السلطان الثاني عشر
وُلِدَ عام ٩٥٣، وجلس على سرير الملك عام ٩٨٢ وهو ابن تسعة وعشرين سنة، فجدد العهد مع دول الإفرنج. وفي سنة ٩٨٣ﻫ، هجم على بلاده عساكر المجر فردَّهم عنها خاسرين، وامتلك منهم بعض قلاع وبلاد ضمَّها إلى ولاية بوسنه، وفي سنة ٩٨٤، أخضع جزائر الغرب وبلاد فاس إلى الخلافة العظمى، وفي ٩٨٥، حصلت ثورة داخلية في إيران تطاير شرارها إلى الحدود، فأرسل من طرف الصدارة لأمراء الكرد والكرج رسائل تضمنت النصح لإزالة الهياج والفساد فأطاعوا، وفي سنة ٩٧٥ تجاوزت عساكر العجم حدود بلاد الدولة، فردعهم عنها في حرب شديدة أسعر نارها عليهم في صحاري حلب وهزمهم، ثم تأثَّرهم حتى مدينة تفليس، وبعد ذلك استأنفت دولة العجم القتال، فكسرتها العساكر السلطانية وانتزعت منها ولايتي شروان والضاغستان، وفي السنة ذاتها ثار أمير القرم وشق عصا الطاعة لأوامر الدولة العلية، فقهره السلطان، وأوقع به وبجنوده الخزي والفشل، ثم حدثت حرب في جهة الروم إيلي مع النمسا، فانتصرت عليها العساكر العثمانية، وسلخت منها قلعتي يانق وتاتار حصار، ثم عادت بعدئذ إلى القسطنطينية رافعة علم الفوز، وناشرة راية النصر، وفي مدة سلطنته عصت عساكر الأليكشارية نحو اثنتي عشرة دفعة، فأطفأ شرهم، وأخمد عصيانهم باللطف والملاينة وتفريق الأموال عليهم. وكان يحب النساء حتى أولد منهن مائة وخمسة عشر ولدًا، ثم عرض له عارض فُجائي توفي بسببه عام ١٠٠٣، ودفن بجوار جامع أجيا صوفيا في تربته المخصوصة. عليه رحمة الله ورضوانه.