مغوثات الحلَّاج بين السحر والكرامة
الآن وقد مضى بنا القلم طويلًا حول الحلَّاج السياسي، وصراعه مع الخلافة العباسية، ومصرعه البطولي الدامي!
الآن آن لنا أن نعود إلى الحلَّاج الصوفي، لنواصل دراسته، ولنحيا مع حبه ووجده وأشواقه، وتحليقاته في الأحوال والمقامات الروحية، وما حققه في تجربته الصوفية، من فتوحاتٍ ووثباتٍ في عالم المشاهدة والمعرفة.
ولا بدَّ لنا — قبل أن نحيا مع الحلَّاج في تجربته — من أن ندير الحديث حول نقطةٍ في تاريخه، لا تزال غامضةً محيرةً، يكثر حولها الجدل والحوار، تلك هي المغوثات الحلَّاجية، التي كانت سمةً من سماته، وطابعًا عُرف به في حياته، من بداية أمره حتى يوم مأساته.
ولقد امتلأت حقائب التاريخ الصوفي، وغيره من تاريخ الرجال والطبقات، بالحديث عن عجائب الحلَّاج وخوارقه، واختلف الناس في أمرها، ودندنوا طويلًا حولها.
نسبها قومٌ إلى السحر والنيرنج والشعوذة، والبراعة في الطب والكيمياء، والقدرة على تسخير الجن!
وآمن بها آخرون على أنها كرامات وآيات، تدل على صدقه وولايته، ومقامه وإيمانه.
وأصدقاء الحلَّاج وخصومه قد أجمعوا جميعًا على حدوث هذه الخوارق، فابن كثير، وابن خلكان، والخطيب البغدادي، وابن النديم من رجال التاريخ العام، والشعراني والمناوي والسلمي من مؤرخي الطبقات الصوفية قد أجمعوا على أنه كان يُخرج فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، ويمد يده في الهواء فيعيدها مملوءةً دراهم، قد كتب عليها — قل هو الله أحد — ويسميها دراهم القدرة، ويخبر الناس بما أكلوا، وما صنعوا في بيوتهم، ويتكلم بما في ضمائرهم!
كما تحدثوا عن قدرته على شفاء المرضى، بالرقية حينًا، وبقراءة القرآن أحيانًا، بل تحدثوا عن إحيائه للموتى، كما حدث لببغاء ولي عهد الخلافة العباسية!
وكتب الطبقات الصوفية تموج موجًا بكرامات الحلَّاج وعجائبه، وترويها بلغة اليقين الذي لا يدنو منه الشك!
ثم مال عن الطريق مقدار ميلٍ، فرأينا هناك قطعًا من الحلاوة الملونة، فأكلنا ولم يأكل منها، فلما استوفينا ورجعنا، خطر ببالي سوء ظن بحاله، وكنت لا أقطع النظر عن ذلك المكان، وحافظته أحوط ما يحافظ مثله.
ثم عدلت عن الطريق للطهارة وهم ذاهبون، ورجعت إلى المكان، فلم أرَ شيئًا فصليت ركعتين وقلت: اللهم خلصني من هذه التهمة الدنية، فهتف بي هاتفٌ: يا هذا، أكلتم الحلاوة، وتطلب الشك؟! أحسن ظنك، فما هذا الشيخ إلا ملك الدنيا والآخرة.»
ويحدثنا الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي في الفتوحات، وحجة الإسلام الغزالي في الإحياء، أن الحلَّاج كان يدخل في بيتٍ له يسميه — بيت العظمة — وكان يتطور فينتفش وينتفخ حتى يملأ هذا البيت!
أما كتب التاريخ العام، فتروي عجائب الحلَّاج، ثم تحاول في أثناء روايتها أن تعللها متدخلةً في الرواية حينًا، وملقيةً بالشك عليها أحيانًا.
