إلى الأرض
اذكر يا إنسان أنك تراب وإلى التراب تعود
أَنَا مِنْكِ جُزْءٌ غَيْرَ أَنِّي
عَلِقَ السُّهَى وَالنَّجْمُ جَفْنِي
بِي مِثْلُ مَا بِكِ مِنْ أَسًى
وَيَفُوقُ مَا بِكِ بَعْضُ شَأْنِي
هَذِي فُصُولُكِ لَمْ تَفُتْـ
ـكِ هُمُومُهُنَّ وَلَمْ تَفُتْنِي
أَنَا لِي شِتَاءٌ مِنْ شَقَا
ئِكِ غَارِقٌ بِسِيُولِ مُزْنِ
لِلرِّيحِ فِيهِ تَأَوُّهٌ
وَتَفَجُّعٌ تَحْتَ الدُّجُنِّ
فَإِذَا تَفَلَّتَ مَادَتْ الـ
ـدُّنْيَا بِكُلِّ أَشَمَّ رَعْنِ
وَأُحِسُّ أَنَّ يَدَ الشَّقَا
ءِ تَدُقُّ بِي أَجْرَاسَ حُزْنِ
أَنَا لِي رَبِيعٌ أَنْوَرُ
يَخْتَالُ بِالذَّيْلِ الرَّفَنِّ
لَا يَنْقَضِي إِلَّا وَيَرْ
جِعُ بِالْحَبُورِ وَبِالتَّمَنِّي
أَنَا سِرُّكِ الْمَكْنُونِ لَا
أَدْرِي أَأَحْزَنُ أَمْ أُغَنِّي
•••
يَا أَرْضُ هَا أَنَا حَافِلٌ
بِجَمِيعِ مَا بِكِ مِنْ تَجَنِّي
تَلِدِينَ ثُمَّ تُشَيِّعِيـ
ـنَ بَنِيكِ مِنْ دَفْنٍ لِدَفْنِ
وَأَنَا أَبُو الْآمَالِ كَمْ
شَيَّعْتِ مِنْ أَمَلٍ أَغَنِّ
أَنَا مِنْكِ جُزْءٌ غَيْرَ أَنَّ
الْحُسْنَ أَكْوَابِي وَدَنِّي
أَسْمُو إِلَيْهِ وَلَا أَدِيـ
ـنُ إِذَا أَدِينُ لِغَيْرِ حُسْنِ
أَنَا مِنْكِ لَكِنْ لَا أُحِبُّـ
ـكِ فَالتُّرَابُ أَلِيفُ وَهْنِ
فِكْرِي الْغَمَامُ الْأَبْيَضُ الْـ
ـمَتْرُوكُ فِي الْفَلَكِ الْمُرِنِّ
وَبِجَانِبِيَّ صَبَّابَةٌ
لِكَوَاكِبِ اللَّيْلِ الْأَجَنِّ
فَكَأَنَّنِي مِنْهُنَّ أَوْ
فَكَأَنَّهُنَّ قُدِدْنَ مِنِّي