف، وسكرتير اللجنة المركزية لشئون الدفاع أوليج باكلانوف، وسكرتير اللجنة المركزية لشئون الأفراد بالحزب الشيوعي أوليج شينين، ورئيس الأركان فاليري بولدين. وكان مضيِّفهم، بحسب شهادة الستة جميعًا فيما بعدُ، هو رئيس جهاز الاستخبارات السوفييتية فلاديمير كريوتشكوف.
كان من المستحيل رؤية زعيمهم الرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتشوف وسط البخار؛ فقد كان في إجازة مع أسرته في شبه جزيرة القرم. وسمع لأول مرة عن الاجتماع في اليوم التالي له، حين وصل باكلانوف وبولدين إلى المنزل الذي يقضي به إجازاته والمعروف باسم فوروس. وكان برفقتهما الجنرال فالنتين فارنيكوف، قائد القوات البرية السوفييتية، والجنرال يوري بليخانوف من جهاز الاستخبارات السوفييتية.
كان جورباتشوف، حسبما روى القصة فيما بعد، عاكفًا على كتابة المُسوَّدة النهائية لإحدى الخطب حين أخبره مدير الأمن أن لديه ضيوفًا. كان ذلك مثيرًا للقلق؛ إذ لم يكن الناس يعرجون على منزل الرئيس السوفييتي هكذا دون سابق إنذار. وكان أول ردِّ فعل لجورباتشوف أن حاول الاتصال بكريوتشكوف لمعرفة ما يحدث، ليكتشف أن خط الهاتف مُعطَّل، وكذلك خطوطه الأربعة الأخرى.
عند هذه النقطة، دخل الوفد القادم من حمام البخار الغرفة. وقام باكلانوف بإبلاغ جورباتشوف أنهم يمثلون «لجنة الدولة المعنية بحالات الطوارئ». فأجاب جورباتشوف بأنه لم يصرِّح بإنشاء لجنة كهذه مطلقًا. فقال باكلانوف لجورباتشوف بأن عليه التوقيع على مرسومٍ يُعلِن فيه حالة الطوارئ أو ينقل صلاحياته إلى نائب الرئيس جينادي ياناييف. فرفض جورباتشوف.
ووصف الموقف فيما بعد قائلًا: «أخبرتهم إلى أين يذهبون مستخدمًا اللغة الأكثر حدة التي دائمًا ما يستخدمها الروس في مثل هذه الظروف.»
على مدار الأيام الثلاثة التالية انقطع جورباتشوف عن العالم الخارجي، غير قادر على إجراء أو استقبال أية مكالمات وكان محاصرًا بطوق مزدوج من الحراس. واستطاع أن يشاهد على شاشة التلفزيون المؤتمر الصحفي الذي عُقِد في اليوم التالي في موسكو، والذي أعلن خلاله أعضاء لجنة الطوارئ أنه، نظرًا لمرض الرئيس، يتولى نائب الرئيس ياناييف مهامه.
وبالاستماع إلى محطة بي بي سي وإذاعة صوت أمريكا على راديو ترانزستور، استطاع جورباتشوف متابعة بعض الأحداث الخطيرة التي أعقبت ذلك. واستنكر الرئيس الروسي بوريس يلتسين الاستيلاء على الحكم بوصفه انقلابًا غير شرعيٍّ ونادى بالمقاومة الشعبية. فأعلنت اللجنة الأحكام العرفية وأمرت بنزول أعداد كبيرة من الدبابات وحاملات الأفراد المدرعة إلى موسكو.
ومع انتصاف الفترة الصباحية ليوم ١٩ أغسطس، حُوصِر مبنى الحكومة الروسية المعروف بالبيت الأبيض بكلٍّ من القوات السوفييتية، وعشرات الآلاف من المواطنين الروس. وشكَّل البعض سلاسل بشرية لمنع الدبابات من التقدم للأمام. وفي الظهيرة، اعتلى يلتسين إحدى الدبابات في مشهد مثيرٍ ليعلن ولاءه للحكومة الروسية المنتخبة، وليس للجنة الطوارئ.
ومع نهاية اليوم، بات واضحًا أن الجنود غير مستعدِّين لإطلاق النار على المواطنين الروس. وبعد يومين انسحبت القوات، وعاد جورباتشوف إلى موسكو، وتمَّ القبض على قادة الانقلاب. وانشرحت صدور الديمقراطيين: فمع نهاية العام، تفكَّك الاتحاد السوفييتي، وتنحَّى جورباتشوف على مضض، وخلفه بوريس يلتسين — أول رئيس منتخب ديمقراطيًّا — بوصفه أقوى شخصية في البلاد.