قال: فلما كان وقت المغرب جئت إليه، وقلت له: قد أمسينا فقم بنا حتى نفطر، فقال: تأكل على أبي قبيس؟ فأخذنا ما أردنا من الطعام، وصعدنا على أبي قبيس، وقعدنا للأكل، فلما فرغنا من الأكل، قال الحسين بن منصور: لم نأكل شيئًا حلوًا، فقلت: أليس قد أكلنا التمر؟ فقال: أريد شيئًا قد مسته النار!
فقام وأخذ ركوبته وغاب عنَّا ساعةً، ثم رجع ومعه جام حلواء، فوضعه بين أيدينا، وقال: باسم الله، فأخذ القوم يأكلون، وأنا أقول مع نفسي، قد أخذ في الصنعة التي نسبها إليه عمرو بن عثمان!
قال: فأخذت منه قطعةً ونزلت الوادي، ودرت على الحلويين أُريهم ذلك الحلواء، وأسألهم هل يعرفون من يتخذ هذا بمكة؟ فما عرفوه، حتى حُمل إلى جاريةٍ طباخةٍ فعرفته، وقالت: لا يعمل هذا إلا بزبيد، فذهبت إلى حاج زبيد — وكان لي فيه صديقٌ — وأريته الحلواء فعرفه، وقال: يعمل هذا عندنا إلا أنه لا يمكن حمله، فلا أدري كيف حُمل، وأمرت حتى حُمل إليه الجام، وتشفعت إليه ليتعرف الخبر بزبيد، هل ضاع لأحدٍ من الحلاويين جامٌ، علامته كذا وكذا، فرجع الزبيدي إلى زبيد.
وإذ إنه حمل من دكان إنسان حلاوي، فصح عندي أن الرجل مخدوم!»
وأبو يعقوب النهرجوري راوي القصة، من الصوفية الذين خاصموا الحلَّاج، خصومةً مرةً عنيفةً، ومن الذين أثاروا حوله الصيحات المرعدة، واتهموه بالسحر والشعوذة!
ونمشي مع الجانب المخاصم للحلاج خطوةً أخرى، لنستمع إلى شاهدٍ آخر، يروي قصةً ثانيةً نسبها إلى مجهولٍ أسماه بالمنجم.
وهي قصةٌ كما يقول راويها لم تذكر في حياة الحلَّاج، وإنما ذُكرت بعد مصرعه!
قال: فدخل بيتًا حيالي وغلق بابه، وأبطأ ساعةً طويلةً، ثم جاءني وقد خاض وحلًا إلى ركبتيه وماء، ومعه سمكةٌ تضطرب كبيرةٌ، فقلت له: ما هذا؟ فقال: دعوت الله فأمرني أن أقصد البطائح وأجيئك بهذه، فمضيت إلى البطائح، فخضت الأهواز، فهذا الطين منها حتى أخذت هذه!
فعلمت أنها حيلةٌ، فقلت له: تدعني أدخل البيت فإن لم ينكشف لي حيلةٌ فيه آمنت بك، فقال: شأنك، فدخلت البيت وغلقته على نفسي، فلم أجد فيه طريقةً ولا حيلةً، فندمت، وقلت: إن وجدت فيه حيلةً فكشفتها، لم آمن أن يقتلني في الدار، وإن لم أجد طالبني بتصديقه، كيف أعمل؟
قال: وفكرت في البيت فرفعت تأزيرة — وكان مؤزرًا بإزارٍ ساج — فإذا بعض التأزير فارغًا، فحركت جسرية منه خمنت عليها، فإذا هي قد انفلقت، فدخلت فيها فإذا هي باب ممرٍ، فولجت فيها إلى دارٍ كبيرةٍ، فيها بستانٌ عظيمٌ، فيه صنوف الأشجار والثمار، والريحان والأنوار، التي هي وقتها، وما ليس هو وقته، مما قد غُطي وعتق، واحتيل في بقائه، وإذا الخزائن مفتوحةٌ فيها أنواع الأطعمة المفروغ منها، والحوائج لما يعمل في الحال إذا طُلب، وإذا بركةٌ كبيرةٌ في الدار فخضتها، فإذا هي مملوءةٌ سمكًا كبارًا وصغارًا، فاصطدت واحدةً كبيرةً وخرجت، فإذا رجلي قد صارت بالوحل، والماء إلى حد ما رأيت رجله!
