السلطان السابع والعشرون
ولد عام ١١٣٧ﻫ، وجلس سنة ١١٨٧، وأخذ منذ جلوسه في تسكين الفتن الداخلية، وإعداد مهمات القتال، وتقوية المعاقل والحصون، ثم جرَّد جيشًا جرارًا لمقاتلة الروس سلَّم قيادته للصدر الأعظم، وبعد عدة وقائع كان الفوز بها للعساكر الشاهانية، حدث شغب بين الأليكشارية أودى بهم إلى شق عصا الطاعة، والتمرد على قائدهم، فتركوه في ساحات المعركة وعادوا إلى القسطنطينية، ولما أُعلم الباب العالي بما كان؛ أصدر أمره بعقد الصلح. وقد تم ذلك بمعاهدة تعرف بمعاهدة «كوجك قانيارجه»، كان من أحكامها تخويل الاستقلال للتتر في جهات القرم والقوبان، وأن تترك للروسية ممالك «قبارطاي وكرجستان»، وأن تكون ولاية الأفلاق والبغدان ممتازة، ثم حدث اختلاف شديد بين أمراء القرم أفضى بينهم إلى حمل السلاح، وكان ذلك بدسائس الروسية التي أخلَّت بمعاهدة كوجك قانيارجه، وحمَلت الدولة العلية على محاربتها محافظةً على تلك المعاهدة، فساقت الجيوش واستولت على أكثر بلاد الروسية، بعد أن استرجعت قرمان وأزوم والبغدان. وفي سنة ١٢٠٣، توفي السلطان، ودُفِنَ في تربته الشريفة بجوار بغجه قبوسي. عاش ٦٦ سنة، قضى منها ١٦ عامًا على سرير السلطنة، رحمه الله وأفاض عليه سحاب رضوانه.