لاقت هذه القصة المباشرة — إلى حدٍّ ما — لانقلابِ أغسطس ١٩٩١، والتي تصوِّر جورباتشوف كضحية ملحمية ويلتسين كبطل ديمقراطي، قبولًا لدى معظم الزعماء، والصحفيين، والمؤرخين الغربيين، بل إن جورباتشوف نفسه أعاد سرد القصة في العديد من اللقاءات وفي كتابين. غير أن الشعب الروسي، حتى عندما احتفل بسقوط الانقلاب، كان أكثر تشككًا بكثير. فقد كان لديه الكثير من الأسئلة عن الأدوار التي لعبها كلُّ واحد من أبطال القصة، ولا تزال هذه الأسئلة تؤرق جورباتشوف ويلتسين.
•••
كان من بين أول من تحدوا رؤية جورباتشوف للانقلاب أعضاء لجنة الطوارئ، وهو الأمر غير المستغرب.
ولكن لم يكن جميعهم في موضع يؤهلهم لهذا التحدي. فقد أقدم اثنان منهم على الانتحار — هما وزير الشئون الداخلية بوريس بوجو، والمستشار العسكري لجورباتشوف مارشال أكروميف — قبل القبض عليهما. واثنان آخران — هما بافلوف وياناييف — كانا في حالة سكر شديد لدرجةٍ أعجزتهما عن قول أيِّ شيء منطقي في البداية.
وما إن أفاقا، حتى انضما إلى شركائهما المتآمرين في الإصرار على أنهم قد حصلوا على الإذن بفرض حالة الطوارئ من جورباتشوف نفسه. وبحسب أعضاء لجنة الطوارئ، فقد توجهوا إلى شبه جزيرة القرم لإبلاغ جورباتشوف بأن كلَّ شيء جاهز. بعد ذلك، ولدهشتهما، تراجع مدعيًا أنه مريض.
وكما أخبر بافلوف المدعين الروس: «قرر جورباتشوف أن يلعب لعبة لا يمكن أن يخسر فيها. فإذا ظلَّ هناك (في فوروس) وأفلحت حالة الطوارئ، كان سيأتي إلى موسكو فيما بعد، بعد أن يتعافى من مرضه ويتولى المسئولية. وإذا لم تُفلِح، كان بإمكانه أن يأتي ويعتقل الجميع، ويعود لتولي المسئولية مرة أخرى بصفته رئيسًا.»
اعتمدت حجة أعضاء اللجنة على إثبات أن الرئيس لم يُمنَع من الاتصال بالعالم الخارجي في فوروس، على عكس ادعائه. وقد ساعدهم في ذلك وجود بعض البلبلة بشأن التوقيت؛ فقد قال أحد المصادر إن خطوط الهاتف قد قُطعَت في الساعة ٤:٣٢ مساءً في يوم ١٨ أغسطس، بينما قال آخر إن وقت حدوث ذلك كان الساعة ٥:٥٠ مساءً. وتذكر أحد حلفاء جورباتشوف المقربين فيما بعد أنه قد تحدَّث إلى الرئيس في الساعة السادسة مساءً في ذلك اليوم؛ أي بعد قطع الخطوط كما يُفترَض.
بالطبع كان لدى جميع المتآمرين سبب مقنع لإلقاء مسئولية الانقلاب على جورباتشوف؛ فلو أنهم استطاعوا إقناع الناس بأنهم كانوا فقط يتَّبعون أوامر الرئيس، لصار من الصعب اتهامهم باغتصاب السلطة منه. غير أن الكثير من الروس وجدوا في نسختهم من القصة نفس القدر من المصداقية التي توفرها نسخة جورباتشوف.
من أسباب ذلك أن المتآمرين كانوا جميعًا رفاقًا مقربين للرئيس، بل إنه قام بتعيينهم وترقيتهم، على الرغم من حقيقة أنهم كانوا جميعًا يكنُّون عداءً واضحًا نحو سياسات البيروسترويكا والجلاسنوست. وكثيرًا ما كان كريوتشكوف ينفذ ما يُؤمَر به في العلن؛ فكان يتحدث عن إنشاء مؤسسة أكثر انفتاحًا (بل إنه قد دعم مسابقة للجمال كانت الفائزة بها تنال لقب «ملكة جمال الاستخبارات السوفييتية»)، ولكنه في السر لم يكن يخفي اعتقاده بأن إصلاحات جورباتشوف قد جاوزت الحدَّ بشكل بالغ.