فقلت: الآن إن خرجت ورأى هذا معي قتلني، فقلت: احتال عليه في الخروج، فلما رجعت إلى البيت أقبلت أقول: آمنت وصدقت، فقال لي: ما لك؟ قلت: ما ها هنا حيلةٌ، وليس إلا التصديق بك، قال: فاخرج فخرجت، وقد بعد عن الباب، وتموه عليه قولي، فحين خرجت أقبلت أعدو أطلب باب الدار، ورأى السمكة معي، فقصدني وعلم أني قد عرفت حيلته، فأقبل يعدو خلفي فلحقني، فضربت بالسمكة صدره ووجهه، وقلت له: أتعبتني حتى مضيت إلى البحر، فاستخرجت لك هذه منه!
قال: واشتغل بصدره وبعينه وما لحقهما من السمكة، وخرجت فلما صرت خارج الدار طرحت نفسي مستلقيًا لما لحقني من الجزع والفزع، فخرج إلي وضاحكني، وقال: ادخل، هيهات والله لئن دخلت لا تتركني أخرج أبدًا، فقال: اسمع، والله إن شئت قتلك على فراشك لأفعلن، ولئن سمعت بهذه الحكاية لأقتلنك، ولو كنت في تخوم الأرض، وما دام خبرها مستورًا، فأنت آمن على نفسك، امضِ الآن حيث شئت، وتركني ودخل، فعلمت أنه يقدر على ذلك، بأن يدس أحد من يطيعه ويعتقد فيه ما يعتقده فيقتلني، فما حكيت الحكاية إلى أن قُتل!»
وقصةٌ ثالثةٌ، يبدو فيها الراوية متهكمًا ماجنًا ساخرًا من كلِّ القيم الإنسانية.
فراسل أبا سهل بن نوبخت يستغويه، وكان أبو سهل من بينهم مثقفًا فهمًا فطنًا، فقال أبو سهل لرسوله: هذه المعجزات التي يظهرها قد تأتي فيها الحيل، ولكن أنا رجلٌ غزلٌ، ولا لذة لي أكبر من النساء وخلوتي بهن، وأنا مبتلى بالصلع، حتى إني أطول قحفي وآخذ به إلى جبيني، وأشده بالعمامة، وأحتال فيه بحيلٍ، ومبتلى بالخضاب لستر المشيب، فإن جعل لي شعرًا ورد لحيتي سوداء بلا خضاب، آمنت بما يدعوني إليه كائنًا ما كان! إن شاء قلت: إنه باب الإمام! وإن شاء الإمام! وإن شاء قلت: إنه النبي، وإن شاء قلت: إنه الله!
قال: فلما سمع الحلَّاج جوابه آيس منه، وكفَّ عنه، قال أبو الحسن: وكان الحلَّاج يدعو كلَّ قومٍ إلى شيءٍ من هذه الأشياء التي ذكرها أبو سهل!»
ثم يقول: «وأخبرني جماعةٌ من أصحابنا أنه لما افتُتن الناس بالأهواز وكورها بالحلَّاج، وما يخرجه لهم من الأطعمة والأشربة في غير حينها، والدراهم التي سماها دراهم القدرة، حدثتُ أبا علي الجبائي بذلك، فقال لهم: هذه الأشياء محفوظةٌ في منازل يمكن الحيل فيها، ولكن أدخلوه بيتًا من بيوتكم لا من منزله هو، وكلفوه بأن يخرج منه جزرتين، فإن فعل فصدقوه.
فبلغ الحلَّاج قوله، وأن قومًا قد عملوا على ذلك، فخرج عن الأهواز!»