كان جورباتشوف يتلقى الكثير من التحذيرات من أن وزراءه لا يمكن أن يكونوا مصدر ثقة. ففي ديسمبر ١٩٩٠، قدَّم وزير الخارجية إدوارد شيفردنادزه، الليبرالي البارز في حكومة جورباتشوف، استقالته على نحوٍ مؤثر بسبب النفوذ المتزايد للقوى الرجعية في الحكومة؛ إذ قال: «فلتعتبر احتجاجي — إن شئت — إسهامًا مني في مواجهة بدء العصر الديكتاتوري.»
وفي يونيو، تلقى السفير الأمريكي جاك ماتلوك تحذيرًا أكثر تحديدًا من عمدة موسكو جافرييل بوبوف، وهو أحد الديمقراطيين البارزين. فقد أشار بوبوف لماتلوك إلى أن الغرفة مكتظة بعملاء المخابرات السوفييتية وأنهما لا يستطيعان التحدث بحرية. بعد ذلك سلَّم العمدة السفير رسالةً صغيرة تقول: «هناك انقلاب يُرتَّب له لإبعاد جورباتشوف عن الحكم.»
وعلى نفس الورقة تساءل ماتلوك عمن وراءه. فكتب بوبوف أسماء بافلوف، وكريوتشكوف ويازوف، وأناتولي لوكيانوف، المتحدث باسم مجلس السوفييت الأعلى، وجميعهم تورطوا في الانقلاب الذي وقع بعد ذلك بشهرين. بعدها نقل ماتلوك التحذير إلى جورباتشوف. ولأن ماتلوك لم يكن يملك أيَّ شيء سوى ما أدلى به له بوبوف كي يعتمد عليه، لم يذكر أسماء أيٍّ من المتآمرين، وهو ربما ما أسهم في التقليل من تأثير تحذيره. غير أن ردَّ فعل جورباتشوف كان فاترًا بشكل مزعج (ومثير للريبة في عقول البعض)؛ فقد اكتفى بتوجيه الشكر للسفير لاهتمامه وأخبره بألا يقلق بشأن ذلك.
حتى في العلن، لم يكن المتشددون يحاولون دومًا إخفاء معارضتهم الشديدة لإصلاحات جورباتشوف. وكان بافلوف صريحًا بشكل خاص في انتقاده لمعاهدة جديدة كان جورباتشوف يتفاوض بشأنها مع زعماء الجمهوريات السوفييتية، والتي كان من شأنها تقليص نفوذ الحكومة المركزية بشكل حادٍّ. وقال العديد من المتآمرين فيما بعد إنهم كانوا يعملون من أجل تلافي توقيع المعاهدة والذي كان قد تُقُرِّرَ له يوم ٢٠ أغسطس.
كيف أمكن لسياسي بدهاء جورباتشوف تجاهُل مثل هذه العلامات التحذيرية الواضحة؟ كانت إجابة بافلوف على هذا السؤال منطقية بالنسبة إلى أولئك الذين تعاطفوا مع المتشددين في اللجنة؛ لا بد أن جورباتشوف نفسه كان وراء الانقلاب. ربما يكون قد تراجع في اللحظة الأخيرة، أو ربما أراد أن يدع أعضاء اللجنة يقومون بفعلتهم القذرة. ولكن سواء أَشَارَكَ بشكل فعال في التخطيط أم شجع المتآمرين فحسب، فإنه لم يكن ضحيتهم البريء.
كان تفسير التعديليين للانقلاب قاسيًا على يلتسين أيضًا. ففي خطاب منشور إلى الرئيس الروسي، اتهمه كريوتشكوف بالتخطيط لمسرحية الدفاع البطولي عن البيت الأبيض لتعزيز سمعته. وأنكر كريوتشكوف قيامه بإصدار أمر بشنِّ هجوم على البيت الأبيض. وكتب إلى جانب ذلك أن يلتسين كان على دراية تامة بذلك؛ إذ كان رئيس جهاز الاستخبارات السوفييتية قد استدعاه شخصيًّا ليخبره بالأمر.