وتمضي قصص الخصوم هادفةً مجرحةً، يصعد بها الرواة إلى راوٍ أخير، لا يذكر اسمه، وإنما يذكر نعته، وهو أنه من الثقاة!
ثم أظهر أنه قد زمِن، فكان يحبو ويُحمل إلى المسجد حتى مضت سنةٌ على ذلك، وتقرر في النفوس زمانته وعماه، فقال لهم بعد ذلك: إني رأيت في النوم كأن النبي ﷺ يقول لي: إنه يطرق هذا البلد عبدٌ صالحٌ مجاب الدعاء، يكون عافيتك على يده وبدعائه، فاطلبوا إلى كلِّ من يجتاز من الفقراء، أو من الصوفية، فلعل الله أن يفرج عني على يد ذلك العبد وبدعائه، كما وعدني رسول الله ﷺ، فتعلقت النفوس إلى ورود العبد الصالح، وتطلعته القلوب، ومضى الأجل الذي كان بينه وبين الحلَّاج، فقدم البلد فلبس الثياب الصوف الرقاق، وتفرد في الجامع بالدعاء والصلاة، وتنبهوا على خبره، فقالوا للأعمى: فقال: احملوني إليه، فلما حصل عنده وعلم أنه الحلَّاج، قال له: يا عبد الله إني رأيت في المنام كيت وكيت، فتدعو الله لي، فقال: ومن أنا وما محلِّي؟ فما زال به حتى دعا له ثم مسح يده عليه، فقام المتزامن صحيحًا مبصرًا! فانقلب البلد وكذا الناس على الحلَّاج، فتركهم وخرج من البلد، وأقام المتعامي المتزامن فيه شهورًا، ثم قال لهم: إن من حق نعمة الله عندي، ورده جوارحي عليَّ أن أنفرد بالعبادة انفرادًا أكثر من هذا، وأن يكون مقامي في الثغر، وقد عملت على الخروج إلى طرسوس، فمن كانت له حاجةٌ تحملتها، وإلا فأنا أستودعكم الله، قال: فأخرج هذا ألف درهمٍ فأعطاه، وقال: اغزيها عني، وأعطاه هذا مائة دينارٍ، وقال: اخرج بها غزاةً من هناك، وأعطاه هذا مالًا، وهذا مالًا، حتى اجتمع ألوف دنانير ودراهم، فلحق بالحلَّاج فقاسمه عليها!»
ولا يكتفي خصوم الحلَّاج بهذا، بل يضعون على لسانه كلماتٍ يتهم فيها نفسه، بأنه يتعلم السحر، ولماذا يتعلمه، ليدعو به الخلق إلى الله!
قال: وكان على الشط كوخٌ وفيه شيخٌ كبيرٌ، فسأل الحسين بن منصور، هل عندكم من يعرف شيئًا من السحر؟ قال: فأخرج الشيخ كبة غزلٍ، وناول طرفه الحسين بن منصور، ثم رمى الكبة في الهواء، فصارت طاقةً واحدةً، ثم صعد عليها ونزل، وقال للحسين بن منصور: مثل هذا تريد؟ ثم فارقني ولم أره بعد ذلك إلا ببغداد.»
حتى الروايات التاريخية التي تنطق بصدق الحلَّاج وترفعه، ونفوره مما ينسب إليه من الخوارق، يحاول الرواة إرضاءً للسياسة العامة أن يعقبوا عليها بكلمات الشك والتجريح!