ومثل الهجمات التي شُنَّت على جورباتشوف، كان وراء انتقاد يلتسين مصالح شخصية إلى حدٍّ كبير. فربما كان أعضاء اللجنة يشعرون بالحرج من تصوير أنفسهم كبلهاء وقعوا ضحية مناورات وألاعيب جورباتشوف ومسرحيات يلتسين. ولكن هذه الصورة، على الصعيد السياسي والقانوني، كانت أفضل بكثير من النظرة التقليدية لهم كجوعى للسلطة، ومتعطشين للدماء، وممثلين للرجعية الستالينية الجديدة.
•••
جلبت المحاكمة الجنائية للمتآمرين المزعومين مزيدًا من الإحباط لمؤيدي جورباتشوف ويلتسين.
في البداية، اتهم المُدَّعون قادة الانقلاب بخيانة الاتحاد السوفييتي. ولكن مع نهاية عام ١٩٩١، تفكَّك الاتحاد السوفييتي إلى دول مستقلة. ودفع ممثلو الدفاع بعدم وجود أساس قانوني لاتهام موكليهم بخيانة دولة لم يعد لها وجود.
في النهاية، استقر المُدَّعون على تهم التآمر، إلَّا أن المحاكمة تأجلت مرارًا وتكرارًا بسبب ظهور حجج قانونية إضافية ومرض الكثير من المُدَّعى عليهم. وأخيرًا، وفي ديسمبر ١٩٩٣، أصدر البرلمان الروسي الجديد — الذي كان يهيمن عليه في ذلك الوقت ائتلافٌ مناهض ليلتسين من القوميين والشيوعيين السابقين — عفوًا عن جميع المُدَّعى عليهم.
من بين المُدَّعى عليهم الخمسة عشر، رفض واحد فقط العفو. فلعدم رغبته في الاعتراف بارتكابه أية جريمة تستوجب العفو عنه، طالب الجنرال فارنيكوف بمحاكمة. كذلك كان فارنيكوف بلا شك على دراية بأن المجلس العسكري للمحكمة الروسية العليا — شأنه شأن البرلمان المنتخب حديثًا — يكتظ بأعداء كلٍّ من جورباتشوف ويلتسين.
جرت المحاكمة في أغسطس ١٩٩٤. واعتلى جورباتشوف منصة الشهود غاضبًا، مُنْكِرًا أية صلة له بالانقلاب. وتجاهلت المحكمة شهادته وبرَّأت فارنيكوف.
استنكر جورباتشوف وأنصاره الحكم، مقارنين إياه بمحاكمات ستالين الصورية التي جرت في الثلاثينيات. وكان للاتهام قدر كبير من الاستحقاق؛ فقد كان كلٌّ من البرلمان الجديد والمحكمة انعكاسًا للتغير الشديد الذي طرأ على السياسة الروسية منذ نشوة ما بعد الانقلاب. فقد دفع الاقتصاد الكارثي والاضطراب السياسي بين صفوف الديمقراطيين إلى السلطة مجموعةً من القوميين المتطرفين ومؤيدي الشيوعيين، الذين كانوا يشتركون في أمور كثيرة مع أعضاء لجنة الطوارئ أكثر من يلتسين أو جورباتشوف.
وبحلول منتصف التسعينيات، احتُفي بالمشاركين في الانقلاب كأبطال في دوائر المحافظين؛ بل إن اثنين من أعضاء اللجنة كانا من ضمن نواب البرلمان الجديد. وصار البيت الأبيض، الذي كان يومًا ما رمزًا لمقاومة يلتسين للانقلاب، تحت سيطرة أعدائه. وظل يلتسين رئيسًا حتى نهاية العقد، ولكن مع اضمحلالٍ شديد لنفوذه وسمعته.
أما جورباتشوف، فقد واصل الدفاع عن موقفه، رغم أنه لم يكن أحدٌ في روسيا ينصت إليه فيما يبدو. وكان عزاؤه الوحيد أنه ظل بطلًا في الخارج، لا سيما في نظر زعماء الغرب أمثال جورج بوش ومارجريت ثاتشر، اللذين اعتبراه شريكًا لهما في إنهاء الحرب الباردة.
كذلك ظلَّ الصحفيون والمؤرخون الغربيون على إعجابهم بجورباتشوف، ولكن مع الابتعاد قليلًا عن السياسة السوفييتية وتحري المزيد من الموضوعية إزاءها. فقد كانوا يشددون على أنه أيًّا ما كانت مثالب جورباتشوف، فقد أحدث الرجل تحولًا كاملًا في السياسة السوفييتية الخارجية، وأدخل للاتحاد السوفييتي درجة غير مسبوقة من الحرية، تضمَّنت انتخاباتٍ شبه ديمقراطية ونظامًا قائمًا على التعددية الحزبية.
ولا يمكن إنكار أنه أجرى كلَّ أنواع التسويات وقطع وعودًا مع المتشددين في حكومته، إلَّا أن ذلك لم يجعله واحدًا منهم. ربما كان بعض وزرائه المحافظين يعتقدون حقًّا أن بوسعهم إقناع جورباتشوف بمجاراة انقلابهم، أو على الأقل تمسَّكوا ببعض الأمل أنه سيفعل. ولا شك أن جورباتشوف قد ارتكب خطأً فادحًا في تقدير حدود قدرتهم على إيقاف إصلاحاته، ولكن ذلك مختلف تمامًا عن إثبات رغبته في أن يكون له أيُّ صلة بالانقلاب.
تقدِّم مذكرات جورباتشوف — برغم ما يشوبها غالبًا من مصلحة شخصية ونفاق — دفاعًا مقنعًا ضد اتهامه بالتواطؤ مع المتآمرين. فقد كتب فيها: «تحويلُ البلاد إلى اتحاد ديمقراطي قابل للبقاء، وكذلك الخطة العامة للبريسترويكا، والإصلاحات الشاملة، وتطبيق أسلوب تفكير جديد في مجال السياسة الدولية؛ كلُّ هذه الأمور باتت شغلي الشاغل في الحياة.»
«فلماذا إذن أرغب في إفسادها؟»
لمزيد من البحث
-
Mikhail Gorbachev, The August Coup (New York: HarperCollins, 1991). Inevitably, since it appeared just months after the coup, much of the book consists of reworked previous statements and speeches, but these still make for a useful document.
-
David Remnick, Lenin’s Tomb (New York: Random House, 1993). Intimate and revealing vignettes from the last days of the Soviet Empire.
-
John Dunlop, The Rise of Russia and the Fall of the Soviet Empire (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 1993). Dunlop makes a strong case that the plotters had reason to believe Gorbachev could be convinced to side with them. Somewhat academic in its style but still compelling.
-
Victoria Bonnell, Ann Cooper, and Gregory Freidin, eds., Russia at the Barricades (Armonk, N.Y.: M. E. Sharpe, 1994). A collection of documents, interviews, and eyewitness accounts of the coup.
-
Valery Boldin, Ten Years That Shook the World (New York: Basic Books, 1994). A venomous and vindictive portrait of Gorbachev, written by his chief of staff while he awaited trial for his part in the coup.
-
Boris Yeltsin, The Struggle for Russia (New York: Times Books, 1994). Disorganized and sometimes disingenuous, but entertaining and informative. Yeltsin has little good to say about his archrival, though he stops short of accusing Gorbachev of planning or approving the coup. Instead Yeltsin concludes, somewhat ambiguously, that Gorbachev was its “chief catalyst.” As for the revisionist attacks on Yeltsin’s own role in the coup, he admits he had a telephone conversation with Kryuchkov during which the KGB chief told him the emergency committee would not use military force. But Yeltsin adds that there were good reasons not to believe him.
-
Jack Matlock, Autopsy on an Empire (New York: Random House, 1995). Matlock, who was the U.S. ambassador to Moscow under Reagan and Bush, provides a firsthand account of the Soviet collapse. Unlike the works of most diplomats, Matlock’s is not just a valuable historical document but also a valuable work of history.
-
David Pryce-Jones, The Strange Death of the Soviet Empire (New York: Henry Holt, 1995). An unusual and often interesting mix of interviews with former leaders, dissidents, and other Soviet observers.
-
Mikhail Gorbachev, Memoirs (New York: Doubleday, 1995). Like its author, the book goes on too long but remains important.
-
Archie Brown, The Gorbachev Factor (Oxford: Oxford University Press, 1996). The best overall defense of Gorbachev’s record as a genuine reformer—a better defense, in fact, than Gorbachev’s own memoirs.
-
Amy Knight, Spies without Cloaks (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 1996). The first chapter is the most recent and most thorough case against Gorbachev. The rest of the book argues that the postcoup KGB continues to be a dangerous and independent force in Russia.David Remnick, Resurrection (New York: Random House, 1997). A surprisingly hopeful view of postcoup Russia, especially since most of the book chronicles the country’s descent into chaos, corruption, and crime.