قال: فأخذ خالي يحادثه وأنا صبيٌّ جالسٌ معهما أسمع ما يجري، فقال لخالي: قد عملت على الخروج من البصرة، فقال له خالي: لِمَ؟ قال: قد صير لي أهل هذا البلد حديثًا، فقد ضاق صدري وأريد أبعد منهم، فقال له: مثل ماذا؟ قال: يروني أفعل أشياء فلا يسألوني عنها، ولا يكشفونها، فيعلمون أنها ليست كما وقع لهم، ويخرجون فيقولون: الحلَّاج مجاب الدعوة، وله مغوثاتٌ، قد تمت على يده ألطافٌ، ومن أنا حتى يكون لي هذا؟ بحسبك أن رجلًا حمل إليَّ منذ أيامٍ دراهم، وقال لي: اصرفها إلى الفقراء فلم يكن يحضرني في الحال أحدٌ، فجعلتها تحت باريةٍ من بواري الجامع إلى جنب أسطوانةٍ عرفتها، وجلست طويلًا فلم يجئني أحدٌ، فانصرفت إلى منزلي وبتُّ ليلتي، فلما كان من غدٍ جئت إلى الأسطوانة وجعلت أصلِّي، فاحتف بي قومٌ من الفقراء، فقطعت الصلاة وشلت البارية فأعطيتهم تلك الدراهم، فشنعوا علي بأن قالوا: إني إذا ضربت يدي إلى التراب، صار في يدي دراهم، قال: وأخذ يعدد مثل هذا، فقام خالي عنه وودعه ولم يعد إليه، وقال: هذا مُنَمَّسٌ وسيكون له بعد هذا شأنٌ، فما مضى إلا قليلٌ حتى خرج من البصرة وظهر أمره.»
وأبو العباس بن عطاء يزيد الأمر غموضًا وإبهامًا، فيجعل من عجائب الحلَّاج، أو من كراماته سرًّا يجب أن يُصان، وأن يضن به على غير أهله.
ومصرع الحلَّاج أيضًا تحيط به الخوارق أو الكرامات، كما يتحدث الرواة، فجسده يبقى ساعاتٍ حيًّا بعد قطع رأسه؟ ودمه يخط على الأرض … لا إله إلا الله!
وعندي أن أروع خوارق الحلَّاج أو كراماته هي فدائيته وبطولته الصادرة في إيمانٍ عميقٍ، وثباتٍ رهيبٍ، وصبرٍ معجزٍ، أمام هولٍ من العذاب لا يحتمله بشرٌ!
لم يضعف، ولم يهن، ولم يتراجع، ولم يغفل لسانه أو قلبه لحظةً أو سائحةً عن ذكر الله، والتغني بحبه.
والحلَّاج بعد هذا من أصحاب الرياضات والمجاهدات، بل هو قمةٌ شامخةٌ في المجاهدات والرياضات الروحية، حمل نفسه فيها على الصعب الأشق، وهي طريقٌ ينبت دائمًا هذه الخوارق، أو هذه الكرامات.
والخارقة أو الكرامة من الأمور التي يكاد الإجماع ينعقد على جوازها للصفوة الممتازة المختارة، من المؤمنين البررة، يجريها الله سبحانه على أيديهم، تثبيتًا لهم، إو إظهارًا لمقامهم، فضلًا منه سبحانه وكرمًا.
والصوفية يجعلون الكرامة من طبيعة حياتهم الروحية المضيئة، ويقولون: إن الولاية لم يدعها في الإسلام سواهم، وهي آية صدقهم وتقواهم.
ولكن الصوفية مع هذا لا يكبرون من شأن الكرامة، ولا يعتزون بالخارقة، بل يرونها من أنواع الابتلاء، وأن الوقوف معها من علامات النقص.
والكرامة الكبرى عندهم هي ترقيهم في معارج الكمال الخلقي والروحي، وثباتهم في هذه المعارج، وتذوقهم لها، مع حفظ جوارحهم وقلوبهم وألسنتهم حفظًا ربانيًّا، هو علامة الرضا، وآية القبول، ودليل الكرامة الأعلى.
يقول سهل بن عبد الله التستري: «أكبر الكرامات أن تبدل خلقًا مذمومًا من أخلاق نفسك بخلقٍ محمودٍ.»
ويقول أبو القاسم الجنيد: «إن الاتكال على الكرامات أحد الحجب التي تمنع المختار من النفوذ إلى صومعة الحق المحجبة.»
ويقول أبو الحسن الخرقاني: «الكرامات أول مراحل ألف في الطريق إلى الله.»